أقدم مسلحون مجهولون صباح أمس الأربعاء بمهاجمة حافلة كانت تقل عدداً من أفراد وضباط من منتسبي جهاز الأمن السياسي بمدينة خور مكسر عدن ـ بالرصاص الحي أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة 7 آخرين.
وقالت مصادر محلية لـ"أخبار اليوم" إن الشهيدين هما سائق الحافلة المدني "باسل عبدالله المهدي والجندي هاني محمد صالح"، في حين أصيب كلاً من "مراد علي سعيد الخطيب، عماد رياض، إسماعيل يحي محمد، أيمن رياض، ملهم فاروق، غمدان محمد علي، سامي محمد عبدالله".
وأضافت المصادر أن المهاجمين المجهولين أطلقوا النيران بكثافة، مستهدفين الحافلة التي تقل أفراد الأمن السياسي أثناء مرورها جوار مدرسة "خليفة" بمدينة خور مكسر، الأمر الذي أدى لمقتل السائق على الفور، وخروج الحفلة عن السيطرة واصطدامها بجدار أحدى المباني ليصاب بقية الجنود الذين كان معظمهم من المستجدين.
وأكدت المصادر أن الجندي "محمد صالح" توفي إثر إصابته برصاصة أسعف على إثرها للمستشفى إلا أنه توفي داخل غرفة الإنعاش.
وتفيد المعلومات الواردة من عدن أن المسلحين المجهولين كانوا يستقلون سيارة "هايلوكس" غمارتين، لا تحمل أرقاماً، وفور وصولهم إلى جانب الحافلة قاموا بإطلاق النيران بصورة كثيفة.
واستنفرت الأجهزة الأمنية بالمحافظة بعد الحادث وسط تكتم شديد حول تداعياته وأسبابه، وتجري إلى الآن التحريات للبحث عن المنفذين.
 الحادثة الإجرامية لقيت استنكاراً وإدانة واسعة في الوسط الاجتماعي والسياسي بمحافظة عدن.. حيث يعتبر أبناء عدن هذه الحادثة دخيلة على بيئة وسكينة المحافظة، ونتيجة للانفلات الأمني الذي تشهده عدن، وتعتقد بعض الأوساط أنه متعمد ومنظم ووقوف شخصيات نافذة وراء هذه الحادثة.
وتأتي حادثة استهداف الجنود من منتسبي الأمن السياسي بعدن ضمن سلسلة اغتيالات تنفذها عناصر مجهولة من ضمنها العملية التي استهدفت العقيد الشهيد حسين الشبيبي في مديرية الشيخ عثمان في مساء الـ 25/12/2011..
 وكعادتها الأجهزة الأمنية فشلت في القبض على تلك العناصر أو معرفة الجهة التي فروا إليها رغم أن الحادثة وقعت في مديرية خورمكسر التي تتمركز فيه قيادة امن عدن.
إلى ذلك عبرت العديد من الأوساط الاجتماعية في محافظة عدن عن سخطها الشديد إزاء الأعمال الإرهابية التي تستهدف منتسبي الأمن بشكل عام وأبدت تلك الشخصيات في اتصالاتها مع "أخبار اليوم" من قلقها الشديد من تكرار نفس السيناريو الذي جرى في محافظة أبين الذي انتهى بسقوط عاصمة المحافظة "زنجبار" نتيجة الفلتان الأمني الذي كانت تعيشه المحافظة آنذاك..
وطالبت تلك الشخصيات الأجهزة الأمنية في المحافظة القيام بدورها في الحفاظ على الأمن وكشف تلك العناصر.. داعية أيضاً أبناء عدن بشكل عام التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن العناصر المسلحة والخارجة عن القانون.