اليمنيون معاناة مستمرة.. وتطلع إلى غدٍ مأمول ومخاوف من الانزلاق إلى غياهب المجهول؟!

2012-04-23 03:09:17 تقرير / نايف زين


في خضم مشهد مؤلم يعيشه وطنهم "اليمن" يتطلع اليمنيون اليوم إلى انفراج يحقق لهم ما يأملونه في غدٍ أفضل وعودة للأمن والاستقرار.. غدٍ يخرج بلدهم من الدوامة المعاشة في ظل الانفلات الأمني والمواجهات المسلحة هنا وهناك..
وجملة المشاكل والمهموم والاحتياجات التي أثقلت كاهلهم وحولت نهارهم إلى ليل كئيب؟! حول عدد من صور المعاناة الموجودة اليوم في الواقع اليمني وحول التطلعات والآمال في غد مأمول ومنشود ومخاوف الانزلاق إلى غياهب المجهول أجرت صحيفة "أخبار اليوم" هذا الاستطلاع الصحفي والتقت خلاله عدداً من الشخصيات السياسية والاجتماعية والتربوية في محافظة أبين وخرجت بهذه الحصيلة:
اليمنيون والواقع المؤلم
فاطمة أحمد ـ "معلمة" من معلمات أبين ونازحة إلى محافظة عدن ـ تحدثت عن الوضع الكارثي الذي تعيشه اليمنيون وضرورة الخروج من الدوامة التي يعيشها اليمن قائلة في سياق حديثها:
إن جئنا للحديث عن واقع اليمن اليوم سنرى أن الأمور وصلت إلى درجة حرجة مع تزايد معاناة اليمنيين والظروف المعيشية والتدهور في الخدمات الصحية والتعليمية.. الخ، هناك وضع كارثي يئن منه السواد الأعظم من أبناء اليمن وكل المحافظات في وضع يرثى له، فإلى متى يظل الحال هكذا؟! وإلى متى تظل معاناة اليمنيين تزداد سوءاً؟ أين ذهب المجتمع الدولي والأشقاء والأصدقاء ولماذا يترك اليمنيون هكذا؟ يا أخي هناك من اليمنيين من فقد عمله ومن تعطلت مصالحه كلما تطلعنا إلى فرج والخروج من الدوامة والمتاهة التي نحن فيها عدنا إلى المربع الأول وعادت الأوضاع على فرج كانت عليه بل وأسوأ مما كانت عليه؟! أين الحكمة اليمانية يا من يعبثون باليمن وبأبناء اليمن؟.. أين الوازع الأخلاقي والديني والإنساني يا من لا تخافون الله ولا ترحمون هذا المواطن الذي سئم هذا الوقع وهذه الأحداث المؤلمة التي يعشيها منذ أشهر طويلة؟!
اليمنيون بشر وهم اليوم يعانون ويتألمون ونرى أن هناك حاجة إلى "تغيير" وواقع أفضل وتوافق وطني وتوجه نحو بناء اليمن الجديد.. اليمن الذي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والأمن والاستقرار والتطور والمعيشة الكريمة ونأمل من كل قلوبنا حل مشكلة أبين والنازحين في ظل أوضاعهم المؤملة، مثمنين دور وجهد بعض المسؤولي في أبين ونخض الدكتور/ فضل أمطلي ـ مدير عام التربية أبين ـ الذي بذلك ويبذل جهوداً كبيرة فيما يتعلق بموضوع الطلاب النازحين إلى عدن ومناطق أبين الأخرى، شاكرة دور "أخبار اليوم" الإعلامي والوطني.
فتح صفحة جديدة:
عن صعوبة الأوضاع في اليمن وحجم المعاناة والآمال في الانتقال إلى مرحلة جديدة.. تحدث الأخ الأستاذ/ أحمد غالب الرهوي ـ الشخصية الوطنية والسياسية والاجتماعية في محافظة أبين، مدير عام خنفر ـ قائلاً:
لا أحد يستطيع أن ينكر أو يقلل من صعوبة الأوضاع في اليمن وحجم المعاناة والتطلعات والآمال الموجودة لدى اليمنيين في الانتقال إلى مرحلة جديدة فيها التآلف والتآزر وحضور المسؤولية وعدم إلغاء الآخر أو التشبث بالآراء والانغلاق عليها..
اليمنيون اليوم في حاجة إلى فتح صفحة جديدة مع المخاطر التي تحدق باليمن وبكل تأكيد فإن اليمنيون أقوياء وعزيمتهم لا تلين وأعتقد بل إنني متيقن بأن الفترة القادمة ستحمل لليمنيين بشائر الخير، فعلينا أن نتفاءل وأن ننظر إلى الغد بروح متفائلة وبتطلعات كبيرة وعريقة.
 اليمنيون بطبيعتهم متسامحون وهم أرق قلوباً وألين أفئدة وهم دون أدنى شك قادرون على تضميد جراحهم وقطع الطريق على من يحاول أو يخطط لإلحاق الضرر والأذى باليمن وبشعب اليمن وبأمن واستقرار، اليمن.. اليمن ليست ملكاً لأفراد أو قلة هنا أو هناك، اليمن ملك لكل أبناء اليمن.. وأبناء اليمن يرفضون أن تتحول أرضهم إلى بؤر متوترة وساخنة أو ساحة لتصفية الحسابات وبث الفرقة والاقتتال، كما إنهم يرفضون التدخل الأجنبي.. ومن هذا المنطلق وفي خضم المرحلة التي يتطلع إليها كل أبناء اليمن لا بد علينا كيمنيين أن نثبت للعالم أجمع مدى حضارتنا ووعينا وقدرتنا على بناء بلدنا وتطويرها ويجب علينا الاستفادة من أخطاء الماضي وسلبيات المراحل التي مر بها اليمن لما فيه الخير والتطوير.
المصالحة الوطنية وأهميتها
وعن أهمية وضرورة المصالحة الوطنية السياسية في اليمن تابع الرهوي:
ربما هنا ومن منطلق الحديث عن اليمن سأتطرق للحديث عن المصالحة الوطنية السياسية والتاريخية المطلوبة اليوم أكثر من أي وقت، فمعروف أن اليمن مر بمراحل تاريخية كبيرة ربما لا يعرفها ولا يدري بمرارة أحداثها كثير من الشباب الصغار في السن فإن جئت لأتحدث عن الوضع ما بعد ثورتي 26 سبتمبر 1962م و14أكتوبر 1963م، والمحطات التي تلت هاتين الثورتين ستجد أحداثاً يندى لها الجبين.. ففي الشطر الجنوبي من اليمن "سابقاً" وبعد الاستقلال الذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م أطلت بعد سنوات قليلة ثقافة الإقصاء والتصفيات الجسدية والاختلافات في الرؤى وتم التخلص من عدد كبير من المناضلين والشرفاء الذين كان لهم الدور الكبير في العمل النضالي سواءً في 26 سبتمبر 1962م و 14 أكتوبر 1963م.. وعلى سبيل المثال لا الحصر والدي وعدد كبير من أقاربي شاركوا في النضال ضد الإمامة والمستعمر البريطاني فماذا حصل لهم بعد أن تحقق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م هم وأعداد كبير.. تم اقتيادهم إلى جهة غير معروفة وتم تصفيتهم جسدياً وإلى الآن لا نعرف حتى أين تقع قبورهم وهناك العديد والكثير من الأمثلة والمآسي التي حصلت في العام 1986م، وكذا في 1987م.. وعليه فإننا نقول إن اليمن الجديد يحتاج إلى المصالحة الوطنية والسياسية التاريخية لتطوى كل الصفحات السوداء في تاريخ اليمن أبناءه، وإن كان هناك من يتحدث عن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فهذا رأي شخصي لا يعكس إلا وجهة نظر من يراه، متمنين لفخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق التوفيق.. داعياً إلى حوار وطني جاد ومسؤول توضع أمامه كل مشاكل اليمن واحتياجات وهموم وتطلعات أبنائه.
المجتمع الدولي.. ووقفة جادة
الأخ/ عزمي محسن الكلدي ـ من شباب التغيير" في محافظة أبين ـ تحدث عن أهمية الوقفة الجادة من المجتمع الدولي ضد من يعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها قائلاً:
في رأيي الشخصي ـ أودعنا نقول مثلما يرى الكثيرون.. هناك ضرورة ماسة وملحة وعاجلة إلى وقفة جادة من المتجمع الدولي والأشقاء والأصدقاء تجاه ما يحدث لليمن وأبناء اليمن ولعلي هنا أرى في زيارة الأخ/ جمال بن عمر ـ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى صنعاء ـ أهمية كبيرة هذه المرة وذلك بالوقوف أمام ما يحصل في اليمن ومعرفة من يعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية وآلتيها، إضافة إلى الوقوف أمام القرارات التي اتخذها الرئيس هادي.
بن عمر وبعد وصوله إلى اليمن يوم الأربعاء قال بأن القرارات التي يصدرها الرئيس هادي يجب على كل الأطراف في اليمن احترامها وتنفيذها دون تأخير أو تلكؤ على اعتبار أن هادي الرئيس الشرعي المنتخب ديمقراطياً بتوافق وطني ويحظى بإجماع عربي ودولي وفي رأيي إن جمال بن عمر لن يجد صعوبة في معرفة من يعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية.. فصالح وبقايا نظامه، خصوصا ًأقاربه وأركان حربه هم المعرقلين لهذه المبادرة الخليجية التي جاءت كمخرج مشرف واستثنائي وأمام كل هذا أمام المبعوث الدولي مسؤولية كبيرة في توجيه ردع لصالح ومن معه بعد أن وصلت معاناة اليمنيين إلى حد لا يطاق.. اليمنيون لا يريدون من بن عمر تصريحات ومباحثات ولقاءات بل نتائج ملموسة وعاجلة فهل يتحقق ذلك.
رسالة إلى بن عمر
الأخ/ مختار علي بن سالم "شخصية اجتماعية" قال في ـ حديثه ورده على سؤالنا له حول ما تمثله زيارة جمال بن عمر المبعوث الأممي إلى اليمن ـ بقوله:
لا تسألني عن زيارة جمال بن عمر ـ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.. بل اسألني ماذا يريد المواطن اليمني من بن عمر في ظل الواقع الصعب الذي يعيشه هذا المواطن ويعيشه الغالبية العظمى من أبناء اليمن؟ ما يريده اليمنيون يا بن عمر؟ إن كنت تقرأ هذا الكلام.. هو الأمن والاستقرار وسير سفينة اليمن إلى الأمام ووضع الحلو وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها وتنفيذ قرارات الرئيس هادي فصالح وبقايا نظامه وأقاربه المتمردين على قرارات هادي يردون استمرارية ما يحصل ويريدون لليمن التدمير والتقسيم واستمرار حمام الدم.. اليوم "صالح" يأمر قائد القوات الجوية.. سيء الذكر "محمد صالح الأحمر" بالعودة إلى ممارسة عمله رغم صدور قرار رئيس الجمهورية بتغييره قبل أيام فإلى متى يستمر هذا العبث، ولماذا لا يتم ردع هذا الديكتاتور وأقاربه واتخاذ الإجراءات العقابية ضدهم باعتبارهم مجرمي حرب.. اليوم "صالح" وأقاربه وأنصاره يستغلون المخزون العسكري والأموال التي استولوا عليها في دعم المجاميع المسلحة الخارجة عن النظام والقانون بل إنهم كونوا تحالفات جديدة مع قوى متعددة في اليمن لنشر الفوضى واستمرار مسلسل الانفلاتات الأمنية والمواجهات المسلحة ولعل ما حصل ويحصل في لودر أكبر دليل على كلامي بل هناك مخاطر من انتقال هذه السيناريوهات إلى مديريات ومناطق أخرى.
وعن معاناة اليمنيين ومدى ما وصلت إليه تحدث الأخ/ عمار اليافعي قائلاً في حديثه:
أياً كان الرؤى والاختلافات والتباينات في وجهات النظر.. أرى أن اليمن وصل إلى مرحلة تنذر بالمجهول الذي يخشاة كل يمني ويمنية، اليوم هناك أطراف وقوى كثيرة في اليمن، كل يستخدم أوراقه لتنفيذ رؤاه وأهدافه ويجند لذلك الإمكانيات والأموال والأسلحة، بمعنى إن اليمن أصبح ساحة مفتوحة للصراع والمواجهة واليوم الدماء تراق هنا وهناك والخوف على اليمن اليوم هو خوف حقيقي مع غياب الأمن والقانون ومحاولة إعادة الأمور إلى المربع الأول.. اليمنيون اليوم يعولون كثيراً على الرئيس/ عبدربه منصور هادي ـ الذي دعا ويدعو إلى الحوار الوطني دون شروط مسبقة ـ وطبعاً هناك من يرفض الحوار الوطني الشامل والهادف الذي يخرج اليمن من النفق المظلم الذي يعيشه اليوم.. اليمنيون وصلت معاناتهم إلى درجة لم تعد تحتمل في ظل استمرار المواجهات المسلحة هنا وهناك والمشاكل الأخرى.. "علي عبدالله صالح" مازال كابوساً مزعجاً جاثماً على اليمنيين وهو اليوم ومع من تحالف معهم يريد تقسيم اليمن ليس إلى جزأين فقط بل إلى أجزاء كثيرة وإن كان من عمل يريد أن يقوم به صالح اليوم فهو بكل تأكيد دعم الجماعات المسلحة ومحاولة اليمن إلى مربع الاقتتال والفتنة..
ومحاولة إفشال الرئيس/ عبدربه منصور هادي في مهامه ومسؤولياته والمطلوب اليوم من الرئيس عبدربه منصور هادي الاستمرار في توجهاته ومهامه.. والمطلوب أيضاً موقف دولي تجاه ما يحدث فاليمن ليست ملكاً لأفراد بل ملك لكل اليمنيين.
اليمن ملك لليمنيين
وعن ما يعيشه اليمن وما يعيشه اليمن من مشهد وتطورات مؤلمة وأهمية تحاور اليمنيين لما فيه الخير والخروج من هذا المنعطف تحدث الأخ/ محمد صالح ـ إمام مسجد ـ قائلاً:
الله يلطف باليمن وأهل اليمن من المخاطر المحدقة وطبعاً علينا بالدعاء والابتهال إلى الله، في أن يجنبنا هذه المخاطر ويبعد عنا الفتن والانقسامات التي نقرأها اليوم في المشهد اليمني اليوم سواء في الجانب العسكري أو القبلي أو السياسي أو غيره من الجوانب الأخرى.. علينا التفكير بعقلية إيجابية بناءة تحقق لليمن واليمنيين التقدم والخير والتغيير نحو الأفضل والأحسن.. "الفتنة نائمة.. لعن الله من أيقظها" حديث للرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه.. نذكرّ كل من تخلى عن وازعه الديني والأخلاقي والإنساني في يمن الإيمان والحكمة.. اليوم عمل ولا حساب.. وغداً حساب ولا عمل.. فيا أهل اليمن يا من ذاعت شهرتكم إلى كل الآفاق، احرصوا على حقن دماءكم واجتمعوا مع بعضكم وتحاوروا وحلوا خلافاتكم بعيداً عن السلاح والحديد والنار وإراقة الدماء وتدمير البلد وتقسيمه وبث الفرقة بين أبنائه.
إلى متى؟
معاني كبيرة ودلالات عظيمة ومشاعر عكست حجم المعاناة والألم التي يعيشها اليمن اليوم ويئن من هولها.. نقرأها وننقلها في هذا الاستطلاع في ظل استمرارية عبث العابثين وصراع المتصارعين.. ومواجهات مسلحة هنا.. وقصف هناك.. والخاسر في خضم كل هذا.. المواطن اليمني الذي طال انتظاره لغدٍ مأمول في ظل معاناة يعيشها ويئن منه منذ أشهر طويلة.. "اليمن السعيد" لم يعد كذلك اليوم.. بل صار "تعيساً" كئيباً.. جمال بن عمر ـ المبعوث الأممي ـ عاد إلى اليمن قبل أيام ومعه عادت آمال اليمنيين مرة أخرى أملاً في جديد قد تحتيها أجندة بن عمر..
 ومع كل ما طرح في سياق هذا الاستطلاع الصحفي يظل السؤال البارز والمهم والكبير.. أما آن الأوان لملايين اليمنيين أن يحلموا بابتسامة إشراقة تنهي ليلهم الكئيب وتخفف من همهم المستمر؟.. إلى متى يظل الواقع المعايش على ما هو عليه؟ أيعقل أن يعاني هذا الشعب العظيم كل هذه المعاناة؟.
 أسئلة تحتاج إلى إجابات وتوجهات بعد أن طفح الكيل ووصلت الأوضاع إلى درجة مؤلمة وقاسية ونتطلع في أن تحمل الأيام والأسابيع المقبلة بشائر الخير والانفراج على مستوى محافظة أبين بشكل خاص واليمن بشكل عام..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد