اليوم.. الشرطة والعيسي في مواجهة عاصفة

تراجيديا كرة القدم تعبر بالتربية إلى نهائي خماسية الرئيس

2012-08-08 01:05:46 عدن / أخبار اليوم / خالد هيثم


كما كان متوقعا.. جاءت أحداث المباراة الأولى لنصف نهائي بطولة كأس الرئيس لكرة القدم الخماسية لفرق المؤسسات والشركات، والتي جمعت فريقي التربية والمصافي، محملة بالكثير من الحثيات والظروف، المحببة وغير المحببة لمن حضر لمشاهدة كرة القدم ومواعيدها مع أقدام لاعبي الفريقين المتميزين.

فمع انطلاق صافرة البداية كان "الثأر" الذي ينشده لاعبو المصافي بعد خسارة البطولة الماضية القاسية من قبل لاعبي التربية ، تفرض نفسها على واقع الملعب، وعلى نفسيات لاعبي المصافي الذين أعدوا العدة جيدا للموعد.. فكانت أقدام لاعبيها تفرض ما لديها على لاعبي التربية بأفضلية مطلقة من حيث الاستحواذ على الكرة وقدرة التعامل مع الكرة والمساحة، وكيفية ترويضها لتكون مطيعة لهم في مساعيهم صوب حارس التربية خالد صالح.. ومع أن البداية كانت للاعبي التربية في الأسبقية التهديفية، إلا أن الأمر لم يكن سوى بداية، حيث ظهر لاعبو المصافي في شكل أفضل متفوقين في كثير الجزئيات، من واقع توازن رائع وحضور ذهني ولياقة بدنية أعطاهم أحقية ترتيب منظومة أدائهم، والنيل من مكامن الضعف عند لاعبي التربية التي كان التشتت وكثيرة أخطاء التمرين سمة بارزة لديهم.. ليكون الموعد بهدفين متتاليين للمصافي انتهى عليه الشوط الأول.

في الشوط الثاني انتظرنا كلمة مغايرة من لاعبي التربية لتغيير الواقع.. إلا أن معطيات الأداء كانت تعيد سيناريو الشوط الأول في بأفضلية للمصافي وقدرة فائقة في التنقل في المساحات، وصناعة الخطر على دفاعات التربية وحارسهم خالد صالح، ليوسعوا الفارق بهدفين عبر الخطير محمود الشحنوته.. ليظن الجميع أن الأمور قد انتهت فتدخلت الفوضى التكتيكية عند لاعبي المصافي بتغييرات عشوائية غيرت الواقع، وأعطت لاعبي التربية نفسا للعودة، خصوصا بعد تقليص الفارق عبر ناصر علي ناصر.. فلم تكن الدقائق تمر إلا والمقطري جميل يعلن عن نفسه بهدف ثالث للتربية، أفقد لاعبو المصافي شيئا من التركيز، فظهروا في اتجاه عصبي ونرفزة لم يكن وقتها، فكانوا يرفضون كل قرارات الحكام، لتأتي اللحظة التي عصفت بكل شيء، حين احتسب الحكم ضربة حرة، إثارة حفيظة لاعبي المصافي الذين دخلوا إلى الملعب، قبل أن يعودوا إلى مواقعهم، لتنفذ الضربة وتعانق شباك حسين صالح، هدف تعديل النتيجة وآخر أحداث اللقاء الكروية.. بعدها مباشرة انطلق لاعبو المصافي "أو بعضهم" في محاولة للاعتداء على الحكم أحمد عون مع بعض من جاء للمؤازرة، في صورة غيبت كل الأخلاق الرياضية، ونسفت ما قدمه الفريق، ليختلط الحايل بالنابل وتبقى الأمور في الاتجاه غير المحبب، وسط محاولات جادة من اللجنة المنظمة د. أحمد سنكر، أحمد الحسني وبعض الخيرين ليعود الجميع إلى باحة الملعب لنتفيذ ضربات الحظ، والمصافي يفتقد حارسه حسين صالح الذي رفع الحكم في وجهه الكرت الأحمر.

ضربات الحظ كانت تبتسم للاعبي التربية لتكتب المشهد الأخير من التراجيديا الكروية، حيث أضاع لاعبو المصافي الثلاث ضربات بحضور متميز للحارس خالد صالح الذي صد مرتين.. وسجل التربية ضربة وحيدة.. ليحجز التربية موقعه في النهائي منتظرا الفائز في لقاء اليوم الذي أجل من أمس بسبب الأحداث التي حصلت بين الشرطة والعيسي.

ما حصل أمس يرسم علامات الاستفهام.. فمن العيب أن ينجر البعض إلى تلك الأفعال التي غيبت ملامح الرياضة جاءت بمعالم البلطجة.

لن أدخل في التفاصيل.. فلاعبو المصافي أحبة وإخوة ونجوم ذات وزن.. وكرة القدم ما هي إلا رياضة يجب أن تحتفظ بسلوكياتها في أي زمان وأي مكان.. ويبقى للشهر الفضيل حصوصيته.

مازلت وسأظل مقتنع بأن الكابتن حسين صالح حارس المصافي والشعلة السابق صاحب سلوكيات جميلة ورائعة يعتز بها الجميع قبله.. ما حصل أمس لن يغير في ذلك، وسنعذر لابن صالح ما حصل.. فقد كان يرغب في العبور إلى النهائي ففريقه كان متقدم بأريحية.

في كل الرياضات هناك فائز وخاسر.. وكم كنت أتمنى أن يفهم الجميع عصر أمس ذلك.. حتى وإن أخطأ الحكم.. لنبقى في مساحة رياضة تحكمها الأخلاق التي يجب أن ننتصر لها وأن نغلبها على أي أمر آخر.

أدار اللقاء سليم محمود وعبدالهادي باحزيم وأحمد عون ومكسيم ناصر وراقبها نجم الكرة اليمنية السابق "التمباكو " جميل سيف.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد