شيع أبناء محافظة تعز يوم أمس جثمان الشهيد عدنان فرحان الشرعبي إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بمنطقة كلابة بعد الصلاة عليه في جامع شولق وسط المدينة.
وتوفى عدنان في ظروف غامضة في معتقل غوانتانموا قبل شهرين ووصل جثمانه على متن طائرة عسكرية أمريكية الأسبوع قبل الماضي إلى قاعدة الديلمي الجوية وظل في العاصمة صنعاء قبل نقل جثمانه إلى محافظة تعز أمس بعد اعتقال دام11 عاما.
في عام 2000م سافر عدنان لتلقي العلاج في باكستان من كسر أصيب به بالجمجمة في صيف 1994م إثر انقلاب سيارة كان على متنها و هو يؤدي واجبه بالدفاع عن وحدة الوطن، الإصابة أفقدته السمع في الأذن اليسرى و النظر في العين اليمنى و على ضوءها أسعف من قبل الدولة إلى المستشفى الإسلامي في الأردن و الذي أقر له العودة مرة ثانية من أجل تلقي بقية العلاج وكان ذلك على حساب أسرة وجدت العائق المادي يحول بينها و بين فلذة كبدها لتضطر في نهاية المطاف إسعافه إلى المستشفى الثورة و العسكري بتعز و لكن دون فائدة أو جدوى تذكر، ليبقى الأمل بالسفر إلى لخارج و لتكن باكستان الأوفر طبا و الأقل مالا..
 عدنان وحسب إفادة مقربين منه تجهز للرحيل و أصطحب معه كل الوثائق التي تبين حالته المرضية و التي حصل عليها من الثلاثة المستشفيات، بعدما نفذ صبره في تحمل الألم مما أضطرها للمغادرة مخلفا ورائه ولده الوحيد عز الدين الذي كان يبلغ من العمر حينذاك ثلاثة أعوام.
محمد و الذي سبقه شقيقه عدنان بعامين في الخروج إلى الحياة يروي لنا قصة اعتقال أخيه بعد أن كان القدر قد غيبه عنهم مدة عام و نصف في هجرته و هم لا يعرفون إليه طريقا حتى وصول أول رسالة من الصليب الأحمر، و يضيف محمد أنهم عرفوا فيما بعد أن أخاهم أعتقل و هو في إحدى سواحل باكستان دون أي ذنب أقترفه و بيع بمبلغ 5000 $ للمخابرات الأمريكية.
يروي محمد تلقيهم خبر وفاة شقيقه من وزارة حقوق الإنسان ومنظمة هود والذي قال أنها اتصلت بهم وأبلغتهم بوصول الجثة حيث تم التواصل مع النائب العام وتم طلب تشريح الجثة تحت إشراف وزارة الداخلية حيث تعاونت الأخيرة معهم بالشكل المطلوب حسب تعبيره.
وأكد محمد على حقهم القانوني في مقاضاة الجناة وأخذ حقهم كاملا غير منقوص،واصفا سجن 11 عاما ووفاته في ظروف غامضة أنها جريمة بحق الإنسانية قامت بها الإدارة الأمريكية ممثلة بوزارة الدفاع الأمريكية, مطالباً بالكشف عن حقيقة مقتله من لجنة تحقيق محايدة.