تعيش منطقة عاهم بمحافظة حجة أوضاعاً أمنية ومعيشية سيئة جراء الاعتداءات المتواصلة عليهم من قبل ميليشيات الحوثيين المتمركزة على طول شريطها الحدودي مع مديرية مستبأ التي تتخذ منها الجماعات المسلحة للحوثيين مركزاً لممارسة تلك الأعمال المسلحة على أبناء مديرية كشر منذ ما يقرب من ثمانية أشهر في ظل صمت من قيادة الدولة وأجهزتها المعنية .
تلك الاعتداءات التي آخرها ممارسة عمليات القتل للمواطنين من خلال القنص عن بُعد في ظل ما يسمى بفترة الهدنة الموقعة بين الطرفين – قبائل حجور والحوثيين – أثارت الرعب والخوف والهلع في قلوب الأهالي من أبناء المديرية والمنطقة بشكل عام ، أدت إلى قطع الطريق بالكامل خاصة الرئيسية منها التي ما تزال تتمركز فيها نقاط التفتيش المسلحة التابعة للحوثيين دون أي حسيب أو رقيب على تلك النقاط من قبل الأجهزة الأمنية سواء بالمحافظة أو السلطة المركزية ، خاصة وأن تلك النقاط التي تصل إلى أكثر من سبع نقاط تمتد على طول الطريق من مثلث عاهم بالقرب من مدينة حرض إلى سوق عاهم وصولاً إلى شرق المديرية كشر وكذا مديرية قارة ، حيث يواجه أبناء تلك المناطق حصاراً مفروضاً عليهم في وصول المواد الغذائية الرئيسية وغيرها وحتى شربة الماء يجدون في وصولها إلى منازلهم صعوبة نتيجة أعمال القنص والتقطع في الطرقات الرئيسية .
يجري ذلك كله في الوقت الذي كانت قد تسببت جماعات الحوثي المسلحة في مستبأ – القادمين من محافظة صعدة بمبرر الدفاع عن أنفسهم – عملت على تشريد ونزوح أكثر من خمسة آلاف أسرة من أبناء مديرية كشر يعانون اليوم الأمرين وأوضاعاً إنسانية سيئة للغاية ، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك ، هذا إلى جانب أن نزوح تلك الأسر من قراها أدى إلى مضاعفة معاناة أهالي المناطق التي انتقلوا إليها كالخميسين وخيران المحرق وعبس وغيرها ، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن في المحافظة .
لم تتوقف أعمال العبث الحوثي بأمن واستقرار المواطن بمنطقة حجور بحجة وعلى وجه التحديد منطقة عاهم بمديرية كشر بل امتدت إلى قتل المئات من الأبرياء المدافعين عن أنفسهم " حقيقة" لا قولاً كما ادعى الحوثيون القادمون من صعدة إلى مستبأ ليدافعوا عن أنفسهم ، إلى جانب ما خلفته تلك الاعتداءات من آلاف الجرحى الذين أصبحوا عالة على أسرهم ومن الواجب على الدولة أن تتبنى معالجتهم ومساندتهم حتى يستطيعون إعالة أسرهم التي حرمت ممن يعولها الذي فقدته سواء جرحاً أو شهيداً .
بعد كل تلك الأعمال الهمجية التي قامت بها أيادي الحوثيين في منطقة حجور لم يعد أمام قيادة الدولة من عذر في إيقاف العبث بحياة الإنسان في المنطقة ، وقد آن لها –أي الدول – أن تقول لهذه الأيادي الهدامة للحياة " كفى قتلاً كفى تشريداً ، كفى تقطعاً وإرهاباً للطريق العامة " ، خاصة وأن النداءات من الأهالي والمنظمات الإنسانية وغيرها – التي سبق لـ"أخبار اليوم" أن نشرتها وتناولتها – قد كثرت وأصبح المواطن في المنطقة على وشك الوصول إلى مرحلة اليأس من أنه جزء من الجمهورية اليمنية التي من حقه على الدولة أن يحظى بحماية من أي اعتداءات قد تطاله لا أن تتفرج عليه دون أن تحرك ساكناً ، كما أن المواطن لا يزال لديه بصيص من أمل في عودة الأمن والاستقرار للمنطقة لتعود إليها الحياة بعد أن سلبتها منها أيادي الحرب والخوف والعنف المتمثلة في مجاميع الحوثي المسلحة ، كما أنه بات من الضرورة بمكان أن تعمل الدولة على ترتيب الأوضاع للنازحين في عودتهم إلى قراهم آمنين وتهيئ لهم الأوضاع للاستقرار والعيش في مناطقهم.