اعتصم نزلاء السجن المركزي في محافظة الضالع أمس الثلاثاء في ساحة السجن، احتجاجاً على عدم تنفيذ النيابة محكومياتهم وتحويل البعض منهم للمحكمة.
وذكر مصدر في السجن المركزي لـ"أخبار اليوم" أن أكثر من 200 سجين من نزلاء قسم المحكوميات نفذوا اعتصاماً مفتوحاً بساحة السجن ورفضوا الانصياع لإدارة السجن بالدخول إلى العنابر والأقسام، كما قاموا بإحراق البطانيات والفرش والثياب والإضراب عن الطعام المقدم لهم من السجن.
وأفاد المصدر أنه تم التواصل مع مدير أمن المحافظة لإطلاعه على الأمر الذي سبق رغم أنه عرض عليه في الاعتصام السابق وأبدى تفهمه لمطالبهم القانونية.
وطالب المحتجون بإقالة رئيس نيابة الاستئناف ورئيس المحكمة ومحاسبتهم على مخالفاتهم القانونية، مؤكدين احتفاظهم بحقهم القانوني في مقاضاة المذكورين وكافة المتورطين في التنكيل بهم والتلاعب بقضاياهم.
إلى ذلك انتشرت قوات الأمن العام والمركزي حول السجن المركزي ومحاصرته من كل الجهات، تحسباً لأي طارئ أو تطور لأحداث السجن، لكنها لم تتدخل في شؤون المعتصمين.
غير أن أحد السجناء الذي كان يهاتف "أخبار اليوم" من داخل السجن بالتلفون قال إن قوات النجدة والأمن المركزي التي تواجدت بقوة صعدت من حدة موقفها في وقت لاحق من مساء أمس، في محاولة لفض الاعتصام وإدخال المعتصمين بالقوة إلى عنابرهم، مشيراً إلى أنها كانت بكامل جاهزيتها بالعصي والقنابل المسيلة للدموع وغيرها، فيما يرفض السجناء فض الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم بإنزال لجنة من صنعاء للتحقيق في تلك المطالب المشروعة - حد وصفه.
وقال - وهو نزيل محكوم عليه بالسجن لثمان سنوات بتهمة القتل- إنه استكمل محكومتيه وبات عليه أكثر من سنتين منذ أن صدرت الأحكام بالإفراج عنه بالضمان التجاري، ولكن النيابة ومحكمة الاستئناف رفضتا التنفيذ، فيما تجاوز البعض سنوات عدة وهم يقبعون في السجن المركزي دون أن تنفذ محكومياتهم التي صدرت من محاكم قعطبة والحشاء وجحاف والبعض منهم لم يحالوا للمحكمة، لأسباب قال إنهم يجهلونها وجرى تغيير رؤساء المحاكم والنيابات التي قضوا بسجنهم وهم على ذات الحالة.
كما أشار إلى حالة الوضع المتردي، وخاصة في جانب التغذية والرعاية الصحية، مؤكداً أن النزلاء السجن يعيشون حالة مجاعة حقيقية - حد وصفه- نظراً لندرة ورداءة الأطعمة التي تقدم لهم.
ما تجدر الإشارة إليه هو أن نزلاء السجن المركزي بالضالع سبق وأن نفذوا اعتصامين مماثلين خلال الفترة القليلة الماضية .