أفادت مصادر في اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني الشامل أن اللجنة ستعقد اليوم الاثنين اجتماعاً ثانِ لانتخاب رئيس ونائب ومقرر لها, نافياً في الوقت نفسه ما يتداول بشأن ترشيح الدكتور/ عبدالكريم الارياني لرئاسة اللجنة.. قائلاً إنه لا صحة لذلك وإن الأمر متروك غداً للانتخاب.
وأوضحت المصادر أن اللجنة ستعقد اليوم الاثنين اجتماعاً إجرائياً لانتخاب رئيس للجنة ونواب ومقرر وفقاً لقرار تأسيسها.. مضيفاً:«ستعمل اللجنة على الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ليتبعه بعد ذلك صياغة دستور جديد للبلاد وإقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية عام2014.
وقالت المصادر إن الحوثيين شاركوا بشخصيتين غير من تم اختيارهم في قرار تشكيل اللجنة الفنية للحوار.
وأشارت إلى أن الحوثيين مثلهم في لقاء أمس كل من أحمد شرف الدين ومحمد ناصر البخيتي، بديلاً عن الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام وصالح هبرة.
 وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم" وقبل 12 يوماً من اجتماع اللجنة أمس أن الحوثيين بعثوا برسالة إلى رئيس الجمهورية طالبوه فيها باستبدال ممثليهم، وأشاروا في رسالتهم إلى أن الاسم "محمد عبدالسلام" الذي يحمله الناطق باسم جماعة الحوثي هو اسم شخصية وهمية "اسم حركي" وان اسمه الحقيقي عبدالسلام صلاح ثليثة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الرسالة بررت أن المدعوين محمد عبدالسلام وصالح هبرة لن يتمكنا من حضور اجتماعات اللجنة لدواعي أمنية- حسب الرسالة التي بعثت بها جماعة الحوثي.
المصادر المطلعة اعتبرت تغيير جماعة الحوثي لممثليها يعزز من فرضية عدم جدية الحوثي في التعاطي مع الحوار الوطني.
وفي هذا الصعيد اتصلت بالصحيفة مصادر سياسية من صعدة معبرة عن استيائها من استبدال الحوثي لممثليه واعتبرته يكشف ويفضح مدى عنصرية وسلالية حركة الحوثي المسلحة, مشيرة إلى أن استبدال اثنين من أبناء صعدة -اللذين هما غير هاشميين- بممثلين آخرين لا ينتمون لسلالته ومن خارج المحافظة، يؤكد أن الحوثي لا يمثل أبناء صعدة وإنماء يمثل نفسه فقط.
المصادر المطلعة أضافت لـ"أخبار اليوم" أن اللافت الرئيسي في اجتماع اللجنة أمس بدا في غياب 3 شخصيات جنوبية مستقلة لا تنتمي لأحزاب المشترك وشركاءه ولا إلى المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه, مشيرة إلى تغيب المحامية/ راقية حميدان والتي اعتذرت عن الحضور وعزت أسباب اعتذارها إلى مرضها، كما تغيب اللواء/ حسين عرب الذي أرجع سبب غيابه لمرض ابنه، فيما تمام باشرحيل اعتذر عن حضور الاجتماع وذلك حتى يتم حل قضية صحيفة الأيام.
وكانت اللجنة التحضيرية للحوار عقدت أول اجتماع لها أمس الأحد في العاصمة صنعاء برئاسة رئيس الجمهورية.
والتقى الرئيس/ عبدربه منصور هادي عصر أمس أعضاء اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني الشامل وذلك في أول اجتماع لها بعد تشكيلها بالقرار الجمهوري رقم (30) لسنة (2012).
 وقالت وكالة سبأ الرسمية إن هادي أكد خلال لقائه بأعضاء لجنة الحوار على أهميتها الكبيرة في طريق العمل والإنجاز نحو الولوج إلى المؤتمر العام الوطني الشامل الذي يعول عليه رسم المستقبل المأمول والمشرق لليمن الجديد.
 وقال هادي «إن وضع اليمن خلال الظروف الماضية وخصوصاً منذ نشوب الأزمة مطلع العام الماضي 2011م وضع صعب وحرج ولا يحسد عليه، حيث كانت التداعيات خطيرة ومزعجة على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية, مع ما رافق تلك التداعيات من أزمات على مختلف المستويات التموينية والمشتقات النفطية وخطوط الطاقة الكهربائية وقطع الطرقات وهو ما شكل منعطفاً مصيرياً على مستقبل اليمن كله».
 وأضاف:«المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كانت المنقذ والحل المشرف لكل الأطراف وأمكن بذلك الخروج من الظروف الصعبة والخطيرة إلى آفاق السلام والحوار على أساس مقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكان من حسن الطالع أن المجتمع الدولي على المستوى الإقليمي والعالمي كان مع خروج اليمن من أزمته بالحلول السلمية دون تعريضه للاقتتال والحرب الأهلية حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة على أساس أن عدم استقرار اليمن سيعرض المصالح الوطنية والإقليمية والدولية للخطر، باعتبار أن المنطقة حيوية وعمق تجاري واقتصادي كبير على مستوى العالم كله».
 وأعرب عن شكر اليمن للسعودية لوقوفها إلى جانبها في الأزمة التي عاشتها.
 وتابع «الكل أمام مسئولية كبيرة وأمام مفترق الطرق, إما أن نشحذ هممنا جميعاً ونخرج البلد من أزماته المتلاحقة نحو آفاق الأمن والاستقرار والتطور والازدهار أو سيذهب اليمن إلى طريق لا تحمد عقباه وسنتحمل المسئولية التاريخية أمام الله والوطن والشعب».
وأشارت الوكالة إلى أنه جرى نقاش مستفيض حول المهام الماثلة أمام اللجنة وطبيعة المهمة والتأكيد على بذل أقصى الجهود من أجل تحقيق النجاحات المطلوبة.