تسربت الكثير من الظواهر السلبية وبدأت تغزو العديد من المحافظات المعروفة بسلميتها وثقافتها، كظاهرة قطع الطرقات التي عرفت بها المناطق القبلية كوسيلة لفرض مطالبهم، وأصبحت الظاهرة سائدة حتى في المدن المعروف بحضريتها.

بشكل ملحوظ تحولت ممارسة قطع الطرقات العام في محافظة الحديدة إلى ظاهرة جديدة ودخيلة على أبناء هذه المحافظة التي لم يعتد أبناؤها على مثل هذه الممارسات.. فخلال الأسبوع المنصرم شهدت العديد من مديريات المحافظة قيام مواطنين بإيقاف حركة السير ومنع المارة في بعض الخطوط الرئيسية من المرور بسياراتهم، كأسلوب جديد يلجأ إليه المواطنون كما يقولون للمطالبة بحقوق مسلوبة أو كردة فعل عن ظلم واقع أو لفت لأنظار المسؤولين والمعنيين لقضايا معينة.
ففي بداية الأسبوع الماضي أقدم المئات من أبناء مديرية باجل على قطع الطريق العام الحديدة–صنعاء بالقرب من منطقة باب الناقة وأوقفوا حركة السير والسيارات في أهم طريق حيوي احتجاجاً على خطف سيارات لهم من قبل مجاميع مسلحة في منطقة بني مطر ولم يتم إعادتها بالرغم من مرور أكثر من أربعة أشهر ..
وقال المواطنون الذين حضروا بأسلحتهم إلى الطريق الرئيسية بمديرية باجل: كنا نتمنى على الدولة القيام بمسؤولياتها في القبض على هؤلاء المختطفين وأردنا أن يتم تحكيم لغة القانون والعدالة، إلا أن صبرنا لمدة أربعة أشهر ظنه البعض منا ضعفاً – كما ورد في بيانهم.. كما أقدم أبناء مديرية باجل على حجز العديد من السيارات التابعة لمواطنين ينتسبون إلى منطقة بني مطر ..
وفي مديرية بيت الفقيه جنوب مدينة الحديدة أقدم المئات من المواطنين على قطع الطريق العام ومنع حركة السيارات (الحديدة – تعز) احتجاجاً على احتجاز وفد لهم ذهب لمقابلة وزير الكهرباء، ليتم سجنهم بسبب خلاف مع الوزير.. ليلجأ المواطنون في بيت الفقيه للضغط على الدولة والقيام بقطع الطريق، معتبرين حبس وفد من أبناء المديرية في صنعاء ذهب ليطالب بتوفير خدمة الكهرباء يعد تعسفاً حقيقياً لأبناء المديرية.
ورفض أبناء مديرية بيت الفقيه رفع التقطع إلا بعد إبلاغهم عن قيام الجهات المختصة في صنعاء للإفراج عن ذلك الوفد المرسل من قبل المديرية إلى صنعاء للتحدث بشأن تدهور خدمة الكهرباء.

مدينة الحديدة عاصمة المحافظة انتقلت إليها أيضاً بشكل بارز وكثير، فما إن تنطفئ الكهرباء في المدينة أو بعض شوارعها إلا ويقدم مجاميع شبابية على قطع الطرقات في المدينة ومنع السيارات من المرور احتجاجاً على انطفاء الكهرباء .. هذه الحوادث في مدينة الحديدة عجزت الجهات الأمنية في المحافظة عن القضاء عليها أو الحد منها، خاصة وأن تلك الظاهرة في المدينة تتسبب في مشاكل واشتباكات وعراك بين أصحاب السيارات الخاصة وبين المعنيين بالتقطع ..

وبالرغم من تلك الإجراءات التي تقوم بها الجهات الأمنية من مطاردة وإطلاق للغازات المسيلة للدموع في بعض الأحيان وعلى بعض الأحياء التي تكون محل إشكالات كبيرة، إلا أنها لم تستطع أن تحد من تلك الظاهرة ..

بُرع
مديرية بُرع الجبلية التابعة لمحافظة الحديدة أيضاً وصلت إليها هذه الظاهرة، فقد أقدمت مجاميع من أبناء مديرية بُرع على قطع الخط الرئيسي المؤدي إلى عاصمة المديرية، احتجاجاً على عدم توفر خدمة الطاقة الكهربائية واتهامهم لجهات مسؤولة في المديرية بمحاباة بعض القرى وإيصال خدمة التيار الكهربائي إليها، بينما لا تزال بعض القرى تعاني من الحرمان لهذه الخدمة ولغيرها – كما قالوا في اتصال بهم.. ورفض المحتجون العودة إلى منازلهم إلا بعد تعهد من قبل الجهات الرسمية في المديرية بإيصال التيار الكهربائي إلى منازلهم في أقرب وقت.
وفي جنوب مدينة الحديدة وبالتحديد في منطقة منظر اضطر الأهالي للتعبير عن احتجاجهم ورفض عملية هدم منازلهم القريبة من المطار، إلى قطع الطريق العام الخط الساحلي (الحديدة–عدن) ومنع أي حركة فيه وإيقاف السيارات، الأمر الذي تسبب في اضطرار العديد من السيارات إلى الرجوع إلى مسافات كبيرة حتى يتمكنوا من دخول مدينة الحديدة عن طريق خط الحديدة تعز.
وقال أبناء قرية منطر إن أطقماً عسكرية تابعة للشرطة الجوية وأطقماً تابعة للأمن المركز قامت صباح الاثنين 16/ 7/ 2012م بهدم عشرين منزلاً من منازلهم بحجة قربها من حرم المطار، الأمر الذي نفاه تقرير سابق للجنة البرلمانية الخاصة بتقصي مشكلة المطار مع أهالي منظر.

ورفض الأهالي الذين أصيب العشرات منهم بغازات مسيلة للدموع، فتح الطريق أو العودة إلى منازلهم حتى يتم إعادة المنازل التي هدمت من قبل قوات الأمن المركزي والشرطة الجوية ..
وبالرغم من الأضرار التي تتسبب فيه هذه الظاهرة للكثيرين من المواطنين والمسافرين والمارة في الطرقات العامة، إلا أن أصحابها أو المنفذين لها يرون أن ثمارها ناجعة من حيث سرعة تجاوب الجهات المعنية في مطالبهم وحل بعض مشاكلهم .. ومع قناعة الكل - المنفذين للتقطع أو تلك الجهات المسئولة- لخطأ ذلك الأسلوب وآثاره السيئة والسلبية، إلا أنه يولد لديك قناعة أننا ما زلنا، بعيداً عن دولة النظام والقانون ..!!