السواري والشرعبي والقاضي وشوعية :

تجارب تتحدى الفقر

2012-10-29 22:28:44 أخبار اليوم/ خاص


أخيراً تحقق حلمه
خفة حركته وابتسامته التي لا تفارق وجهه هما سبب نجاحه في عمله، (محمد الشرعبي) هذا الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، أو قل الحكيم. يؤمن أن الحركة بركة، الابتسامة صدقة، والأمل والطموح زاد المرء، والوفاء ضمار (أي رأس مال) إنها ثروته، ولم يكن يمتلك سواها.
ما من حارة في صنعاء، ولا شارع إلاّ ويعرفه، فدافع البحث عن الرزق يوصل العلاقة بين الإنسان كيفما كانت، ومحمد سافر وطموحه كثيراً عبر شواطئ الأمكنة علّها تمنحه تذكرة سفر في فرصة عمل يقتات من مردودها، فيتغلب على تكاليف الإنفاق الأسري، ومتطلبات الجامعة، فهو يدرس في كلية التجارة في المستوى الثاني .
ترسو قدماه في إحدى فتحات شارع هائل لتكون محطته الأولى للنجاح.. دكان لا تزيد مساحته عن المتر ونصف المتر وبالرغم من صغر المساحة إلا أن ( محمد ) يراها مساحة تحتاج إلى مال سيعاني للحصول عليه.. يقف بين نارين، نار قسوة الظروف ونار الحرقة التي تقيد الطموح أحياناً فيتمكن من الحصول على تمويل قدره (80الف ريال ) يؤسس له قاعدة اقتصادية لزيادة رأس ماله في بيع الخضار والفواكه.
تعود البسمة لـ (محمد) وتتعزز أكثر ومع نمو رأس المال ينمو الطموح أكثر فيستأجر دكان آخر بجانب الدكان الأول يستعمله مخزناً للخضار.يطلِق (محمد) الظروف العصيبة.. يتوسع رأس ماله وتكثر زبائنه.
من عامل إلى بائع جملة..
علاقته بالبهارات علاقة، عشق قديم، نما لصيقاً بها فلم يخنها جهداً، تعلم من عبقها الفواح كيف يطلق طموحه ليتجاوز أرجاء المكان والزمان.. آمن بكينونة الغد واثقاً بذاته فخطى أولى خطوات رحلة المستقبل المهني.
من بوابة التاريخ ـ باب اليمن ـ حيث محل (أبو هاني) للبهارات تبدأ قصة نجاح عبد الرحمن القاضي برأس مال لم يتجاوز حينها المليون والنصف.
مضى عامان وهو يعمل بجهد منقطع النظير وخبرة تفسر لنا القدرة المهنية العالية لديه، لم يكن ثمة ما يعيق انطلاقة عبدالرحمن غير محدودية رأس ماله.. فكر .. بحث عن مصدر تمويل ليضاعف به رأس ماله وهو عازم على أن يتحول إلى تاجر جملة.. ففلسفته تؤمن بأن المستقبل مرآة الحاضر ومن مشى على الدرب وصل.

المكافحة وعدم اليأس شعارها
تميزت منذ صغرها بالنشاط ومهارة اليد.. أبية شامخة كشموخ جبال، حجة فهي التي شكلت ملامح شخصيتها.. لم تنحن ، ولم تطمس ضباب الظروف المعيشية ملامح طريقها، تجاوزت ـ وهي لم تزل طفلة ـ أخاديد الجبال والآكام فكانت الغلبة لها دائماً.

وحين تتغير لديها وجهة الرحلة مع امتداد العمر وتتبدل لديها خارطة الطريق الحياتية فتصير زوجة وأماً، ولا عائل للأسرة سواها في مجتمع يعاني الكثير من أفراده معاناتها تبقى ( شوعية ناصر بلال) ـ القادمة من حجة والتي استقر بها المطاف في حارة مذبح في بيت متواضع وظروف قاسية ـ تبقى شوعية ـ هي من يجب أن يسجل لها المثل الأروع والقدوة الحسنة لمحيطها الاجتماعي من ديمتها الصغيرة ومن فوق ملحتها العتيقة انطلقت شرارة الفكرة.... ترقص في مخيلتها على صدى صوت اللحوح، فيتصاعد الأمل لديها نحو استقرار معيشي أفضل، بعد أن كادت تتلاشى بفعل الظروف كتلاشي الدخان... ترسخت لديها فكرة أن بيع اللحوح بكميات أكبر هو الذي سيحول نار الحطب الملتهبة برداً وسلاماً على شوعية.
آمنت بالفكرة وترجمتها سلوكاً حقق النجاح بعد حصولها على تمويل استفادت منه في شراء قمح وذرة وشعير، وملحة كبيرة الحجم ومضت تسابق الزمن تصنع اللحوح وتبيع.. ازداد لديها الطلب فتمكنت من تسديد الأقساط في تاريخها المحدد دون تأخير وخلال ثمانية أشهر استطاعت أن تفي بالتزاماتها، ثم جددت القرض، لتتوسع في ربحها وتتمكن من تحقيق ربح أكثر ومع توسع المكسب تضيق دائرة ظروفها القاسية ، تتمكن من الوفاء بالتزامات البيت وتزوج ابنها الأكبر.. وفلسفتها في الحياة هي أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.

من دكان خال إلى محل مكتظ بالزبائن
دكانه الصغير الواقع في صنعاء القديمة، في زاوية لا تخلو من روادها الكثر ـ مواطنين وسياح ـ يجلس ( فؤاد السواري ) يباشر عمله بهمة وحرفية اكتسبها خلال خمس سنوات.. يوزع نظره بين الشارع المكتظ بالناس ورفوف الدكان الصغير التي تخلو في معظمها من البضاعة رغم الإقبال الشديد عليها.. تنكسر نظرته حسرة فالحالة شحيحة لديه والعبء الحياتي يثقل كاهله
... يطمح كباقي الشباب في تحسين دخله وزيادة رأس ماله، لكن زيادة رأس المال يحتاج إلى بضاعة، ولا حيلة لديه... يعتصم بالصبر دون توقف أو استسلام، يدله أحد زبائنه على مصدر تمويل لا يحتاج إلى عناء ويخلو من تعقيدات الروتين...
"بنك الأمل" بنك من لا بنك له.. تنبعث الفرحة لديه وتبدو واضحة على أساريره وملامحه.. يوزع نظراته مرة أخرى على زوايا الخانات الشبه خاوية وهو يضحك مع نفسه ويتمتم ستمتلئين إن شاء الله.... يشتري البضاعة المرغوبة للزبائن، ولاسيما السياح، فتستقبلها خانات الدكان استقبال المشتاق للغائب القادم من بعيد.. يتوفق في بيع البضاعة من التحف والمباخر والمستلزمات المنزلية الخزفية والحجرية.. يكسب أكثر ويطمح أكثر في التوسع... تغير اليوم حال ( فؤاد ) ويعد مثالاً للشباب الطامح.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد