الإجازة الصيفية..

أبنائنا من المدرسة إلى أين؟!

2012-06-01 00:43:04 غادة العبسي..


بدأت الإجازة الصيفية ولكن يبقى السؤال الذي يطرح كل عام كيف سيقضي أبناؤنا على اختلاف أعمارهم هذه الفسحة؟
ثلاثة أشهر - إن لم تكن أربعة- هي وقت كافٍ لتعلم كثير من المهارات، واكتشاف عوالم جديدة وإبراز مواهب لم يتكفل العام الدراسي بمساعدتها على الظهور..
الجهات المختصة في اليمن تبادر إلى فتح المراكز الصيفية ولكنها على كثرتها ينصب اهتمامها في أمر وهو حفظ القرآن الكريم، وليس هذا عيباً البتة، ولكن العيب هو عدم التنوع وعدم مراعاة الفارق في الشخصيات والرغبات بين الأطفال، فليس من المنطقي أن يلتحق كل الأطفال بحلقات حفظ القرآن، لأن هناك من يعجز عن الحفظ وتنتهي الأربعة الأشهر وهو لم يستفد شيئاً ولم يستطع حفظ سورة واحدة، وتتأزم نفسيته حين يجد زملاءه يحفظون بسرعة، هو يحب مثلاً الرسم أو الخط، أو الكمبيوتر أو كرة القدم أو التمثيل، أو تعلم اللغة الانجليزية.
وتلعب الحالة الاقتصادية للآباء دوراً مهماً في عدم تمكنهم من إلحاق أبنائهم بالنوادي الرياضية أو معاهد تعلم اللغات والكمبيوتر، فلا يجدون سوى المراكز الصيفية كوسيلة متاحة وإن كانت لا تلبي الطموح ولا تستثمر الإجازة.
 
أبحث عن نادي:
 يدرس محمد الحرازي في الصف السابع، حين يتحدث عن الإجازة الصيفية تستشعر عدم وجود فكرة واضحة عن استثمارها، ولكنه يرغب في دراسة اللغة الانجليزية، كما يتمنى وجود نوادي يستطيع أن يمارس لعبة كرة القدم فيها.
 
توفيق هشام الصف السادس، اعتاد أن يلتحق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، ودراسة اللغة الإنجليزية في المعهد الأميركي، ويستثمر بقية الوقت في اللعب مع أصدقائه، وربما يسافر تعز لزيارة الأهل وهناك يجلس مع أصدقائه، له أمنية لو توجد نوادي كرة قدم لممارسة هوايته المفضلة..
 
فرصة مرح:
وسام الشرعبي - طالب في الصف الخامس- يرى أن الإجازة هي فرصة رائعة للعب والمرح والسفر إلى لزيارة الأهل في الريف، ولكنه في المقابل يفكر في دراسة اللغة الإنجليزية في إحدى المعاهد المتخصصة.
في كل عام يلتحق عبدالله حسن بالمراكز الصيفية لحفظ القرآن وتعلم النورانية، وفي البيت يتعلم الكمبيوتر بجهد ذاتي، كما يتفرغ لقراءة مجلة ماجد ومجلة أسامة، يتمنى لو تطرح فكرة على المراكز الصيفية بعمل زيارات إلى المكتبات..

هوايات:
يقول حسن شمس الدين: في الإجازة أتعلم الخط؛ لأني أحب تعلم هذا الفن وأرغب أن أصبح خطاطاً مشهوراً يوماً ما عندما أكبر، لم التحق بمعاهد تعليم الخط، ولكن أخواتي يعلموني في البيت، من ضمن برامجي في الإجازة الصيفية الالتحاق بمراكز التحفيظ، كما أتعلم الكمبيوتر في البيت وكذلك أتعلم كيفية الرسم.
عبدالله منصور- يحمل وعداً من أبيه أن يلحقه في الإجازة بمعهد لتعلم اللغة الإنجليزية والفرنسية- ويضيف نحن لا نسافر في الإجازة ولكن أبي يخرجنا للفسحة هنا في صنعاء.
محمد أحمد، يختصر خطته للإجازة بجملة قصيرة ألعب وأتعلم الرسم وربما اللغة لو سمحت لي الظروف..
 بالنسبة لبكر محمد.. هو يحب رياضة التايكواندو كثيراً، لذا فقد أخذ وعداً من أبيه أن يلحقه في هذه الإجازة بنادي لتعلم التايكواندو.
عمرو خالد كزملائه أخذ وعداً من أبيه أن يلتحق بنادي رياضي لممارسة هواياته الرياضية، أضف إلى أنه سيقضي إجازته كما يفعل كل عام باللعب مع الأصدقاء في الحارة..
سجون صيفية:
تقول مديرة مدرسة بغداد الأستاذة صفية أبوشعر: بعض السنوات تطلب مني الوزارة فتح المدرسة كمركز صيفي، هذه المراكز عبارة عن حلقات قرآن دورات، لكني أحمل وجهة نظر في هذا الموضوع، فليس كل مكان يصلح ليكون مركزاً صيفياً، فالمركز الصيفي يعني إنقاذ الطفل من الشارع وإلحاقه بأماكن مفتوحة يكون إلى جوانب السواحل وعلى الجزر، ولكن ما نقوم به هو أننا نخرجهم من المدرسة بعد الاختبارات لنلحقهم بمدرسة أخرى قد تكون مساحتها أقل من مساحة المدرسة، الأولى هنا لا يحس الطالب أنه استفاد من المراكز، المراكز لابد أن تحتوي على مسابح، ملاعب كرة قدم تعلم الكمبيوتر، لو أوكل إلي وضع خطة للمراكز الصيفية فسأجعل النوادي المفتوحة هي المكان المخصص للمراكز، حيث يمارس الطلاب هوياتهم المختلفة فيها من كرة قدم وسباحة وركوب الخيل، وتحفيظ قرآن وتنس وكرة اليد، تفعيل المسرح كوسيلة تعليمية تربوية تثقيفية فاعلة وسأجعل من المراكز الصيفية فرصة للسياحة الداخلية وتعرف الطلاب على المعالم الأثرية والسياحية في الوطن؛ لأعزز من انتماء الطلاب لوطنهم، حيث أن السياحة الداخلية هو ما نفتقده كثيراً، وهذا بحد ذاته يصنع هوة بين الطالب وعبارات حب الوطن والانتماء له، فكم من طلابنا يعرف الجزر اليمنية؟ وقضاء أسبوع في إحدى الجزر لن يكلف كثيرا فقط خيام لان مثل هذه المناطق حارة لا تحتاج السياحة إلى فنادق.
ما يريده طفلي:

الأستاذة/ نادية القطاع - وكيلة مدرسة- تكثر المراكز الصيفية في الإجازة ولكن يجب على الأسرة اختيار المراكز المناسبة، مع مراعاة الميول المناسبة للطالب، فليس من المقبول أن يلتحق الأطفال جميعهم في مجال واحد دون غيره، كذلك عدم التفريق بين ما يجب تعلمه وهذا ما تحدده الأسرة، وبين ما يحب الطفل تعلمه أو ممارسته وهذا يحدده الطفل.
هناك أمر مهم جداً يجب التركيز عليه من قبل الآباء وهو إيمانهم أن الإجازة ليست للفراغ واللافائدة، وإنما هي الوقت الأنسب للتنفيس عن الطفل وممارسة هواياته وتكوين علاقات جديدة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد