عُقبه بن نافع .. التعليم على العكّاز!

2012-06-01 00:42:16 تقرير/أحلام المقالح


"عقبه بن نافع" المدرسة التي درست فيها الابتدائية وهي نفسها من درس فيها كل أشقائي وأقربائي وجيراني، فمنذ أكثر من 25 سنة وعقبة بن نافع باقية بذات الأثاث والفصول والخبرات والجديد لا يتعدى زيادة عدد المعلمين جديدي التوظيف تحديداً (23) مدرساً..
24 فصل و99 موظفاً بينهم 97 مدرساً ومسئولي نظافة لم ألمحهما خلال زياراتي للمدرسة قط !
|(صورة رقم 1)
لا دعم خارجي للمدرسة سواء من الوزارة أو من مكتب التربية أو حتى جهات أخرى تتكئ عليه المدرسة والدعم داخلي من المنظمات وإدارة المدرسة تظل تقتاته المدرسة للمحافظة على نَفس التعليم وإن خفت!.
لفت نظري بمجرد الدخول من بابها الساحة والتي تعد الشيء الوحيد الجديد والمُحسّن والذي أتضح لي من بعدها أن المجلس المحلي من قام بمساعدة المدرسة بتحسينها ومن بعدها لم يقدم شيئاً!.
في حوار خاطف مع مدير المدرسة الأستاذ/ عبد الخالق الجرادي, تطرّق إلى أبرز المشاكل والاحتياجات التي تحتاجها المدرسة لأجل تعليم صحيح من ضمنها نقص معلمي مادتي اللغة العربية والرياضيات بالإضافة إلى الحاجة الماسة إلى معمل علوم ومعمل كومبيوتر وأثاث جديدة للمدرسة وتجهيز مكتبة متكاملة والذي صرّح أيضا أنه قدم طلب بها لإدارة مكتب التربية بالمحافظة ومازال الأمر معلقاً وطال وصول الرد!.
(صورة رقم2)
كما كشف عن سعيه في الأشهر القادمة إلى إيجاد نظام البصمة في تحضير عمليتي الدخول والخروج للمدرسين في المدرسة..
المكتبة.. كتب تنتظر !
المكتبة: أول مكانِ هرعت إليه أسترجع ذكريات الدراسة والذي ما زلت أتذكر تفاصيلها وإن كانت مموّهة وفاجئني حالها المؤسف!.
العم (أحمد عبد اله غالب) المسئول عن المكتبة وبجانبه الأستاذ/ عبد الرحمن النوّاس تحدثا عن أن التعديلات والإضافات للمكتبة انحصرت على منحة قدمها البنك الدولي عام 2000م وهي عبارة عن تلفزيون وفيديو, أما عن الكتب فكانت بعضها تبرعات من الطلبة والبعض قًدمت كدعم من جامعة تعز, إضافة إلى وسائل تعليمية، الكتب المصفوفة في الأدراج تتنوع بين (معارف عامة وفلسفة وعلم نفس وجغرافيا وتراجم وتاريخ وقصص أطفال قدمتها مكتبة السعيد للمدرسة)..

يضيفون معدل الحصص الخاصة بالمكتبة في اليوم الواحد لا تتعدى الحصة أو الحصتين ولعل هذا سبب كاف لأن يعلو الغبار الكُتب وتدخل حيز الهجران!.
المعمل: خواء مشبع بالتراب!
 
المَعمل: غرفة مهجورة على الأرجح، تعد الأسوأ داخل المدرسة وكما تحدث الأستاذ/ فؤاد علي سعيد أن بعض أدواتها أتت من مدرسة الثلايا في العام 1983م وكما تتحدث الصورة لا جديد في المكان سوى تراكم الغبار والمشهد يوحي بأن المعمل غير صالح للاستخدام بتاتاً..

أمل:
رغم ما شاهدته مازال باب الأمل مفتوحاً ولعل ما لسمته صباح اليوم الذي زرت المدرسة هو ما همس لي بأن الأمل موجود، كانت الإذاعة في ذلك الصباح تتحدث عن النظافة, استمعت بها والتي تخللتها مسرحية وأناشيد وأشعار عن أهمية النظافة المدرسية والمنزلية هذا بالإضافة إلى تكريم الطلاب القدوة في النظافة والذي أسعدني جداً, كونه تشجيعاً لترسيخ ثقافة القدوة وثقافة الإمتثاال بالمحافظة على بعض القيم الجميلة الاجتماعية والشخصية..

وفي حديث جانبي مع الأستاذة/ فاطمة علي طه ـ مسئولة الصحة والكومبيوتر في المدرسة ـ حدثتني فيه عن الحملات التوعوية والإنسانية التي تقوم بها إدارة المدرسة والتي تتعنون بالنظافة تارة وتارة تتكفل بتقديم الزي المدرسي ووجبة الفطور للطلاب من الفئة البسيطة جداً و جوائز التكريم للطلاب في الإذاعة المدرسية...

وتضيف إلى أنه منذ توقف مستشفى العسكري عن تقديم الأدوات الصحية والمستلزمات للإسعافات الأولية حتى بات الدعم الداخلي المقدم من المدرسين والمدرسات واحياناً من جيبها الشخصي هو الذي تستند عليه هذه الحملات، ولعل تجهيز وجبة الفطور كل يوم في إحدى الغرف وتوزيعها على الطلاب هو أكثر ما شدني في المدرسة وبعث للقلب البهجة والأمل...

رياضة
الأستاذ/ جمال محمد علي ـ مسئول الرياضة في المدرسة ومدرب كرة قدم معروف في نوادي تعز الرياضيةـ يُقدّم الطابور في 10 دقائق من تمارين الصباح، تحدث لي بأن إجمالي الحصص الرياضية باليوم من (2-3) حصص والذي يشاركه إياها لاعب الشطرنج الدولي عبد الرحمن النوّاس، ويقيمون فيها دوري على مستوى الفصول إضافة إلى ألعاب تعد رياضات ممتعة للبنين والبنات منها كرة اليد ومسابقات الجري وكرة القدم..
هذه المدرسة لها أخصائية اجتماعية أيضا (إشراق عبد الله) تُنصت للطلاب كما لو كانت أمهم وتلتمس مشاكلهم وتساعدهم على الخروج منها وأكثر ما تلتمسه بين أبنائها هو التغيب الكثير، الرسوب، شكاوى المعلمين الآخرين والذي أكثر ما يقف وراءه هو التفكك الأسري..كما تحدثت..
في نهاية الزيارة خرجت بوجع وأمل, فالمدرسة التي تخرجت منها وتحت أيدي معلمين أفاضل باتت مهجورة من المساعدات والإضافات والتجديدات المفترض تقديمها من الوزارة أو مكتب التربية وعملية التعليم فيها مازالت قديمة رغم تغيير المناهج الدراسي، أما الأمل فهو في أن تتجه أعين المسئولين لتلمس أوجاع المدرسة ومحاولة إنعاش التعليم فيها وذلك كخطوة للارتقاء بالتعليم في ليمن وإدخاله حيزاً من الثقة والرفاء بدلاً من استمراره في الرضوخ للعجز والقدامة!.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد