أصبح أبناء أبين يعيشون بين هموم النزوح بكل صورها وكم هو مخجل لتربوي يجد طلاباً يتخرجون من الثانوية العامة لا يفرقون بين المذكر وبين المؤنث وهذه مصيبة عظمى لا تدرك معناها وزارة التربية والتعليم ومكاتبها لهذا التجهيل والإهمال، أصبحنا ننظر لمدارسنا وهي خاوية من الطلاب والاهتمام والتشجيع للإبداعات الطلابية وغياب الأنشطة .
نقولها لان في قلوبنا حسرة من الوضع التربوي والتعليمي الذي نشاهده يتهاوى يوماً بعد آخر، وما يضاعف الألم ويطبع على القلب بقعة سوداء معاناة أبنائنا الطلاب النازحين على الرغم من بعض الجهود المبذولة والمساعدات المقدمة من قبل المنظمات الدولية ومنها مكتب منظمة اليونيسيف بعدن الذي رسم برنامجاً لمساعدة الطلاب النازحين بعدن ولحج وعدد من مديريات أبين .
دعم كبير وملموس قدمته المنظمات الدولية فكان لهم سبق الرعاية النفسية للطلاب النازحين ودعوتهم للعودة إلى المدرسة و توفير الحقيبة المدرسية للصفوف 1-3 أساسي بعدد 30 ألف حقيبة مدرسية مع ملحقاتها الدراسية وإقامة الدورات لمعلمي هذه الصفوف استعداداً للعام الدراسي الحالي وفي خمس مديريات هي زنجبار وخنفر ولودر ومودية والوضيع إلى جانب تقديم دورات استفاد منها 500 معلم ومعلمة بتكلفة لا تقل عن 6 ملايين ريال .
كل هذا يقدم وأكثر من ذلك في حين نجد مكتب التربية في سبات عميق رغم تخصيص مبلغ أربعة ملايين ريال لمتابعة سير التعليم للنازحين في عدن وأبين ولحج ، لا ندري للأسف إلى أين ذهب ،وكل هذه الخطوات التحفيزية لم تحرك ساكناً رغم تعاون مكتب التربية بعدن  ومدير التربية بلحج الدكتور السلامي مع طلابنا النازحين.
قبل أيام قمت بزيارة احد المدارس الخاصة في محافظة عدن عدت احمل هموم اكبر حول غياب الاهتمام وانعدام الخطوات التربوية والعلمية من مدارسنا الحكومية في احتفال أقامته المدرسة بانتهاء العام الدراسي كانت عيوني تحدق في معرض فني وعلمي ابرز الطلاب نماذج إبداعية مميزة فجرت أزمة الأسئلة في قلبي طيلة مسافة طريق عودتي إلى المنزل ، أنها الأنشطة المدرسية فضاء إبداعي غاب عن عملنا التربوي والتعليمي، الطالب حلم لنا نساهم في تحقيقه نحن متى ما تحققت الإرادة والإخلاص تمضي الأسئلة تفتش عن إجابات وأنا استحضر ما وجدته في "مدرسة خاصة " للأسف وغاب عن مدارسنا الحكومية أزياء شعبية من صنعاء والمهرة ويافع وغيرها من المناطق وأعمال إبداعية استدعت ذكريات طفولية فيها الكثير من التفاصيل المتميزة باتت اثراً بعد عين في مدارسنا .
كان أمامي مجموعة من أولياء أمور الطلاب النازحين من أبين يتابعون إبداعات أولادهم لمقاومة النزوح إلى الجهل  الذي تفشى في مدارس التعليم حتى وان كانت الكلفة باهظة والتكاليف قاصمة للظهر ماذا عسانا أن نفعل لمواجهة النزوح إلى الجهل ؟ بعد النزوح عن الأرض .
•   تربوي من محافظة أبين