هل تجد الأحزاب نفسها في مرمى التغيير الإجباري!!

2012-04-02 15:53:19 استطلاع/ عبد العليم الحاج


 هناك جدل كبير يدور في أوساط المجتمع عن الدور الذي سيلعبه شباب الثورة السلمية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ ثورته المباركة في المشاركة الواسعة لقيادة عجلة البناء والتنمية باعتبارهم صناع التغيير الذي يجري اليوم على قدم وساق, بعد تضحيات قدموها وما يزالون من أجل الحرية والكرامة وبناء الدولة المدنية.
ويعتقد كثيرون أن الأحزاب أصبحت اليوم معنية أكثر من أي وقت مضى بترجمة أقوالها إلى أفعال وذلك بإفساح المجال للشباب في المشاركة الواسعة في الحياة الإدارية والسياسية والحزبية والقيادية حتى لا تجد نفسها في مرمى التغيير الإجباري الذي لن يستثني أحداً وسيدفع بدماء جديدة وشابة إلى الصفوف الأولى في بنية الأحزاب وأطرها التنظيمية.
عن الدور الذي يجب أن يلعبه شباب الثورة السلمية في بناء اليمن الجديد ومدى قدرتهم على المساهمة في قيادة المرحلة الانتقالية نرصد بعضاً من أفكار الشباب في سياق هذا الاستطلاع. 
المساهمة في الحوار
يقول بشير التبعي ـ ناشط ثوري وحزبي ـ: لا شك أن الشباب وهم يفجرون الثورة الشبابية قد أعلنوا عن إمكاناتهم وطاقاتهم وأنهم قادرون على صنع الكثير والكثير وفي نفس الوقت ومن خلال فعاليات الثورة أعلنوا عن طموحاتهم في بناء مستقبل جديد تسوده قيم العدالة والحرية والمساواة في ظل دولة مدنية لا مكان فيها للطائفية أو المناطقية أو الأسرية وإنما مواطنة متساوية.
ويضيف التبعي: تصوري أن الدور في البناء اليوم سيرتكز على الشباب ولذلك يتطلب منهم تفجير طاقاتهم وإبداعاتهم وتأهيل أنفسهم لتحمل مسؤوليات وطنية من خلال العمل الرسمي أو من خلال منظمات المجتمع المدني وأيضاً المساهمة الفاعلة في الحوارات الوطنية وتقديم أوراق العمل التي تعكس تصوراتهم لحلحلة القضايا الوطنية الشائكة وكذلك تقديم رؤيتهم للمستقبل والمساهمة العملية بعيداً عن الذاتية والمشاريع الصغيرة ـ حد قوله.
التدوير القيادي
ويرى التبعي أن الثورة الشبابية دفعت بقامات شبابية ستفرض نفسها على المشهد الحزبي في قادم الأيام وهو نتاج طبيعي لما تشهده الساحة من حراك شبابي غيّر في المفاهيم والقناعات، متوقعاً أن تشهد الأحزاب دماءً جديدة, بعيداً عن النمطية, خاصة في ظل الانفتاح المتوقع مستقبلاً والذي يزيل التخوف الأمني الذي كانت تعمل الأحزاب في ظله وكان ربما عائقاً في غالب الأحيان عن التغيير والتدوير القيادي.
بدوره تمنى أنور حسان على القائمين على المرحلة الانتقالية أن يفهموا أنه آن الأوان للتجديد وأن يأخذ الشباب دورهم كما يجب في المرحلة القادمة.
 ويقول حسان: لا بد أن ننهض من مرحلة الشيخوخة سواء أكانت فكرية أو على الصعيد الإداري والتنظيمي والحزبي والبلد التي لا تهتم بالشباب, بالتأكيد لن تنهض لأن الشباب هم طاقة متجددة عندهم القدرة على بناء الأوطان وفي الأول والأخير كل يأخذ دوره في الحياة.
تشبيب الوزارات
 أنا أقول أن دورنا كشباب هو أن نكون في مقدمة الركب السياسي ولا نستهين بقدرات الشباب وأن لا نستسهل ونستنبط كفاءاتهم، فالشباب اليوم أكثر انفتاحا وأكثر قدرات على التعامل مع معطيات العصرـ هذا يقوله الصحفي مقبل الفقيه، مضيفاً:أنا أرى أن الشباب بإمكانهم أن يكونوا قادة ووزراء لأن شباب اليوم يختلف عن شباب الأمس، شباب اليوم يعيش عصر التكنولوجيا والانترنت ولذلك أنا أفضل تشبيب الوزارات والإدارات الحكومية وعليهم الجمع بين خبرة الشيوخ وطاقات الشباب لأن الشباب بحكم طموحه وسقفه المرتفع من حيث الأمل والطموح وهو الأكثر إنتاجاً والأكثر قدرة على بناء المجتمعات ولا أرى أنه يجب أن نستغني عن الشيوخ ولكن علينا أن نجمع بين حكمة الشيوخ وطاقات الشباب.
تهيئة المجتمع
ويرى محمد عبد الرحمن سفيان ـ ناشط سياسي ـ أن الشباب بحاجة إلى تهيئة المجتمع بقواه السياسية والإدارية وقواه البحثية لإيجاد بيئة يستغل فيها الشباب طاقاتهم ويسهموا في عملية التنمية السياسية والتنمية الثقافية والاقتصادية وعلى المجتمع أن يوجد كيانات مجتمعية مدنية كالنقابات ومنظمات جماهيرية وجمعيات شبابية تمتلك الاستقلالية التامة في مسألة تبعية أعضائها لأوامر قياداتهم الحزبية والسياسية.
 إذاً لا مانع أن يكون الشباب مسيساً وحزبياً فهذا حقه وجزءاً من حياته, لكن أن يكون في إطار أي كيان جماهيري ويجب أن يكون التنافس داخل هذه الكيانات على أساس الخطط والبرامج والإبداع والإنتاج بين الشباب باعتبارهم شباب لا علاقة لهم بالأحزاب وبنفس الوقت يمارسون مهامهم السياسية خارج نطاق هذه الكيانات.
حل القضايا أولاً
ويعتقد محمد عبد الرحمن أن كل ما سيعطى من حلول لمعالجة قضية الجنوب وقضية صعدة وكل القضايا الوطنية فإنه سيصب في خدمة الشباب لا محالة وأنه بقدر ما سيعطى الشباب من حقوق في التعليم والحرية والمشاركة في صنع القرار فإن ذلك سيسهم في حل كل القضايا الماثلة.
 وطالب سفيان وهو ناشط حزبي قيادات الأحزاب أن تراجع برامجها السياسية ولوائحها التنظيمية بحيث تستوعب متطلبات المستقبل في ضوء حقيقة أن الشباب هم الحاضر والمستقبل وأن تكون هياكلها تضمن فرصاً من حيث الإمكانيات والمساحة الإعلامية والزمنية والتواصل بين كل الشباب للوصول إلى مواقع القيادة سواء الوسطى أو الدنيا أو العليا لأن هياكلها الآن تقوم على من يملك فلوساً وعلاقات عامة إذا لا توجد فرص متساوية للتنافس داخل الأحزاب لشغل المواقع القيادية. مضيفاً بقوله: من الآن فصاعداً سنجد قيادة شابة قادرة على القيادة مليون مرة من القيادات الحالية وهذا لا يعاب على القيادات الحالية فهي قيادات كفؤة لكن سنجد الشباب أكفأ منا جميعاً إذا توفرت المساحة لهم والفرص المتساوية وهذا لا يعني أني أدعو إلى تمرد الشباب على أحزابهم.
إيجاد قوى جديدة
الصحفي والناشط الثوري/ عبد الرحمن الجعفري يؤكد أن الشباب لا يمكن أن يفرزوا أي جديد ما قبل أن تبدأ ما تسمى بالنخبة السياسية الموجودة في إطار الأحزاب نحو التغيير داخل إطار هذه الأحزاب من خلال إعادة تشكيل أحزابها وخلق مجتمع جديد يتناسب مع العصر, بمعنى أن القيادات السابقة التي أدارت العمل السياسي كانت فاشلة وسيئة ويفترض أن يطالها التغيير.
 ويدعو الجعفري إلى ما أسماه تشبيب الأحزاب وإخراج المنظومة السياسية الفاسدة التي تربت وتعايشت مع النظام السابق الفاسد وإيجاد قوى جديدة من الشباب القادرة على التعامل مع العصر والتطور بشكل أكثر حضارة.
ويرد الجعفري على من يعتقد أن الشباب تنقصهم الخبرة وبالتالي لا يمكنهم تسلم القيادة في الوقت الراهن بقوله: أعطوا الشباب الفرصة ولا تحكموا عليهم بالفشل مسبقاً، كانوا يقولون إنه لا بديل لعلي صالح وكأن اليمن عجزت أن تنجب إلا علي صالح، اليوم نقول أعطوا للشباب فرصة في هذه الأحزاب وأنتم ابقوا مستشارين ومن ثم قيموا أداءهم قبل أن تحكموا عليهم بالفشل, متوقعاً أن تشهد المرحلة القادمة والتي قد تحتاج إلى أربع سنوات إعادة تشكيل المنظومة السياسية برمتها على مستوى الأحزاب وليس على مستوى الدولة التي هي من وجهة نظره ليست مركبة في إطار حزبي وإنما في إطار( قبلي, عسكري, فئوي) وإذا بقيت المقاسمة والمحاصصة كما هي الآن فإنه لا يمكن بناء دولة مدنية إلا عبر نضال طويل.
 واختتم الجعفري حديثه بالتأكيد على أن الأوطان لا يمكن أن تقوم طالما والعقول مرهونة إلى شخصيات جامدة في عقلياتها, مترسبة بعقليات التخلف والتي لا يمكن أن تبني وطناً ـ حد وصفه.
التدريب والتأهيل
من جانبه يرى الناشط الثوري/ محمد حميد القدسي, أن دور الشباب ومساهمته في بناء اليمن الجديد قد بدأ فعلا عندما انطلقت الثورة الشعبية في 11 فبراير والتي كان الهدف منها إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الحديثة حيث تحقق الهدف الأول المتمثل بإسقاط رأس النظام وتم تجنيب البلاد التفكك والتشرذم التي كان يخطط لها النظام عبر السير بالمبادرة الخليجية.
 ويضيف القدسي: لا شك أن الأحزاب تعي أن الشباب هم الشرارة التي فجرت الثورة وفي حال تجاهلها لهم فإنها لن تقوم لها قائمة باعتبارهم طاقة هائلة وقوة بشرية بحاجة إلى التأهيل والتدريب حتى تتمكن من بناء اليمن الجديد بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية وإشراكهم في الحوار الوطني الذي يعد الاختبار الحقيقي لهذه الأحزاب التي أنتهز الفرصة هنا لتذكيرها أن الحوار الوطني لن يتم إلا بعد هيكلة الجيش والأمن وتحريره من قبضة العائلة ـ حسب تعبيره.
    


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد