عضو الجمعية العمومية للمجلس الوطني لقوى الثورة الشيخ الحميقاني في حوار خاص لـ"أخبار اليوم":

الحوثي جناح من أجنحة إيران داخل اليمن

2012-02-13 04:30:49 حاوره/ عارف العمري


قال الشيخ/ عبدالوهاب بن محمد الحميقاني - عضو الجمعية العمومية للمجلس الوطني لقوى الثورة: على الدولة أن تردع الحوثي عن عدوانه للسلفيين في دماج، لأنهم (الحوثيون) جماعة متمردة على النظام والقانون، مؤكداً أن استمرار السكوت عما يقوم به الحوثي وجماعته ليس خطراً على السلفيين فقط، بل على مؤسسات الدولة التي ننشدها، مشيراً إلى أن الحوثي لو أراد أن يكون مواطناً فلن يمنعه أحد.
الشيخ عبدالوهاب بن محمد الحميقاني - أستاذ أصول الفقه بجامعة الإيمان ومركز الدعوة العلمي وعضو هيئة علماء اليمن، وعضو الجمعية العمومية للمجلس الوطني, ورئيس مكتب منظمة الكرامة لحقوق الإنسان باليمن, والأمين العام لمؤسسة الرشد الخيرية باليمن- التقته "أخبار اليوم" في العاصمة صنعاء لمناقشة عدد من القضايا السياسية والشرعية، وأجرت معه الحوار التالي.. فإلى الحصيلة:

* بداية كيف تقيم الخطاب الانتخابي للمرشح التوافقي المشير عبدربه منصور هادي؟

- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. المشير/ عبدربه منصور جاء به القدر إلى واقع ومنصب ومكان، أما أن يرفعه في تاريخ اليمن ويخلده في صفحاته, وإما أن يرديه التاريخ اليمني المعاصر في أسفل صفحاته, ولذلك المكان الذي تيسر له إن صح التعبير يجب على المشير منصور أن يؤدي المهمة التي أوكلت إليه على أكمل وجه, ويكفي أنه توافق عليه الجميع ورضيه الجميع وأصبح مرشحاً وحيداً, فإن أصبح رئيساً قادراً على التغيير وقادراً على أن يقود اليمن إلى بر الأمان, والى تطهير اليمن من الفساد والإفساد، فلا ريب أنه سيكون بذلك قد قدم لبلده وأمته خدمة لن ينساها له التاريخ, وإن عجز أو تكاسل أو توانى أو ترك الحبل على الغارب للفساد والمفسدين بحجة المداراة التي تصل إلى درجة المداهنة، فأنا أقول إن هذا الواقع سينعكس عليه بالوبال, وستكون هذه خيانة للمسؤولية التي أوكلت إليه أمام الله أولاً ثم أمام الشعب ثانياً.
وحقيقة الخطاب الذي بدأ به هادي حملته الانتخابية نرحب به, ونرحب بالخطاب الهادي الذي يدعو إلى التصالح ويدعو إلى جمع الكلمة, وهذا شيء محمود, لكن التصالح مع الشر أحياناً مشكلة, فالالتقاء مع الشر في منتصف الطريق والتصالح مع الخطيئة والرذيلة ومع الفساد مشكلة, وإذا كان التصالح أن يطهر المفسد من فساده ويؤوب إلى رشده, ويرد الحقوق إلى أهلها فحيا به من تصالح, ولكن الإشكالية في أن يبقى المفسد في إفساده والمصلح في دعوته للإصلاح والتغيير ونسمي هذا توافقاً أو تصالحاً.
نحن نريد التصالح الحقيقي الذي ترجع فيه الحقوق إلى أهلها, ويقف فيه الفاسد عند حده, ويسلم وظيفته إلى الأمة أو ممثل الأمة ليرى لها الشخص المناسب, فالوظيفة العامة ليست ميراثاً وليست ملكاً لا حد.

*  النائب يقول إنه قائم بأعمال رئيس الجمهورية وليس رئيساً للجمهورية وعندما يكون رئيساً سيتخذ صلاحياته الواسعة.. فلماذا تستعجلون على الإصلاحات؟

- نتمنى ذلك من النائب، ولو أتينا للواقع مهما كانت المبادرة، فبموجب القانون وبموجب الدستور صالح مازال هو الرئيس, ويجب أن نضع الأمور في نصابها, وعبدربه القائم بأعمال الرئاسة, ولكن يبقى السؤال: أين المشكلة؟.. إن هادي الآن موكل إليه كل أعمال الرئاسة وكل قرار يتخذه الآن هو قرار شرعي بإقرار صالح وتوقيع صالح, ويفقد تلك الصلاحيات عندما يعود صالح, لكن إن تسلم له كل السلطات ثم يقول أنا لست الرئيس "صح"، لكن كل مهام الرئاسة موكلة إليك وعندك الشرعية الشعبية والدولية والقانونية والدستورية أن تمارس كافة صلاحيات الرئيس.

* لكن بعد 21 فبراير سيصبح عبدربه رئيساً فعلياً.. كيف تنظر إلى يوم 21 فبراير كحدث مفصلي في تاريخ اليمن؟

- أنا لا أريد أن انقل نقلة تشاؤمية, ولكن من خلال المسيرة والتجارب التي مرت بها اليمن يجب أن نتوجس ونحذر من كل شيء, ونحن لا نريد أن يتفاءل الناس تفاؤلاً كبيراً ثم يصابون بنكسة ارتدادية يصعب عليهم تجاوز أثارها, ثم يستسلموا للفساد والمفسدين مرة أخرى, بل يجب أن نتوقع ونكون في إصرار على التغيير والمضي في أهداف الثورة إلى بر الأمان مهما وجدت من معوقات, و21 فبراير هو من سينقل اليمن أما إلى نقلة وإما إلى نكسة, أما نقلة نوعية من ماضي إلى مستقبل، من ظلام إلى نور، من ضيق إلى سعة, وهذا هو الأصل والناس ما خرجت إلى الساحات إلا لهذه المطالب, وما بعد 21 فبراير هو من سيبين قيمة 21 فبراير.

*      هل ستشاركون في 21 فبراير؟

- نعم.. سنشارك فيه.

*      هناك بعض التيارات السلفية تدعو إلى تحريم الانتخابات بشكل كلي؟

- هناك فرق بين أن أشارك في الانتخابات أو لا أشارك كرأي سياسي, وكل الأحزاب تتخذ هذا الموقف, لكن هناك فرق في أن يكون عندي موقف شرعي من الانتخابات وموقف سياسي.

* ماذا تقصد؟

- أنا أتصور أن هناك خلطاً ومزجاً بين الانتخابات كآلية وبين الديمقراطية كمبدأ, فالانتخابات هي آلية وهي طريقة انتخاب بالقلم أو بالصوت, وهناك في أوروبا تجرى انتخابات الكترونية عن طريق الجوال, فالانتخابات تقيس مدى رضا أو اختيار هذه الأمة لهذا الشخص, ولا ريب أن في الإسلام, بل وعند أهل السنة والجماعة جميعاً وهذا الذي يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يصبح الإمام إماماً إلا برضا واختيار الجمهور الأعظم من المسلمين, وميزة الشورى الإسلامية أن ما يسمى بتجسيد إرادة الشعوب أوسع من الديمقراطية, لأن الديمقراطية أغلبية نسبية أما الشورى الإسلامية في اختيار الحاكم، فلابد من أغلبية حقيقية, فالانتخاب هي آلية لمعرفة اختيار الناس لهذا الشخص, أما أن اختار فلاناً أو لا اختاره أو أشارك في الانتخابات أو لا أشارك كموقف احتجاجي هذه مسائل أخرى, ولعل ما نأى بالمدرسة السلفية في الماضي عن الانتخابات هو مساهمة النظم الحاكمة بإعلامها وفسادها وإفسادها واستبدادها, وجعلت الكثير من القوى لا تحلم في الوصول إلى الحكم وكأن الطريق مسدود والنتيجة محسومة, فكان هناك بعض الناس تجد عنده مبررات عدم المشاركة بأنها انتخابات محسومة سلفاً.

*       هل ستتجهون إلى تشكيل حزب سياسي على غرار حزب النور في مصر؟

- الموضوع قيد الدراسة والإشكالية في أن المدرسة السلفية كغيرها من المدارس متباينة الرأي في هذا الموضوع, وهو تباين يكاد يكون شديداً إلى درجة المانع منعاً قطعياً, والمسارع مسارعة غير متأنية, ومابين ذلك من المتوسط, لكن أقول أن الموضوع تعد له بحوث شرعية وتعد دراسات من عدة جهات سلفية وربما يعقد لقاء في الأيام القادمة يكرس لمناقشة ماهية التصور, والسلفيون وصلوا إلى نقطة اتفاق وهو أن وجود كيان سياسي محل اتفاق, لكن نقطة الخلاف الذي تدور هو مسألة التحزب وأثرها , حيث أن الحزبية لها ضريبة لاسيما عند الدعاة الإسلاميين سواء عند التجمع اليمني للإصلاح وغيره من الجهات الإسلامية, وهي أن الداعية ينحصر في بوتقة ضيقة, وخصوصاً أن الداعية يحمل رسالة للأمة, والأيام القادمة كفيلة بتبلور رؤية سلفية يتفق عليها الجميع.

*      من هي الجماعات السلفية التي تتجه نحو تشكيل حزب سياسي؟

- ليس هناك جماعات بعينها, وهناك فهم خاطئ في تصنيف السلفيين, حيث ينسب السلفيون إلى مؤسساتهم كالحكمة والإحسان, ويمكن أن نصنف السلفيين في اليمن إلى قسمين السلفية الحركية والسلفية التقليدية, فالسلفية الحركية موجودة عند الحكمة والإحسان والدعوة إلى تشكيل حزب موجود في الإحسان وموجود في الحكمة والمعارض موجود هنا وهناك, وكذلك سلفية أبي الحسن متجهون نحو السلفية الحركية وإن كانوا مروا بمرحلة السلفية التقليدية - أن صح التعبير- وناقشت أبو الحسن ووجدت عنده رؤية بتشكيل حزب سياسي, ووجدته قد قفز قفزات كبيرة، فالسلفيون متباينون في كل مؤسساتهم مابين الرأي الموافق والرأي المتحفظ والرأي المخالف.

*  بعض مشائخ المدرسة التقليدية يقولون إن الدين ثابت والسياسة متغير وإنه من الصعب التوفيق بين السياسة والدين؟

- أنا انظر إلى أن هذا الكلام أقرب إلى العلمانية منه إلى الإسلام, لأن مشكلتنا مع العلمانية ليست في نهضة الأمة وتطورها, بل المشكلة في أن العلمانية قالت إن الدين لا دخل له بالسياسية وحاسبت الإسلام كما حاسب الغرب الكنيسة, الذي كان دينهم في الكنائس يعارض التقدم ويقف ضد إرادة الشعوب, فأنا ممكن احكم على سياسة بعينها أنها سياسة قذرة، لكن ليس هناك ما يسمى بالسياسة القذرة, هناك ما يسمى سياسة سلطانية تكلم عنها علماء المسلمين التي تخضع لرأي السلطان, وهناك سياسة شرعية, والسياسة السلطانية أو ما تسمى بسياسة الدول في المصطلح الحديث أو السياسة المعاصرة هذه هي التي تحمل في طياتها الصواب والخطاء, وفصل الدين عن السياسية مقولة علمانية لا مقولة إسلامية, وان رددها بعض السلفيين فهو يقع في مقالات العلمانيين من حيث يشعر أو لا يشعر.

*      في حال تم تشكيل حزب سلفي في اليمن كيف ستكون مشاركة المرأة فيه؟

السلفيون واغلب الإسلاميين نظرتهم إلى المرأة ليست نظرة ظالمة كما يراها البعض, ولكن مبدأ المساواة في المدرسة السلفية مرفوض، هذه قاعدة متفق عليها كل أطياف المدرسة السلفية, بل أنهم يرون أن لفظة المساواة لا وجود لها في المبادئ, والمبادئ لما تطلق، إما مبادئ محمودة بإطلاق وإما مذمومة بإطلاق, فالعدل محمود بإطلاق والكذب مذموم بإطلاق, وهناك مبادئ لا تذم بإطلاق ولا تمدح بإطلاق, فالمساواة قد تكون مظهراً من مظاهر العدالة أو مظهراً من مظاهر الظلم, فالمساواة بين متماثلين هو العدل وإذا كانت المساواة بين مختلفين فهذا هو الظلم, ولذلك أنا أقول لك لا وجود للمساواة المطلقة, فنحن نرى أن المرأة لا تساوي الرجل وذلك ليس نقصاً في حق المرأة، لكن فسيولوجية المرأة وخلقتها وطبيعتها ليست كالرجل, وبالتالي فإذا اختلفت الماهية والخلقة في شيء اختلفت وظيفته, وإذا اختلفت وظيفته اختلفت حقوقه وواجباته, وبالتالي ستضع المرأة في المكان الذي حددته لها الشريعة الإسلامية.

  • - نرحب بالخطاب الهادي الذي يدعو إلى التصالح وإلى جمع الكلمة


*  البعض يرى أنه لا يجوز للمرأة أن تشارك في الحياة إلا بقلمها، بينما البعض يرى حرمة ذلك جملة وتفصيلاً.. فكيف تقرأ أنت ذلك؟

- مشاركة المرأة في الانتخابات محل خلاف، هل صوتها تزكية أم شهادة وهذه قضية قابلة للأخذ والرد, والخلاف الأكبر في كونها مرشحة, أما بالنسبة لمشاركة المرأة في الثورة، فمن قال بأن الإسلام يمنع خروج المرأة, الإسلام جعل للمرأة ضوابط في خروجها ومشاركتها وفي عملها, فمن وجهة نظر شرعية ما المانع من أن المرأة تخرج في احتجاج مادام أن للمرأة مسيرة خاصة وهي محتشمة في سيرتها، محتشمة في ذهابها وإيابها, امرأة لها مطلب صائبة؟ ما المانع الشرعي والأصل في المعاملات الإباحة؟ ومن قال غير ذلك فعليه أن يأتي بالدليل, فإذا خرجت المرأة أو اعتصمت, فيبقى السؤال ماذا تطالب به هذه المرأة؟ كيف خرجت هل سافرة أم متبرجة؟ أتحفظ لا على ذات الخروج، ولكن على كيفية الخروج.

*      كيف قرأت دور المرأة في ثورة الشباب الشعبية السلمية؟

موقف المرأة ليس مذهلاً لنا نحن اليمنيين فحسب, بل هو مذهل للعالم, وأهم رسالة استفدتها ويستفيد منها غيري أن حجاب المرأة المسلمة والتزامها لا يعيق وعيها ولا يعقيق فهمها ولا يعيق تطورها السياسي ولا يعيق تطورها الاجتماعي, ولذلك المرأة اليمنية التي خرجت منقبة وكانت على مستوى من الوعي والطرح والمطالبة بالحقوق هذه أعطت رسالة قوية وهي أن الإسلام بأحكامه ليس كما يصوره البعض بأن الحجاب والنقاب قد ربما يعيق المرأة عن مسايرة التطور والنهضة, وهذا الإعجاب وجدته في جنيف عندما كنا في زيارة للأمم المتحدة والتقينا بعرب منهم جزائريون وتونسيون وكان السؤال الذي وجه لي من ما سر وعي المرأة عندكم رغم محافظتها؟.. وقالوا منظر المرأة في اليمن كان ملفتاً وداعياً للتساؤل, ويكفي أن المرأة اليمنية وافقت بين الاحتفاظ بتعاليم دينها وبين مشاركتها الفاعلة دون أن تنحصر في زاوية معينة, وهذا الذي نريده من المرأة، فالمرأة اليمنية لها جهد مشكور ويكفي أن رأس النظام اغتاظ من موقف المرأة حتى أساء إليها بتلك الألفاظ التي سمعها الجميع.

*      هناك قتال في صعدة وحجة بين أهل السنة والحوثيين.. فهل اليمن مرشحة لفتنة طائفية؟

- نساءل من الله أن يجنب بلادنا ويلات الحروب, فالحروب إذا قامت واشتعلت رحاها لا تأكل إلا بشراً ولا ريب أن الحرب ليست تسلية لأي جهة وعلى العقلاء في اليمن أن يبذلوا كل جهدهم لمنع هذه الفتنة ومنع اتساع دائرة هذه الحرب.

*      كيف نوقف هذه الحرب؟

- لو أن السلفيين هم الذين اعتدوا على الحوثي لوجدتني أول شخصاً يقف أمامهم, الحوثي مواطن يمني والسلفيون مواطنون يمنيون وكذلك المواطنين في حجة الذين يعتدى عليهم هم مواطنون يمنيون, لكن الحوثي أصبح جماعة مسلحة بترسانة ثقيلة متمثلة في الدبابات والمصفحات والمدافع.

*  الحوثيون مدافعون عن أنفسهم ولو أرادوا أن يدمروا دماج لدمروها في 24 ساعة - بحسب كلام حسن زيد- فكيف تقول إن السلفيين مدافعون عن أنفسهم؟

- مثل هذا الكلام لا أساس له من الصحة, الحوثيون هجموا على دماج أكثر من مرة وهم عجزوا عن اقتحامها والقبائل مدافعة عن دماج, والحقوقيون ذهبوا إلى دماج وصعدة وتقريرهم قرئ في ساحة التغيير وهم من مشارب شتى وأحد أعضاء اللجنة قال من على منصة ساحة التغيير على أساس لا يقال إنه سلفي أو إخوان مسلمين قال بالحرف الواحد أنا لا أصلي لله ركعة يقولها عن نفسه، الذين ذهبوا هم تشكيلة مختلفة, المجلس الوطني شكل وفداً وكانت رشيدة القيلي من ضمن الوفد ورجعوا بنفس الصورة .
السلفيون هم مواطنون سواء في صعدة أو في غيرها والسلفيون يجب أن يكونوا مواطنين, فإذا أراد الحوثي أن يمارس حقوق المواطنة فلن يمنعه أحد, ولكن واجب الدولة أن تردع الحوثي عن عدوانه, وأتساءل ما هي صفة الحوثي اليوم هل هو دولة؟ أم مخول مختار من الشعب؟ أم معين من مؤسسات الدولة كمحافظ أو قائد محور؟ ما هي صفته؟، إنها جماعة متمردة على النظام والقانون، فإذا أردنا أن الحوثي يرتدع فعلى الدولة أن تقول للحوثي أن يرفع النقاط في صعدة والجوف, ويرفع الإتاوات التي يأخذها الحوثي على المزارع والمحلات, ومن يكون حتى يملك الدبابات؟ وبصفته من حتى يعين مدراء المديريات وغيرها؟ وأنا أقول إن استمرار السكوت عما يقوم به الحوثي ليس خطراً على السلفيين، بل خطراً على دولة المؤسسات التي ننشدها.

  • - سأشارك في الانتخابات.. و21 فبراير هو من سيقرر مصير اليمن


*      هل تعتقد أن الحوثي يتلقى دعماً محلياً أو خارجياً؟

- دعمه الخارجي لا يكاد يخفى وقبل أيام ذكرت الصحف المحلية والخارجية تقريراً إستخباراتياً وذكرت عن نشاط إيران في اليمن, فعلى مستوى النشاط الإعلامي مؤسسات إعلامية بكاملها تمول وأحزاب سياسية تمول وشخصيات برلمانية وأكثر من ثلاثين شخصية كبيرة مرتبطة بإيران, ثم نأتي ونقول الحوثي ليس مدعوماً إذا كان قضية صعدة تطرحها إيران في طاولة المفاوضات, وإذا حصل إشكاليات بين النظام السابق والحوثيين أو بين السعودية والحوثيين يتدخل وزير الخارجية الإيراني, فمن يقول غير ذلك هو يقفز على الواقع , فالحوثي جناح من أجنحة إيران داخل اليمن.

*      والسلفيون في كتاف يقال بأنهم يتلقون دعماً سعودياً أليس كذلك؟

- نحن ضد تمويل خارجي للاقتتال, نحن ضد تمويل السعودية وضد تمويل إيران, لكن أن صح التمويل من السعودية وأنا لا اسلم به, فيبقى السؤال من الذي دفعهم إلى أن يستلموه, الذي دفعهم هو الحوثي بتصرفاته, وانا اقول للحوثي ياحوثي كف أذاك عن الناس وعندما تأتي قبائل أو غيرهم يعتدون عليك إلى قراك ستجد الشعب اليمني يقف معك ومعى مظلمتك, لكن أن تكون شخصاً مسلحاً تقطع الطريق وتنهب الأموال وترغم الناس وتفرض السلطات ثم تريد الناس أن يتفرجوا, ولولا أن الدولة سكت فترة لما وجد هذا التحالف القبلي في كتاف يقاتل الحوثيين ووجود القبائل بسبب غياب الدولة.


  • - كلام زيد ليس صحيحاً.. والحوثيون هجموا على دماج أكثر من مرة وهم عجزوا عن اقتحامها والقبائل مدافعة عن دماج


*      الحوثي يرفع شعار النصر للإسلام.. فكيف تحاربونهم؟

- الخوارج عندما خرجوا على الإمام علي كانوا يرفعون شعار "إن الحكم إلا لله" وكان الإمام يقول لمن يعاتبونه في قتال هؤلاء شعارهم كلمة حق أريد بها باطل, الناس لا يحكمون على الشعار، فعندما أرفع شعار وتكون ممارساتي عكس ذلك الشعار "النصر للإسلام" وأقوم بتهجير المسلمين وتشريد المئات من بيوتهم وأهدم المدن وأرغم الناس بالإتاوات وأسفك الدم الحرام وأرغم الناس على ما لا يشتهون، ثم أقول النصر للإسلام, فهذا شعار يخفي في باطنه الخبث والعداء وليس النصر.

*      هل تقصد أن المشروع الحوثي مشروعاً تدميرياً؟

- أي جماعة تريد أن تتسلح وتستغل جزءاً من اليمن وتحكمه حسب ما تريد هذه خطر على اليمن.

*  هناك جماعة تنتهج نفس نهج الحوثي في السيطرة والتسلح بغض النظر عن العقيدة وهي جماعة "أنصار الشريعة".. فكيف تنظر إلى ذلك؟

- أنصار الشريعة هم أعلنوا عن أنفسهم أنهم أنصار للشريعة، ولكنهم محسوبون على تنظيم القاعدة, ولكن هذه الجماعة الموقف السياسي منها والموقف الدولي موحد، لأن أمريكا ضدها بعكس الحوثي, وهذا لا يبرر أعمالهم وتصرفاتهم ونحن نتفق مع هؤلاء في المطالبة بتطبيق الشريعة، ولكن هناك فرق في أنك تطالب بتطبيق الشريعة وترغم الناس على ذلك وترتكب أخطاء شرعية في الوصول إلى تطبيق الشريعة, تطبيق الشريعة لا يتم إلا بإقناع الأمة وإقناع المجتمع ومطالبة الجهات السياسية, وتطبيق الشريعة يحتاج إلى جهد جماعي للأمة أجمع, وقرارات الحرب وحمل السلاح إذا تركت للأحداث ولكل شاب ولكل من أراد أن يفرض شيئاً بالسلاح يصبح مشروعاً تدميرياً أكثر مما هو مشروعاً إصلاحياً، سواء قامت به القاعدة أو قام به الحوثي, ومن حق القاعدة ومن حق الحوثي أن يوصل صوته وأن يوصل مطلبه، ولكن نقطة النزاع هي استخدام السلاح ولذلك النظام السابق ظلم "أنصار الشريعة" ولذلك أنا أرى أن من أسباب انتشار هذا الفكر هو الظلم الواقع في السجون التي لم تعد إصلاحيات، بل هي مدارس لتخريج فئات منتقمة, فعندما تجد 600 شخص داخل الأمن السياسي أو الأمن القومي بلا محاكمة ولا قضاء، نحن نريد القضاء نحن نريد دولة مؤسسات, فهذا مما ساعدهم ولذلك هي فرصة أدعوهم وأدعو الحوثي أن يرموا السلاح جانباً ومن له مطلب يطالب والمجال مفتوح, وعندما تأتي جهة تريد أن تسكت صوتاً ما، فنحن ضد هذه الجهة التي تريد أن تكمم أفواه الناس, فمن حق أي جهة أن تكون لها مطالب، لكن ليس من حقها أن ترفع السلاح.

*      رسالة أخيرة تود قولها؟

- رسالتي أوجهها لعموم الشعب اليمني الذي عانى الكثير في الماضي، أدعوهم إلى تضافر الجهود لإخراج اليمن من هذه الأزمة, ورفع الوعي لأن مسالة التغيير ليست ضغطة زر, والمشاكل الأمنية والاقتصادية تحتاج إلى مرحلة وتزمين حتى نجتازها, وأدعو إلى اجتماع الناس على ما يصلحهم وأن نغلب لغة الحوار فيما بيننا, ونتجنب العنف ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف", ونسأل من الله أن يجنب اليمن الفتن ما ظهر منها وما باطن.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد