تضاف إلى انتهاكات وجرائم الحوثي

مليشيات الحوثي تختطف 4 أئمة مساجد في ساقين وحيدان وتعذبهم بوحشية

2012-07-30 01:37:46 التقاهم/ فؤاد المسلمي تحرير: اخبار اليوم



مساء السبت نقل أربعة شبان في وقت متأخر من صعدة إلى احد مستشفيات أمانة العاصمة للعلاج إثر تدهور حالتهم الصحية والنفسية جراء اختطافهم وتعذيبهم من قبل مسلحي الحوثي لمدة يومين بقسوة.
الشبان الأربعة هم: عابد مشعل وأمين فرحان وضيف الله البدري وفاضل الشقبان جميعهم يعملون ائمة مساجد واختطفوا قبل أيام في مديريتي حيدان وساقين على يد مسلحين من جماعة الحوثيين، مؤكدين تعذيبهم طوال يومين متتالين وايداعهم زنازين انفرادية ضيقة ومظلمة.
وأرجع الشباب سبب اختطافهم هو اختلافهم مع تصرفات الحوثي وخصوصاً حنقهم من صلاة التراويح التي يؤدونها في المساجد.
وأدانت منظمات حقوقية محلية هذه الاعتداءات متهمة الحوثي بتمزيق النسيج الاجتماعي وتعميق الجروح، وحملوه المسؤولية الكاملة تجاه هذه الممارسات وطالبت الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني والسلطة المحلية بمحافظة صعدة «للقيام بدورهم ومحاسبة الجناة ووضع حد لهكذا تصرفات».
من جانبه، قال الملتقى الوطني لأبناء صعدة في بيان صادر عنه إن «المئات من أبناء محافظة صعدة يتجرعون مرارة تنكيل مليشيات الحوثي بشكل يومي»، وأضاف أن «ما حدث لهؤلاء الشباب يعد جريمة بشعة تضاف إلى السجل الحوثي الأسود الذي زادت حدته خلال الأيام الماضية"..
"أخبار اليوم" التقت الأئمة الأربعة لتروي قصصهم:

مشعل: قيدوني وضربوني بكيبل كهربائي بقسوة وقالوا لي: "أنت تعارض فكرنا"
يقول عابد مشعل ـ وهو إمام مسجد ومدرس عمره 36 عاماً ـ إن الحوثيين كانوا يحاصرون بيته من قبل رمضان ويحاولون اختطافه، وفي يوم 7 رمضان الساعة الخامسة عصرا هجموا علي وأخذوني من مسجدي بجوار بيتي وطلبوني أنا وأخي سمير وقالوا أنتم مطلوبين من أبو خليل قائد الأمنيات في المنطقة التابع لجماعات الحوثي وجاء ومعه طقم وسيارة موديل أربعه وثمانين ممتلئة بمسلحين و أخذوني معهم بالقوة.
يؤكد مشعل انه لا توجد أي خصومه بينه وبينهم موضحاً:" أنهم يقولون أننا نحمل فكر غير فكرهم فأخذونا في الطقم وأوصلونا إلى السجن التابع للحوثي في منطقة العجار وسجن كبير آخر تابع للحوثي في مديريه ساقين ومباشرة أدخلوني الزنزانه بدون أن يوجهوا لي أي تهمة".
وأشار مشعل إلى أن للحوثي زنازين بشعة داخل السجن ولا تليق بالبشر، وقال: "أدخلوني زنزانه مترين في متر مظلمة لا يوجد فيها فراش ولا ماء وأغلقوا علينا الباب حتى وقت المغرب وبعد المغرب أعطوني قليل من الفطور الذي أرسلوه لي أهلي وأخذوا الباقي وأخذوا القات وكل ما أرسله الناس لي".. وتابع: "لآن الناس متعاطفين معي أرسلوا لي كل شيء، إلا أن الحوثيين لم يسلموا لي شيء من ذلك".
وأردف:" في السجن لا يتكلم معنا أحد إلا بعد الساعة الحادي عشر ليلاً دخل علي ثلاثة ملثمين ربطوا أيدي إلى الخلف والقوني علي الأرض وبدأو بضربي بكيبل كهربائي وكانوا يضربوني ويرفعوا أصواتهم فوقي ويقولون: أنت ضد فكرنا أنت تلعن مسيرتنا أنت لا مكان لك في هذه البلاد وهذه البلاد لا تتسع لك أذا لم تفهم الدرس سنعطيك درس أقوى, واستمروا علي بالضرب لمدة ساعة علي التوالي وبعدها أطلقوا القيود عني وخرجوا وتركوني في الزنزانه وأغلقوا علي الباب وكنت في حالة سئية من شدة التعذيب بدون علاج ولا أكل ولا شرب ولا حمام أو فراش ولا ضوء" قال مشعل بألم شديد.
يقول مشعل انه لم يتسن له التأكد من وجود مساجين آخرين هناك، كونه ادخل زنزانة انفرادية، مشيراً إلى انه يتم هذا مع كل المساجين.. وأضاف:" رفضوا إعطائنا مصاحف ومنعونا من قراءة القران".
بعد يومين من سجني تحديدا العاشرة مساء الجمعة جاء إلينا أحد الموطنين وقال: "نحن قد تعهدنا عليلكم نحن وآبائكم أنكم لا تمارسوا السياسية ولا تمارسوا الفكر ولا التجمعات".
يتذكر مشعل: "قبل فترة أوقفوني في الطريق وسألوني عن أي حزب أنتمي إليه أو حركة أنتمي إليها ولماذا أذهب إلى صعدة ومن هذا الأسئلة وكان هناك تواصل مع قيادات الإصلاح بالمحافظة مع جماعه الحوثي وتم الإفراج عني أما بعض زملائي قد تم اعتقالهم أكثر من مرة، ولكن سجونهم ممتلئة دائماً لكنني كنت أعتكف في بيتي وامنع نفسي من التحركات من قرية إلى قرية أو إلى الأصدقاء، لأنني اعرف أنهم سوف يعتقلونني".
لم يتقدم مشعل ورفاقه إلى الجهات الأمنية والمحافظة بأي شكوى: " لأنه ما فيش محافظ في صعدة شرعي و الحوثي هو الذي يحكم صعدة، لأن الدولة في صعدة ليس لها أي وجود على الإطلاق الحوثي يأمر وينهي ويسجن ويفرج ويسرح ويمرح" قال مشعل.
وأضاف مشعل: "أناشد رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني بأن يحمي أبنائنا وشبابنا، لأنهم محاصرون من قبل جماعات الحوثي وخاصة إذا ظهرنا على الإعلام أن أهلنا في خطر وسوف يشتد الحصار عليهم وكما أناشد كافة المنظمات المحلية والدولية للنزول إلى سجون صعدة التابعة لجماعات الحوثي".
 
ضيف الله البدري: عذبوني بوحشية وعندما كنت اقرأ القران منعوني أرفع صوتي
"جاءوا لي جماعه الحوثي وقالوا لي أنت مدعوا من قبل أبو خليل مسؤول الأمنيات في جماعة الحوثي هناك وكنت حينها في المزرعه فأخذوني الى المنطقه التي يوجد فيها السجن وسلموني إلى مسؤول السجن وابلغوا حارس السجن بأن يضعني في الدور الأرضي وأشار لحارس السجن ان يتعامل معي معاملة قاسية، وأدخلني حارس السجن إلى زنزانة انفرادية وصاحبي ادخلوه زنزانة أخرى".. هكذا بدأ ضيف الله غارب البدري 25 عاماً -وهو طالب جامعي وإمام مسجد- قصة اختطافه.
وأضاف: "كانت الزنزانة مظلمة جداً لا حتى الأكل الذي أرسلوه لنا لم يعطونا إياه وأعطونا أكل من عندهم لا يتناسب مع الصيام، وعندما وجاء الليل طلبنا منهم الضوء لم يعطوني إلا شمعه واحدة فقط وطلبنا منهم مصاحف إلا أنهم رفضوا، فقلت لهم يا جماعة شهر كريم وشهر القران وأنتم تقولوا إنكم مجاهدون، قالوا لي: اسكت وإلا سوف نستخدم معك أسلوب آخر، وعندما قلت سوف اقرأ القران الذي أحفظه في صدري سمعني حارس السجن فنزل قائلا لي: "ممنوع اسمع لك أي صوت"، وبعدها أخرجني من الزنزانة وقال لي أنت ما تفهم أنت تشتي لك شغل آخر وأخذني إلى زنزانة أخرى وبدأت أسمع الصياح حق إخواني المعتقلين أيضاً".
وتابع البدري:" وبعدها دخلوا علي ثلاثة ملثمون وكبلوني إلى الخلف وغطوا على عيوني وانزلوني زنزانة خاصة بالتعذيب ضقية واستعدوا لتعذيبي فقام واحد منهم وعطف رقبتي والاثنين الآخرين يضربوني بكيبل كهربائي وقاموا بركلي بظهري ورأسي وكنت أصيح ولم يرحموني وأصبت بقهر وبحالة ونفسيه وكنت أصيح وأترجاهم وأقول لهم أتقوا الله لكنهم استمروا بالضرب ولم يرحموني حوالي أكثر من ساعة وتركوني خمسه دقائق وعادوا مرة أخرى للتعذيب، ويقولوا لي: أرحل من هذه البلاد لا يمكن نزيد نشوفك فيها مرة أخرى، وواصلوا قائلين: أنتم عملاء للأمريكان أنت تعمل ضدنا وتحرض علينا، فقلت لهم نحن لم نعمل شيء ضدكم نحن نمارس عبادتنا ونؤم الناس في الصلاة ونعلم الشباب القرآن".
واستمر سجن البدري يومين كلها عذاب وتهديد حد قوله، مضيفاً: " كانوا يدخلوا علينا بالبنادق ويتهددوا علينا ويقولوا لنا من عدوك، وكنا نرد عليهم بالذي في أنفسهم ونقول لهم عدونا أمريكا وإسرائيل، والحقيقة أنهم هم أعدائي الذين اخطتفوني وعذبوني".
"أنظروا اثر التعذيب علي ظهري وأرجلي" قال البدري بحرقة.
 
غمري: جماعة الحوثي مغتاضون كثيراً من صلاة التراويح
يروي أمام مسجد مديرية ساقين عزلة آل يوسف أمين فرحان غمري قصة اعتقاله وتعذيبه من قبل جماعة الحوثي: " بعد منتصف ليل الـ 7 من رمضان تم استدعائي من مسجدي من قبل جماعة الحوثي وأخذوني وبعد حوالي 50 متر من المسجد قاموا بضربي ضرباً مبرحاً بكيبلات كهربائية سميكة، وكانوا يقومون بثني رقبتي حتى أغمي عليا أكثر من نصف ساعة وتم ضربي باعقاب البنادق في ظهري ورقبتي وتركوني وأنا مغمى عليا وذهبوا وبعد ان افقت من الغيبوبه حاولت أن أمشي إلى مسجدي وكنت لا أستطيع المشي من قوة الضرب وكنت امشي وأسقط على الأرض حتى وصلت إلى المسجد".
 
"إن جماعة الحوثي مغتاضون كثيراً من صلاة التراويح". قال فرحان الذي بدت عليه آثار التعذيب.
 
الشقبان.. يومين تحت التعذيب القاسي
بدت آثار التعذيب على فاضل جابر محمد الشقبان ـ وهو إمام مسجد ـ واضحة جداً وقال: "أنا لا اعرف لما اعتقلوني ولكنهم يقولون بسبب التجمعات وبسبب صلاة التراويح وبسبب إننا نعلم الشباب القران".
يقول جابر انه ظل ليومين متتالين تحت التعذيب القاسي وانه وجد الكثير من المسجونين لكنه لم يتعرف عليهم وانه تم إيداعه في زنزانة انفرادية.
" انظروا إلى ظهري وجسمي ولاحظوا كيف عذبوني لقد ضربوني بالأسلاك في ظهري وأرجلي" قال جابر والألم والقهر بادياً عليه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد