الحوثيون في ريمة.. تواجد حقيقي

2012-07-04 00:11:25 تقرير/ماجد البكالي


منذ بداية مايو من العام الجاري وحتى اليوم انطلقت شرارة ثورة في محافظة "ريمة" ضد الفساد والعبث الذي تعانيه المحافظة ومديرية مزهر تحديداً فكانت شرارة رفض الفساد والظُلم من هذه المديرية,هي كما يصفها أصحابها ليست ثورة متأخرة بل ثورة ضرورية ونتيجة وامتداداً للثورة اليمنية ككل كما هو الحال في محافظات تعز, وعدن, وسائر محافظات الجمهورية,..ويؤكد القائمون عليها أنها بدأت ضد مدير عام المديرية ومدير الأمن لفسادهما وعبثهما بالصالح العام والخاص في المديرية..موضحين بأن مدير عام المديرية ـ رغم كل إشاعاته ومحاولاته اليائسة ـ لم يجد ملجأ سوى التخبط واتهام من يرفض فساده وظلمه بأنهم من جماعة الحوثية التي تريد أن تسيطر على المديرية وتعبث بها..عن واقع ما حدث ويدور في مديرية مزهر بمحافظة ريمة من حقيقة الفساد وطبيعة الحوثية بالمحافظة أعدت "أخبار اليوم" التقرير التالي:

ريمة كسائر محافظات الجمهورية ومن أكثر المحافظات اندماجا وتفاعلا مع المجتمع اليمني بمختلف فئاته وجماعاته الفكرية والدينية وأطيافه السياسية بحكم الاحتكاك الكبير لأبناء المحافظة بكل أبناء المحافظات اليمنية,ومعروفون بعملهم في جميع المحافظات ونزوحهم في هجرات داخلية وخارجية منها مؤقتة وأُخرى دائمة ؛لذلك لم تختلف ريمة عن باقي المحافظات في الجمهورية والتي انتشر فيها الفكر الحوثي ووجد له أنصاره الذين آمنوا به ويعتقدون صحته عن غيره..
وعن حقيقة وصول الفكر الحوثي ووسائله فعدة أبرزها
العمالة من أبناء ريمة الذين كانوا في محافظة صعدة وما لقوه من معاملة طيبة لهم وأسلوب جيد وتقدير واحترام وقيم صدق وعدل ـ حسب وصف بعضهم ـ دفعهم كل ذلك إلى الإيمان بأن هذا الفريق هو الصح والجدير بالتأييد.
أما الأمر الآخر فهو تركيبة وتكوين المجتمع في ريمة ـ فمع أنه مجتمع واحد غير أن مفهوم "أسر سادة وغير سادة"ثقافة مرتبطة بفكر المجتمع وتفاصيل حياته وكون السادة(الهاشميين) هم أصحاب الولاية والحق والمميزون على مذهب الحوثي وفي الإيديلوجية الفكرية لهذه الجماعة فقد رأت عدد من أُسر السادة بالمحافظة أن في إتباع هذا الفكر الخير والعزة والولاية لهم كشأن باقي المحافظات وما هو واقع فيها أما الوسيلة الثالثة التي نال بها الفكر الحوثي قناعة بعض الشباب بالمحافظة فهي التحررية والثوران على الظُلم التي يعطيها هذا الفكر للشباب ويتم توعيتهم بها وكون أبناء ريمة من أكثر أبناء الوطن معاناة من ظُلم المجتمع لهم وتهميش الحكومات المتعاقبة لكيانهم وحقوقهم فيرون في هذا الفكر التحرري انتصاراً لهم ووسيلة لنيل حقوقهم وإيقاف الظُلم الممارس عليهم..فبهذه الوسائل الثلاث سالفة الذكر وغيرها لا نستطيع أن ننكر خلو ريمة من أنصار الحوثي واتباع معتقده وفكره سواء ممن هم مقيمون في المحافظة أو خارجها.. وأن إنكار هذه الحقائق كذب على الناس يتكاذب والواقع الذي قد يفصح عما لم يتوقعه الكاذبون..غير أن ثمة حقيقة يجب أن لا نغفلها جميعا وهي أن ثقافة السلمية ومفاهيم الحضارة والإيمان بالآخر وقيم تربى عليها أبناء ريمة وعاشوا بها يصارعون واقعهم والمجتمع من حولهم ويمثلون الطرف الضحية والمتنازل في كل معاملات الحياة وصراعاتها واقع هو الأكبر بمفاهيمه وثقافته ومدته الزمنية من عمر الفكر الحوثي وانتشاره بين أبناء المحافظة
ونتيجة لذلك تلمس بجلاء أن عدوانية أبناء ريمة محدودة لدى من يتأثر بأفكار عدوانية بنظر فريق سياسي أو تحررية بنظر آخر؟؟وأن تحويل أفراد هذا المجتمع إلى عدائيين على الآخرين وتحررين بحاجة إلى قليل من الوقت والجهد فقط كون كل عوامل تحويله إلى مجتمع ثائر على الجميع أو ناقم من الكل موجودة منذ عقود كما أسلفنا وهي أنهم ظلوا الأكثر ظُلما وتهميشاً ومعاناة وتضحية وما زالوا..
لذا فليسوا بحاجة سوى لمن يوعيهم بما عانوه وما زالوا ويذكرهم بذلك ويعظمه في نفوسهم ويعطيهم سُبل التخلص مما عانوه ووسائل الثوران والانتقام ويفتيهم بمشروعيتها، عندها سيتحول معظم أبناء المجتمع الريمي إلى ما يتمناه الحوثي أو غيره ممن يتمنون التحرر من أبناء المحافظة,ـ حتى وإن كانت ثقافتهم وحياتهم سلمية دوماً ـ فذاك واقع مفروض عليهم لا يعني أنهم يتألمون عندما يضحون, ولا أنهم لا يعنون ولا يعون عندما يُهمشون, ولا أنهم يتناسون وغافلون عمن يظلمهم ويسلبهم أي حق من حقوقهم، فهم بشر كسائر الناس.. كثر واستمرار المعاناة والتهميش والظلم..سيدفعهم إلى إبداع أساليب وممارسات وسلوكيات وأفكار ترفع عنهم ما يعانه وإن كانت الحوثية هي المخرج والسبيل لتغيير واقعهم لرؤى فيها خيارهم.              
الحوثيون
وعما شهدته وتشهده محافظة ريمة مما تناقلته بعض وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة من اعتداء مجاميع مسلحة من جماعة الحوثيين بالمحافظة على مركز مديرية مزهر وبقيادة/ صادق مشهور الأهدل ــ والذي التقيناه وطرحنا عليه عدداً من التساؤلات المتعلقة بحقيقة انتمائهم لجماعة الحوثيين وأسباب مهاجمتهم لمركز مديرية مزهرـ وعن حقيقة ما يحدث؟؟ــ وبعد تعريفه بنفسه أنه رئيس اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية بمحافظة ريمة أكد الأهدل:أن ما حدث وما زال مستمراً هي ثورة سلمية لشباب مديرية مزهر ضد الفساد والظُلم الذي تعانيه المديرية وأبناؤها وأنها بدأت بمسيرة شبابية سلمية في13/5/2012م مطالبة برحيل مدير عام المديرية ومدير الأمن لفسادهما لفسادهما الذي تجاوز مفهوم الفساد المالي والإداري ليطال حقوق المواطنين, موضحا بأن مدير عام المديرية عليه قضايا لدى النيابة ,وتقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تؤكد فساده وإهداره للمال العام بمبلغ تجاوز المائة مليون ريال علاوة على فشل إداري..فيما مدير الأمن يمارس الظُلم وانتهاك الحريات والحقوق وابتزاز أموال المواطنين ـ وتنصيب نفسه نيابة ومحكمة بإصداره ـ لأحكام وتنفيذها دون الرجوع إلى الجهات القضائية..
مؤكداً بأن الشباب الذين قاموا بثورة في مديرية مزهر وما زالوا هم من مختلف الأطياف السياسية والمستقلين وعدد منهم يتبعون جماعة أنصار الله(الحوثيين),انصهر الجميع في إطار الثورة، مشيراً إلى أن الفكر الحوثي نشاط فكري وسياسي كغيره من الأنشطة والكيانات الفكرية والسياسية والتي تمارس عملها ونشاطها منذ عشرات السنوات، موضحاً أننا في عصر الحرية والديمقراطية, وأن من سيعمل أفضل في الساحة هو من سيكسب المواطنين سواء كان الحوثي أو غيره.
ويستطرد:أنا أرى أن السبيل الأفضل لاسترداد مظالم أبناء ريمة وإيقاف الظُلم الذي عانوه وما زالوا هو الثورة التي تنصهر فيها كل القوى الفكرية والسياسية يتحرر فيها الجميع من الظُلم والاضطهاد والحرمان.
وعن ردة فعل مدير عام مديرية مزهر يؤكد/الأهدل بأنه بعد أن نصب الشباب خيمة في مركز مديرية مزهر استقدم المدير العام أكثر من 70من البلاطجة من عدة مناطق من بني الضبيبي بغرض تفجير الوضع وإراقة الدماء..ولكننا في سبيل الحفاظ على سلمية ثورتنا مهما كلفنا ذلك من وقت وجهد, رفعنا اعتصامنا من مركز المديرية ونقلناه إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي في بني العامري..وثورتنا مستمرة ونصدراً يومياً بيانات للرأي العام عن كل جديد وعن كل التطورات,ونحن نعد للحسم الثوري السلمي ونجري مشاورات مكثفة مع شباب مزهر من مختلف العُزل ومع كل الأطياف السياسية..وأن الثورات لا ترجع إلى الخلف دائماً.ً    
خلاصة
نخلص من خلال التقرير إلى أن الحوثية في محافظة ريمة أضحى لها أنصار فعلاً والفساد والظُلم وسوء الإدارة سمات ملازمة لواقع محافظة ناشئة تبدو وكأنها بمنأ عن الرقابة الحكومية وتبدوا الحكومة ورئيس الجمهورية راضيون عن هذا الواقع ..لا سيما أن الفساد والظُلم واستمرارهما يمثلان بيئة خصبة لانتشار كل الأفكار والمعتقدات التي يراها الناس سبيلهم للخلاص مما يعانوه من ظُلم وفساد وعبث .. وأن كل أبناء ريمة بمختلف توجهاتهم ومعتقداتهم يرفضون الإدارة الحالية للمحافظة ويعي الجميع فساد وعبث هذه الإدارة.. فهل سيعي رئيس الجمهورية والحكومة حقيقة ما يحدث وتعانيه محافظة ريمة أم أنهم سيظلوا متمسكين بالإدارة الحالية لمحافظة ريمة التي نال فسادها وظُلمها من كل مواطن وضاعف من معاناتهم ومثُل مبرراً للثورات وللفوضى أيضاً؟!!




الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد