زملاء المهنة: باشراحيل مات (كمداً) وكان من الشخصيات الوطنية التي تقف مع المظلومين

2012-06-17 02:17:22 متابعة / نزيه عبدالله

محمد حامد وطه امان وهشام باشراحيل والاستاذ محمد مخشف

توفي الشخصية الوطنية والصحفية الأستاذ/ هشام باشراحيل صباح أمس السبت بعد معاناة مع المرض في ألمانيا وكانت تلك الشخصية تفرض نفسها في المجتمع من خلال صحيفة الأيام التي كان بشرف عليها لإيصال الرسالة الصحفية بأمانة لكل قارئ ونقل هموم المواطنين بحرية ومصداقية لتغدو "الأيام" الرئة التي يتنفس منها كل مظلوم.
وفي هذه المناسبة الحزينة الذي أفقدتنا الشخصية الوطنية والصحفية هشام باشراحيل قامت صحيفة "أخبار اليوم" بالتواصل مع كل من رافق المرحوم خلال حياته الصحفية.. وهاكم الحصيلة.


رجل مضياف
 قال الأستاذ/ الصحفي محمد عبدالله مخشف بأن رحيل الزميل الصحفي الكبير ورئيس تحرير (الأيام)المرحوم باشراحيل مثل خسارة كبيرة على الوطن، متهماً النظام السابق بأنه كان سبباً في رحيله وذلك نتيجة التعسفات التي مورست ضد المرحوم باشراحيل الذي تبنى نشر الكلمة الصادقة وهموم المواطنين في كافة محافظات الجمهورية.
وواصل الزميل مخشف الذي يعمل مراسلاً لوكالة رويترز في اليمن الملقب بـ(ملك الخبر): لقد التحقت في العمل الصحفي كمحرر في صحيفة الأيام منذ كان عمري 17 عاماً، أي في عام 1965م وكان المرحوم باشراحيل صديقاً حميمياً وأخاً، وعملنا معاً في الصحيفة إلى جانب عميد الايام المغفور له بإذن الله تعالى محمد علي باشراحيل والذي استطاع إدخال آلة الطبع اليدوية واستمرت في النشر حتى أغلقت نتيجة لاتهام جبهة التحرير بأنها منحازة إلى الجبهة القومية ونتيجة للخسائر التي كانت تتكبدها الصحيفة، أعلن حينها عميد الأيام إغلاق الصحيفة، وغادرت الأسرة للعيش في صنعاء.
وقال مخشف إن الأسرة كانت يحذوها الأمل بأن تصدر حينها حكومة الاستقلال تصدر قانوناً لتصاريح الصحف المستقلة لمزاولة عملها، إلا أن ذك لم يحدث وحتى عام 90م عاودت الصحيفة الإصدار وعمل حينها سكرتيرا تحرير للأيام وكانت تصدر كل يوم أربعاء ومن ثم ثلاثة أيام في الأسبوع حتى 12سبتمبر2001م بعد الهجوم الإرهابي على أبراج واشنطن أحبت الأيام أن تصدر يومياً لتغطي كافة الأحداث المحلية والعالمية.
وأضاف: إن نجاح صحيفة الأيام كان نتيجة للإدارة التي أسسها عميد الأيام محمد علي باشراحيل وواصل الحفاظ على الإدارة وتطويرها المرحوم الأستاذ/ هشام باشراحيل وأصبحت الصحيفة تلامس هموم الناس في كل محافظات الجمهورية من خلال تأسيس شبكة من المراسلين والمحررين في كل محافظة ووادٍ، وقد لقي هذا الانتشار للصحيفة ممارسات تعسفية من قبل النظام السابق من خلال رفع قضايا في المحاكم، إضافة إلى الاعتدات المتكررة على الصحيفة في صنعاء وعدن واستهداف منزله بعدن بالقذائف من قبل الأجهزة الأمنية، مما زادت الأعباء والمرض على الأستاذ والشخصية الوطنية هشام باشراحيل.

هشام باشراحيل مع زملاء المهنة

ويصف مخشف المرحوم هشام باشراحيل بأنه الأخ الذي لم تلده أمه والصديق الحميم والأغلى في حياته وأنه كريم ومضياف ولا يهنأ بأكلة إلا معه ومجموعة من الأصدقاء.
وتابع مخشف: لقد كان هشام شهماً ومتواضعاً ويحب الخير للجميع ويعطف على الصغير ويجل الكبير ومتسامحاً لا يحمل الحقد وقلبه مفتوح للجميع.. لقد كانت بيني وبين المرحوم هشام باشراحيل ذكريات كبيرة منذ الطفولة خاصة عند انتهاء العمل دائما ما نذهب معاً للتنزة إلى لحج والخيسة للسباحة وأكل الوجبات الشعبية في المطاعم مع مجموعة من الزملاء منهم المرحوم القرشي عبد الرحيم سلام ومحمد زين الكاف وآخرين، حيث كل هذه الذكريات مازالت محفورة في وجدانه حتى اللحظة.
وأوضح مخشف: المرحوم هشام ولد في عام 1944 وتزوج من ابنة خاله الجرجرة وخلف منها محمد وباشراحيل (الباشا) وهاني والمرحومة هناء ويسرى وبشرى، وأنا على تقة كبيرة بان يسير أبناء باشراحيل على خطى والدهم وأن يكنون الاحترام الكبير لعمهم تمام الذي سيصبح الأب الروحي لهم.
 
