رسائل الإمام الشهيد حسن البنا (الحلقة التاسعة والثلاثون)

2012-09-10 03:01:33 أخبار اليوم/ خاص

 


عناوين داخلية
 *العلم يناقض الخرافات , و لكنه لا يناقض و لا ينافي الدين , و التوجه للعلم الطبيعي عبادة صامتة و اعتراف صامت تنافسه الأشياء التي تعاين و تدرس , بقدرة خالقها , وهذا التوجه تسبيحا شفهيا عملي.
*كلما اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلي لا حد لقدرته و لا نهاي واعلم أن العصمة في الدين تنتهي حيث انتهى بك , ولا تجاوز ما قد حدد لك , و من قوام الدين معرفة المعروف و إنكار المنكر , و ذُكر أصله في الكتاب و السنة
سمع الله تعالى و بصره :
قال الله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1) .
وقال تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى , عَبْدًا إِذَا صَلَّى , أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى , أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى , أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى , أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى) (العلق:9-14) .
وقال تعالى لموسى و هارون حين أرسلهما إلى فرعون : (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى , فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى , قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى , قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه:43-46) .
وقال تعالى : (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ , وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (غافر:19-20) .
إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على اتصافه تبارك وتعالى بالسمع و البصر .
كلام الله تعـالى :
قال الله تعالى : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164) .
وقال تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:75) .
إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على اتصافه تبارك وتعالى بصفة الكلام .
صفات الله لا تتناهى
و صفات الله تبارك و تعالى في القرآن الكريم , و كمالاته تبارك و تعالى لا تتناهى , و لا تدرك كنهها عقول البشر , سبحانه لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه .
بين صفات الله و صفات الخلق
و الذي يجب أن يتفطن إليه المؤمن أن المعنى الذي يقصد باللفظ في صفات الله تبارك و تعالى يختلف اختلافا كليا عن المعنى يقصد بهذا اللفظ عينه في صفات المخلوقين , فأنت تقول : الله والعلم صفة لله تعالى , وتقول فلان عالم و العلم صفة لفلان من الناس , فهل ما يقصد بلفظة العلم في التركيبين واحد ؟ حاشا أن يكون كذلك , و إنما علم الله تبارك و تعالى علم لا يتناهى كماله و لا يعد علم المخلوقين شيئا إلى جانبه , وكذلك الحياة , وكذلك السمع , وكذلك البصر , وكذلك الكلام , وكذلك القدرة و الإرادة , فهذه كلها مدلولات الألفاظ فيها تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق من حيث الكمال و الكيفية اختلافا كليا , لأنه تبارك وتعالى لايشبه أحدا من خلقه , فتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق , وإنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ،ولوازمها في حقك , والله نسأل العصمة من الزلل وحسن التوفيق .
الأدلة العقلية و المنطقية على إثبات صفات الله تعالى :
يعمد علماء العقائد إلى إثبات صفات الله تبارك وتعالى بأدلة عقلية , و أقيسة منطقية , ونحن نقول : إن ذلك حسن , لأن العقل أساس المعرفة , و مناط التكليف , و حتى لا يكون في نفس أحد أثر من آثار الشبهات و الأباطيل , و لكن الأمر أوضح من ذلك , و وجود الخالق تبارك و تعالى و إثبات صفات الكمال المطلق له صار في حكم البديهيات التي لا يحتاج إلى إثباتها دليل أو برهان , و لا يطالب بالدليل عليها إلا كل مكابر مريض القلب لا يجديه دليل , ولا تنفع معه حجة , و مع هذا فتتميما للفائدة نذكر بعض الأدلة العقلية الإجمالية و التفصيلية , فنقول :
الدليل الأول : هذا الوجود الذي يدل بعظمته و إحكامه على وجود خالقه و عظمته و كماله
الدليل الثاني : إن فاقد الشيء لا يعطيه , فإذا لم يكن موجد الكون متصفا بصفات الكمال فكيف تكون آثار هذه الصفات في مخلوقاته .
الدليل الثالث : و هو خاص بان هذا الخالق واحد لا يتعدد , إن التعدد مدعاة للفساد و الخلاف و العلو ولا سيما و شان الألوهية الكبرياء و العظمة , و أيضا فلو استقل أحد المتعددين بالتصرف تعطلت صفات الآخرين , و لو اشتركوا تعطلت بعض صفات كل منهم , و تعطيل صفات الألوهية يتنافى مع جلالها و عظمتها , فلابد أن يكون الإله واحدا لا رب غيره .
هذه نماذج من الأدلة المنطقية على وجود الخالق , و إثبات صفاته , و من أراد الاستيعاب فعليه بالمطولات , على أن الأمر كله مركوز في فطر النفوس الصافية مستقر في أعماق القلوب السليمة , (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40) .
سؤال يقف أمامه كثير من الناس
ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال خلق الله الخلق , فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليق آمنت بالله) رواه مسلم .
و هذا السؤال و عن كان خطأ من أساسه , لأننا أمرنا ألا نبحث في ذات الله تبارك وتعالى , لأن عقولنا القاصرة التي تعجز عن إدراك حقيقة نفسها تعجز من باب الأولى عن إدراك حقيقة ذات الله تبارك وتعالى , إلا انه يختلج في نفوس بعض الناس , و نريد أن نوضح لهم الجواب عليه بمثال يريح ضمائرهم , إن شاء الله تعالى , فنقول :
إذا وضعت كتاب على مكتبتك ثم خرجت من الحجرة و عدت إليها بعد قليل فرأيت الكتاب الذي تركته على المكتب موضوعا في الدرج , فإنك تعتقد تماما أن أحدا لا بد أنيكون وضعه في الدرج , لأنك تعلم من صفات هذا الكتاب أنه لا ينتقل بنفسه .
احفظ هذه النقطة و انتقل معي إلى نقطة أخرى : لو كان معك في حجرة مكتبك شخص جالس على الكرسي ثم خرجت و عدت إلى الحجرة فرأيته جالسا على البساط مثلا فإنك لا تسأل عن سبب انتقاله , و لا تعتقد أن أحدا نقله من موضعه , لأنك تعلم من صفات هذا الشخص انه ينتقل بنفسه ولا يحتاج على من ينقله .
احفظ هذه النقطة الثانية ثم اسمع ما أقوله لك : لما كانت هذه المخلوقات محدثة و نحن نعلم من طبائعها أنها لا توجد بذاتها بل لا بد لها من موجد , عرفنا أن موجدها هو الله تبارك وتعالى , و لما كان كمال الألوهية يقتضي عدم احتياج اله إلى غيره , بل إن من صفاته قيامه بنفسه , عرفنا أن الله تبارك و تعالى موجود بذاته و غير محتاج إلى من يوجده , و إذا وضعت النقطتين السابقتين إلى جانب هذا الكلام , اتضح لك هذا المقام , و العقل البشري أقصر من أن يتورط في أكثر من ذلك , و الله نسأل العصمة و الزلل , إنه رؤوف رحيم .
و إليك أقوال العلماء الأوربيين في إثبات وجود الله تعالى و الإقرار بكمال صفاته , و الله ولي توفيقنا و توفيقك :
كلام العلماء الطبيعين في إثبات وجود الله و صفاته
قدمنا إليك أن هذه العقيدة فطرية في النفوس السليمة , مستقرة في الأذهان الصافية , تكاد تكون من بدهيات المعلومات , تؤكدها نتائج العقول جيلا بعد جيل , و لذلك اعتقدها علماء الكون من الأوربيين و غيرهم و إن لم يتلّقوا عن دين من الأديان , و سننقل لك بعض شهاداتهم , لا تأييدا للعقيدة , ولكن إثباتا لاستقرارها في النفوس ,و قطعا لألسنة الذين يريدون أن يتحللوا من رباط العقائد , و يخادعوا ضمائرهم و أرواحهم بالباطل .
1 - قال ديكارت العالم الفرنسي :
(إني مع شعوري بنقص ذاتي أحس في الوقت نفسه بوجود ذات كاملة , و أراني مضطرا للاعتقاد بأن هذا الشعور قد غرسته في ذاتي تلك الذات الكاملة المتحلية بجميع صفات الكمال , و هي : الله )
فهو يثبت في كلامه هذا ضعف نفسه و نقصها , و وجود الله و كماله , و يعترف بأن شعوره و إحساسه هبه من الله له و فطرة فيه , (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) (الروم:30) .
2 - وقال إسحاق نيوتن العالم الإنجليزي الشهير , و مكتشف قانون الجاذبية :
(لا تشكّوا في الخالق فإنه مما لا يعقل أن تكون المصادفات وحدها هي قائدة هذا الوجود) .
3 - وقال هرشل الفلكي الإنجليزي :
(كلما اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلي لا حد لقدرته و لا نهاية , فالجيولوجيون و الرياضيون و الفلكيون و الطبيعيون قد تعاونوا على تشييد صرح العلم , و هو صرح عظمة الله وحده) .
4 - وقال لينيه , كما نقله عنه كاميل فلامريون الفرنسي في كتابه المسمى (الله في الطبيعة) :
(إن الله الأزلي الأبدي العالم بكل شيء و المقتدر على كل شيء , قد تجلى لي ببدائع صنعه حتى صرت مندهشا مبهوتا , فأي قدرة و أي حكمة و أي , و أي إبداع أبدعه في مصنوعاته ! سواء في أصغر الأشياء أو أكبرها ! إن المنافع التي نستمدها من هذه الكائنات تشهد بعظمة رحمة الله الذي سخرها لنا , كما أن كمالها و تناسقها ينبئ بواسع حكمته , وكذلك حفظها عن التلاشي و تجددها يقر بجماله و عظمته ) .
5 - و يقول هوبرت سبنسر الإنجليزي في هذا المعنى في رسالته في التربية :
(العلم يناقض الخرافات , و لكنه لا يناقض الدين , يوجد في شيء كثير من العلم الطبيعي الشائع روح الزندقة , ولكن العلم الذي تجاوز المعلومات السطحية , و رسب في اعماق الحقائق , براء من هذه الروح , العلم الطبيعي لا ينافي الدين , و التوجه للعلم الطبيعي عبادة صامتة و اعتراف صامت بنفاسة الأشياء التي تعاين و تدرس , ثم بقدرة خالقها , فليس ذلك التوجه تسبيحا شفهيا , بل هو تسبيح عملي , و ليس باحترام مُدّعى , إنما هو احترام أثمرته تضحية الوقت و التفكير و العمل , و هذا العلم لا يسلك طريق الاستبداد في تفهيم الناس استحالة إدراك السبب الأول و هو الله , و لكنه ينهج بنا النهج الأوضح في تفهيمنا الاستحالة , بإبلاغنا جميع أنواع الحدود التي لا يستطاع اجتيازها , ثم يق بنا في رفق و هوادة عند هذه النهاية , و هو بعد ذلك يرينا بكيفيةٍ لا تعادل صغر العقل الإنساني إزاء ذلك الذي يفوت العقل ...) , ثم أخذ يضرب الأمثلة على ما يقول فقال : (إن العالم الذي يرى قطرة الماء فيعلم أنها تتركب من الأكسجين و الإيدروجين بنسبة خاصة , بحيث لو اختلفت هذه النسبة لكانت شيئا آخر غير الماء , يعتقد عظمة الخالق و قدرته و حكمته و علمه الواسع بأشد و أعظم و أقوى من غير العالم الطبيعي الذي لا يرى فيها إلا أنها قطرة ماء فحسب , وكذلك العالم الذي يرى قطعة البرَد فيرى تحت مجهره ما فيها من جمال الهندسة و دقة التقسيم , لا شك انه يشعر بجمال الخالق و دقيق حكمه أكبر من ذلك الذي لا يعلم عنها إلا أنها مطر تجمد من شدة البرد) .
و أقوال علماء الكون في ذلك لا تقع تحت حصر , و فيما ذكرناه الكفاية , وإنما استشهدنا بذلك حتى يعلم شبابنا أن دينهم مؤيد من عند الله تبارك و تعالى , لا يزيده العلم إلا قوة و ثباتا و تأييدا , مصداقا لقول الله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53) .
آيات الصفات و أحاديثها
وردت في القرآن الكريم آيات و في السنة المطهرة أحاديث , توهم بظاهرها مشابهة الحق تبارك و تعالى لخلقه في بعض صفاتهم , نورد بعضها على سبيل المثال , ثم نقفّي بذكر ما ورد فيها من الأقوال , و الله نسأل أن يوفقنا إلى بيان وجه الحق في هذه المسألة , التي طال فيها جدل الناس و نقاشهم في هذا العصر , و أن يجنبنا الزلل , و يلهمنا الصواب , و هو حسبنا و نعم الوكيل .
نماذج من آيات الصفات :
    1- قال الله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ , وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ) (الرحمن:26-27) .
و مثلها كل آية ورد فيها لفظ الوجه مضافا إلى الحق تبارك وتعالى .
2- قال الله تعالى : (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى , إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى , أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طـه:37-39)
وقال تعالى : (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ , وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) (هود:36-37) .
و مثلها كل آية ورد فيها لفظ العين مضافا إلى الله تبارك وتعالى .
3- قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح:10) .
وقال تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) (المائدة:64).
و قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) (يّـس:71) .
4- قال الله تعالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28) .
وقال تعالى : (وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ) (المائدة:116) .
5- قال الله تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5)
و مثلها كل آية تنسب الاستواء على العرش إلى الله تبارك وتعالى .
6- قال الله تعالى : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61) .
و قال تعالى : (ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) (الملك:16) .
و قال تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10) .
مما يؤخذ منه نسبة الجهة لله تبارك و تعالى .
7- قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) (الأحزاب:57) .
وقال تعالى : (وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم:12) .
وقال تعالى : (كَلا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً , وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (الفجر:21-22) .
نماذج من أحاديث الصفات
وردت في الأحاديث الشريفة ألفاظ كالتي في الآيات السابقة , منسوبة إلى الله تبارك وتعالى : كالوجه و اليد و نحوهما , فنكتفي بالآيات عن ذكرها , و ورد في أحاديث كثيرة ألفاظ أخرى من هذا القبيل منسوبة إلى ذات الله تبارك تعالى نورد بعضها , فمن ذلك :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم على صورته ، طوله ستون ذراعا ً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال: السلام عليكم ، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه: ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن) رواه البخاري و مسلم.
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه , فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط , بعزتك وكرمك , ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا، فيسكنهم فضل الجنة) رواه البخاري و مسلم.
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لله أشد فرحا بتوبة أحدكم ، من أحدكم بضالته ، إذا وجدها) رواه البخاري و مسلم .

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد