أطفال يمنعون من الخروج والأهالي يعجزون عن إسعاف المرضى ومليار ريال خسائر المديرية..

شارع المنصورة الرئيسي مغلق حتى إشعار آخر

2012-05-17 03:01:48 استطلاع/ مرزوق ياسين


المسافة مابين جولة مصنع الغزل والنسيج ومنتصف الشارع الحيوي المقطوع 500 متر تقريباً في المنصورة.. وحدها أشجار المريمرة في جزيرة الشارع الوسطية تصارع الضمأ والعطش ووحشة المكان، لا مجال أمامي غير المضي سيراً على الأقدام، هناك على جانبي الشارع تبدو المنطقة شبه خالية من وكالات السفر وحافلات النقل إلا من أطلال ذكريات سفر عند الناس، وبقايا أمل يتشبث به بعض العاملين في قطاع الحج والعمرة رغم الخسائر الفادحة.

عام ونيف والشارع الرئيسي الرابط بين معظم مديريات المحافظة مقطوع، منذ انطلاق الثورة وشرارة الاحتجاجات التي شهدها الوطن وتحديداً في السادس عشر من فبراير العام الماضي في محافظة عدن واقع فرضته - بحسب عديد شباب - القبضة الأمنية والاقتحامات المستمرة - مع بدء انطلاق الثورة - لموقع فرزة النقل الذي تحول إلى ساحة اعتصام، ومع توالي الأيام أصبحت مديرية المنصورة تتصدر الأخبار الواردة من عدن في الأحداث الأمنية.
 يبدو الحديث لصحفي في "المنصورة" والتعبير عن المعاناة أمراً مستحيلا عند الكثيرين ربما بسبب حالة الانفلات الأمني بالمديرية، غير أن الكثير من أبناء المديرية يؤكدون استفحال واقع "مرعب " حد قول أحد كبار السن سيما مع تأكيدات انتشار المخدرات بين صفوف الشباب في المديرية لا يجرؤ الكثير عن الحديث عنها، غير أن إحصائيات رسمية مؤخراً كشفت أتجاراً غير مسبوق يستهدف الشباب والعاطلين عن العمل بالمحافظة.

* معاناة وخسائر

 " نعيش في قلق مستمر " بسبب إطلاق الرصاص،صرنا سجناء في منازلنا وتتعرض بناتنا لمضايقات مستمرة في الشارع،تتحدث أم معتز أحد الساكنين بالحي المجاور لفرزة نقل الركاب الواقعة في الشارع الرئيس لمديرية المنصورة بعدن التقيتها في احد مكاتب شركات الحج والعمرة "أطفالنا ممنوعون من الخروج إلى الشارع " ونعجز عن إسعاف مرضانا إلى المستشفيات.
 
يقول ياسر حميد 30عاماً أحد العاملين في القطاع الخاص "أن الشارع تحول إلى سكن للأشباح خلال عام من الأحداث بعد أن كان من أهم الشوارع في المحافظة، سيما لشركات النقل ووكالات السفر والشركات الخدمية "،يتحدث الرجل بمرارة وهو يشير إلى أكوام الأتربة التي قطعت الشارع " لم يعد أحد يصل إلينا " وإنارة الشارع مقطوعة وكبار السن لا يستطيعون المجيء لوكالات السفر والنقل بسبب قطع الشارع وكثير من العاملين في القطاع الخاص لجأوا إلى أماكن أخرى وتضرروا وبعضهم أفلس.
يشير "حميد "إلى أن مساع بذلت من قبل الجهات الرسمية والشخصيات الاجتماعية لفتح الشارع غير أن دخول جماعات فاقمت المشكلة ـ حد قوله ـ وعطلت كل الجهود وتساءل هل قطع الشوارع يعيد الشهداء ؟؟
الشوارع الداخلية بالمديرية تحولت معظمها إلى "حفر" ومطبات بعد أن انتهاء لسان أسفلتي "مطعم بالفساد " ويقول مصدر مسؤول بالمديرية أن خسائر المديرية تصل إلى مليار ريال خلال عام فقط دمرت فيه معظم خدمات البنية التحتية من إنارة وكابلات كهربائية وطرقات وتعرضت مكاتب السلطة المحلية والمشاريع في المديرية إلى أعمال نهب، كما تكبد القطاع الخاص والفندقي إلى خسائر فادحة .
ويقطع الطالب محمد صالح أحمد مسافة طويلة للذهاب إلى معهد للدراسة المسائية في المديرية مشيراً إلى أن قطع الشارع جاء بعد عملية مداهمة قيران ومهدي مقولة للساحة وقتل وجرح عدد من أبناء المديرية ويقول "علي صالح "18عاماً من أبناء يافع أنه يعاني كثيراً المواصلات بسبب قطع الشارع منذ عام.
ممنوع التصوير
 
وتحت مظلة حافلات النقل التابعة لشركة النقل الجماعي الدولي و فرزة نقل الركاب الداخلية يتجمع عشرات الشباب في ساحة أطلق عليها ساحة " الشهداء " وعلى أطلال فنادق مهجورة تم تعليق صور لشهداء الحراك و ترتفع سارية في أعلى فندق "الجبل "عليها علم لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذي أصبح شعاراً للمطالبين بانفصال الجنوب على الشمال، وأنا اعبر الساحة قال لي احد الأصدقاء إن التصوير ممنوع هنا لدواع أمنية فرضتها اللجنة الأمنية في الساحة.
 
على احد أركان الساحة التقيت بمجموعة من الشباب في حالة إستنفار قال لي أحدهم أن مخاوف كبيرة تسود الأوساط بعد أن قررت السلطات فتح شارع المعلا الرئيسي ويقول محي الدين فضل ناصر أن الساحة تتبع فصيل التحرير والاستقلال الذي يقوده الأمين العام للحزب الاشتراكي السابق علي سالم البيض نقلت له سبب قطع الشارع وشكاوي الناس في الإحياء المطلة بالمديرية وقال إن قطع الشارع هو حماية أمنية للمعتصمين وإذا أرادت الدولة فتحه فعليها الاستجابة لمطالبنا المتمثلة في" استعادة دولتنا " والنزول إلى اسر الشهداء لاستئذانهم فتح الشارع.
وعن انتشار المخدرات و المسلحين وإطلاق الرصاص في المديرية ودورهم في التصدي لمثل هذه الأعمال قال: إن المسلحين لا علاقة لهم بالساحة وأتهم النظام السابق بأنه من يمول ذلك، مستدركاًً بقوله لا يمكن فتح الشارع إلا بعد التحرير والاستقلال.
*التفاهم مع اسر الشهداء
 محمد الحوشبي من مديرية طور الباحة عاطل عن العمل يعيش في الساحة منذ أشهرً أكلاً وشارباً فيها يقول إن فتح الشارع مرتبط بدماء سقطت تصل إلى 30 شهيداً وعلى السلطات النزول إلى أسر الشهداء الذين يطالبون بقتلة أبنائهم والتفاهم معهم إن أرادوا فتح الشارع حسبما ذكر.ويقول أن هناك شباباً يتواجدون بشكل مستمر في الساحة ويعملوا جاهدين على حماية الممتلكات العامة والخاصة و الحفاظ على السكينة العامة نافياً نفياً قاطعاً علاقة المسلحين بالساحة الحراك السلمي في حين يؤكد محمد بسيسي 18 عاماً من أبناء المنصورة وأن هناك مسلحين فقط موجودون ضمن اللجان الشعبية -ـ حد قوله.
 
* مليار ريال خسائر المديرية
 تحسن ملحوظ على الأرض من خلال جهود السلطة المحلية في المديرية وانحسرت الأحداث الأمنية وبحسب مسؤول أمني بالمديرية ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ انه تم تعزيز الأمن بأطقم حديثة في أقسام الشرطة الأربعة في المديرية إلى جانب تعزيز القوة البشرية لأمن المديرية،ويقول مدير عام المديرية "نائف البكري" لـ"أخبار اليوم" أن الجهود متواصلة لتعزيز استقرار المديرية مع كل الفعاليات الاجتماعية.
 مشيراً إلى خسائر كبيرة تكبدتها المديرية والتي تصل إلى مليار ريال خلال عام فقط دمرت فيه معظم خدمات البنية التحتية من إنارة وكابلات كهربائية وطرقات وتعرضت مكاتب السلطة المحلية والمشاريع في المديرية إلى أعمال نهب، كما تكبد القطاع الخاص والفندقي خسائر فادحة وقال انه بناءًَ على قرار رئيس الجمهورية فقد تم توزيع استمارات لأسر الشهداء، مشيداً بتعاون كافة المواطنين في استقرار المديرية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد