جامعة صنعاء.. فساد مالي وقاعات غير صالحة وأساليب تدريس بدائية

2012-04-09 02:55:37 استطلاع / مجيد الضبابي تصوير- سارة الشميري


تعيش جامعة صنعاء حالة تدهور كبير على كل الأصعدة، فأساليب التدريس غير حديثة ولا ترقى إلى المستوى الأدنى الذي يريده الطلاب، ناهيك أن القاعات الدراسية غير مؤهلة للدراسة فيها وغياب للبحوث العلمية، لكن في المقابل هناك ميزانية مخصصة للجامعة وإيرادات كبيرة سواء من نفقة التعليم الموازي أو التعليم عن بعد وكذلك نفقة المراكز الجديدة للماجستير التي وضع حولها خط أحمر ولا أحد يعرف أين تذهب كل هذه الأموال ومن المستفيد منها؟
ويرى كثيرون أن جامعة صنعاء لا تمثل إلا بؤرة للفساد ويقودها رجال أمن واستخبارات، لا يعرفون شيئاً عن التعليم، لذلك تصاعدت المطالبات بهيكلة النظام التعليمي وفق معايير عالمية.
عن كل المشاكل والقضايا تجولت "أخبار اليوم" في جامعة صنعاء وسألت الطلاب والأكاديميين عن معاناتهم ومشاكلهم وما الذي يريدون بعد برحيل الدكتور/ خالد طميم الذي يطالبون بإقالته منذ أكثر من عام؟.. وكانت الحصيلة كالتالي:

عن الأوضاع التي تسود الجامعة وخاصة الإدارة يقول الدكتور/ عبد الله: أولاً لا يوجد نظام يؤطر سلوكيات الطالب كما أن إيرادات الجامعة لا أحد يعلم أين تذهب وهذا فساد مالي كبير والتي يجب أن تعود إلى الجامعة لتحسين المستوى التعليمي، حيث أن القاعات غير صالحة للتدريس ولا توجد أساليب حديثة للتدريس ونشاطات الطلاب منعدمة بسبب الفساد المالي.
 وأضاف نحن في هيئة التدريس نعاني مثلما يعاني الطلاب والإداريون من مشاكل كثيرة ولا يمكن أن تذهب إلا بتعيين قيادة نزيهة للجامعة.
 وتساءل الدكتور أين تذهب نفقة التعليم الموازي ونفقة التعليم عن بعد، ونفقة المراكز الجديدة للماجستير؟ هل تذهب إلى الإدارة أم إلى خالد طميم نفسه؟ وأين عائدات هذه المراكز فأنا أعرف أن نسبة من هذه المبالغ تذهب إلى رئاسة الجامعة، لماذا لا تعود إلى الكلية نفسها أو على المراكز ولم نعرف كيف تصرف وكم نسبتها، وأبدى سعادته برحيل طميم من الجامعة مؤكداً أنه لا بد أن تتطهر الجامعة من كل مظاهر الفساد المستشري فيها، وقال نحن الآن نطالب بإقالة محمد باسردة.
مناهج رديئة:
من جانبها شكت ( م- ص) ـ طالبة جامعية ـ من المنهج الجامعي وقالت إنه يتم تدريس مواداً غير مطلوبة في المجال التي تدرسه، في المقابل غياب المواد التي ينبغي أن تدرسها كأن تدرس مواداً حفظية بدلاً من العلمية، حيث يوجد تناقض كبير في هذا الخصوص، مضيفة: نحن لم ندرس الحاسوب إلا نظرياً بدون دراسة علمية، كما شكت الطالبة من الهيئة الإدارية، حيث قالت إن أي معاملة تأخذ وقتاً كبيراً لإنجازها رغم أن الإداريين كثيرون إلا أنهم لم يخضعوا للمراقبة ولذا يحدث الاستهتار في أمور الطلاب وإنجاز معاملاتهم الأمر الذي يجعل الطالب يستخدم الوساطة والرشوة وهنا المشكلة.. فيجب علينا أن نغير.
أما الطالبة ولاء صادق الجنيد ـ سنة أولى إعلام ـ فقد أعربت عن مفاجأتها في كلية الإعلام التي وجدتها على غير ما توقعت، حيث قالت: نطالب الجهات المختصة الاهتمام بكلية الإعلام بشكل خاص لأننا كإعلاميين يمنيين سنخرج إلى العالم ونختلط بمختلف الثقافات ولهذا الغرض نحتاج إلى كل مقومات التعليم التي تليق بالتخصص، فنحن نحتاج أولاً إلى إعادة تأهيل القاعات وتزويدها بالمعدات من ميكروفونات وغيرها، فمثلاً الطلاب الجالسون في آخر الصفوف لا يسمعون ما يقول الدكتور.
وأضافت ولاء: في الإعلام لا ندرس الكمبيوتر وهذا عيب لأن الإعلام من العلوم التطبيقية ويجب أن ندرس هذه المواد مثل الجرافيكس والتصميم والإخراج وكيف سنجيد هذه الأشياء ونحن لا ندرس كمبيوتر.
 وذكرت أن الدكاترة يشرحون مثل المدرسة لأنهم يقرأون من الملزمة وهذه مصيبة.
وأشارت ولاء إلى أن المنهج قديم جداً، حيث أنه يدرس من عشرين سنة دون تجديد ونحن في عصر التكنولوجيا وفي عهد التغيير لا بد أن يتغير حالنا لكي نشعر أننا درسنا ما لم يدرسه آباؤنا ونتساير مع التكنولوجيا لكي نغير النظرة النمطية عنا في الخارج، لأن إعلامنا محط سخرية من العالم الخارجي، واختتمت ولاء حديثها قائلة: الطلاب هنا يرغبون في تغيير كل مظاهر الفساد في الجامعة والرقي بها.
شكل بلا مضمون
عبد الناصر الشراعي ـ كلية التجارة ـ عضو اتحاد الطلاب ـ قال: إن اتحاد الطلاب أصبح شكلاً فقط ولا يوجد له أدوار داخل الجامعة ونحن نحاول استقطاب شباباً فاعلين لإدارة الاتحاد.
وعن الأوضاع في كلية التجارة قال عبد الناصر أنه في كلية التجارة يوجد معمل واحد كمبيوتر لا يفتح إلا مرة واحدة في الترم، فالغبار متكدس فوق الأجهزة وهذا حالنا في كلية التجارة وكل شيء بارتجالية ولذا لا بد من التغيير لكي نرقى بمستوانا التعليمي.
وفي حرم الجامعة التقينا بأحد الخريجين ـ والذي تخرج قبل ثلاث سنوات من كلية الإعلام ـ فقال: بصراحة بعد التخرج انصدمنا بسوق العمل، حيث كل ما يتلقاه الطالب في كلية الإعلام عبارة عن مصطلحات فقط دون تجديد في المنهج، فالطالب عندما يتخرج يبحث عن دورات تدريبية يتأهل من خلالها رغم أن إيرادات الجامعة وميزانيتها تؤهلها أن تقدم كل سبل التعليم الحديث للطلاب فإذا استغلت الإدارة نفقات التعليم الموازي لصالح تعليم الطلاب ستثمر في أرض الواقع.
أما الطالب إياد المخلافي ـ الذي فقد ناضل كثيراً من أجل ترحيل "طميم" – حد قوله- فقد عبر عن سعادته برحيله وأردف قائلاً: ما جرى من تغيير لرئيس الجامعة لا يحقق أدنى سقف للمطالب التي يريدها الطلاب، فالفساد الذي في جامعة صنعاء وتعاني منه يمتد من أكبر مسئول فيها إلى أصغر موظف وسنظل نطالب سلمياً بتغيير كل الفاسدين وكذلك نطالب بهيكلة النظام التعليمي وفق معايير عالمية فجامعة صنعاء لا تمثل إلا بؤرة للفساد ويقودها رجال أمن واستخبارات لا يعرفون شيئاً عن التعليم..
وأضاف إياد من أهم مطالبنا في هذه المرحلة هو إعادة من تم استبعادهم من الأكاديميين الشرفاء وانتخاب رئيس للجامعة وعمداء من قبل أكاديميي الجامعة.
معوقات
وعن المعوقات في التعليم في كلية الهندسة يقول الأستاذ/ عبده عبد الله الحاج ـ كلية الهندسة ـ من أهم هذه المعوقات الدعم المالي رغم أن الأقسام فيها كثيرة وعدد الطلاب تتزايد يفترض أن يكون هناك قاعات مؤهلة ومعامل وورش لكي تكون مخرجات التعليم طيبة، فكل شيء لا يفي بالغرض والطالب يتخرج لا يقدر على خدمة المجتمع، ولذا لا بد على الدولة أن تدعم التعليم لأن من أهداف الثورة أن يكون التعليم مجانياً.
وأضاف الدكتور عبده عبد الله: هناك عشوائية في تعيين الموظفين فأشخاص لا نعلم على أي المعايير تم تعيينهم في جامعة صنعاء وليس لهم أي صلة في هذا الخصوص وقال نحن الآن نطالب بتوسيع الكلية وإيجاد معامل.
أما الدكتور/ عبد الحكيم نور الدين فقال: إن الجامعة هي المخرج الكبير لهذا الوطن ولا بد أن يكون الأشخاص الذين في قيادتها على المستوى، فنحن نلاحظ أن الأمور تدار بعقلية متخلفة والتسييس المتخلف ويجب أن ننسى الماضي ونرقى بالجامعة لأنه إلى الآن تدار الجامعة بعقيلة النظام السابق، وأضاف الدكتور إنه غير راض عن التعامل الذي تنتهجه إدارة الجامعة مع أعضاء هيئة التدريس.
وشكا الطالب محمد عبد الغني حزام ـ من كلية الهندسة ـ من العشوائية والارتجالية في الكلية وقال: يتم تعيين أشخاص في الكلية كمعيدين وهم أقل كفاءة، بمعنى أنهم غير مستحقين أن يكونوا معيدين وإنما صلة القرابة والمحسوبية والوساطة مكنتهم أن يصعدوا على أكتاف الطلاب المستحقين، ناهيك أنهم يأتون بتعيين دون موافقة مجلس الكلية.
 وأضاف محمد: بعض الأقسام مثل الهندسة الكهربائية تعاني من عدم وجود معامل وعدم وجود قاعات الكمبيوتر, بالإضافة إلى أن القاعات غير مؤهلة، كل شي عبارة عن ديكور في الجامعة، أما ما يخدم التعليم والرقي بالطالب اليمني فلا يوجد ولذا لابد أن يتغير حالنا وتذهب كل مظاهر الفساد في الجامعة لكي نشعر أنا بدأنا نجني ثمار الثورة.
ويقول أنس حميد ـ الطالب في كلية اللغات ـ الفساد موجود على جميع المستويات، يبدأ من رئيس الجامعة المقال إلى نائبه إلى بعض أعضاء هيئة التدريس، فهناك فساد مالي وإداري وعلمي فأين تذهب رسوم الموازي على مر السنين لا توجد أي عائدات على الطالب أو الجامعة أما بالنسبة للفساد الإداري فأكثر المعاملات وكذا القبول والتسجيل تتم عبر المحسوبية والوساطة والرشوة، فليس هناك معيارية يتم بواسطتها القبول، أما بالنسبة للفساد العلمي فيمثل في التعسف من قبل بعض الدكاترة ولكن أتحدث عن هذه التصرفات.
ما أريد أن أؤكده أننا لم نتسلم مبنى كلية اللغات مكتملاً فلا يوجد لدينا مياه في الحمامات ولا بوفيات كما أني أؤكد أن الاتحاد العام لطلاب اليمن لا يقوم بأي أنشطة أو حتى يحقق متطلبات الطلاب على أني مستوى، نتمنى التغيير نحو الأفضل، ونؤكد كطلاب أننا لم ولن نقبل بأي فساد أو فاسد بعد اليوم أياً كان نوعه.
الفساد ظاهرة وممارسة
أما الدكتور عارف الصلوي ـ عضو نقابي في الجامعة ـ فقد قال: إن الفساد ظاهرة وممارسة مجتمعية نتوارثها في الجامعة، ومن وجهة نظري فإن هناك سياسة تعليمية تتبنى عملية إفساد التعليم وذلك لأهداف في بطون القائمين على التعليم.فعلى سبيل المثال لا الحصر جامعة صنعاء أنشأت في عام 1970م، إلى يومنا هذا لا توجد شبكة معلوماتية تربط الكليات بإداراتها وبرئاسة الجامعة فبالله عليكم أن تنظروا إلى هذه الظاهرة، الجامعة الأم من خرجت أجيالاً وأجيالاً ورفدت المجتمع بآلاف الكوادر التعليمية في كل المجالات، تقف عاجزة عن تقنين اللوائح والأنظمة وهيكلة الجامعة ومؤسساتها وكلياتها وعمل شبكة معلوماتية لإدارة العملية التعليمية بطريقة سليمة ومهنية.
وأضاف: أخي العزيز إذا أردنا الحديث عن الفساد فقد أصبح الفساد في الجامعة متأصلاً، له عروق متجذرة ومتشعبة في كل أروقة الجامعة من الرأس وحتى القاع، هناك من حصل على الشهادات العليا وهناك من حصل عليها عن طريق المراسلة ومن حصل عليها من جامعات غير معروفة، أيضا ًهناك معايير غير معروفة لابتعاث الطلاب للدراسة في الخارج وكيف يتم اختيارهم فأهم شيء أن يكونوا من المقربين للمتنفذين في الجامعة.
 في هذا الخصوص أضاف الدكتور/ عارف هل تعلم أن مدراء عموم ومدراء ماليين في جامعة صنعاء لا يحملون الشهادة الجامعية وهم من يدير الجامعة مالياً وإدارياً، تصور مرتب المتقاعدين بجامعة صنعاء 12.000 ريال فما معنى ذلك إلا أن نقول لهم تعالوا افسدوا براحتكم.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد