رغم تفاؤل الجميع ومؤشرات نجاحه...

صعوبات على طريق الحوار الوطني

2012-05-16 01:54:18 استطلاع/ماجد البكالي


الحوار الوطني رغم تشكيل اللجان التي تُعنى بالإعداد والتمهيد له غير أن الحوار الوطني تواجهه عدد من الصعوبات والتحديات التي تحول دون نجاحه وتحقيق الأهداف المرجوة منه,صعوبات ليست مرهونة بزمن ولا مقتصرة على فترة ما قبل الحوار فحسب,بل قد تصاحب الحوار في كل خطواته,وعند فشلها مع كل خطوة تلاحق الخطوة المتقدمة وقد تأخذ أوجه وأقنعة عدة..بنظر اليمنيون لماذا الصعوبات التي تحاول إعاقة الحوار الوطني ومن المستفيد منها,وما أضرارها ومخاطرها على الوطن؟ وما يجب على الحكومة ورئيس الجمهورية عمله كإجراءات وقائية واحترازية للحيلولة دون تكرار افتعال الأزمات والتحديات التي تحاول عرقلة الحوار الوطني؟..هذه الأسئلة وغيرها حاولت" أخبار اليوم" الإجابة عليها من خلال الاستطلاع التالي:

في البدء تحدث الدكتور/سمير أحمد الأرحبي بقوله:إن من الصعوبات والتحديات التي تعيق الحوار الوطني أما بالتأخر عن مدته الزمنية المحددة,أو بالحيلولة دون انعقاده,أو عدم نجاحه بعد الانعقاد,ابرز تلك المعوقات هي الحياة العامة للمواطن: ممثلة في الخدمات العامة,مياه,كهرباء,طُرق,أمن,صحة,تعليم,السلع الغذائية الضرورية والمشتقات النفطية,...حيث أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي أو تقطعه,يجمد كثيراً من المصالح لكل مؤسسات وأفراد المجتمع اليمني,كذا استمرار التقطعات في الطرُق العامة والطرق التي تربط بين بعض المحافظات أو المديريات في إطار المحافظة الواحدة يشعر المواطنين بالخوف وعدم الاستقرار وغياب الدولة ,..فيما استمرار ارتفاع السلع الضرورية وخدمات النقل والمواصلات على ما كانت عليه في العام2011م يعني للمواطن أنه خارج الاهتمام وأن لا قيمة له وحياته لدى كل الحكومات المتعاقبة في اليمن ,أما الخدمات الصحية فاستمرار تدنيها المخيف وعدم التزام عدد من العاملين في القطاع الصحي بواجبهم وأعمالهم,وتعذي من بقي في المستشفيات والمراكز بعدم وجود الأدوية,وبانطفاء الكهرباء,فتبقى صحة المواطن لا هم لها ولا عناية بها ومن أُضطر بحكم شدة مرضه للانتقال إلى مستشفيات خاصة كونها تملك مولدات وتبيع أدوية,فيرى من المعانة وجنون الربحية ما يفقده ما ورثه عن أبيه أن كان له ورث أو يبيع ما لديه أو يقترض قروضا ليست بالسهلة ولا البسيطة...واقع اليمنيين هذا الذي اكتفينا بالإشارة إليه هو بلا شك يمثل العائق الأكبر والخلفية الهشة أمام أي مخرب يريد إفشال الحوار الوطني ؛كون اهتمام المواطن ينصب أولا حول معيشته وأمنه,ولا ينتقل إلى ما دونهما إلا بعد تحقيق ولو نسب معينة تعطيه الأمن وتبعد عنه أشباح الخوف..فيجب أن تتنبه الحكومة لهذا الأمر وتعمل بجد نحوه.

مسئولية جماعية
من جانبه يرى الأخ/محمد عبده يوسف أن إنجاح الحوار الوطني ليست مسئولية الحكومة فحسب,فالحكومة جزء من هذا الشعب ,والجزء وأن كانت لديه السلطة لا يستطيع أن يقوم بعمل ناجح ما لم يعينه الكل,..مشيراً إلى أن إنجاح الحوار الوطني مهمة وطنية مشتركة بين كل أبناء الوطن بدءاً من رئيس الجمهورية والحكومة مروراً بمنظمات المجتمع المدني,وانتهاء بالمواطن..فالجميع معنيون بالعمل على إخراج الوطن مما يتهدد أمنه واستقراره وتلاحمه..مضيفاً:وهو ما أعتقد أن جميع اليمنيين يدركون أهمية الحوار الوطني وضرورة نجاحه,وأن الصعوبات والتحديات التي ستحاول إعاقة هذا الحوار لا شك مصيرها الفشل وأن الوطن هو المنتصر.

محدودة
من جانبه يؤكد الأستاذ/محمد أفندي بأن الصعوبات الكبيرة التي كانت من المتوقع أن تحول دون انعقاد الحوار الوطني ونجاحه تم تجاوزها ولم تعد موجودة بذلك الحجم ..حيث لم يعد هنالك طرف وحيد يتحكم بالسلطة والثروة ولا يمسك بكل زمام القوة ليفرض ما يشاء أو يفشل كل شيء متى شاء,علاوة على أن اهتداء رئيس الجمهورية والحكومة إلى تشكيل لجان للإعداد للحوار الوطني سواء تلك التي شُكلت للحوار مع الساحات أو الأخيرة التي تعنى بكل الأطراف السياسية والكيانات الفاعلة,و..وما اتسم به التشكيل لهذه اللجان من حكمة ومسئولية في الاختيار لشخصيات وطنية واعية ومسئولة وجادة,واصفاً ذلك بأولى خطوات النجاح والتوفيق بل والأهم,والتي تؤكد حتى لعامة المواطنين جدية القيادة السياسية وصدق الإرادة في إخراج الوطن من معاناته والارتقاء به وبحال أبناءه.

الجيش
من جانبه يرى الأستاذ/عبده سعيد الطيار أن مفتاح نجاح أو فشل الحوار الوطني هو الجيش, مؤكداً بأنه في حال تمت هيكلة الجيش وعندما يصبح يستمد توجيهاته من القائد الأعلى ,رئيس الجمهورية ومن وزير الدفاع عندها سيصبح الحوار ناجحاً ,وما لم يتم ذلك فالحوار مآله الفشل لا محالة ويكون السير في الحوار إهداراً للوقت والمال وإضاعة لمصالح الشعب.

تنبه
ويوافقه فيما ذهب إليه الأخ/ناصر الكاهلي مضيفاً:بأن فئات وأفراد فقدوا مصالحهم , وآخرون يعملون لمصالح أطراف أجنبية أو محلية حاقدة على الوطن, سيعملون ما أمكنهم على عرقلة الحوار الوطني وسيبذلون محاولات عدة لعرقلة الحوار الوطني ورفض انتقال الوطن من حالة العشوائية إلى حالة النظام..موضحاً أنه كلما زاد تنبه الحكومة لممارسات وأساليب أطراف المصالح قلص ذلك من مخاطر الإضرار بالحوار الوطني وسيره وزادت مع التنبه واليقظة والجدية معدلات ومؤشرات النجاح للحوار الوطني وهو نجاح بدأ من توقع اليمنيين له,مؤكداً على أن مجرد القبول الذهني لدى المواطنين بنجاح الحوار الوطني وحديثهم عن ذلك يُعد اللبنة الأساس للنجاح الفعلي الواقعي مستقبلا.

إفشال
أما الأخ/محمد صالح الرباحي, فيشير إلى واقع الناس اليوم والمشاكل التي يعانوها والظواهر السلبية في الخدمات الحكومية:كهرباء,أسعار سلع,مياه,أمن,...مؤكداً بأن هذا الوضع المعيشي للمواطنين يمثل رصيداً ثرياً وواقعياً لدى الحاقدين على الوطن ومن يمارسون يوميا ضرب الكهرباء والتقطعات ,و...ليخلقوا واقعاً يكون دليل إدانة لحكومة الوفاق ـ والتي تُقصر فعلا في كثير من الخدمات,والإجراءات ـ وهز ثقة المواطن بهذه الحكومة,ومن ثم يتسنى لهم تصعيد ذلك الواقع سلباً وتوظيفه لإفشال الحوار الوطني,مؤكداً على أن ذلك ليس مستبعداًً أن لم تعجل الحكومة بخطوات إصلاحية فعلية تلامس هموم الناس وقضاياهم.

خلاصة
بالإطلاع على أراء اليمنيين وأفكارهم وأحاديثهم..يتضح لك أن الجميع يتوقع نجاحاً للحوار الوطني,ويكون الإجماع على النجاح مشروطاً بعودة واستقرار الخدمات العامة..فيما يستشهد البعض بمؤشرات لنجاح الحوار الوطني..لا يُخفى على البعض الآخر الاستشهاد بمهددات قد تحول دون نجاح الحوار الوطني ولسان حاله يقول: انظر إلى واقعنا جميعاً كل ما فيه مهيأ للإفشال لا للإنجاح فمن أين يأتي النجاح؟.. وإزاء هذا التناظر الملفت للاهتمام يجب على الحكومة أن تحدد,وأن تعطي إجابتها أيضاً إجابة ليست نظرية فحسب, بل مزيج بين النظري والعملي عند تقديرنا للحال الراهن للحكومة وأوضاع الوطن,أما في ظروف غير هذه فردود الأفعال خير من الأقوال وأكثر تثبيتاً.         

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد