جيش الأسد يرتكب مجزرة في الحولة حصيلتها "106" قتلى بينهم أكثر من "32" طفلاً

2012-05-27 13:36:24 أخبار اليوم / متابعات


في الوقت الذي تزور سوريا بعثة المراقبين الدوليين فقد اقدم نظام بشار الاسد على ارتكابه مذبحة وحشية في مدينة الحولة بسوريا والتي تبعد 25 كيلومتر شمال غرب مدينة حمص، والتي كانت حصيلتها 106 قتيل بينهم اكثر من 32 طفلاً.
وقد عمّت مظاهرات يوم أمس السبت أكثر المدن السورية غضبا على المجزرة التي نفذتها قوات الأمن والشبيحة أمس الأول ليلا في مدينة الحولة، وتركزت المظاهرات في مناطق مختلفة بمدينة دمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب وحلب شمالا والحسكة ودير الزور شرقا ودرعا جنوبا.
من جانبها قالت مصادر مطلعة أن وفد المراقبين الدوليين وصل إلى الحولة ووثق وصور في أحد المساجد الجثامين من ضحايا المجزرة.
وأشار المصادر إلى أن النظام عمد أكثر من مرة لارتكاب مجازره ليلا لصعوبة تحرك المراقبين ووصولهم إلى المناطق المستهدفة، وذكر أن وفدهم لمعاينة بلدة كفر عايا في حمص -التي تعرضت لحملة أمنية اعتقل فيها عشرات الشباب- تعرض لإطلاق نار مباشر من حاجز للجيش هناك.
وعلى الصعيد ذاته وغداة المجزرة التي وقعت ليلة الجمعة السبت توجهت بعثة للمراقبين الدوليين الى الحولة، ودان رئيسها روبرت مود "المأساة الوحشية" التي وقعت في هذه البلدة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غرب مدينة حمص.
وقال مود امام الصحافيين ان المراقبين "يدينون باشد العبارات المأساة الوحشية" في الحولة، مؤكدا ان التدقيق الذي اجراه المراقبون كشف "استخدام مدفعية الدبابات" في قصف المدينة.
واشار الى ان الظروف التي ادت الى هذه المأساة "ما تزال غير واضحة"، مضيفا "كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية".
ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية الى "وقف استخدام الاسلحة الثقيلة وكل الاطراف الى وقف العنف بكل اشكاله"، مضيفا "هذا ما نحتاج اليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي".
وحذر مود من ان "الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد الى حرب اهلية".
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر أمس السبت مجلس الامن الدولي الى "عقد اجتماع فوري" بعد "مجزرة الحولة الشنيعة" واتخاذ "القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة".
واعلن المجلس الوطني السوري ان الموفد الدولي كوفي انان اتصل برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا ب"الجريمة النكراء" في مدينة الحولة السورية ومؤكدا انه "سيطرح الموضوع بشكل قوي" امام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المجلس في بيان ان انان عبر خلال هذا الاتصال "عن بالغ غضبه واستنكاره للجريمة النكراء التي ارتكبها النظام في مدينة الحولة في حمص".
واضاف المجلس ان انان "وصف جريمة الحولة التي ارتكبها النظام السوري بالوحشية وانه شديد التأثر شخصيا بما حدث، وانه سيطرح الموضوع بشكل قوي امام بشار الاسد ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر".
وعلى صعيد متصل قال الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، معلقا على ما ارتكبه النظام السوري: "هذا النظام لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فراح يقتل السوريين مستكبرا في الأرض بغير الحق، مستخدما كل أسلحته ضد شعبه، وسيحاسبهم الله ويأخذهم أخذا أليما شديدا أخذ عزيز مقتدر، وتلا قوله تعالى: "تلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"، فهذه الأعمال الوحشية الإجرامية لا يمكن أن تُنسى".
 ومن جانبه أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدة المجزرة، مشددا -في بيان له- ضرورة محاسبة المسئولين عن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين السوريين، والتي "تجاوزت كل الحدود ولا يمكن السكوت عنها"، داعيا في الوقت ذاته المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسئوليته واتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لوقف هذا التصعيد في أعمال العنف والقتل الذي تقوم به القوات السورية، مشيرا إلى أنه يواصل مشاوراته واتصالاته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث العربي - الأممي المشترك كوفي عنان حول الموقف الذي يتعين على مجلس الأمن اتخاذه لوقف هذا التصعيد الخطير في أعمال العنف بسوريا.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد