فيما العميد الطويل يطالب جماهير الحراك بوضع مصلحة الوطن فوق مصالح الأفراد..

رئيس تنسيقي القوى الثورية: أجهزة الدولة ملغومة بكادر مهمته إشغال الفوضى وعدن مرعوبة

2012-05-27 13:39:04 أخبار اليوم/ خاص


اعتبر رئيس مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية، ثنائية المشاركة في السلطة أحد العوامل التي ساهمت في إضعاف الدولة من السيطرة على الوضع التي تشهده البلاد اليوم.
وأوضح الأستاذ/ عبدالقوي محمد رشاد ـ في تصريح لـ"أخبار اليوم" ـ بأن أجهزة الدولة ملغومة بكادر فاسد مخطط له أن يقوم بهذا الدور الذي أفرز وضعاً استعصى على الدولة، تسوده الفوضى والاختلالات الأمنية والإدارية وعجزت الدولة عن توفير الخدمات الأساسية للمواطن اليمني، مشيراً إلى أن هذا الكادر يعمل جاهداً على إحباط مسيرة الدولة وحكومة الوفاق الوطني في التنمية وبناء اليمن الجديد.
واستغرب رشاد من أن يمنح نظام دموي الحصانة ويحظى بامتيازات هي من حق المواطن والوطن، لافتاً إلى أن المواطن اليمن اليمني الذي يستحق الحماية وتوفير الأمن والاستقرار والحياة الكريمة عجزت الدولة توفير ذلك، فيما ذهبت امتيازات هي من حقه كمواطن، ذهبت إلى النظام السابق وأركانه.
ووصف رشاد عدن بمدينة مهضومة ومرعوبة في مظهرها ونفسية مواطنيها، مؤكداً أن ما تشهده المدينة من اختلالات أمنية تدعو إلى الدهشة إذ أنها اختلالات مفتعلة، إذ أن عدن ـ حسب تعبيره ـ مدينة صغيرة ومحكمة يمكن السيطرة على ما يجري فيها.
وأضاف رئيس مجلس القوى الثورية الجنوبية ـ في سياق حديثه للصحيفة مساء أمس ـ بأن ما تشهده عدن ظاهرة مفتعلة ومدروسة لإسقاط النظام بطريقة فوضوية حتى يفقد المواطن بوجود الدولة وفي قدرتها على توفير الأمن والاستقرار ثم إسقاط إدارة الدولة في عدن سواء في شكل المحافظة وإدارتها أو في فروع الوزارات وقال إنه من الغريب أن من يقومون بأعمال الفوضى في عدن معروفون ويهدفون إلى إرباك البلاد والنظام السياسي الجديد لإعطاء المواطن انطباعاً أن النظام الجديد والثورة لن تستطيع حمايته أو توفير الخدمات الأساسية له.
وأشار ـ في هذا السياق ـ إلى أن هذا الأمر مخطط جهنمي ـ حد وصفه، مضيفاً بأن عدن مدنية، وهي مدينة كل اليمنيين، غير أنها لم تعد مدينة مدنية ولا إدارية ولا منظومة متناسقة بخدماتها واستقرارها، مبيناً أن ذلك يأتي في سياق محاربة النظام وإسقاطه من عدن كواجهة دولية وخارجية واقتصادية من عدن ولتأثيرها على الموقع الاستراتيجي للبحر الأحمر وباب المندب والجزر، حيث محاربة النظام في إسقاط شكل الدولة وأمن البلاد من عدن، فإذا ما تمكنوا من هز استقرار عدن وخدماتها ـ حد قوله ـ يكونوا بذلك قد هزوا النظام وأفقدوا ثقة المواطن بالدولة.
وشدد رشاد على ضرورة توحيد المنظمات المدنية بعدن وفروع الوزارات والسلطة المحلية والإدارة الأمنية والقيادة العسكرية ومحافظ المحافظة في بذل الجهود لمواجهة الوضع الذي تعيشه عدن وقال إنه يجب العمل في كل مديرية للسيطرة على الإرهاب ومحاصرته.
وأشار رشاد إلى ما وصفها بالحرب المقصودة من خلال انتشار السلاح أن يقف وراء ذلك هو جزء من إدارة الدولة من النظام السابق، فعدن مركز "بورصة" لضخ الأموال بغية إشعال الوضع فيما ساعد البطالة والفقر والجهل وعدم وحدة المواطنة في عدن على تفشي ذلك، مؤكداً أن ذلك لا يخدم الوطن ولا المواطن اليمني ولا أبناء عدن بل يخدم النظام السابق والأداة الإرهابية الجديدة التي تريد أن تجعل من عدن بؤرة للإرهاب والفساد والمخدرات والسلاح، واصفاً ذلك بالحرب المنظمة التي تحالفت فيها عدة قوى.
وحول علاقة ما تشهده عدن بتصريحات علي سالم البيض ـ الذي قال فيها إنه سيناضل ولو كلف الأمر سقوط شهيد في كل شبر، بالجنوب ـ عبّر رشاد عن أسفه لمثل هذا الحديث، مضيفاً أن ذلك أمر مجرب وليس فيه جديد وأن الجديد الذي يريده أبناء عدن أن يسمع من قياداتنا رسائل تطمينية تشير إلى مستقبل واعد وحياة كريمة وأمن واستقرار.
وأضاف: إن عدن مليئة بالقبور والشهداء، مشيراً إلى أنه عندما لم يوجد متسع لدفن الشهداء في عدن تم تفجيرهم بالطائرات، منوهاً إلى أن المشكلة في أن بعض القوى حولت الساحة اليمنية إلى قضية دولية لممارسة النفوذ الدولي والإقليمي فيها وخاصة في عدن، وقال إن الطموح السياسي يجب أن يتجسد في خدمة البلاد وأن يقدم كل تيار وكل قوة سياسية نفسها في شكل دولة منظمة تحفظ النظام وتبشر بأن مجيئها للسلطة ستكون نموذجاً للنظام وبإدارة الأمن والاستقرار والنتيجة الشاملة، عدا أن ما يحصل ينذر بكارثة قادمة عليها عدن.
وأكد أنه في حال توحدت الجهود وحسنت النوايا فإن من السهل القضاء على ما تشهد عدن من فوضى واختلالات مدنية محصورة من الممكن انتزاع شخص فيها وتراه، فهي ليست مترامية الأطراف وضبطها بتقسيمها إلى مديريات.
واستغرب من أن يتم الاعتداء على شخص يعقد اجتماع لحزب مثلاً، وقال: هل هذا هو ما نبشر به مستقبلاً من الديمقراطية والنمو، محذراً من وضع ينذر بكارثة وقادم يصعب السيطرة عليه إذا استمرت الأمور على ما هي عليه اليوم.
ونوه إلى أن أجهزة الدولة مخترقة وهناك من بقايا النظام من يدفع نحو وضع متخلخل، مضيفاً إنه للأسف فإن بقايا النظام وراء ما يجري من إرهاب وفوضى واختلال أمني، مشيراً إلى "مبالغ مالية تدفع وسلاح يوزع".
وفيما حث كافة المواطنين على التعاون مع الأجهزة الأمنية، قال إن إدارات الأمن في المديريات لا يوجد فيها عدد كاف من الجنود مقتصرة على نحو 3 ـ 4 جنود، وهو عدد لا يفي بالغرض لضبط الأمن، لافتاً إلى قوى قال إنها ليس لديها ضمير وطني وظل همها التطلع إلى السلطة عبر نهر من الدماء والفوضى وإعادة العجلة إلى الخلف، متسائلاً: ماذا تبقى من الدولة في عدن؟ حيث لا توجد سوى الفوضى الهدامة التي وراءها قوى إقليمية ودولية تتجسد في شخصيات محلية كواجهة، وذلك من أجل الوصول إلى السلطة ولو على جثث المواطنين للأسف.
وقال إنه يجب أن يكون هناك دور للمثقفين والإعلام وإدارة الدولة أيضاً، كما يجب على السلطة المركزية في صنعاء أن تهيئ تفكيرها على إدارة الدولة فإذا سقطت عدن سقطت اليمن ـ حد قوله، مستغرباً من اللامبالاه للدولة إزاء ما يحدث من فوضى، حيث كل شيء معطل في مدينة عدن.
من جانبه دعا القيادي في الحراك الجنوبي العميد/ ناصر الطويل, كافة القوى السياسية والشرفاء في الوطن إلى وضع قضية الوطن فوق كل القضايا ومصالح الأفراد وأن يبتعدوا عن الصراعات واستثارة النعرات والترفع إلى مستوى الوطن.
 وقال أمين عام الحراك بعدن لـــ "أخبار اليوم " أدعو جماهير الحراك الجنوبي أن يضعوا مصلحة الوطن فوق مصالح الأفراد الذين يسعون إلى مصالح شخصية على حساب القضية الوطنية والقضية الجنوبية وعلى كافة الشرفاء في اليمن أن يكونوا في مستوى الوطن وفوق كل القضايا الشخصية وأن ينبذوا كل الصراعات والنعرات.
وحول الأحداث التي شهدتها محافظة عدن اليومين الماضيين, دعا الطويل, شباب الحراك السلمي إلى الابتعاد عن كل المشاكل المفتعلة مع الأحزاب والقوى الأخرى التي تسعى بقايا النظام غالى افتعالها في أوساط الشباب من أجل حسابات تسيء للوطن والشعب وأن يبحثوا عن حلول يرتضيها الشعب حتى لا يكون إساءة لنضالات وتضحيات الشرفاء و ودماء الشهداء الزكية الذين سقطوا في مسيرة الحراك السلمي خلال خمس سنوات حسب تعبيره.
كما دعا قيادات الإصلاح شباب الساحة والسلطة المحلية بمحافظة عدن إلى عدم الانجرار إلى مربع الصراع وان يكونوا على قدر المسؤولية سيما قيادة السلطة المحلية وقيادة المحافظة حتى لا تكون فتنة حسبما قال .
وشدد العميد المتقاعد في الجيش والقيادي/ ناصر الطويل على اتخاذ إجراءات إدارية فاعلية في ترشيد الخطاب الإعلامي المقروء والمرئي، داعيا ًإلى عدم العودة إلى مربع الصراع وتكرار المآسي والأوجاع ".
وحول التكتل الذي قاده حزب الرابطة مؤخرًا لتوحيد مكونات الحراك قال إن هذا التكتل يأتي في أطار العمل الديمقراطي ولكن في ظروفاً صعبة للغاية يشهدها الجنوب ويمثل مزيد من الانقسام متسائلا: في مثل هذه الظروف هل نحتاج إلى مزيد من الكيانات والانقسامات؟.
وقال في إطار العمل الديمقراطي نحن لا نعترض على أي تكتلات ولكن ما هو مؤلم أن تعمل بعض القوى ضد أخرى في إطار مثل هذه التكتلات, مسترشدًا في الظرف الذي بدأ فيه الشارع الجنوبي يتوحد لتأتي بعض القوى لإحداث انقسامات مستشهدا بانتخابات 2006 و حرب 94م.
وقال الطويل إن هناك قوى منذ 94 وصلت إلى السلطة مرتبطة بالرئيس السابق/ على عبد الله صالح وتعمل وفق أجنداته وإن إحداث مزيد من الانقسام لا يخدم القضية الجنوبية  والقضية الوطنية مرجعا في ذات السياق إلى قوى خارجية تريد جر الوطن إلى مربع الصراعات والانقسامات.
وقال نحن الآن بصدد بحث حلول وطنية وحلول للازمة التي يعانيها المواطن ولكن بعض الأشخاص يبحثون عن حلول للوصول إلى الكرسي حتى على جماجم البشر وقال " دعونا نتوحد".
واختتم العميد الطويل بتوجيه رسالة إلى المجموعة التي توجهت غالى إيران وقال رسالتي الأخيرة إلى المجموعة التي توجهت غالى إيران عليهم العودة إلى المنطقة العربية وذلك خير لهم ـ حسبما قال.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد