السيد كرستيان: هناك قوى تعيق التقدم نحو يمن جديد وسيكون للوزراء الأوربيون موقف الأسبوع القادم

السفير ميكيليه: ما حققته الحكومة في شهرين لم أكن أحلم به ويجب أن يستمر هذا النجاح حيث التحديات

أوضح السيد مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالاتحاد الأوروبي/ كريستيان برجر، أن الموضوع المتكرر الذي يتم مناقشته حالياً مع مختلف الشرائح يكمن في أن هناك قوى تعمل على تعطيل وإعاقة التحرك نحو يمن جديد، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيتم مناقشته الأسبوع القادم عندما يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وهم وزراء الخارجية الـ27، مؤكداً بأنهم سيخرجون بشيء بهذا الصدد..

وقال بأن الاتحاد الأوروبي يرى أن هناك صراعاً جار في اليمن لتوحيد مختلف الآراء والقوى السياسية والانتقال إلى حوار وطني، مستدركاً بأن هناك خطوات إيجابية في هذا المجال وآخرها القرارات الرئاسية التي صدرت أمس الأول في الاتجاه نحو مسار الحوار الوطني..

وأضاف: إنه سمع بأن بعض الأحزاب والمجموعات السياسية وخاصة بعض المكونات الشبابية لديها مشاكل في القبول بالحوار الوطني قبل البت في العديد من القضايا، مشدداً على أهمية البدء في التعامل مع المشكلات التي لدى مختلف الناس، ومن ثم الانتقال بسرعة نحن بُنى جديدة وتشكيلات حكومية جديدة تسمح بإجراء الحوار الوطني.

وأشار إلى أن مسؤولين أوربيين موجودون وآخرون سيزورون اليمن من أجل التطرق للنقاط العملية والفنية لمساعدة الحكومة في مختلف برامجها..

وأكد المسؤول الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي يدعم المبادرة الخليجية والرئيس/ عبدربه منصور هادي في تطبيقه للمبادرة.

وأشار - في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس بصنعاء - إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر ما شهدته اليمن من أحداث يأتي كصدى لما حدث في الوطن العربي بأكمله.

وأضاف إنه وبالنظر إلى كافة أنحاء العالم العربي ندرك أن ما يبحث الناس عنه هو العدل والأمن والكرامة، لافتاً إلى أن الكرامة هي أهم شيء.

ويرى – بأن مفهوم الكرامة يعني أن هناك مستويين – قال إنهما واضحان باليمن – وهما الكرامة السياسية ويعني ذلك أن الناس يريدون إعادة تجديد علاقاتهم بالحكومة أو ببيئة الدولة وأنهم يريدون المشاركة في الحياة السياسية، مضيفاً: ونحن من أوروبا نتعاطف بشكل تام مع هذه التطلعات لأننا في أوروبا مررنا بهذه التجربة ولمئات السنين.

وتابع بأن المستوى الثاني للكرامة والذي يعد الأكثر أهمية - حسب رؤيته - يتمثل في الرغبة في حياة أفضل مستوى الدخل، الغذاء، تعليم الأطفال، مشيراً في هذا السياق - إلى أنه وعلى مدى اليومين الماضيين أدرك ذلك لدى عدد كبير من الناس، منوهاً إلى أن الرئيس هادي يرى أن هذه الأمور أحد أولوياته، وكشف بأن الرئيس هادي أخبرهم بذلك في مكالمة هاتفية مع السيدة/ آشتون - عقب انتخابه كرئيس للجمهورية.

وقال: على مدى اليومين الماضيين، خلال الاجتماعات التي أجريت مع الحكومة بكافة مستوياتها سواء الرئيس أو رئيس الوزراء أو وزير الخارجية أو زير التخطيط فإن الجميع أكدوا ضرورة تحقيق تحول سريع في حياة الناس، مستدركاً بأن الاتحاد الأوروبي في ذات الوقت ليس غافلاً عن التحديات أو المشاكل ويدركون حجم التحديات التي على حكومة الوفاق مواجهتها، لافتاً إلى أن ذلك يتراوح من الجانب الأمني وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والشرطة وكذا في مجال القضاء، المجال الكامل لسيادة القانون، كما يتراوح ذلك إلى النواحي الاقتصادية.

وأفاد بأنهم كاتحاد أوروبي يريدون القيام بدعم الحكومة في العديد من المجالات.

ونوه إلى أن هذه الزيارة بداية فقط لسلسلة من الاجتماعات والبعثات القادمة إلى اليمن، حيث وأنه وبموجب هذه اللقاءات والنقاشات سيتم مناقشة المزيد من أوجه الدعم، خاصة فيما يخص المكون المدني للأمن، منوهاً إلى أنه لا يتحدث هنا عن المكون العسكري للأمن بل "المدني"، مستدركاً بالقول: ليس فقط الشرطة ولكن أيضاً الجهاز القضائي وهذا شيء صعب - حسب تعبيره - وذلك بالنظر إلى الأزمة المالية التي يمر بها الجميع والوضع الاقتصادي الصعب..

وأفاد بأن اليمنيين يتمتعون بتعاطف شريحة كبيرة من المجتمع الدولي والذي سيجتمع يوم 23 مايو، في الرياض والذي يليه مؤتمر المانحين، مشيراً إلى أن الكثير من الأشياء تم القيام بها مسبقاً..

وفي رده على سؤال بشأن إعادة هيكلة الجيش، أشار السيد كريستيان إلى أن معلومات وصلت إلى الوفد الأوروبي عن الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه من قبل اللجنة العسكرية، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي ليس أبرز المانحين المعنيين بهذا الأمر، إذ أن هناك شركاء آخرين معنيون بهيكلة القوات المسلحة، مشيراً إلى أنهم في الاتحاد الأوروبي يركزون على الجانب المدني للأمن.

وفي إجابته عن الشخصيات التي تعيق التقدم في المرحلة الانتقالية.. قال إن هناك أفراداً كانوا في السلطة بالماضي ولا يريدون التخلي عن السلطة مما يجعل الأمر صعباً على الحكومة والرئيس في تنفيذ ما يريدون بالسرعة التي يريدونها.

وأشار إلى أن الفساد الذي يتم الحديث عنه حالياً أمر يعني الحكومة، وأنه ذكر لهم بشكل صريح بأن مبالغ مالية تختفي بسبب ذلك الفساد، لافتاً إلى أن دفعات مالية خسرتها الحكومة بسبب الاعتداء على التيار الكهربائي والاعتداءات على أنبوب النفط، منوهاً إلى قرارات وصفها بالحيوية تم اتخاذها في هذا المجال وأضاف بأن الحكومة على المسار الصحيح.

وفيما يتعلق بالشروط المسبقة للدخول بالحوار.. أوضح بأنهم يتفهمون مطالب القوى المختلفة وأنه إن وجد الحوار في بيئة آمنة فستتمكن كل القوى بمختلف مشاربهم من المشاركة بالحوار، مشدداً على أهمية طرح مثل هذه القضايا على طاولة الحوار.

وحول سؤال "أخبار اليوم" بشأن موقف الاتحاد الأوروبي من التمرد على تنفيذ القرارات الرئاسية.. أجاب السيد ميكيلية دورسو –رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، الذي حضر اللقاء- بأن القرارات الرئاسية في أي مكان في العالم الآن أو في الماضي يجب أن تنفذ.. ولفت إلى أن ما حدث الأسبوع الماضي فيما يخص التمرد على القرارات الرئاسية، لفت إلى أنهم يعتقدون أن هناك لجنة للتعامل مع مثل هذه القضايا ويعتقدون أيضاً حلها قريباً..

وأوضح السيد كريستيان أن فلسفة الاتحاد الأوروبي في مختلف أنحاء العالم هي الاستجابة لاحتياجات الحكومات التي يعملون معها، مشيراً إلى أنه فيما يخص الوضع باليمن فإن هناك تقييماً للاحتياجات في الوقت الراهن، لذا ستقرر الحكومة اليمنية ما الذي تحتاجه بالضبط من كل مانح، حد قوله، مضيفاً بأن وزارة التخطيط ستلعب دوراً هاماً في تحديد احتياجات الوزارات المختلفة.

وحول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي لديه الاستعداد في دعم اللجان الشعبية التي تحارب القاعدة في الجنوب، أشار السفير/ مكيلية دورسو إلى أن استراتيجية الاتحاد الأوروبي هي دعم الرئيس هادي ودعم أنشطة اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار وهي تمثل البعد الأمني للمبادرة حسب تعبيره..

وقال: نعتقد أن الرئيس هادي واللجنة العسكرية لديهم استراتيجية لمكافحة "أنصار الشرعية" في الجنوب، مؤكداً أن على قوات مكافحة الإرهاب المتركزة بصنعاء الانتقال إلى الجنوب وأن تعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية وبشكل أكبر على المستوى المحلي..

وحول مستوى تنفيذ المبادرة.. أجاب بأنه قبل ستة أشهر لم يكن يحلم بما تم تحقيقه حتى الآن من قبل الحكومة، وأن الزخم كبير ويجب أن يستمر، حيث التحديات كبيرة وعلى الحكومة العمل بسرعة من أجل أنجاز الحوار الوطني..