تربويون وأكاديميون وأطباء مجمعون على خطر حمل المراهقين لها..

جوالات المراهقين ألغام يزرعها الآباء..؟!

2012-04-13 00:42:56 استطلاع / أحلام المقالح


تشهد ثورة البلوتوث رواجاً كبيراً في أوساط المجتمع، وخصوصاً في أوساط الشباب والشابات، فقد كسرت هذه التقنية الكثير من الجدران المفروضة على المجتمع، وأصبح البلوتوث فاكهة المجالس، وصممت المواقع المخصصة لنشر مقاطع الفيديو المتناقلة عبر البلوتوث، بل صارت هذه التقنية تثير اهتمام الرأي العام، وتكون حديث المجالس ومواقع الإنترنت.   

الغريب أن إساءة استخدام هذه التقنية لم تبق مقصورة على المراهقين، بل أساء استخدامها الكبار وأولياء الأمور أيضاً، فلا تستغرب إذا وجدت رجلاً خمسينياً أمام الناس قد وضع اسمه في الجوال (دمعة عاشق) أو شاباً يظهر عليه الإلتزام قد أسمى نفسه (ولهان وما حد دريان)، فأصبحت الأسماء الموجودة بالبلوتوث أشبه ما تكون بصورة واضحة لما بداخل الشخص الذي يحمل الجوال، فالأسماء المذكورة سابقاً ليست افتراضية بل واقعية وقفت على أصحابها، وهذا يبين أن هناك أسراراً وعواطف لا يملك صاحبها الجرأة ليبوح بها، فكانت أسماء الجوال لإبراز المشاعر العاطفية الملتهبة (لدى الكثيرين)، والمظهر الخارجي بالنسبة إليهم هو مجرد قناع أمام المجتمع، متى غاب الشخص عن المجتمع خلع هذا القناع.   

وبتصفح على أحد مواقع الإنترنت لمقاطع البلوتوث نجد أن أكثر المقاطع التي حُمِلت كان بعنوان (محاولة اغتصاب) فقد بلغت مرات تنزيل المقطع 233327 مرة, ويليه مقطع رقص فاضح وقد بلغ مرات تنزيل المقطع 214415مرة, علماً بأن الموقع يحوي الكثير من المقاطع الفكاهية والمختصة بالسيارات وغيرها، إلا أن أكثر مرات التحميل كانت للمقاطع الفضائحية، وهي أيضاً أكثر تداولاً بالجوالات في أوساط الشباب.   
ليس بالعصا...هذا خطأ!!   
رءوف جميل- مُدرس ـ يتحدث حول محور التوجيه البنّاء للقاصرة حول حمل التلفون واستخدام البلوتوث:
إن أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها ولاة الأمور تحاشياً منهم لمطالبة ابنتهم القاصرة للجوّال أن يمسكوا العصا لإقناعها بأنه ممنوع، وعلى اعتقاد منهم ـ للأسف ـ خاطئ بأنه عين العقل فبالعكس فهذا الأسلوب قد يزيد الطين بله, خاصة أن القاصرة سنها يجعلها تفكر بمنحى آخر بعيد عن العقلانية والنضوج وسيصبح الممنوع مرغوباً, بالتالي لا نستبعد بعدها أن تأخذ الجوّال سراً وخفية عن الأهل بعدما قد أمنت قيمته من مصدر مجهول قد يكون السرقة مثلاً, فلماذا نحل مشكلة بمشكلة أخرى؟.
فلماذا لا نستبدل العصا بشيء آخر أكثر نفعاً يصل إلى إبعاد تفكير القاصرة، وذلك بتوعيتها بخطورة حملها للجوّال بعدة طرق كأن نعرض عليها مثلاً جرائم من الواقع أسبابها نقل الصور والفيديوهات بالبلوتوث وإن كانت الضحية لم تُقدم على ذلك, وما أكثر هذه الجرائم على صفحات الجرائد والمجلات وعلى أرض الواقع, وفي نفس الوقت فالأهل يوّصلون للقاصرة أن اعتراضهم ليس على ابنتهم الحاملة له وإنما لعدم دعوى وجوده في حوزتها ارتباطاً بسنها وأنها عندما تتعدى هذه المرحلة سيزول السبب, مع الأخذ بعين الاعتبار عند توجيه القاصرة أنها تعتبر كلمة (لا) و (ممنوع) وإن كانت في جانب مصلحتها هي ضدها وهذا تفكير المراهقات عامة.
المسئولية مشتركة وتكاملية..
نجمية المروني – أخصائية اجتماعية ـ عندما سألتها عن ماهية الطريقة التي يوّعي الوالدان بنتهما القاصرة عن أضرار الجوّال لتقتنع بعدم اقتنائه:
للأسف ما أصبح ظاهراً اليوم من القاصرات أنهن يُفكرنّ بالمظاهر فقط تجد القاصرة بكامل زينتها وبيدها جوّال حديث بكاميرا و بلوتوث دون إدراك منها لخطورة ما تمسكه وأنه سبب رئيسي لجرائم القتل وفضائح العار و...الخ, لذا لزم علينا كأمهات وولاة أمور, خاصة نحن كأخصائيين اجتماعيين أن نوّعي القاصرة بأضرار الجوّال قبل ذكر فوائده وهذا الدور(دور الأخصائية في المدرسة) دور تكاملي ومشترك لا يأتي بالتأكيد إلا بعد أن يسبقه دور الأهل في البيت بإقناعها بعدم وجود ضرورة لاقتنائه.
 وهنا تكمن الأسئلة التي يرددها ولاة الأمور : كيف نقنعها؟ خاصة أنها قاصرة في مرحلة المراهقة ؟!, لذا أنا أرى أنه من الواجب على الآباء والأمهات معرفة إجابة سؤال مُلح وبطريقة ذكية جداً وغير مباشرة من ابنتهم القاصرة..
 والسؤال ((لماذا تحتاجين الجوّال))؟؟ فعلى حسب الإجابة تكون الطريقة فمثلاً إذا قالت للتسلية واللعب فليبحث الأهل عن شيء لابنتهم تتسلى به بعيداً عن التفكير بالجوّال وعليهم بتشجيعها على المطالعة ولا ننسى إدماجها مع صديقات من سنها هنّ أهل للثقة وتحت رقابة الأهل, فلعل انشغالها مع الصديقات بالمفيد قد يمنعها بالتفكير باقتنائه, وما دعاني لهذا الاقتراح هو تركيزي كمدرسة بمدرسة بنات على أن القاصرات يبررن حملهن للجوّال بالتسلية واللعب وانه يسد شاغر وقتهن وهذا بالطبع مبرر غير مقنع, إضافة أنهنّ يدّعين ضرورة تواجده بحوزتهن للتواصل مع صديقاتهن.
فأين ذهب الهاتف الثابت؟؟ فالأهل لن يمانعوا استخدامه في حدود المعقول والمطلوب ولكن إفراطهن في الثرثرة هو ما يستدعيهن لشراء الجوّال فهذا عذر أقبح من ذنب,لذا فهنّ يبررن خصوصيته لشرائه ولحمله.   
البحث عن الإثارة..!؟   
وحول انتشار مقاطع البلوتوث في أوساط الشباب، يقول الشاب/ عبد المجيد ـ صاحب موقع على الإنترنت ـ : ألاحظ حب الشباب وبحثهم عن جديد مقاطع الجوال التي فيها فضائح، وأعرف أن الكثير من الشباب يتناقلون بوصول مقطع جديد عن أحد المشاهير، أو أي شخص عادي، وتكون الفضائح عادة متعلقة بالعلاقات المثيرة، وأعتقد أن السبب في ذلك هو حب الاستطلاع، والبحث عن المثير.
 وفي جواب له عن رأيه في هذه المقاطع قال: ( أرى أن فيها إساءة لصاحب التصوير وقد يكون فيها خدش للحياء، إلا أن ذلك عقاباً لكل من يجعل نفسه في محل تهمة أو إهانة، وفيها درس لغيرهم من الشباب الذين إن لم يخافوا من الله فعليهم الخوف من المجتمع والفضيحة التي قد يقع فيها، وبرغم ذلك فإنني أمنع نشر أي مقطع جوال أو أية فضحية خلال موقعي).
 وأضاف عبد المجيد إن أكثر من يحرص على تصوير ونشر مقاطع البلوتوث هم من صغار السن الذين لا تتعدى أعمارهم العشرين سنة.   
الشاب علي إبراهيم ـ الذي يستخدم البلوتوث ـ يقول: نحب مقاطع الفضائح لأن فيها إثارة، والشباب بطبعهم يحبون الغريب والمثير.   
الجانب التقني..   
ولما سُئِل أحد مهندسي الاتصالات الكهربائية- عن إمكانية الوصول إلى صاحب الجوال الذي قام بالتصوير من خلال الطرق التقنية؟   
فأجاب: بالنسبة إلى تقنية البلوتوث فإنه إلى الآن لا توجد طريقة تقنية يمكن من خلالها الوصول إلى صاحب الجوال الذي قام بالتصوير، لأنها ليست مثل البريد الإلكتروني، الذي يمكن الوصول إلى صاحبه من خلال عنوان بروتوكول الإنترنت أو ما يسمى بعنوان الآي بي (IP Addrees) فهنا يمكن تتبع البريد لهم الإلكتروني أو الصفحة الإلكترونية من خلال عنوان الخادم، ولكن في حالة الجوال فإن أي الشخص يلتقط صورة، ثم يذهب بها إلى مكان عام أو سوق يجد من يستقبلها وهذا يعني أنه نظرياً لا يمكن الوصول إلى من قام بالتصوير.   
برامج السرقة..   
وحول برامج سرقة محتويات الجوال عن طريق البلوتوث قال المهندس: أما مستوى الحماية فيعتمد على الشركات المصنعة للجوال، فيجب أن يكون الجوال عالي السرية، بحيث لا يسمح بإرسال أو استقبال أي مقطع إلا بموافقة صاحب الجوال، وهناك أنواع من الأجهزة تستقبل الرسائل من دون اشتراط الموافقة، ولكن عملياً يستحيل على أي شخص أن يستقبل من دون موافقة صاحب الجوال، ولكن هناك فيروسات تتحكم في كنترول الجوال فيبث ويستقبل من دون علم صاحبه، وتسمى هذه العلمية أتوماتك ريبلاي (Automatic Reply) وتعتمد على قوة الفيروس الذي يصيب الجهاز.   
وحول سؤال عن تحويل صور الأشخاص العادية إلى إباحية قال: تركيب ودمج الصور بطريقة قديمة منتشرة، وذلك بتغيير الرأس بطريقة احترافية وتركيبه على صورة جسد عار أو إظهاره بصورة مخلة، فالصور يسهل كشفها، وذلك من خلال برامج تقوم بتكسير الصور المركبة وإظهار التركيب فيها، أما المدمجة في مقاطع الفيديو فإنه يصعب تفكيكها، إلا أنها أيضاً يمكن كشفها بسهولة، وبالنسبة للمقاطع الصوتية فإن عملية تزويرها أسهل وأكثر انتشاراً أيضاً، حتى إن القضاء الأمريكي أصدر قراراً بعدم اعتبار المقاطع الصوتية دليلاً يؤخذ به.   
الحالة النفسية..   
لمعرفة الحالة النفسية وسلوك متداولي مقاطع الفضائح ، يرى الدكتور النفسي/ ناصر العريفي –الذي قال: تتعدد وسائل التكنولوجيا في هذا المجتمع وقد باتت تتطور يوماً بعد يوم حتى وصلت إلى ما لم نكن نتوقعه في يوم من الأيام، فنحن نعيش في عصر سريع التطور, تتعقد فيه أساليب الحياة كلما تراكمت فيه المعلومات واتسع نطاق استخدامها، وإننا لنرى ما لهذه التكنولوجيا من فوائد كثيرة تخدم الإنسان، إلا أن بعضنا قد مال إلى الاستخدام غير السوي فبات يستغل تقنية هذه المعلومات والاتصالات في الشر، وصارت تعد سلاحاً خطيراً وفتاكاً، والسلاح كما يعلم الجميع أما أن يكون أداة للدفاع عن الدين والوطن والعرض والمال، أو يكون أداة تستخدم في المجالات الإجرامية للاعتداء والنيل من الدين والوطن والعرض والمال.   
وأضاف الدكتور ناصر: وإذا تطرقنا إلى الحديث عن السلبيات أو الطرق غير الأخلاقية لاستعمال هذه التقنيات وحصرنا حديثنا في استخدامات (البلوتوث) في الهواتف النقالة، وجدنا أنها أصبحت في متناول الكبار والصغار من الرجال والنساء، فالكل يبحث في هذا الزمن عن الجديد وما يخفيه له هذا الزمن من أحداث تبدو لأول وهلة مغرية لدى بعضهم وتنتهي بطريقة مغضبة عند الكثير، إنها أداة العصر الحديث، أداة التنقل والاستطلاع، بل هي أداة المتعة والتلذذ عند آخرين، قد يراد منها المتعة فقط، وقد يتعدى إلى الغضب والفضائح والانتقام،كما حدث ويحدث في بعض المسلسلات الاجتماعية الواقعية في مجتمعنا وفي متناول أيدي أقزام التكنولوجيا الذين يستغلونها لإحداث الفضائح والتهويل والترهيب بين أفراد المجتمع مستغلين نقطة الضعف عند بعضهم ويستهويهم جبروت الانتقام لبث الرعب والخوف بين أفراد المجتمع.
وعند السؤال عن الدوافع النفسية لدى من ينشر مقاطع الفضائح قال الدكتور هناك عدة أسباب منها:   
أولاً: الشهوة والرغبة الذاتية..
 قال تعالى(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً) يقوم بعض الشباب بنشر صور إباحية أو شبه إباحية لامرأة أو لرجل بقصد التهديد للحصول على لقاء عاطفي غير شرعي أو لإجبارهم على دفع مبلغ من المال (ابتزازاً) نظير عدم المضايقة.
ثانياً: الفضول وحب الاستطلاع   
قد يدفع حب الاستطلاع والفضول إلى معرفة بعض الحقائق أو بعض الخفايا، بإظهار المفاتن أو بإظهار العيوب أو لإثارة الضحك والنكت غير الأخلاقية من خلال مصورات وأفلام البلوتوث
ثالثاً: الفراغ العاطفي عند بعض الشباب والشابات   
وهذا يدفعهم بدوره إلى الانتقال من عالم الخيال إلى عالم الواقع لمشاهدة الصور والأفلام اللاأخلاقية، وكذلك ما يعانيه بعضهم من كبت جنسي أثر على العقل الباطن لديه فدفعه إلى التلذذ بما هو ممنوع وغير مصرح به.   
رابعاً: ضعف الوازع الديني وضعف الضمير الإنساني   
وهذا يدفع بعض الشباب إلى الاستهانة بأعراض الآخرين ونشر الرذيلة، والإقدام على فعل الفضائح ليرضي غريزته الشهوانية التي تسيطر على قوة الضمير الديني والخلقي لديه، فهو يضعف أمام المغريات، ونفسه أمارة بالسوء, تسيطر على النفس اللوامة والمطمئنة فتخترق الأعمال الانحرافية جدار الضمير الهش ليضعف أمام الشهوات والرغبات وليجد هذا الضمير وقتاً كافياً للنوم حتى يقوم العقل الباطن المليء بالشهوات بتسريب ما هو موجود فيه للخارج. ومن هنا يصدر السلوك غير السوي عند بعض هؤلاء.   
خامساً: الميل العدواني
أشار العالم الإيطالي (بنيودي توليو) من خلال نظريته ( الاستعداد الإجرامي) التي تجيب عن السؤال: كيف ولماذا يستجيب بعض الأفراد للجريمة أو الانحراف دون غيرهم برغم وجودهم في بيئة لها نفس الظروف؟.   
أشار إلى أن بعض الأفراد لديهم استعداد سابق لارتكاب الجريمة أو الانحراف دون غيرهم، هذا الاستعداد ينمو مع مراحل نمو الشخصية الإنسانية، وهذا يجعله ينعكس على سلوك الفرد، وقد اعتبر هذه الشخصية وحدة لا تقبل التجزئة، أي أن العوامل العضوية الوظيفية تتأثر بالعوامل النفسية وتؤثر فيها، فإذا كان الفرد سوياً من الناحية النفسية كانت لديه القدرة الكافية للسيطرة على الدوافع والغرائز (العدوانية)، وهذا يمكنه من توجيه سلوكه ضمن القيم والأخلاق الإيجابية التي يقرها الدين ويقرها المجتمع.   
سادساً:الفراغ عند الشباب   
إن للفراغ آثاره السلبية إن لم يستغل الاستغلال الصحيح، وقد أثبتت الدراسات أن الشباب المنحرفين أكثر ممارسة للنشاطات السلبية من أقرانهم الأسوياء في وقت الفراغ، ذلك يرجع إلى مكان قضاء وقت الفراغ والفئة التي يقضي معها وقت الفراغ والوسيلة الترفيهية المتاحة، كل هذه تعمل مجتمعة على تهيئة الجو المناسب للانحراف.   
مرضى..
وحول سؤال عن هؤلاء الذين يستخدمون أو يتداولون صور البلوتوث أهم أسوياء أو لديهم بعض المشكلات النفسية؟.   
أجاب الدكتور العريفي قائلاً: إن هؤلاء الذين يتداولون هذه الصور والأفلام الرذيلة هم أشخاص لديهم دوافع مكبوتة وهي التي توجههم نحو الإشباع الغريزي غير الأخلاقي، وكذلك نجد بعض هؤلاء لديهم علل واضطرابات نفسية من جراء التربية والتنشئة الأسرية كالقسوة والكبت وعدم الثقة والشعور بالنقص، وعقدة تعويض العدوان الجسدي وعدم المواجهة بالاختفاء وراء هذه الرسائل الفاضحة لممارسة عدوانيتهم بطريقة غير مباشرة.   
إن الأهمية البالغة التي أولاها علماء النفس لمثل هؤلاء الشاذين والمصابين بالأمراض الانحرافية الشاذة تنطلق من الدور الإيجابي الذي يلعبه الدافع الغريزي في حياة الفرد العادي وفي علاقته بالآخرين وبالمجتمع عامة.   
ولابد لنا في ضوء الدراسات والأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع من التطلع إلى هؤلاء الأفراد الذين نموا بطريقة لا تمكنهم من أن يتكيفوا مع هذا الدافع الانحرافي.   
إننا نجد أن الانحراف لدى مثل هؤلاء الأفراد إما أن يكبت ويوجه إلى داخل الفرد ضد الذات، وإما أن يتبرأ منه الفرد وينسبه إلى الآخرين أو أن يعبر عنه في صورة ثورة شاذة أو على هيئة تصرف انحراف صبياني.   
وأضيف على ذلك أن سلوك مثل هؤلاء في نشر الفضائح والتلذذ بإيذاء الآخرين وإيجاد المتعة في كشف عيوب وفضائح الناس إنما هو سلوك (الشخصية السيكوباثية) وهذه الشخصية تعتبر من الشخصيات الشاذة في السلوك الاجتماعي لأنها تلحق الضرر بأفراد المجتمع، فالسلوك السيكوباثي يدفع صاحبه إلى إلحاق الأذى والضرر بالآخرين, ومن الملاحظ أن بعض الأفراد الذين يعرفون باسم السيكوباثيين يحملون معهم إلى حياة الرشد خطاً من الانحراف أكثر من الاستعداد المعتاد للشذوذ, ومع ذلك هم أكثر خطراً من المصابين بالأمراض العقلية والنفسية لأن لديهم استعداداً قوياً لأن يخرجوا شذوذهم في شكل أفعال، ولذلك يعتبر مسئولين عن كثير من جرائم العنف والفضائح.   
رأي علم الاجتماع..
الدكتور/ منذر إسحاق- نائب عميد كلية الآداب جامعة تعزـ يتحدث عن رأيه كأخصائي حول هذا الموضوع الشائك:
الحديث عن حمل القاصرات للجوال أو الهاتف المحمول يشير بداهة إلى وجود مشكلة ما، وهي بالتأكيد ليست مشكلة الهاتف، فهو ليس سوى وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة، لكن المشكلة تكمن في مستخدم هذه الوسيلة، والمقصود هنا هو "القاصرات"، والسؤال هنا ما المقصود بالقاصرات؟.
هل القفز فوق الواقع الذي يحتم بقاء هذه الفئة العمرية تحت الإشراف الأسري، وفي مضمار التوجيه في ظل قصور القدرات والخبرات المختلفة وبالتالي كيف يمكن لمن ما زال بحاجة إلى التوجيه والإرشاد أن يدرك تبعات استخدام مثل هذه الوسيلة الاتصالية التي تعد سلاحاً ذي حدين، تتحدد فائدته في ضوء اتجاهات المستخدم وطريقة تعامله معه، فهل تدرك "القاصرة" هذه الأمور؟.. هذا ما لا اعتقده.
إذن.. ما الحاجة إلى وجود مثل هذا الجهاز في متناول يد "القاصرة".. وفي حال من يقولون بأهمية ذلك لتحقيق المتابعة المستمرة لتحركاتها، فما الضمانات المتوفرة لعدم الاستخدام الخاطئ خارج أطر تلك المتابعة، وهنا ينبغي أن نشير إلى نقطة هامة، هي أن القول بأن امتلاك أو حيازة "القاصرة" لهذا الجهاز هي تعزيز لحالة الثقة بها، ليس منطقياً في ظل أن الثقة الممنوحة أسرياً ينبغي أن تتوافق مع المراحل العمرية التي لكل منها خصوصيتها..
لذا قد يكون من المنطقي أكثر ألا يكون هذا الجهاز في متناول هذه الفئة أي فئة "القاصرات" حتى لا تضيف الأسرة على نفسها عبئاً جديداً يتمثل في المزيد من الرعاية والمتابعة، خصوصاً أن الخدمات الهاتفية ليست مجانية، فهل مجتمعنا قد أصبح في بحبوحة من العيش حتى يصبح لدى صغار السن أجهزة هواتف محمولة، يقوم الكبار بتحمل تبعاتها المادية ضمن الأعباء المعيشية الأسرية؟ ناهيك عن التبعات الأخرى (أخلاقياً، وثقافياً).
أمّا على الصعيد الشخصي.. فليست لدي ابنه وإنما ولدان، ولا أعتقد أن الأمر يختلف بالنسبة لي حيث لن أسمح لأطفالي باقتناء مثل هذه الجهاز في المرحلة العمرية المناسبة، وهي باعتقادي تتعدى مرحلة المراهقة.



 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد