الطلاب والطالبات النازحون في مدرسة بازرعة بصيرة:

عملية تعليمية تسير سيراً حسناً رغم الواقع المؤلم وحضور لمنظمة اليونيسيف وغياب للمنظمات الأخرى

2012-05-05 02:05:24 استطلاع/ نايف زين


هاهو العام الدراسي 2011-2012 يتهيأ للرحيل ولم يبق منه سوى أيام قلائل ويطوى هذا العام الدراسي مع الاستعدادات لاختبارات وامتحانات النقال.
ولعل من الأمور المهمة، الواجب التطرق إليها في هذا السياق، هي التأكيد على أن هناك حاجة إلى وقفة، بل وقفات فيما يتعلق بالطلاب والطالبات النازحين من محافظة أبين إلى محافظة عدن وكيف انقضى هذا العام الدراسي، وكيف سارت العملية التربوية والتعليمية وأبرز الظروف التي عاشها الطلاب والطالبات في ظل ظروف النزوح والمشاكل والاحتياجات التي عانى ويعاني منها الطلاب والطالبات.

مشكلة الطلاب النازحين:
الحديث والتطرق إلى موضوع الطلاب والطالبات النازحين إلى محافظة عدن يجعلنا هنا نتناول واحدة من أبرز المشاكل التي لم تحظ بالتغطية الإعلامية الكافية مع وجود أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات الذين نزحوا من أبين إلى محافظة عدن باعتبار أن محافظة عدن هي التي استقبلت العدد الأكبر من نازحي أبين.. واليوم هناك آلاف الطلاب والطالبات من أبناء أبين متواجدون في عدن وفي كل مديرياتها، هناك 7 مدارس تم افتتاحها بجهود طيبة ومساع حثيثة من قبل قيادة مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين للطلاب والطالبات النازحين وهذه المدارس استطاعت أن تستوعب عدداً كبيراً من الطلاب والطالبات النازحين من محافظة أبين.. أما بقية الطلاب والطالبات فقد جرى دمجهم وتذويبهم في مدارس مديريات عدن.
مدرسة بازرعة وسير التعليم:
صحيفة "أخبار اليوم" وانطلاقاً من حرصها على تسليط الضوء على هذا الجانب قامت بالنزول الى مدينة بازرعة في مديرية صيرة، برفقة الأخ الأستاذ/ سالم بافلاحة، وهناك التقينا بالأخت التربوية القديرة/ سعاد عوض فروة – مدير مدرسة بازرعة- والتي تحدثت قائلة: نثمن ونشكر ونقدر لـ"أخبار اليوم" هذا النزول وتسليط الضوء على موضوع الطلاب والطالبات النازحين، وهذه المدرسة هي واحدة من المدارس المخصصة للطلاب والطالبات من أبناء أبين وإن جئت لأتحدث عن العملية التربوية والتعليمية فأستطيع القول بأنها تسير سيراً حسناً وبالدرجة المطلوبة ويعلم الله أننا نبذل جهوداً كبيرة من أجل استمرارية العملية التربوية و التعليمية وعدم ضياع عام دراسي على أبنائنا وبناتنا وهناك فترتان في هذه المدرسة الأولى من "1-4" والثانية من "5-8" وهناك ما يزيد عن 400 طالب وطالبة في هذه المدرسة وهناك أكثر من 42 متطوعاً ومتطوعة للتدريس.
جهود كبيرة مبذولة:
وتضيف: بالنسبة للمشاكل والصعوبات فهي كثيرة وكبيرة وواجهتنا في بداية العملية التربوية التعليمية في هذه المدرسة وغيرها من المدارس الأخرى المخصصة للطلاب والطالبات النازحين في إطار محافظة عدن.. وحقيقة نثمن ونقدر دور وجهد قيادة مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين ممثلة بالأخ الدكتور/ فضل أمطلي – مدير عام المكتب- الذي بذل ويبذل جهوداً كبيرة واستثنائية ومتواصلة وتحمل مسؤولية كبيرة وجسيمة في سبيل العملية التربوية والتعليمية للطلاب والطالبات وعدم ضياع العام الدراسي 2011-2012م، وبالنسبة لدور منظمات المجتمع المدني.. فلا يسعنا هنا إلا الإشادة بدور جمعية العون الشبابية التنموية للمرأة على ما قدمته وتقدمه في سبيل تسهيل التحاق الطلاب والطالبات النازحين في هذه المدارس، ودورها أيضاً في افتتاح هذه المدارس وتحملها المشاق والتعب، إضافة إلى الدور التوعوي والتنسيقي مع مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين.. وكما نشكر ونقدر دور منظمة اليونيسيف على تفاعلها مع احتياجات الطلاب والطالبات.
صورتان ومأساة وواقع مؤلم:
تجولنا في مدرسة بازرعة وزرنا عدداً من الصفوف الدراسية في هذه المدرسة الواقعة بمديرية صيرة، وفي هذه المدرسة تجلت صورتان، الأولى: لصفوف دراسية وعملية تربوية تعليمية تسير سيراً حسناً، والثانية: لعدد من الأسر النازحة المقيمة في هذه المدرسة وفي نفس الفصول، ولا غرابة في هذا ففي المساء وبعد انتهاء الفترتين تتحول هذه الفصول إلى سكن لهذه الأسر النازحة وفي صباح اليوم التالي تعود الفصول كمنابر للعلم.
هناك معاناة إنسانية وهذه صورة من الصور للمعاناة المؤلمة والقاسية التي ينفطر لها القلب ويتحسر لها كل من له ذرة من ضمير.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فأين ذهبت المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية؟! أطفال ونساء ينتظرون بفارغ الصبر متى يخلو الفصل الدراسي ليتوجهوا إليه كمأوى وسكن!!.
مناشدة للمنظمات الإنسانية والحقوقية:
توجهنا بعد ذلك إلى مدرسة الضياء القريبة من مدرسة بازرعة وهناك في مدرسة الضياء التي تحولت إلى سكن لعدد من الأسر النازحة التقينا الأخ/ عوض سالم – أحد النازحين والآباء- والذي تحدث قائلاً: أبناء أبين يعيشون ظروفاً صعبة وكارثية وموضوع الطلاب والطالبات مشكلة كبيرة وكبيرة جداً، هناك تفاعل مشهود له من قبل قيادة التربية بأبين ونثمن الزيارات التي يقوم بها مدير مكتب التربية الدكتور/ فضل أمطلي إلى مدرسة بازرعة ونثمن كذلك دور اليونيسيف على ما تم تقديمه ونشيد بدور جمعية العون التي عملت وتعمل على التنسيق وتذليل كثير من الصعوبات، إلا إننا نناشد وندعو المنظمات الإنسانية والحقوقية والصحية إلى التوجه والنزول للإطلاع على واقعنا وواقع كثير من النازحين في مناطق عدن، نأمل تذليل الصعوبات بما يخدم سير العملية التربوية وإجراء الاختبارات والامتحانات والنزول الميداني لمدرسة بازرعة وغيرها من المدارس.
ويضيف الأخ/ عبدالله صالح – الشخصية التربوية، نازح ومشرف بمديرية صيرة للطلاب النازحين- قائلاً: باستثناء جمعية العون الشبابية التنموية ودورها الكبير في مجال التربية والتعليم والتنسيق والإشراف مع مكتب التربية والتعليم فيما يتعلق بسير العملية التربوية والتعليمية والتفاعل مع مشاكل وهموم الطلاب والطالبات النازحين، أستطيع القول بأن هناك قصوراً وتفاعلاً غائباً من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية الأخرى، ما عدا اليونيسيف التي نشكر ونثمن دورها وما قدمته للطلاب والطالبات النازحين، وكذلك نشكر الأخوة مدير عام مكتب التربية بأبين ومدير التربية بصيرة وإمام مسجد الضياء/ صالح مانع، والأخ/ أنيس همشري – عاقل الحارة- ولكل أبناء صيرة ومن تعاون معنا وإلى منظمة الغذاء الإسلامية.. آملين منكم تسليط الضوء باستمرار على مشاكل وهموم النازحين في محافظة عدن، ونأمل من محافظ أبين الجديد الاهتمام بالنازحين وعمل زيارات ميدانية لهم.
رسائل إلى من يهمه الأمر:
-   جمعية العون الشبابية التنموية للمرأة: جمعية تم إشهارها في 19/1/2012م وبالرغم من حداثة تأسيسها، إلا إنها تقوم بمهام ومسؤوليات كبيرة وعملية تنسيق خدمة لعدد من الجوانب المرتبطة بالنازحين والأسر النازحة ومن كل هذا وبإمكانيات شحيحة أن لم نقل معدومة، فشكراً لهذه الجميعة.
-   مطلوب نزول ميداني عاجل من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية إلى هذه المدرسة وإلى أماكن يسكن فيها النازحين، في إطار صيرة وغيرها.. والتغطية مستمرة.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد