أنت تسأل والشعراوي يجيب

2012-06-29 01:11:46 أخبار اليوم/ خاص


أسئلة وأجوبة مختارة من كتاب الداعية الكبير محمد متولي الشعراوي (أنت تسأل والإسلام يجيب)..

س:ما هي حقيقة إبليس؟
(ج): إن إبليس كان من الجن ولم يكن من الملائكة.. لأن الملائكة لا يعصون الله ولأن الجن لهم اختيار كالإنسان تماماً.
إن بعض العلماء.. يقسمون الأجناس المختارة إلى ثلاثة أقسام: الشياطين، والجن والإنس.. ونقول لهم: إن هذا التقسيم غير صحيح.. لأن الجنسين المختارين من خلق الله.. هما الإنس والجن.. وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى:{سنفرغ لكم أيه الثقلان}.وفي سورة الجن نقرأ قول الحق سبحانه:
{ وأنّا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا}.
وهكذا نرى أن الجن منهم من هو صالح، ومن هو فاسق.. وأن فسقة الجن هم الشياطين.. أما ما يقال عن أن هناك جنساً ثالثاً أو رابعاً مما أخبرنا الله عنه.. فنقول لهم:لا.. ليس هناك إلا الإنس والجن مختارين.. وكما أخبرنا الله سبحانه وتعالى..
إذن إبليس من الجن.. عصى الله سبحانه وتعالى في أمر السجود لآدم.. وفي ذلك نقرأ قول الحق جل جلاله:{فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}.
وهكذا كانت معصية إبليس.. برفضه أمر الله سبحانه وتعالى في السجود لآدم. ولكن هل هذا الرفض من إبليس مجرد سهو أو خطأ ندم عليه؟.. أم كان رفضه استكباراً بالغرور الذي دخل نفسه؟.. والكبر الذي ملأ صدره؟.
لقد كانت معصية إبليس غروراً وكبراً وإصراراً على المعصية.. فهو ـ لكبره وغروره ـ رد الأمر على الآمر.. وهو الله سبحانه وتعالى.. كما يروي لنا القرآن الكريم:{أءسجد لمن خلقت طينا}وقال كما يحكي القرآن:{ قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}.
فكأن إبليس رد الأمر على الله سبحانه وتعالى بقوله: كيف تريدني أن أسجد لإنسان مخلوق من طين وأنا مخلوق من نار, إنه يريد أن يبرر معصيته وفسوقه بأن النار عنصر أرقى من الطين.. لأن فيها شفافية.. والمخلوق من نار يمتاز عن المخلوق من الطين بأشياء كثيرة.. إنه يمتاز عليه بسرعة الحركة وخفتها، ويمتاز عليه أيضاً بأنه يستطيع أن يصعد إلى مسافات عالية.. وأنه يخترق الجدران.. ويدخل الأماكن المغلقة.. التي لا يستطيع أن يدخلها الإنسان...

س:هل صدر الأمر للملائكة أم صدر لإبليس ؟.
(ج):إن البعض يثير أن الأمر هنا صدر للملائكة.. ولم يصدر لإبليس.. فكيف يحاسب الله تبارك وتعالى إبليس على أمر لم يصدر إليه؟.
نقول إنه وإن كان إبليس من الجن.. إلا أنه رفض الأمر.. وفي ذلك يخبرنا الحق سبحانه وتعالى في قوله:{فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}.. وفي قوله تبارك وتعالى موجها حديثه إلى إبليس:{قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}..وقوله سبحانه:{ قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين}..وهكذا نرى بنص القرآن الكريم أن الأمر قد صدر إلى إبليس بالسجود، وأن الأمر قد شمله، وذلك حتى لا يقال: كيف يحاسب الله إبليس على أمر لم يشمله؟!.

س:لماذا خاطب إبليس ربه بلغة الكبر؟
(ج):إبليس أخذ من هذه العناصر ـبكفره وغروره ـ حجة أنه هو الأعلى.. هكذا صور له غروره.. فاعتقد أنه هو الأفضل، ونسي أن هذه الميزات كلها لم يحصل عليها بذاته ولا بنفسه بل الله سبحانه وتعالى هو الذي وضع هذه الميزات في المادة التي خلق منها الجن، ولولا أن الحق سبحانه وتعالى أوجد هذه الميزات في المخلوق من النار.. ما كانت قد وجدت.
إن فالفضل في ذلك ليس للعنصر الذي خلق منه إبليس، ولكن الفضل للذي أوجد هذه المواصفات في عنصر النار.. وأن الله تبارك وتعالى.. إن شاء سلب النار كل هذه العناصر.. فيصبح إبليس أحط خلق الله.
وكانت هذه أولى درجات الكفر والغرور والكبرياء من إبليس. أنه نسب الفضل لذاته.. بأنه مخلوق من عنصر أعلى من الطين.. وهو النار.. تماماً كما فعل قارون حين قال كما يروي القرآن الكريم:{إنما أوتيته على علم عندي}..فكان جزاؤه أن خسف الله به وبداره الأرض.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد