الشيخ/ أحمد بن حسين بن عبدالله الفضلي ـ نجل نائب السلطنة الفضلية أبين ـ لـ"أخبار اليوم":

لغة السلاح انتهت والحوار هو انسب وسيلة لمعلجة الاوضاع

2012-02-23 03:53:51 حاوره/ علي الصبيحي


الشيخ/ أحمد بن حسين بن عبدالله الفضلي 


عرفت أبين قبل الاستقلال 1967 بالسلطنة الفضلية التي كانت إلى الشرق من عدن وهي ثلاثة ألوية: لواء المنطقة الغربية وأهم المدن فيه زنجبار والكود ولواء المنطقة الوسطى وأهمها شقرة ميناء السلطنة ولواء المنطقة الشرقية أهم مدنه الوضيع ـ أمصرة ـ أرض المراقشة وأرض أهل حنش".
وكانت هناك أكثر من 20 دائرة حكومية تسيرها نظم وقوانين السلطنة الفضلية التي كان آخر سلاطينها "السلطان ناصر بن عبدالله بن حسين الفضلي ـ وهناك نشأ الشيخ/ أحمد حسين بن عبدالله الفضلي ـ في كنف والده السلطان حسين الفضلي نائب السلطنة وشقيق السلطانين ـ أحمد ـ وناصر الفضلي..
 والشيخ/ أحمد حسين الفضلي من مواليد منطقة "شحارة ـ أبين" عام 1940م تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة جبل حديد بعدن تم التعليم المتوسط في زنجبار وأكمل تعلميه الثانوي في عدن بثانوية "الريزميت" لطفى جعفر أمان حالياً، ثم واصل تعليمه في مصر وبعدها تلقى دورة طويلة في أساسيات العمل الشرطوي في مدينة لندن بريطانيا عام 1965 ـ وألحقها بدورة أخرى في شرطة أعالي البحار ـ عاد إلى أرض الوطن ليغادر مجدداً إلى السعودية في 23 ـ 8 ـ 1967م وعمل في عدة وظائف وميادين في عدد من الأقطار الأوروبية والعربية عاد لليمن 23/8/1994م، كان للصحيفة معه هذا الحوار، فإلى النص:


نرحب بك ضيفاً عزيزاً ـ اليمن قاب قوسين أو أدنى من الانتخابات الرئاسية كيف ينظر الفضلي لها؟
ـ شكراً لكم أولاً.. ثانياً: مهما تكن الظروف وما هي عليه الأحوال، إلا أن صندوق الاقتراع هو الفيصل وما دمنا قررنا أن يكون اليمن بلداً ديمقراطياً فلا سبيل إلى ذلك إلا الانتخابات، لاسيما وأنها تختلف هذه المرة عن سابقاتها وستكون هي الفاصل في كل الأمور لأنها وليدة نضال لشعب أراد إصلاح المسار، لذلك أنا أشجع هذه الانتخابات وأدعو إليها كل يمني يحب الوطن ويحب أن يرى يمناً جديداً.

× ماذا عن الذين يدعون لمقاطعة الانتخابات أين يمكن أن يصنفهم الفضلي؟
ـ شوف يا ابني: أي شخص أو مجموعة لهم الحرية فيما يختارون ومن يريد أن يقاطع له الحق لكن هل مقاطعة الانتخابات ستحقق مكاسب للوطن أو ستخدم قضايا الشعب؟ لا بل العكس تماماً أنها ستعرقل عملية الإصلاح والحقيقة أتعجب لمن ينادي بالمقاطعة، لأنه يا بني تصور أن مجلس التعاون الخليجي وأميركا وأوروبا ومجلس الأمن كل هؤلاء اجتمعوا وعملوا لنا حلاً لأزمة اليمن وتأتي أنت وتقول لا للانتخابات فهل في هذه الحالة أقول عنك أنك تحب وطنك وأن عقليتك سليمة؟ طبعاً لا.

× لكن هناك من يشكك في مقدرة نائب الرئيس ومرشح الرئاسة عبدربه منصور في إحكام سيطرته على مقاليد الحكم؟
ـ الأخ/ عبدربه منصور هادي من الشخصيات القليلة المؤهلة عسكرياً، له دورات في بريطانيا وروسيا ومصر، رجل جمع بين الشرق والغرب ويمتلك خبرة عسكرية كبيرة، لكن دائماً الذي لا تكون بيده المحفظة لا يستطيع أن يحكم.. أما إذا ما استلم عبدربه المحفظة وصار هو المتصرف فيها هو وحكومته فانه سيمسك بزمام الأمور وسيصنع تاريخياً جديداً لليمن وعندها سيعالج كل القضايا العالقة.

× عفواً شيخ أحمد بعض قيادات أنصار الحراك الجنوبي يرون أن مصلحة الجنوب تكمن في مقاطعة الانتخابات؟.

× أولاً أنا أريد أن أعرف كم يوجد معنا حراك؟، بجد أنا إلى اليوم ما قدرت أفهم هذا الحراك هل هو حزب أم ثورة؟ إذا كان ثورة ويريدوا أن يفرضوا آرائهم على الآخرين فهذا مرفوض وهذه الطريقة انتهت من زمان وما عاد تصلح، مقاطعاً هم يريدون استعادة دولة الجنوب العربي، هذا الذي ينادي بدولة الجنوب العربي يبدو أنه لا يعيش في عالمنا، دولة الجنوب العربي قد ماتت ودفناها بعد الاستقلال وأتت بعدها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ثم الجمهورية اليمنية، فالذي يريد أن يخدم قضيته لا يأتي بأفكار مخالفة للواقع أو يعالج الأمور بالخطأ.

× هل أن نجاح الانتخابات يعني ضياع القضية الجنوبية؟
ـ هذه وجهة نظر ولا يحق لنا أن نصادرها، لكن بالمقابل على أصحابها الاستماع لوجهات نظر الآخرين وإذا ما كان هناك اختلاف نبحث عن الحكم الفيصل بيننا، أما أن يفرض قلة رأيهم على الأخر ونحن نتمسك بوجهة نظرنا ثم يأتي ويمسك لنا العصا ويضربنا هذا ليس صحيحاً وبالتالي الحل هو صندوق الاقتراع، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة والفاصلة التي تعتبر الانتخابات فيها بوابة لحل كل القضايا وأولها قضية الجنوب.

× من وجهة نظرك هل سيأتي يوم يتحد فيه أبناء الجنوب على رأي ويتفقون فيما بينهم؟
ـ للأسف الشديد لا وأقولها عن دراية وتجربة وأعطيك مثالاً: عندما كنت في الحرس الوطني بعدن أيام الانجليز كان عندنا في المكتب مقدم انجليزي وهو صحفي وكنت أنا أمثل الحرس الوطني بشقيه الأول والثاني وكان أحمد السياني ـ الله يرحمه ـ يمثل الجيش ـ فمن الأعمال التي كلفني بها المقدم والصحفي الانجليزي أن أقدم له تقريراً مفصلاً لكل قبيلة وفخيذة، كم عدد أفرادها في الحرس وكم عدد أفرادها في الجيش وكان ذلك في أواخر عام 62 وعندما ذهبت فتشت في ملفات الأفراد، فوجئت أن نصف الجيش بالعدد والرقم هم عوالق ـ ونصف الحرس بالرقم هم عوالق وشاءت الصدف أن نلتقي في عام 63 بالمستر جيمس قائد الحرس وكان ذلك في بريطانيا ومعي حينها عبدالله صالح سبعة ـ وأحمد محمد المقطري وأثناء الغداء تحدثت إلى مستر جميس وأخبرته بأن هناك مشكلة ستقع في الجيش والحرس إذا خرج الانجليز لأن بقية القبائل لن ترضى أن يبقى العوالق نصف الجيش ونصف في الحرس ـ لكن مستر جميس قال لي ولكنهم مخلصون لنا ـ فأدركت أن الانجليز هم من أسس قواعد لأبناء الجنوب ليختلفوا والكل يعرف ما صار بعدها ومنذ ذلك الوقت وأهل الجنوب مختلفون ولا يتفقون على شيء..

× ألا تعتقد أن الجنوبيين تعلموا من الماضي دروساً قاسية وأصبحوا اليوم أكثر وعياً؟
ـ تفكيرنا في الجنوب لم يتغير إلى اليوم وأنا أذكر مقولة لضابط سياسي انجليزي كان أحور قال لي: "بريطانيا استعمرت قرابة ثلثي العالم طيلة 600 عام وكان ينزل الجندي البريطاني وبعده ينزل القسيس ويبنوا كنيسة ويبشروا بالديانية المسيحية، لكن لما أتينا أرض باكزام لأول مرة في تاريخ بريطانيا ندفع لقاضي مسلم لكي يعلم الناس دينهم" وأنا الآن أقول لك أن أبناء الجنوب مازالوا يجهلون الكثير من المفاهيم ولم يرتقوا بعد إلى مستوى العقلانية وهذا ما سهل الاختلاف بينهم.

× من المستفيد من عرقلة الانتخابات وإفشالها؟
ـ المستفيد هم بقايا النظام ـ فالعسكري يستفيد من بيع الرصاص لأنه لا توجد محاسبة ـ وصاحب الإمداد مستفيد من بيع مخصصات الأفراد وكل مفسد مسؤول يسخر ما تحت يده لمنفعته، مقاطعاً والحراك ما هي مصلحته في المقاطعة؟
الحراك هذا لا يدري أين تكمن المصلحة، لأنه لا يملك رؤية ولا برنامج وسيظل يتخبط حتى يضيع مصالح الجنوبيين.

× هناك تخوف وقلق من حدوث عنف مع بداية الانتخابات بل يتوقع البعض سقوط اليمن في نفق مظلم؟
ـ شوف نحنا قد وصلنا إلى الحضيض ولا يوجد شيء بعد الحضيض إلا النهضة ـ والله سبحانه وتعالى هو المسير للأمور وكل شيء بقدر، فعلينا أن نؤمن بالله وأنا متفاءل وأرى أن اليمن ستخرج من محنتها وأن الانتخابات ستنجح ولن يصير إلا خيراً بإذن الله وأدعو كل من يحب اليمن أن يشارك في عملية الاقتراع وعلى كل من يدعو للمقاطعة أن يسأل نفسه أولاً ما هو البديل؟

ـ هل تعتقد أن هناك أطرافاً خارجية تسعى إلى تمزيق اليمن وتحول بينه وبين الاستقرار؟
ـ لا أستبعد ذلك، فأي جهة أو طرف له مصلحة، فإنه سيسير خلف مصلحته، لكن الأهم من ذلك أن يعرف كل يمني أين تكمن مصلحته.

× إذا سمحت لي شيخ أحمد أن أنتقل بك إلى مسقط رأسك ـ ما الذي يجري اليوم في أبين؟
ـ ما يحدث في أبين يحتاج إلى ساحر يكشف لنا الحقيقة.. لكن في أي حدث أو مشكلة دائماً يجب علينا أن ننظر من المستفيد منه عندها سنعلم من يقف خلف الأحداث.

مقاطعاً أعذرني ولكن هناك من يعتقد أن شخصيات من أبين مستفيدة من أحداث أبين ومن أولئك الشيخ طارق الفضلي؟
ـ أنا أختلف مع كل من يلقي بالتهم على الآخرين بدون إثبات، الشيخ/ طارق ابن عمي وهو أعرف مني وأنا بايعته كشيخ لي ولو رأيت منه أي عيوب كنت أول من يختلف معه ـ لكن لا استطيع أن أحكم عليه في ظل الأوضاع الحالية، فأنا أبني أحكامي على الظاهر أما أن ألقي الكلام جزافاً فذلك غير مقبول ـ ثم أين تكمن الفائدة؟ بيوتنا مدمرة ومزارعنا أحرقت.

× أنتم رموز السلطنة الفضلية لم تحركوا ساكناً في أحداث أبين.. لماذا؟.
ـ أهل فضل دولة وقبائل من زمان " والله يرحمه الشيخ/ عاتق الكلدي كان يقول لنا..
أنتم أهل فضل ما في يوم تقولوا أنكم كسرتوا، ونحن في يافع نقول: "تقاتلنا مع أهل فضل وكسرنا" وطبعاً كنا دائماً نتقاتل مع يافع ـ فرديت عليه وقلت له نحنا نقول التقينا يعني ننسحب، وهو مأخوذ من المفهوم العكسري "انسحاب تكتيكي" أما أنتم ما فيش عندكم تخطيط وأن أقول لك اليوم في هذه المرحلة الحالية نحنا التقينا دولة وقبائل لأننا كنا معتمدين على أن هناك دولة تحمي جميع الناس، لكن للأسف هذه الدولة لم تكن دولة ولم تقم بدورها، الجيش والأمن والشرطة انسحبوا من أبين لماذا؟
لأن هذه الخطة لم تكن وليدة اليوم ـ ولو نعود بالذاكرة قليلاً.. القاعدة بدأوا بمعسكرات في حطاط قبل 12 سنة من أجل أن يجعلوا عدن مهددة ـ وأن الطريق الرئيسية لجميع المحافظات ليست آمنة ـ وبعدها تم تنفيذ بقية المخطط فمن المستفيد من هذا كله؟ فأنا ألقي اللوم على الدولة التي لم تستطع حماية أراضيها وكما قلت لك هذا لأنها ليست دولة.

× لكن النظام يزعم أن أفراد القاعدة هم من أبناء القبائل في أبين؟
ـ جزء من هذا الكلام صحيح وليس كله قد يكون هناك أفراد من أبين وبعض القبائل، لكن الكثير من عناصر القاعدة هم من خارج أبين، أما الذين من أبين فإنهم يسمون أنفسهم أنصار الشريعة وعندما تأتي جماعة وتقول أنها تريد أن تحكم بشرع الله بالتأكيد ما في حد يعترض ويقول لا أريد شرع الله ـ ثانياً دور الفرد والقبيلة ينتهي عندما يكون هناك دولة وبالتالي تقع مسؤولية الحماية على الدولة وليس على القبيلة، فإذا كنت أنا عجزت عن حماية مزرعتي 63 فداناً أحرقتها صواريخ الجيش وأتلفت شجر الموز والمانجو والليمون من سيعوضني وممن أحمي نفسي من الجيش أو من القاعدة ـ فأحداث أبين أحداث سياسية أكثر مما هي حرب.

× هل هذا يعني أنكم عاجزون عن حماية أبين؟
ـ طبعاً ـ لأني من النوع الذي لا يؤمن بالعنف وأي خلاف أو نزاع أعتقد أن الحل هو الحوار فهو أنسب وسيلة للعلاج وأنا لي أكثر من سنتين أحاول أن أسس جمعية اسمها إصلاح ذات البين ـ تقوم على الجوار لأن لغة السلاح انتهت من بعد ما طلع وخرج الاستعمار.

× ماذا عن القبائل لماذا لا تقوم بواجبها في حماية أبين؟
ـ في قول اعتقد أنه شعر يقول: "لا أنا بديلي حد ولاحد دولتي وما دولتي إلا من ملا كفي قروش".. وهذا ينطبق على حالنا اليوم ـ المصلحة هي المقدمة على كل شيء لا توجد وطنية، فاليمني عندما يخرج من اليمن ينتسب إليها وعندما يعود إلى الوطن ينتسب للقبيلة، لذلك مسؤولية تطهير أبين وإعادة أمنها واستقرارها وإعمارها تقع على عاتق الدولة.

× الانفلات الأمني في عدن من يقف وراءه؟
ـ رأس النظام وفلوله وكل من يمتلك سلاحاً وهناك محاولة لتحويل مديريات عدن إلى قبائل قبيلة المعلا ـ وقبيلة حي السعادة وقبيلة كريتر وقبيلة الشيخ عثمان وبدل أن تفقد عدن مدنيتها وحضارته وبدل أن يسود فيها القانون والنظام تصبح عدن قبيلة تحكمها لغة السلاح.

كيف ينظر الشيخ/ أحمد حسين الفضلي لثورة الشباب؟
شوف يا ابني في سنة 2001م كانت السفيرة البريطانية في صنعاء عندي في المزرعة وكنت أتحدث معها عن الفساد والمفسدين فقالت لي نحن نعرفهم على واحد واحد ونعرف كل ما يدور في اليمن ـ لكن الشعب ساكت وأنتم لا تحركون ساكناً ماذا نفعل لكم "أحمد" هل تريدني أستدعي السفير الألماني والسفير الفرنسي ونخرج في شوارع صنعاء ونعمل مظاهرات بالنيابة عنكم؟ انتهى كلامها ولو قلت لك يا ابني "علي" أنه تنتابني أحاسيس وتوقعات ثم يأتي يوم وأجدها تتحقق على أرض الواقع، مثلاً عندما طلع علي عبدالله صالح إلى سدة الحكم في 78م كنت عند صديقي عبدالله سبعة العولقي في صنعاء وكنا نتناول العشاء وفجأة شفت صورة علي عبدالله صالح وفي التلفزيون لأول مرة وأنا، أعرفه ولا عندي أي فكرة عنه قلت لصديقي سبعة "هذا والله أعلم كيف باتكون اليمن في حكمه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
ممثل اليونيسف في اليمن: 4.5 مليون طفل خارج المدرسة يشكلون قنبلة موقوتة.. والادعاءات الحوثية تفتقر إلى الدليل

أعرب بيتر هوكينز، ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، عن قلقه من أن وجود 4.5 مليون طفل دون تعليم يعتبر قنبلة موقوتة تهدد مستقبل البلاد. وأوضح أن مزاعم ميليشيا الحوثي الإرهابية بأن "اليونيسف" وشركاء الأمم المتحدة يتآمرون لتدمير مشاهدة المزيد