مات كمداً
يقول الكاتب الصحفي/ نجيب اليابلي بعد أن ذرفت عيناه بالدموع: إن المرحوم هشام باشراحيل مات (كمداً) نتيجة القهر والظلم الذي طاله من قبل النظام السابق الذي استخدم كافة وسائل الترهيب من قصف منزل باشراحيل بأكثر من 19 قذيفة وإحراقه الأيام ومصادرتها وبيعها في سوق السوداء وجرجرته للمحاكم في أكثر من قضية حتى وصل النظام إلى ما يريده في 9/5/2009م حيث توقفت صحيفة (الأيام) الصوت الحر وصوت المظلومين عن الإصدار بسبب تلك الإجراءات التعسفية وحتى يومنا هذا.
ويواصل اليابلي حديثه متطرقاً إلى السيرة الذاتية للمرحوم هشام باشرحيل بالقول: إن هشام من مواليد19 /6/1944م بمدينة التواهي محافظة عدن تلقى مراحل دراسته في التواهي، ثم انتقل إلى كريتر، ثم واصل دراسته في كلية عدن وعمل مع والده عميد الأيام المرحوم/ محمد علي باشراحيل في مجال الصحافة كإداري وفني وبعد الاستقلال انتقل مع أسرته إلى صنعاء وذلك لأنه لم يعد للصحافة مكان في عدن وأصبحت شمولية حزبية تتبع النظام آنذاك وعمل المرحوم هشام باشراحيل في صنعاء في مجال المواد القرطاسية وشارك في دورة بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال تقنيات الآلات النسخ (الرينيو)وكانوا يقومون بصيانة وبيع تلك الأجهزة وأن المهمة الموكلة إلى هشام باشراحيل هي أن يذهب إلى ميناء الحديدة لاستخراج الواردات من ميناء الحديدة من الآلات والمواد القرطاسية وأن ذلك العمل التجاري قد حقق استقراراً معيشياً للأسرة نتيجة المحل الخاص بهم المتواجد في شارع التحرير بصنعاء وبعد الوحدة اليمنية في 1990م عادوا من صنعاء ليواصلوا عملهم في إصدار صحيفة الأيام بنفس التبويب الذي كانت تصدر فيه منذ خمسينات القرن الماضي.
ويصف اليابلي الصفات التي يتحلى بها المرحوم باشراحيل بأنه وفي مع أصدقاءه ولا يفرط في حقوق من يعمل معه وبالمقابل أيضاً لا يفرط بحقوقه وكريم في معاملته مع أصدقاءه وجاد أيضاً في عمله ويتبنى قضايا الناس بشكل عام ووقوفه أيضاً مع الزميل/ سيف الحاضري و"أخبار اليوم" في قضايا سابقة وأصبح الاثنان أصدقاء حميميين حتى أن الحاضري كان يحضر بعض المحاكمات التي كان يتعرض لها باشراحيل وهكذا كانت علاقة المرحوم باشراحيل رحمه الله بالآخرين.
كما يصف اليابلي علاقته بالمرحوم باشراحيل بأنها حميمية وأنه قد أصيب بالصدمة في وفاة العزيز الغالي باشراحيل، كما أن القاضي محمد الأبيض الذي ينظر في قضايا صحيفة الأيام قد صدم بوفاة هشام، معتبراً وفاته خسارة على الوطن كونه قد خسر صحفياً كبيراً.
 
 
 وفاته خسارة كبيرة
الأخ/ عبد الناصر باحبيب ـ رئيس أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة عدن قال: لقد خسر الوطن بوفاة الشخصية العدنية الوطنية ورجل الصحافة الأستاذ/ هشام باشراحيل، معتبراً أن وفاته كشهادة، لأنه تصدى للظلم والاستبداد وجعل من صحيفة الأيام مصدراً للمظلومين على صفحاتها يكتبون مبوباتهم وكان لها الدور الكبير في إعادة حقوق كثير من المظلومين وعلى صفحات الأيام بدأت بشارات رياح الحرية والتغيير في اليمن، وكانت صحيفة الأيام قد فتحت صفحاتها برئاسة هشام باشراحيل لكل ألوان الطيف السياسي بما فيها الحزب المؤتمر الشعبي العام وكانت على مسافة متساوية مع جميع الفرقاء يقودها بمهنية غالية المرحوم باشراحيل.
واعتبر باحبيب مرض المرحوم وسوء حالته نتيجة ما أقدمت عليه سلطات النظام السابق من حصار وضرب مقر ومنزل الشهيد بكافة أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة والثقيلة والقنابل المسيلة للدموع وما لحقه من أذى طال الشخصية الوطنية المحترمة في السجن وكذا محاكمته في قضايا كاذبة.
وقال باحبيب إن ذلك الهجوم الذي طال منزل باشراحيل يعد يوم وفاته وتمنى باحبيب أن يكون يوم وفاة باشراحيل يوماً للمحبة والإخاء ومناشداً الرئيس عبدربه منصور هادي أن يولي أسرة الشهيد وصحيفته كل الاحترام والتقدير وأن يوجه بإلغاء كافة المحاكمات التي تتعرض لها الأيام وتعويضهم التعويض العادل جراء ما لحق بهم من توقف الصحيفة وحتى اليوم للتخفيف عنهم من أحزانهم وهمومهم والتي يشاركهم فيها كل أبناء اليمن عامة، حيث كانت الأيام منبراً للحرية ومنبر من لا منبر له.

بيانات نعي
ونعى التجمع اليمني للإصلاح في عدن المرحوم هشام باشراحيل، وقال في بيان النعي إلى أولاد المرحوم إن هشام باشراحيل مثل لأبناء عدن خصوصاً واليمن عموماً الصاحب والسند صاحب الصوت المعتدل والعقل الرصين والموقف الثابت والشجاع، لم يألو جهداً في جمع الكلمة والتوفيق بين الفرقاء وخدمة البسطاء، فهو اليد الحانية على رؤوس الضعفاء والصوت الحازم في وجه القساة والفاسدين.
وأضاف البيان: بكاه الصغير والكبير، الرجال والنساء لما عرف عنه حبه لهذه المدينة وأهلها، وإننا إذ نعزيه اليوم فإننا نعزي أنفسنا وكل المحبين لفقدان رجل بمكانة وقامة ناشر الأيام، ستظل ذكراه وتاريخه الناصع ومواقفه الكبيرة لأكثر من ستة عقود راسخة في ذاكرة أبناء عدن .
وتابع البيان: ولئن واراه الثرى فسيظل خالداً في تاريخ هذه المدينة الباسلة ولن تنساه عدن ببحارها وجبالها وأراضيها ومتنفساتها ومآثرها التاريخية التي كان دوماً الصوت المدافع عنها وصف الدفاع المتقدم حين تأخر الجميع.

كما نعى المجلس الوطني للجنوب الحر والملتقى الوطني الديمقراطي "مجــــد"، وفاة المناضل القدير والصحفي الكبير الأستاذ/ هشام أحمد علي باشراحيل ناشر ورئيس تحرير صحيفه الأيام والذي وافته المنية صباح أمس السبت الموافق16/6/2012م في العاصمة الألمانية برلين بعد معاناة وصراع طويل مع المرض.
وقال المجلس: كان الفقيد مناضلاً جسوراً جسد المعاني النضالية لمسيرة والده الثائر والمناضل المرحوم /احمد علي باشراحيل..حيث واصل الفقيد المسيرة النضالية المميزة والفاعلة مع كل الشرفاء في بناء صحيفة الأيام الغراء لتصبح صوت الحقيقة لقد رحل رفيقنا جسداً وسيبقى حياً بفكره ونضاله وتاريخه العظيم الممتزج بتاريخ النضال الوطني المشرق تاركاً فينا قيمه ومبادئه ووفائه على النهج والمبدأ.

الحراك
وبعث أمين عام الحراك الجنوبي عبدالله حسن الناخبي ببرقية عزاء ومواساة إلى الشعب اليمني وإلى أسرة آل باشراحيل في مصابهم الجلل بوفاة عميد الصحافة اليمنية هشام باشراحيل.
وقال الناخبي إن هشام باشراحيل كانت له الكثير من المحاولات في جمع شمل فصائل الحراك وظل يخاطب قيادة الحراك ويقدم نصائح في ترشيد بعض السلوكيات، كما كان لصحيفة الأيام ورائدها باشراحيل دور في نقل فعاليات وأنشطة الحراك الجنوبي منذ أول يوم لانطلاقة الحراك ، وعمل هشام باشراحيل في آخر أيامه لو أد فتنة بين المتطرفين بالحراك وشباب التغيير بمحافظة عدن وقام بالإصلاح بينهما وعانى أيضاً من الاضطهادات والتنكيل به وبأسرته وبصحيفته من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي وصل به الحال إلى التهديدات الهاتفية ضد باشراحيل.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد