في خطاها ومحطاتها المتنوعة في ساحات رياضة الوطن كانت الأخت نظمية عبدالسلام تظهر كثيرا من التقنيات الخاصة التي ترتبط بشخصيتها كفتاة وجدت سكة العبور إلى الحالق عبر رقعة الشطرنج التي برزت فيها كنجمة تستطيع تحريك القطع بدهاء وفن يوصلها في الأخير إلى حصد الانتصارات واحد تلو الآخر لتكون شخصية البطلة التي تتواجد - دائما - في مواقع الريادة والألقاب.

ومع بروز نجمها كانت نظمية تمد جسور أهدافها بلغة رياضية شفافة، تجسدها رغبتها في تقديم المزيد من الإبداع، حيث تهوى وحيث أحبت أن تكون.. وحين بزغ نجمها قبل سنوات من الآن كانت هذه المرأة (الفولاذية) تجبر الجميع على احترامها بعدما خصت مقوماتها بالكثير من المزايا التي نالت بها التميز عمن سبقها أو حتى من جاء برفقتها، ومن خلال تلك الجسور استطاعت أن تبلغ ما عجز عنه غيرها، لأنها ببساطة تطلعت إلى ما هو أفضل.. فكونت مفردات أخرى في شخصيتها الرياضية كلاعبة لتقف على مساحة أخرى امتدت صوب العمل الإداري والقيادي الذي كان يجد لنفسه مساحة واسعة في شخصيتها كفتاة تمتلك الإحساس بالمكان والزمان.. ليكون ذلك مجال جديد لها وبأسبقية نالت الثقة في تكوين نادي كمران الشطرنجي الذي كان حلقة مميزة على واقع اللعبة في محطته الأولى، قبل أن يكون الإضافة في صناعة الجديد من البطولات الشطرنجية عبر المدارس والجامعات، وكل ذلك كان تحت شقف عقلية هذه النظمية التي كانت شيئا فشيئا تقدم قوالب أخرى من قدرتها على الاستيعاب وصناعة الجديد أين ما حلت.. ومع عملها المضني في الشطرنج عبر نادي كمران كقيادية ولاعبة كانت هذا المرأة أيضا تقدم عطاءها الجزيل في سكة ريادة اتحاد المرأة الذي صنعت كيانه بقدرتها وإصرارها في أن يكون للمرأة والفتاة في المدارس والجامعات.. فرمت نفسها في سكة جديدة اكتستها الأنشطة المنتظمة في ساحات المنافسة الرياضة في بلادنا، قبل أن تغزو ملاعب أخرى خارج الديار وتقدم الفتاة اليمنية كرياضية لها شخصيتها وثقافتها التي تستطيع بها أن تتواجد بين الأخريات.. في إطار المنافسة الرياضة والمشاركة الفاعلة في اتجاهات عدة ترافق المنازلات الرياضة في الألعاب الفردية والجماعية التي يحتضنها اتحاد رياضة المرأة.

ولأنها امرأة مختلفة وذات سلوكيات راقية وقدرة في تفعيل ما لديها في مواقع عملها وإدارتها لتفاصيل كل المهمات التي تلقى على عاتقها من خلال حس وإدراك وحوار وثقافة وعلم وأمور أخرى.. كانت نظمية تقدم نفسها في برواز جديد كانت فيه شخصيتها القوية والرزينة التي تكتسي الإنسانية البحتة قد ازدات نضوجا وحنكة.. فكان لها أن نالت الارتقاء بقدراتها الرياضة الإدارية إلى موقع أكبر.. مثله منصب المدير التنفيذي لصندوق النشء.. لتبدأ محطة أخرى من سكة مختلفة كانت فيها المسئولية تتضاعف وتكبر وتتفرد وتتنوع وفقا لموقعها الحساس والمهم والمرتبط بالشباب ومقدراتهم التي تناثرت في كثير من المواعيد والسنوات.

الاختيار لموقع كهذا كان اختبار حقيقي لها في ظل انشغالها باتحاد المرأة وشطرنج كمران.. ومع مرور الأيام كانت "نظمية عبدالسلام" تكشف الجديد مما لديها، وهي تتبوأ منصبها الجديد.. لتغير كل الأمور وتتحمل المسئولية بنزاهة وحرص "غير مسبوق" وبشهادة كثير من الشخصيات الرياضية التي مرت عبر الصندوق لإكمال معاملات مالية تخص الأندية وتحص الاتحادات.. ومع أنها قد صدمت بواقع مخيف ومديونية كبيرة.. إلا أنها مرت مثلما أرادت وصنعت الفارق في غرف مبنى صندوق رعاية النشء "المثير دائما" والموقع الذي يستقطب رغبات الكثيرين.. ورغم أنها قد (زعلت) هذا وذاك.. وخاصمها البعض إلا أنها كانت تثبت بما جاءت به من آلية عمل جديدة.. حتى أحبرت الجميع على القبول بالأمر لأنه لا يمس أحد، ولكنه يعيد التوازن لهذا الصندوق الذي تسلمته بمديونية كبيرة.. لتتوالى الأيام وتنكشف حقيقة واحدة.. وهي أن هذه المرأة "حالة خاصة" حالة ترسم الجديد ومن سكة زاهية.. فقد تغيرت أمر الصرف وآلية التعامل مع الشيكات وأصبح الكل مطالب باحترام اللوائح مهما كان.. لتتبدل أحوال الصندوق، ويعود إلى سكة خدمة أهدافه التي غيبت بسبب جشع شخصيات تناوبت على محطات العبث بمقدراته هذا الصندوق.

اليوم ومن خلال مقدمته "نظمية" للشباب والرياضة في مشوار طويل وما صنعته مؤخرا بين جدران مبنى "صندوق رعاية النشء" الذي قل حتى عدد زواره بعدما أغفلت كثير من أبواب الصرف العشوائي الذي كان حاضرا.. يحق لها علينا تقديم الشكر والامتنان.. وأن ندعو الجميع إلى تقديم الدعم لها لتحقق غايات أخرى أطيح بها بفعل فاعل.. عند من تغلب عندهم المصلحة الشخصية على كل شيء.. هي نظمية عبدالسلام.. المرأة المختلفة التي حاكت بقدراتها مشاهد العطاء.. وأدوار التميز.. وفصول النجاح.