مع تزايد أعدادهم إلى عدن ومناطق أخرى..

نازحو أبين.. معاناة مستمرة ومناشدات بسرعة التفاعل مع احتياجاتهم

2012-03-12 04:31:48 استطلاع/ نايف زين


يتزايد عدد النازحين القادمين من محافظة أبين إلى محافظة عدن وغيرها من المحافظات والمناطق الأخرى وتتزايد مع هؤلاء جملة الهموم والمشاكل والاحتياجات في ظل غياب الاهتمام الحقيقي والتفاعل الملموس من قبل جهات الاختصاص والمنظمات الإنسانية والصحية والحقوقية ما انعكس سلباً وبشكل مؤلم على عدد كبير من العائلات التي توافدت وتتوافد على محافظة عدن تحديداً فإلى أي مدى بلغت هذه المعاناة؟ هذا ما سنحاول تسليط الضوء عليه في سياق هذا الاستطلاع:

نكد وتشريد من منازلنا.
الأخت/ سلامة علي "نازحة" تحدثت بمرارة قائلة:
هكذا هو حالنا نكد وتشريد من منازلنا ومناطقنا وغياب للدعم والتفاعل مع احتياجاتنا.. المسؤولون لا يعيروننا أي اهتمام وإن كانت هناك من مواد إغاثية وتموينية وغذائية وصحية فالجزء الأكبر يتم الاستيلاء عليه من قبل هؤلاء المسؤولين الفاسدين الذين يتاجرون بآلامنا ومأكلنا واحتياجاتنا وسوء أوضاعنا.. نحن اليوم الآلاف من أبناء أبين أصبحنا نقيم في المدارس والمرافق العامة في عدن ومناطق أخرى فإلى متى نظل في هذا الواقع المؤلم؟ إلى متى نظل ضحايا الصراعات والأزمات والمخططات السياسية.. نشكركم على هذه التغطية؟!

استمرار تدفق النازحين من أبين.
الأخ/ الدكتور/ فيصل عبدالخالق ـ أستاذ جامعي، وأحد نازحي أبين المتواجد في عدن ـ تحدث قائلاً:
هناك تدفق كبير للنازحين إلى محافظة عدن جراء تطورات الأوضاع والأحداث في أبين.. ومع هذا التدفق تظل المعاناة كبيرة لهؤلاء القادمين وكذلك لأولئك المقيمين في عدن منذ أشهر طويلة وإن جئنا للحديث عن ما قدم وحجم التفاعل، أستطيع القول بأن هناك تخبطاً وعشوائية ورؤى خاطئة في توزيع المعونات سواء الغذائية أو غيرها.. هناك جزء من النازحين حصلوا على معونات وجزء كبير لم يطالهم شيء ومع تطلعاتنا ومناشدتنا بسرعة وضع الحلول والمعالجات اللازمة والمطلوبة لهذا الجانب فنحن نتطلع إلى تعويض النازحين والعمل على إعادة إعمار زنجبار وما جاورها وسرعة إعادة النازحين، خصوصاً في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشونها في عدن وبقية المحافظات والمناطق الأخرى.. هناك عائلات بأعداد كبيرة، أصبحت موزعة بين مدارس عدن وهناك من لجأ إلى استئجار منازل بمبالغ كبيرة غير مقدور عليها سواء في عدن أو في غيرها من المناطق الأخرى.. معاناة ومأساة عشرات الآلاف من نازحي أبين كبيرة ومؤلمة ومطلوب مزيداً من التغطية الإعلامية والصحفية، شاكراً لصحيفة "أخبار اليوم" هذه الفرصة.


تزايد عدد النازحين

ويضيف الأخ/ سامي عبدالله ـ نازح من مدينة جعار ـ قائلاً:
"كلما صفت غيمت" هذا هو الحال والواقع ولسان حال الآلاف من أبناء أبين الذين أصبحوا اليوم نازحين في محافظات ومناطق كثيرة.. نزح كل أبناء زنجبار والمناطق المجاورة لزنجبار بعد تاريخ 27/5/2011م، إضافة إلى جزء من سكان جعار وما جاورها إلى عدن بشكل رئيسي وإلى مناطق ومحافظات كثيرة واليوم يتزايد عدد النازحين وتحديداً منذ بداية شهر مارس الجاري من جعار وما جاورها جعار نتيجة مخاوف المواطنين من تكرار سيناريو ما حصل لزنجبار؟! ومع المأساة التي عاشها ويعيشها أبناء أبين وأبناء نجبار وجعار "تحديداً" تظل الأسئلة المطروحة هنا هي: إلى متى يستمر الجرح النازف لأبين وأبناء أبين؟.. نناشد فخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي بسرعة إصدار توجيهاته ومعالجة وحل مشكلة النازحين وتعويضهم العادل لما حل بهم من مآسٍ وظروف كما نأمل أن يتم الوقوف أمام الفساد المستشري فيما يتعلق بتوزيع المواد الغذائية والصحية والإيوائية على النازحين.. الوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين فشلت بشكل ذريع وكبير في توفير أبسط الاحتياجات للنازحين.. فتعال وانظر وانقل مشاكل وهموم النازحين في عدن وفي غيرها من المناطق وسترى معاناة وأموراً يندى لها الجبين.

واقع مؤلم واحتياجات متعدد
الأخ/ علي عبدالله ـ "نازح" من إحدى قرى محافظة أبين ـ تحدث عن هذا الموضوع قائلاً:
المخاوف من تكرار ما حصل في زنجبار وما جاورها من مواجهات بين الجماعات المسلحة والجيش دفعت بالكثيرين وبجزء كبير من سكان جعار وما جاورها إلى النزوح إلى محافظة عدن وهناك من توجه إلى مناطق ومحافظات أخرى وإن جئت لترى واقعنا كنازحين ستتألم له مع كثيرة الاحتياجات والظروف المعيشية التي نعيشها وارتفاع إيجارات التنقل وووالخ؟! خلال أشهر ماضية عاش ويعيش نازحو أبين المتواجدين في عدن تحديداً في ظروف لا يحسدون عليها وإن كان هناك من تغيير في قيادة محافظة عدن نحن نتطلع خيراً في أن يزيد الاهتمام بالنازحين في ظل سوء أوضاعهم الصحية والمعيشية والإنسانية كما نناشد عبر صحيفتكم الغراء إلى عودة الأمن والأمان والاستقرار لمحافظة أبين وكل محافظات الوطن، فالمواطن البسيط "سواء كان نازحاً أو غير نازح" تعب من هذا الواقع المعاش والصعب" نناشد فخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني بالعمل العاجل لما فيه خدمة ومصلحة المواطن.. نأمل أن يتم التوجه العاجل لحل مشكلة ومأساة النازحين من أبين مع وصول عددهم لأكثر من 50000 ألف نازح.

تشردنا من مناطقنا ومنازلنا
الحاجة/ فاطمة علي.. تحدثت بمرارة وأسى وبلهجة تطغى عليها دموع القهر والحنين للعودة إلى الدار التي عاشت فيه قرابة 6 عقود قائله: لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل على الظالمين والطغاة الذين شردونا من مناطقنا ومنازلنا بعد أن كنا نعيش في أمن وهدوء وما حصل ويحصل لأبين وأبناء أبين شيء كارثي ومأساوي ولم يحصل لهم في الماضي.. حتى في الأحداث التي كان يشهدها جنوب اليمن إبان التشطير كأحداث 1978م و13 يناير 1986م. كم يحصل ما حصل اليوم لأبين وسكان أبين من تشريد ونزوح وواقع مؤلم.

وتضيف:
ماذا أقول لك يا ولدي عن واقعنا وأوضاعنا كنازحين.. نحن نعيش كارثة حقيقية ومأساة قاسية وظروفنا المعيشية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وأين هم المسؤولون؟ أعتقد أنهم موجودون في القمر، نعيش في شتات ونعاني من فراق الأهل والأقارب فما حصل فرق الأم عن أبنها والأخ عن أخية والبنت عن أهلها "وماذا أقول لك.. "تجهش بالكباء ونكتفي بالحديث الذي أدلت به".

ظروف مأساوية.
وعن واقع النازحين في مدارس عدن تحدث للصحيفة الأخ/ عبدالسلام محمد قائلاً: هناك مأساة وظروف مأساوية صعبة في ظل ما تعيشه عدداً من المدارس من اكتظاظ بالأسر والنساء والأطفال.. طبعاً هناك من استطاع بشق الأنفس وبجهد جهيد أن يحصل على منزل إيجار وبسعر مرتفع إلا أن الغالبية والعظمى من النازحين... توجهوا إلى المدارس المكتظة أصلاً بالنازحين الذين جاوا قبل أشهر.. واقع صعب وحسرة وألم.. أما التفاعل فهؤلاء لا يرتقي إلى حجم المأساة والمشكلة.. ومع استمرار الأحداث المؤسفة والمواجهات المسلحة الدائرة في أبين يتزايد تدفق النازحين، لاسيما من جعار ما جاورها.

وتابع:
عشرات الآلاف من أبناء أبين يدفعون فاتورة النزاعات المسلحة عشرات الآلاف تضرروا ويتضرروا ويعيشون معيشة قاسية ومؤلمة فإلى متى يظل هذا الواقع الصعب والمؤلم؟ إلى متى؟ إلى متى؟..

غيض من فيض المأساة
كان هذا الغيض من فيض معاناة ومأساة النازحين ومع حجم هذه المأساة واستمرارية تدفق النازحين المستمر بظل مسلسل التلاعب وهبر المعونات الغذائية والصحة والإيوائية، مستمراً من قبل مسؤولين وضعوا أذناً من طين وأذناً من عجين غير مهتمين أو مكترثين بالنازحين ومتبعين مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" مسؤولينا تجده هذه الأيام في فنادق خمس نجوم في عدن وفي الاستراحات البحرية والمنتزهات الفاخرة؟! ومع قيام الطيران الحربي بعمليات قصف واستهداف لمواقع للمسلحين في مدينة جعار وما جاورها يوم 10/3/2012م واستمرار المواجهات في محيط زنجبار يستمر في نقل هموم ومشاكل واحتياجات النازحين ومدى التلاعب من قبل المسؤولين الذين ابتلينا بهم فيه هذا الوطن.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد