فيما المعنيون بمؤسسة الكهرباء يؤكدون سعيهم للتخفيف من معاناة الناس

مواطنو عدن: الحكومة غير جادة في حل مشكلة الكهرباء

2012-06-25 01:48:03 رصد خاص


تشهد محافظة عدن إنقطاعات متواصلة ومستمرة لفترات طويلة تقدر بـ 16 ساعة يومياً أي ما يعادل اليوم عقب ذلك موجة سخط شعبية من أهالي المحافظة على قيادة المحافظة والجهات المختصة، خصوصاً وأنهم يعيشون فصل الصيف وتلسعهم حرارته الشديدة، إضافة إلى اقتراب شهر رمضان المبارك.. المواطنون في عدن ما يزالون ينتظرون حلاً لهذه المشكلة خصوصاً مع توجيهات رئيس الجمهورية بتزويد المحافظة بـ 60 ميجا وات إضافية، إلا أن الإعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء في خلقة نهم بصنعاء وفي منطقة الجدعان بمأرب تسبب في خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة لأكثر من مرة ويتعذر على الفرق الفنية إعادتها بسهولة.. ورغم الجهود التي تبذلها المؤسسة العامة للكهرباء في تخفيف معاناة المواطنين، خصوصاً في المناطق الحارة، إلا أن المواطنين يعبرون عن استيائهم ويقولون إنه ليست هناك أي جهود تبذل من أجل تخفيف معاناتهم المستمرة.

فهذا المواطن/ محمد ـ من الممدارة ـ يستنكر عدم قدرة حكومة الوفاق على إيجاد حل لهذه المشكلة وحماية الأبراج التي يتم الاعتداء عليها في كل مرة، خصوصاً وإنها شهدت اعتداءات كثيرة خلال الأسبوع المنصرم، ويقول: من العيب على حكومتنا أنه لم تستطع إيجاد حلول لهذه المشكلة وعليهم أن يدركوا أن الشعب ليس بغبي أو غافل عنهم لأنه لن يرحمهم على تهاونهم في احتياجاته الضرورية.
ويضيف: الآن نحن في فصل الصيف والجو شديد الحرارة، خصوصاً أننا لا نستطيع العيش هنا بدون مراوح أو مكيفات لدرجة أننا نشعر بالاختناق بسبب حرارة الجو الشديدة.." إننا نعيش أسوأ فصل في حياتنا". قالها محمد بغضب.
وتشاطره الأخت "وجدان" من منطقة القلوعة سخطه على مسؤولي الحكومة والكهرباء، وتصف ما يحدث بأنه مهزلة كبيرة وأن المسؤولين ما يزالون يمارسون الكذب ويسخرون من المواطنين بحجج واهية، ليست أكثر من مؤشرات على ضعف عملهم وعدم استطاعتهم إيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء.

الكهروحرارية أين
ويتساءل خالد -أحد شباب منطقة الحسوة- عن دور الكهرو حرارية على أنها أساس المولدات المغذية للمحافظة، ويقول مستنكراً: الكهرو حرارية عندنا هنا ولا نجد الكهرباء إلا ساعات قليلة جداً في اليوم وهذه المحطمة وكأنها معدومة مع أنها عملت وظلت تعمل في أحلك الأوقات حتى في حرب صيف 94 عندما كانت تقصف، وما هي إلا ساعات ثم يعاد تشغيلها والآن هي موجودة ولا تواجه القصف، لكن لا كهرباء تذكر.
أما مروان فريدي ـ أحد شباب دارسعد ـ يقول إن الحكومة أصبحت كرتاً محروقاً ومثار سخرية عند المواطنين، وأضاف: هناك مشاكل أكبر تنتظر الحكومة، كيف سيحلونها وهم لا يستطيعون إيجاد الحلول للمشكلة الهزيلة كإنطفاءات الكهرباء؟.
هذه لعبة
ويرى عبد الناصر ـ من قرية المصعبين ـ أنما يحدث من إنقطاعات للكهرباء بأنها لعبة متعمدة وبدون سبب والمستهدف من ذلك إذاقة أهالي عدن الويل والمرارة كعقاب جماعي ليجعل همهم الوحيد هو فقط الحصول على الكهرباء والماء فقط ليهدم عزيمتهم للحيلولة من مطالبهم الشرعية التي يطالبون بها والتي فقدوها منذ 33 سنة من حكم الإستبدادية والظلم والنهب للأراضي والأموال، وأضاف عبدالناصر أن حكومة بأكملها لا تستطيع إيجاد حلول لمشكلة الكهرباء اه اه هذا شيء لا يعقل
وتطرح الأخت/ عايدة من كريتر عدة تساؤلات استنكارية ولا تبحث لها عن إجابة، وقالت: هل يدري المحافظ حجم المعاناة التي يعاني منها المواطنون جراء إنقطاع الكهرباء بشكل مستمر؟، وهل يدري كم ناس توفيت وكم أصيبوا جراء ذلك؟، وهل يعلم كم من أجهزة المنازل أعطبت بسبب تكرار إنقطاع التيار بشكل مفاجئ وعودته بسرعة والتي عانى المواطن الويل لكي يحصل عليها ومنهم مازال يسلم أقساطها وهل، وهل، وهل؟.
"حسبنا الله ونعم الوكيل" قالت عائدة بحسرة.

فين الحقيقة؟
وفي ظل هذا الوضع المستمر لانطفاءات الكهرباء أصبح الكثيرون تائهين يبحثون عن الحقيقة ومن يصدقون، فهذا نبراس محمد ـ من أبناء منطقة السنافر ـ يقول: والله ما عرفنا الحقيقة فين هل الحكومة تتعمد ذلك أم أن هناك من هم خلف الكواليس من يقومون بهذه الأعمال لإعاقة الحكومة عن القيام بمهامها كما يجب وإحراق كرتهم لدى المواطنين؟، ويتساءل: هل من يفتعل هذه الأزمات من الكبار أو الصغار أو القادة أو المقودين إننا لا نعرف الحقيقة حتى اللحظة كل شيء يبدو غير واضح.
وأشار نبراس متسائلاً: أين الدعم التي تلقته بلادنا ليتم حل هذه المشكلة والتي هي أصحبت الآن الهم الأول للناس في محافظة عدن وكذا محافظات أخرى؟.

فيما بدا عمر قريش غاضباً وهو يبحث عن الحقيقة أيضاً ويطالب المحافظ بتقديم استقالته أو يقوم بشرح أسباب إنقطاعات الكهرباء علنا وبوضوح والصعوبات والمعوقات التي تواجهه في حل هذه المشكلة.
واستدرك عمر: ومهما كانت الأسباب فإنه لن يستطيع حلها لهذا عليه أن يستفيل من منصبه ويدع غيره يحل مكانه فلربما يستطيع إيجاد الحلول الفورية السريعة لهذه المشكلة.
أمرهم لله
ومن جهتها اكتفت أم محمد من المعلا بتعليقها على إنقطاعات الكهرباء بجملة واحدة: "أمرهم لله"، أما المواطن/ محمد الدلالي ـ من أبناء البساتين ـ يقول إنه كان من المفروض على قيادة المحافظة أن تعطي جل إهتمامها حالياً إلى إصلاح مشكلة الكهرباء وتعطيه الأولوية.

الجهات المسؤولة
لم تكن محافظة عدن هي وحدها من تعاني انقطاع الكهرباء المستمر خصوصاً هذا الأسبوع مع توالي سلسلة من الاعتداءات على الأبراج التي أخرجت المحطة الغازية بمأرب عن الخدمة فمعظم المخافظات في الجمهورية ومن ضمنها العاصمة صنعاء أيضاً تعاني نفس المشكلة غير أن الجو الحار في المناطق الجنوبية والساحلية افقد المواطنين القدرة على الاحتمال، كونهم يعيشون فصل الصيف واقتراب شهر رمضان المبارك.
إلا أن المؤسسة العامة للكهرباء تقول إنها تبذل كل مابوسعها للحد من الانقطاعات المتكررة للكهرباء للتخفيف من معاناة الناس خصوصاً في المحافظات الجنوبية، فقد بدأت منذ فترة وجيزة بتنفيذ سلسلة إصلاحات شاملة لرفع القدرة التوليدية للمحطات الأخرى في سبيل تحسين المنظومة، وتحقيق الاستقرار للكهرباء، خصوصاً مع فصل الصيف الذي يعاني فيه أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية والغربية من شدة الحرارة وقدوم شهر رمضان المبارك ـ كما أوضح مدير عام مؤسسة الكهرباء الأستاذ/ خالد راشد عبد المولى.
وقال إن هناك أعمالاً طارئة يجري العمل فيها ستعمل على رفع القدرة التوليدية للمحطات، لما من شأنه تحسين مستويات الخدمة وأنه في غضون الأيام القادمة سيتم رفع القدرة التوليدية لمحطة الحسوة إلى 110 ميجاوات، كما سيتم رفع قدرة محطة المنصورة إلى 62 ميجاوات، بالإضافة إلى إصلاح جميع الأعطاب على الغلايات رقم 1و6 في محطة الحسوة إلى جانب إصلاح التوربينات رقم 3و5 وكذا إصلاح صمام اللاعودة في مضخة البحر رقم 8، إضافة إلى صيانة محطات التوليد وتوفير المواد اللازمة للتشغيل والصيانة.
ويوضح عبد المولى أن  الاعتداءات التي طالت أبراج الكهرباء 60 و61 في خلقة نهم شمال صنعاء والأبراج 245 و246 في منطقة الجدعان بمأرب واعتداء أمس على خطوط نقل الضغط العالي بآل شبوان في مأرب أيضاً قد زادت عن 14 اعتداءًا خلال اقل من أسبوع تقريباً وهو ما تسبب في خروج المحطة الغازية بمأرب عن الخدمة نهائياً والمحطات التوليدية البخارية والديزل والغازية ومازالت خارج المنظومة وأن الفرق الفنية ما تزال تعمل على إعادتها.
الحسوة
ومن جهته يؤكد المهندس/ أصغر محمد حنيف ـ مدير محطة الحسوة ـ خروج المنظومة الكهربائية التي تعمل بالديزل عن الخدمة، موضحاً أن تعرض أبراج محطة مأرب للعمل التخريبي والاعتداءات كان له الأثر السلبي الكبير على المحطة، موضحاً أن محطة مأرب الكهربائية حينما تتعرض لأي عمل تخريبي تسبب الكثير من الأضرار للمولدات المساعدة وأحياناً الرئيسة.
وأكد: إننا نقوم حالياً بإعادة بعض المولدات للعمل.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد