شنت جماعة الحوثي حملة تصفية واعتقالات واسعة في محافظة صعدة منذ الأسبوع الماضي طالت ناشطين سياسيين ومعلمين وطلاب.. حتى لاعبي كرة القدم لم يكونوا بمنأى عن تلك الأعمال، إضافة إلى عمليات تعذيب تطال مخطوفين ومعتقلين في سجون الحوثي.
مصدر مسؤول في إحدى المنظمات الدولية العاملة في اليمن قال: إن لديهم معلومات تشير إلى وجود عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان تمارس بحق مدنيين معارضين لجماعة الحوثي في سجونهم الخاصة.
المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته - كون ذلك سيؤثر على عملهم الإنساني في المرحلة الراهنة- قال إنهم ما زالوا في إطار التحري وجمع المزيد من المعلومات بهدف إعداد تقرير وعرضه على قائد الحوثيين للتوصل معه لحل لسجناء في معتقلات قياداته الميدانيين.
اختطاف 3 معلمين و5 طلاب:
وعلى ذات الصعيد قالت مصادر محلية في صعدة إن الحوثيين كثفوا من صلفهم ولغطهم وتسلطهم وممارساتهم القمعية غير المقبولة والمخالفة للشرائع السماوية والأنظمة والقوانين الوضعية بحق سكان وأبناء صعدة المسالمين لهم . 
المصادر ذاتها قالت لـ"أخبار اليوم" إن أخر عملية قام بها الحوثيون اختطاف 3 معلمين من مدرسة مجمع السعيد التربوي النموذجية في اليومين الماضيين واقتادوهم إلى منطقة مجهولة دون ذكر أسباب الخطف، وفي ذات اليوم ومن المدرسة نفسها قاموا باختطاف 5 طلاب ونقلهم إلى أحد سجونهم الخاصة ولا تعرف أسر الطلاب عن مصير أولادهم المخطوفين لدى جماعة الحوثي - بحسب المصدر.
اختطاف لاعب كرة قدم:
وفي سياق تواصل انتهاك الحوثيين لحقوق الإنسان في صعدة.. كشف سكان في حارة السلام بمدينة صعدة عن اختطاف لاعب أساسي في الفريق الأول لكرة القدم في صعدة ولاعب نادي السلام الرياضي مجاهد طيب (29 عاماً) في الـ10 من الشهر الجاري من قبل مسلحين حوثيين.
وقالت المصادر: إن مسلحين حوثيين جاءوا إلى منزل اللاعب مجاهد طيب في الليل واستدعوه إلى جوار منزله ثم اقتادوه إلى منطقة مجهولة ولم تعرف أسرته سبب اختطافه والتي أكدت لسكان الحارة أن أبنهم ما يزال مخطوفاً لدى الحوثيين دون معرفة مصيره.    
وأشارت المصادر لـ "أخبار اليوم" إلى أن مجاهد طيب يعمل معلماً بمدرسة الثورة النموذجية ولاعباً أساسياً لكرة قدم في صفوف المنتخب الأول في صعدة وفريق نادية (السلام الرياضي) وحقق مع الفريقين العديد من البطولات الكروية المحلية على مستوى أندية الدرجة الثانية ومنتخبات المحافظات.
وأعرب سكان الحيّ عن استيائهم واستنكارهم لاختطاف مجاهد طيب بطريقة غير مشروعة، مطالبين بسرعة الإفراج عنه، كما طالبوا نقابات التربية والاتحاد الرياضي باستنكار الحادث ومتابعة قضية زميلهم المختطف.
اختطاف طالب جامعي من تعز
إلى ذلك قال عدد من زملاء الطالب مهران محمد الحكيمي إن زميلهم الطالب مهران محمد الحكيمي ما يزال مختطفاً لدى جماعة الحوثي منذ اختطافه من الحرم الجامعي بكلية التربية صعدة في 7 مايو الجاري .
معبرين عن إدانتهم واستنكارهم لاختطاف زميلهم ، مطالبين وزير الداخلية ومحافظ صعدة الضغط على الحوثيين للإفراج عن زميلهم المختطف في سجون الحوثيين، ولم يتم الإفراج عنه حتى هذه اللحظة.
كما طالبوا الاتحاد العام لطلاب اليمن القيام بدوره في الدفاع عن الطالب الحكيمي المختطف في سجون الحوثيين والذي لم يعرف أحد عن مصيره حتى الآن،أحياً أو ميتاً .
وقال زملاء الطالب لـ (أخبار اليوم): إن مسلحين حوثيين اختطفوا زميلهم من الحرم الجامعي يوم الاثنين الموافق 7 مايو الجاري بعد مشادات كلامية بينه وبين أحد الطلاب الحوثيين الذي غادر الحرم الجامعي وعاد وبرفقته عدد من المسلحين الحوثيين واقتادوا زميلهم قسراً من الحرم الجامعي إلى مكان مجهول.. مشيرين إلى أن زميلهم يدرس في المستوى الأول في قسم الحاسوب تخصص تكنولوجيا معلومات ويسكن مع والده الذي يعمل في مستشفى السلام السعودي بصعدة منذ سنوات وينتمي لمحافظة تعز .
قتل جندي استمع لأغنية:
ومن جهة ثانية قالت مصادر محلية بمحافظة صعدة إن جندياً في الأمن المركز قتل يوم الاحد 6 مايو الجاري في اعتداء من قبل دورية تابعة لمسلحي الحوثي بالقرب من مفرق البقع بمركز محافظة صعدة خلال أدائه واجبه الوطني في حراسة مولد الكهرباء.
وأوضحت المصادر لـ (أخبار اليوم) أن مسلحي الحوثي أقدموا وبأسلوب إرهابي وهمجي مدان على قتل الجندي (سليم جلهم) ـ الذي يقوم بحراسة مولد كهربائي تابع للمؤسسة العامة للكهرباء فرع صعدة في الصباح الباكر خلال أدائه لواجبه الوطني .
وأشارت المصادر إلى أن ملابسات قتل الجندي مازالت مجهولة ، فيما قالت مصادر خاصة إن الجندي المقتول ينتمي لقبيلة غراز التي يتزعمها الشيخ عثمان مجلي عضو مجلس النواب والذي خاض معارض ضارية ضد الحوثيين في منتصف العام الماضي انتهت بخروجه من المحافظة وأن الحوثيين يقومون بعملية تصفية لكل أبناء قبائله الذين وقفوا إلى جانب الشيخ مجلي .
 فيما قالت مصادر محلية بمدينة صعده لـ (التغيير نت) إن جماعة الحوثي قتلت الجندي على خلفية سماعه أغان على هاتفه المحمول بمفرق الطلع على الشارع العام بحجة أن استماع الأغاني والموسيقى حرام.
الحادث خلف استياءً وتذمراً شديدين من قبل أفراد الوحدات الأمنية والعسكرية والرجال الوطنيين، كون ذلك يعتبر انتهاكاً صارخاً وتدخلاً همجياً في عمل الوحدات الأمنية والعسكرية في الوقت الذي يتذرع الحوثيون بأنهم لم يتدخلوا في مهام السلطة المحلية والأجهزة التنفيذية والعسكرية.
وقالوا ـ في اتصالات بالصحيفة ـ: إنه لمن المؤسف أن يتعرض زميلهم للقتل العمد خلال أدائه لواجبه في الوقت الذي يدعي الحوثي المظلومية ويطالب باعتذار رسمي لما مورس ضدهم من عدوان في حروب صعدة مقابل مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني، مؤكدين مطالبتهم للقيادة العليا للقوات المسلحة والأمن الضغط على الحوثيين لتسليم الجناة إلى العدالة لينالوا جزائهم الرادع، وتقديم الحوثيين اعتذار رسمي للقوات المسلحة والأمن وعدم التدخل في مهامهم، ما لم فإنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي جراء الاعتداءات المتواصلة عليهم .
هذا ويمارس الحوثيون مختلف أصناف التعذيب بحق المختطفين والمعتقلين في سجونهم ومعتقلاتهم الخاصة المخالفة لقانون ودستور الجمهورية اليمنية في ظل صمت الكثير من مسؤولي المنظمات الحقوقية والناشطين الحقوقيين الذين بدأوا يلوحون بعزلهم السياسي مع الحوثيين، متناسين الجرائم التي يرتكبها الحوثي بحق سكان وأبناء صعدة العزل من السلاح.