شهد شارع جمال عبدالناصر بمحافظة تعز صباح أمس الخميس وقفة احتجاجية لأسر الشهداء والجرحى، أكدوا خلالها رفضهم لمشروع قانون الحصانة الممنوح للرئيس صالح ورموز نظامه والذي من المقرر أن يناقش غداً السبت في مجلس النواب.
ورفع المشاركون في الوقفة صور الشهداء وكروت حمراء مكتوب عليها (لا حصانة لقاتل)، كما هتفوا بمحاكمة النظام ورموز حكمه وكل من يثبت تورطه بقتل شباب الثورة اليمنية.
واعتبر المشاركون بالاعتصام قانون الحصانة خيانة لدماء الشهداء ومنافٍ لكل الشرائع السماوية التي تحافظ على تلك الدماء كما اعتبروا كل من يصوت على القانون شريكاً رئيسياً في الجرائم التي ارتكبها نظام صالح.
واعتبر الدكتور/ عبد الله الذيفاني ـ رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز ـ في كلمة ألقاها بالمناسبة قانون الحصانة بمثابة تشريع لقطع الطرق وهتك الأعراض وسفك الدماء والاعتداء على الحقوق والحريات.
وناشد الذيفاني أعضاء مجلس النواب ومن يحملون في قلوبهم الإيمان بالله والولاء للوطن وللإنسانية وشرائعها وقوانينها أن يقفوا وقفة مسئولة وتاريخية ضد هذا القانون.
وتابع الذيفاني : ما لم فأنا أدعو جماهير الثورة لاعتبار هذا المجلس من مجالس الطغيان وعليهم أن يستمروا في رفع أصواتهم ضد هذا المجلس وضد الطغاة والمجرمين.
ودعا شباب الثورة إلى عدم الاستماع إلى الأصوات النشاز التي تحاول أن تفرق صفوفهم وتنقل المعركة إلى داخلهم وعليهم أن يظلوا في خندق واحد من أجل الهدف الذي خرجوا من أجله والنصر قريباً بإذن الله ـ حسب قوله.
من جانب آخر استقبلت ساحة الحرية بعد عصر أمس مسيرة أبناء مديرية شرعب السلام الراجلة والتي انطلقت من عدة عزل بالمديرية وقطعت 38 كم.
وعبر أبناء السلام من خلال اللافتات التي رفعوها والشعارات التي رددوها عن رفضهم القاطع لقانون الحصانة وتضامنهم مع أسر الشهداء والجرحى وإيصال رسالة لشعوب العالم مفادها أن لا حصانة لقاتل.
إلى ذلك نظم عدد من علما ء تعز عصر أمس ندوة مفتوحة بساحة الحرية تطرقوا في مجملها إلى الأوضاع التي تمر بها البلاد وواجب الشعب اليمني تجاه هذه المستجدات, حيث أكد الشيخ عقيل المقطري في الندوة التي عقدت تحت عنوان (ملامح الربيع العربي وواجبنا نحوه) ـ أكد أن هناك مخططاً يهدف لشق الساحات، داعياً بذات الوقت الشعب اليمني للتفاعل بإيجابية في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأضاف المقطري أن مشاريع التوريث التي كان معمول بها بالوطن العربي قد انتهت وسقطت بفعل الثورات العربية التي أحدثت تغييراً. في الوعي والمفاهيم.. مردفاً: وهذا الوعي العربي أسقط عدة أنظمة كما في تونس ومصر وليبيا واليوم في اليمن.
وأشار الرجل إلى أن الثورة العربية لن ينجو منها أي نظام عربي.. متابعاً: إن إسقاط النظام لا يعني إسقاط الرأس فقط بل إسقاط النظام بكل رموزه وأدواته وأساليبه، مشبهاً هذا النظام بالمرض الخبيث والذي إن لم يتم استئصاله عاد ليقضي على الإنسان كله.
بدوره أكد الشيخ/ عبدالرحمن سعيد في ورقته التي قدمها بعنوان (الربيع اليمني وطرق ازدهاره) ـ أكد أن ثورة الربيع هي ثورة العزة والكرامة والإباء ضد الفاسدين الذين كانوا يظنون أنهم سيدوسون الناس بأقدامهم ولا أحد يقدر عليهم، حتى انطلقت ثورة اللااات والتي لم تضع مكانة لهؤلاء المستبدين.
من جانبه أشار الشيخ/ علي القاضي في ورقته (الربيع اليمني وواجبنا نحوه) إلى الواجبات التي يجب أن يلتزم بها الثوار وأهمها اللجوء إلى شرع الله وسنة رسوله وتحكيمهما، إضافة إلى الاصطفاف الشعبي وتوحيد الكلمة، داعياً بذات الوقت الشباب إلى أن يكونوا رمزاً في التآخي والتفاني والحفاظ على منجزات الثورة.