أثارت العملية الانتحارية في ميدان السبعين أمس الاثنين التي راح ضحيتها أكثر من 90 شهيدا وأكثر من 222 جريحا حسب إحصائية لوزارة الداخلية، استياءً واسعا في الشارع اليمني الذي يحتفل اليوم بعيد الوحدة الـ 22 ، والذي يعتبره الكثيرون انه العيد الأول والحقيقي للوحدة اليمنية منذ تحقيقها، كما لقيت الحادثة استياءً واستنكاراً واسعا محلياً وعربياً ودولياً، مطالبين بالتحقيق السريع والعاجل وكشف الملابسات وإعلان النتائج للرأي العام.. فيما أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي في كلمته مساء أمس بمناسبة عيد الوحدة استمرار الحرب على الإرهاب حتى يتم استئصاله والقضاء عليه مهما كانت التضحيات.
وكانت كتائب الجيش وقوات الأمن اليمنية أمس الاثنين في ميدان السبعين تجري الاستعدادات للعرض العسكري الذي يقام اليوم بمناسبة عيد الوحدة الـ 22، لينتهي العرض بانتحاري يرتدي زي الأمن المركزي يفجر نفسه في الساعة العاشرة والربع في صفوف الجنود أثناء تدريبات العرض الذي حضره وزير الدفاع محمد ناصر احمد ورئيس هيئة الأركان العامة أحمد علي الأشول، لتمتلئ أرض الميدان بأشلاء الجنود الضحايا، كما سادت حالة من الهلع والذعر أوساط العسكريين والمدنيين عقب الحادث.
إدانات
ولاقت حادثة ميدان السبعين أمس الاثنين التي راح ضحيتها عشرات الجنود والجرحى إدانات واستنكارات وإدانات واسعة محلية وعربية ودولية، إذ أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الحادثة وقال في بلاغ صحفي واصفاً التفجير بأنه «عمل إرهابي جبان يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكافة القيم الإنسانية».
وأضاف: «إن استهداف تدريبات عسكرية بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية، وهي مناسبة وطنية عزيزة على اليمنيين وكل أشقاء وأصدقاء اليمن ما هي إلا محاولة فاشلة لوقف مسيرة اليمن نحو الاستقرار والتنمية، في وقت يعمل فيه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة والحكومة اليمنية على دفع مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتوفير البيئة الضرورية لبدء الحوار الوطني استكمالاً لتطبيق مبادئ المبادرة الخليجية».
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بأن ما حدث في صنعاء «يؤكد على أهمية تكثيف الجهود ومضاعفة العمل من أجل التصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية وتفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات الدولية واٌلإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب».
ومن جهته، قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية مدينا الحادثة: " أن هناك من يحاول عرقلة الجهود العربية والدولية المبذولة لمساعدة اليمنيين على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن»، مشدداً على أهمية تضافر كل الجهود من أجل حماية مسيرة الاستقرار وإعادة البناء في اليمن.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية أن «المشاورات مستمرة مع القيادات اليمنية ومختلف الأطراف العربية والدولية المعنية من أجل دعم الجهود المبذولة لمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية بشأن اليمن، والتي يرعى تنفيذها مبعوث الأمم المتحدة لليمن السيد جمال بن عمر».
كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أو غلى بشدة التفجير الانتحاري الذي وقع في صنعاء، مؤكداً في بيان صحفي وزعته المنظمة «ثقته في قدرة حكومة الوحدة الوطنية في اليمن على مواصلة جهودها الرامية إلى استتباب الأمن والاستقرار في اليمن».
وجدّد الأمين العام موقف منظمة التعاون الإسلامي المبدئي «الذي يدين كافة أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين الأبرياء».
ومن جهته قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي عقده أمس في باريس «إن فرنسا تدين بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا في ميدان السبعين وسط العاصمة اليمنية صنعاء وتعرب عن تعازيها للسلطات اليمنية ولأسر الضحايا في هذا الحادث المأساوي.
وأكد فاليرو مجددا دعم ومساندة بلاده لجهود الرئيس عبدربه منصور هادي «في التصدي للإرهاب ومواصلة عملية الانتقال السياسي وفقا لتطلعات الشعب اليمني».


إلى ذلك، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إدانته واستياءه الشديدين للحادث الذي وقع أمس الاثنين في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبعث ببرقية عزاء إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، قال فيها «إنني مستاء من العملية الإرهابية غير المسبوقة من حيث الوقاحة والقسوة، التي نفذت بصنعاء وأسفرت عن وقوع الكثير من الضحايا».
وأضاف :«إنني على قناعة بأنه على الرغم من محاولات المتطرفين لعرقلة العملية السياسية الشاملة التي قد بدأت في اليمن، سيستمر بنشاط، تنفيذ التحولات الديمقراطية والاقتصادية الاجتماعية، وان مدبري ومنفذي هذه الجريمة سينالون العقاب العادل».
وتابع :«أرجو، وأنا أدين بحزم هذه العملية غير الإنسانية، نقل أصدق التعازي إلى أقرباء الضحايا، وكلمات المؤازرة والتمنيات بالشفاء السريع إلى كافة المصابين».
كما أدانت وزارة الخارجية الروسية هذا الحادث، واعتبرته محاولة لإحباط الحوار السياسي في اليمن.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها «نحن ندين بحزم هذه العملية الدموية غير المسبوقة من حيث وقاحتها التي قام بها المتطرفون الذين يسعون إلى خلخلة الوضع في اليمن مهما كان الثمن، بهدف إحباط العملية السياسية الشاملة التي قد بدأت في البلاد».
وأكد البيان استعداد روسيا لتقديم الدعم اللازم للحوار الوطني الواسع والمساعدة على تحقيق التحولات الديمقراطية والاقتصادية الاجتماعية بما يتجاوب مع مصالح وأماني كافة المواطنين اليمنيين.
وفي نفس السباق أدان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الحادثة ووصفها بـ "الجريمة الإرهابية الوحشية" التي استهدفت القوات المسلحة والأمن وراح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحى أثناء مرور سرايا العروض العسكرية بميدان السبعين.
واستنكر التنظيم في بيان تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه هذه الجريمة البشعة المنافية لكل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، مطالباً الجهات المختصة بسرعة التحقيق وكشف تفاصيل الجريمة وإعلانها للرأي العام.
وجدد التنظيم موقفه الداعي لسرعة إنهاء الانقسام في القوات المسلحة والأمن وتوحيدهما وإخضاعهما لسلطة وزيري الدفاع والداخلية. ويدعو حكومة الوفاق الوطني إعلان الحداد.
وعبر التنظيم عن استغرابه لـ " التوقيت المريب" لمثل هذه الجريمة في الوقت الذي يحتفل فيه الشعب اليمني بالذكرى الـ 22 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، داعياً كافة أعضائه وأنصاره لسرعة التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى.
كما أدان التجمع اليمني للإصلاح ما وصفه بـ«العمل الإرهابي الجبان»، مقدماً تعازيه للشعب اليمني وأسر الضحايا، مؤكداً على ضرورة «إجراء تحقيق جاد وعاجل لكشف هوية الجناة ومن يقف ورائهم وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام في أسرع وقت ممكن».
وجدد الإصلاح دعمه للجيش في حربه «على قوى الإرهاب ومن يسعون لإعاقة التحول الديمقراطي السلمي».
وفي سايق متصل أدانت أحزاب اللقاء المشترك – تكتل المعارضة اليمنية- في اجتماع استثنائي عقدته امس الاثنين الحادث الإجرامي الأليم الذي أودى بحياة أكثر من 96 شهيداً ونحو 300 جريح من جنود القوات المسلحة والأمن في ميدان السبعين، معبرة عن حزنها العميق ومواساتها لأسر الشهداء والجرحى.
وأكد المشترك في بيان تلقت أخبار اليوم نسخة منه وقوفه إلى جانب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني في كافة القرارات والإجراءات التنفيذية للمبادرة الخليجية بما فيها القرارات الأخيرة، مشدداً على أن توحيد الجيش والأمن أصبح حاجة ملحة وضرورية وذات علاقة وطيدة في تجفيف منابع الإرهاب وتقليص نفوذه، فضلا عن فرض سيطرة الدولة على كافة محافظات الجمهورية لتحقيق الأمن والاستقرار تساعد في السير لانجاز عملية التغيير السلمي.
وطالب المشترك بتشكيل لجنة من ذوي الكفاءة والنزاهة والجدية للتحقيق في هذا الحادث الإجرامي وكشف ملابساته بأسرع وقت ممكن وإعلان نتائج التحقيقات للرأي العام وتقديم مرتكبي الحادث والمتواطئين معهم للقضاء ليناولوا جزائهم العادل.