تهريب أدوية باسم مركز السرطان وبيعها في السوق السوداء.. استيراد أدوية بمناقصات وهمية.. عناوين صفراوية كفيلة بإقالة حكومة بحالها وليس فقط إقالة مدير المركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء، الذي عاد مؤخراً لدخول المركز بالقوة..

يتظاهر موظفو المركز الوطني لعلاج الأورام، بالعاصمة صنعاء للمطالبة بعدم عودة المدير السابق بعد تكليف وزير الصحة السابق للدكتور/ علي عبدالله الأشول بالقيام بأعمال المدير العام للمركز..
الأسبوع الماضي جاء المدير السابق يحمل توجيهاً من مستشار وزير الصحة ويريد دخول المركز، مستعيناً بمجموعة أشخاص، حسب الموظفين في المركز ـ الذين اعتبروا ذلك السلوك بمثابة استفزاز للموظفين الذين خرجوا إلى حوش المركز أخصائيون وأطباء عموم وصيادلة وممرضون وإداريون.

* مناقصات وهمية وتهريب أدوية:
تهريب أدوية باسم مركز السرطان وبيعها في السوق السوداء.. استيراد أدوية بمناقصات وهمية ومن شركات منخفضة الجودة وبيعها على تجار أدوية بعد إعفاءها من الضرائب.. حيث
تشير وثائق رسمية حصلت عليها الصحيفة إلى تورط المدير السابق لمركز علاج الأورام بصنعاء في قضية تهريب أدوية من الخارج باسم مركز السرطان بقيمة "200000" دولار وبيعها باسم شركات أدوية وهمية لم ترس عليها مناقصات المركز نهاية 2011م، ومن ضمن الأدوية التي كشفت تورطه علاج الأسبرين الذي يستخدمه مرض القلب ـ وممنوع بيعه في الأسواق اليمنية.
كما تكشف الوثائق عن تلاعب الإدارة السابقة للمركز الوطني لعلاج الأورام في المناقصات وعدم توفر الأدوية التي نزلت في المناقصات في مخازن المركز.

* فساد منذ سنين:
مركز الأورام.. فساد متعفن منذ سنوات.. في عام 2009م ناشد جميع الأخصائيين بالمركز هيئة مكافحة الفساد لمنع فساد الإدارة بالمركز والاختلالات الإدارية فيه.
وفي ذات العام 2009م طالب الأخصائين في رسالة لرئيس وأعضاء لجنة الصحة والسكان بالبرلمان، بوقوف اللجنة البرلمانية وقفة مسؤولة ووطنية إزاء ما يحدث من تصرفات إدارية خاطئة ستؤدي إلى انهيار العمل داخل المرفق الصحي.
وفي العام نفسه بعث الاستشاريون العاملون في المركز برسالة إلى مكتب رئاسة الجمهورية يحذرون فيها من تدهور المركز بسبب الفساد المستشري فيه. موظفو المركز ـ الذين يطالبون الرئيس عبدربه منصور هادي بمنع عودة المدير السابق للمركز.. يتهمون المدير الذي يأبى الرحل من منصبه بالقيام بتحرير مذكرات لمصلحة الجمارك بالإفراج عن أدوية خاصة بالمركز ومنحها الإعفاء الجمركي ويؤكدون أن المناقصات التي تمت عبر المركز الوطني لعلاج الأورام وتوريد أدوية لمرض السرطان تشترط أن يكون العطاء المقدم من الشركات يشمل توريد الأدوية إلى مخازن المركز وأن يكون قيمة العطاء المقدم شامل الرسوم الضريبية والجمركية وأي مصروفات أو عوائد أخرى ولا يحق للشركات المطالبة بأي تعويضات أو أي رسوم بهذا الخصوص، متهمين المدير السابق باستغلال الوظيفة العامة في منافع شخصية ومكاسب غير مشروعة، كما يتهمونه بتهريب أدوية مزورة والسماح بدخولها.

* تعطل أجهزة واختفاء أدوية:
ويتهم الأطباء والموظفون في المركز إدارة المدير السابق بالتعامل مع شركة "Bashahi" الكندية التي يديرها "باصهي" واستقبال الوفود الكنديين والصرف عليهم من موازنة المركز، مؤكدين في هذا السياق أن هذا الوفد لم يقدم شيئاً عدا انه شماعة استخدمها المدير السابق الذي ادعى التواصل معه بذريعة تزويد المركز بالخبرات، فيما تكشف الوثائق الرسمية بأن المدير السابق كان يُرسي مناقصات على شركات هندية ضعيفة الجودة مقابل عمولات.
وجاء إضراب الأخصائيين في المركز لمخاطبة وزارة الصحة بان الخدمات التي يقدمها المركز تدهورت وانعدمت أدوية السرطان، مؤكدين تعطل أجهزة الإشعاع وزيادة أعداد المرضى واختفاء الأدوية، لافتين إلى تعامل الإدارة السابقة مع شركة نظافة غير مناسبة للشروط التي طرحتها اللجنة المختصة ليس لشيء وإنما بسبب عمولة يأخذها المدير وكذا التعاقد مع شركة التغذية لمدة ثمان سنوات دون مسوغ قانوني وذلك لأجل العمولة التي يأخذها من كل شيك يُصرف للشركة مشيرين إلى أن هذه الشركة من أردأ الشركات التي تقدم وجبات غذائية خاصة بالمرضى ـ وبالذات مرضى السرطان.

* استغل منصبه وهمش الكوادر:
واعتبروا أن استغلال الوظيفة العامة ونهب أموال المركز المخصصة لمرضى السرطان، انعكس سلباً على الخدمات التي يقدمها المركز، كما أكدوا أن المدير الذي يطالبون بعدم عودته عمد على تهميش كوادر المركز من نواب المدير والإداريين وعدم إعطاءهم أي صلاحيات لينفرد بالإدارة والقرارات.