البعث السوري وخيانة القضية الأحوازية واستعراضه الشعارات واجتراء عكسها :الطائفية تصرع القومية .. حكاية سعيد هادي ومعصومة الكعبي ؟!

2008-10-08 00:33:05

* داود البصري

من المعروف أن نظام البعث السوري هو من أكثر الأنظمة الشمولية استعراضا للشعارات و تمسكا بها و مخالفتها في نفس الوقت ! فهو يتحدث كثيرا عن حرية الأمة العربية و إنعتاقها بينما يمارس في الواقع أدوارا خطرة للغاية في تعويق الأمة و تكسيحها عبر اللجوء لمختلف الوسائل التآمرية للنخر من الداخل عبر تشجيع و دعم الجماعات و التيارات التكفيرية المتطرفة و تسهيل تحركاتها بل و تقديم كل المساعدات اللوجستية لها رغم أنها قد إنقلبت على صانعيها و باتت تضرب خبط عشواء لصعوبة السيطرة عليها و توجيهها.

وحديث الدجل القومي الذي يميز قيادة البعث السوري حديث طويل و شائك و بملفات معقدة للغاية ، فكل الجعجعة الإعلامية المزورة عن مواقف قومية لا يوجد ما يؤكدها أو يدعمها بل العكس هو الصحيح تماما من خلال مراقبة تفاعلات الأحداث في الساحتين العراقية و اللبنانية خلال العقود الأربعة الأخيرة.

فاحتلال لبنان جاء بالتواطؤ مع قوى لا علاقة لها بالعمل القومي من بعيد أو قريب و الخلاف التاريخي الطويل و اللدود مع نظام البعث العراقي الراحل عبر عن نفسه من خلال إتخاذ مواقف إنتقامية متبادلة لم تراع خلالها المصلحة القومية و لا حتى القطرية ، فقد تحالف النظام السوري مع النظام الإيراني منذ بداية الثمانينيات رغم إعلان نظام طهران الواضح و الصريح بأن هدفه النهائي و الستراتيجي هو إنهاء نظام حزب البعث!.

ومع ذلك كان هنالك تحالف ستراتيجي ما زال قائما بين نظام الولي الخراساني الفقيه و نظام البعث السوري!! و هو تحالف ذو أبعاد طائفية لا علاقة له أبدا بكل الشعارات التحررية ، لقد إدعى النظام السوري طويلا بأنه يساند قضية تحرير الشعب العربي في الأحواز و يتبنى تلك القضية و يدعم المناضلين الأحوازيين الهادفين لتثبيث الثقافة العربية واحتضان العالم العربي و الخروج من شرنقة التفريس و التجهيل و سرقة الموارد و الحقوق و حقهم التام الواضح و الصريح في تقرير مصيرهم بعيدا عن أية وصاية كانت و بموجب المواثيق و الأعراف الدولية و الإنسانية.

ولكن يبدو أن النظام السوري وهو يعيش تداعيات فوضاه الداخلية و مواجهة استحقاقات و ملفات المرحلة القادمة الصعبة قد تخلى حتى عن ورقة التوت و باشر بإتباع سياسة ذيلية مخجلة لنظام طهران و أرتضى لنفسه أن يكون وكيلا أمنيا للنظام الإيراني ليقوم بتصفية و مطاردة أحرار الشعب الأحوازي و إعتقالهم و تسليمهم لنظام الحليف المعمم في خروج واضح ومخجل عن كل الشعارات القومية المزيفة الذي ظل يتعيش على بضاعتها لعقود طويلة و هي أسوأ نهاية و أبشع منقلب للنظام ، فقد قام النظام السوري في وقت سابق بتسليم المناضل العربي الأحوازي سعيد هادي لأجهزة الأمن الإيرانية كما قام النظام أيضا بفعلة نكراء تتمثل في منع سفر واعتقال و تسليم السيدة الأحوازية ( معصومة الكعبي ) و أولادها الخمسة الصغار في مطار دمشق بينما كانوا في طريقهم للدانمارك لنيل اللجوء هناك و من ثم تم تسليم الأسرة الصغيرة و عن طريق جهاز المخابرات السورية لأجهزة الأمن الإيرانية في قرصنة واضحة غير منطقية و لا مقبولة و قد مرت بصمت رغم أنها جريمة إختطاف واضحة ليست بجديدة في عرف نظام المخابرات.

فقد تم تغييب واعتقال العديد من المعارضين و الأحرار و كان أحدهم السيد شاكر الدجيلي العراقي الأصل و السويدي الجنسية و الذي اختفى من مطار دمشق بينما كان في طريقه للعراق قبل أربعة أعوام!! و مسألة الخطف و التغييب هي واحدة من أبشع الملفات التي يصمت عنها الرأي العام الدولي ، و تضامن نظام البعث السوري مع نظام العنصريين القوميين الاستئصاليين في طهران لن يجدي نفعا و لن يمنع الحركة التحررية المستعرة للشعب العربي في الأهواز المحتلة بل سيصعد من جذوة النضال و الكفاح ففي حرية الأهواز الجواب الشافي على كل مؤامرات و دسائس و أحابيل نظام طهران ، و ستنهار كل معادلات التحالف الفاشية ضد حرية الشعوب و في طليعتها الشعب العربي الحر في الأحواز ، فتلك حتمية التاريخ .

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد