رفعت الأجهزة الأمنية في الحديدة من جاهزيتها في الحد من عمليات التهريب المختلفة التي تدخل المحافظة والبلاد بطريقة غير شرعية، سواء عمليات التهريب الذي يتعلق بقضايا السلاح والمخدرات والحشيش أو ما يتعلق بالأسلحة والمتفجرات والمواد الممنوعة.. فبعض تلك المواد يتم إدخالها إلى البلاد عبر منافذ بحرية طويلة تتمتع بها محافظة الحديدة .. أو عن طريق منافذ بحرية رسمية يتم التمويه فيها بمواد أخرى .
لكن وخلال شهري نوفمبر وديسمبر برز الدور في ضبط تلك الكميات بشكل ملحوظ وهي ضمن إجراءات تقول الأجهزة الأمنية أنها ترفع خلالها من القدرات الضبطية لدى أفرد الأمن سواء الذين يمارسون علمهم في المنافذ البرية والنقاط الأمنية أو الذين يقومون بمراقبة الطريق الساحلي الطويل .

الحديدة من المحافظات التي تتمتع بشريط ساحلي كبير من ميدي شمالاً إلى باب المندب جنوباً وهو طول يحتاج إلى إمكانات كبيرة لتتم عمليات الرقابة والضبط خاصة لعمليات التهريب التي تتم في هذه الشريط الساحلي الذي تتعدد فيه عمليات التهريب ( تهريب الأفارقة والأدوية -التي بعضها فاسد أو منتهي- وتهريب المخدرات الحشيش والهيروين والأبرز هو تهريب السلاح الذي يتم إدخاله إلى البلاد ليتم تسليمه إلى جهات مشبوهة تعمل خارج إطار القانون).
كل ذلك يتطلب جهوداً وإمكانات كبيرة ترقى إلى مستوى عمليات التهريب وتعمل على مواجهة تلك العصابات المنظمة التي أصبحت تستخدم كل التقنيات والإمكانات المختلفة مقارنة مع محدودية الإمكانات التي مع الجهات الأمنية في القطاعات المختلفة في الحديدة .
مسرح لدخول السلاح
وكان أبرز تلك المضبوطات هي قيام الجهات الأمنية في محافظة الحديدة وفي إطار متابعتها للشريط الساحلي بالحديدة بضبط كمية كبيرة من السلاح دخلت الحديدة بطريقة غير شرعية يوم الخميس الماضي تقدر بـ 7 آلاف من المسدسات تركية الصنع على متن سيارة نقل نوع ( دينا ) تحمل رقم 58002/2.
وقال مصدر أمني إن أفراد النقطة الأمنية تمكنوا من اكتشاف شحنة المسدسات، بالرغم من أنها كانت مخفية بإحكام داخل هيكل يمتد على طول الصندوق الخلفي لسيارة النقل صمم لهذا الغرض ، وذلك أثناء قيامهم بعملية تفتيش روتينية صباح ذاك اليوم للسيارات المارة من النقطة الأمنية .
 وأوضح المصدر أنه تم ضبط 67 كرتوناً من المسدسات ، بعض تلك الكراتين تحتوي على 100 مسدس ، والبعض الآخر تزيد عبوتها أو تنقص قليلاً عن هذا العدد .
وبين أن 1066 مسدساً من الشحنة المضبوطة كانت مخبأة بداخل شوالات وليس في كراتين ، وقد تم ضبطها بجوار الكراتين في سيارة النقل.
وشحنة الأسلحة التي تم ضبطها مؤخراً لم تكن هي الأولى، حيث سبق ذلك قيام الجهات الأمنية في ميناء الحديدة بضبط كمية كبيرة من الدروع الواقية للرصاص وخوذ وجعب معنية للاستخدامات العسكرية كانت على متن حاوية قادمة من الصين.
ميناء الحديدة والتمويه
يعتبر ميناء الحديدة من أهم الموانئ اليمنية التي يعتمد عليها الإقتصاد الوطني وتكرس الجهات الأمنية جهودها للحد من عمليات التهريب المختلفة سواء دخولاً أو خروجاً.. لكن الشيء المستغرب أن يغامر بعض المهربين للسلاح والمخدرات والأدوية الفاسدة عبر إدخالها إلى ميناء الحديدة وذلك عن طريق التمويه عنها بمواد أخرى مرافقة، فكميات كبيرة من السلاح والحشيش والهروين تم ضبطها في ميناء الحديدة.
ففي 25/ نوفمبر ضبط جمرك ميناء الحديدة شحنة من مناظير القناصة كانت قادمة من الصين عبر ميناء جدة إلى بلادنا بعد أن اشتبه رجال الجمارك بوجود بعض الأجسام الغريبة داخل إحدى حاويتين خاصتين بشحنة حفاظات أطفال، وذلك بعد فحص الشحنة بجهاز الأشعة السينية.
وأكدت الجهات الأمنية في المحافظة: إن رجال الجمارك في الميناء قاموا على الفور بعملية الفحص اليدوي للحاوية المشتبه فيها، حيث وجدوا تسعة كراتين مختلفة الأحجام، مخبأة بداخلها 225 منظار قناص منها 125 منظاراً ليزرياً و100 منظار قناص عادي.
وأوضحت الجهات الأمنية أن الكمية كانت قادمة من الصين وعبر ميناء جدة وانه تم تحريز المضبوطات لاتباع الإجراءات القانونية حيالها بموجب قانون الجمارك رقم 14 لعام 1990و تعديلاته بالقانون رقم 12 لعام 2010 وتمهيداً لإحالتها للجهات المختصة.
مصاحف محرفة وألعاب نارية محظورة

ميناء الحديدة كان مسرحاً لتهريب بعض الأصناف المحظورة من الألعاب النارية التي تتسبب في حدوث الإصابات في صفوف المواطنين.
حيث تم ضبط باخرة قادمة من الصين إلى الغاطس في البحر الأحمر وعلى متنها 23 حاوية تحوي ألعاباً نارية مهربة، كان يراد إدخالها إلى السوق لبيعها، لكن الجهات في الأمنية في المحافظة وفي مقدمتها إدارة أمن المحافظة قامت بتحريز تلك الكميات ومنع خروجها.
وعلى نفس الصعيد أوقفت الجهات الأمنية في ميناء الحديدة في بداية الشهر الحالي دخول كميات كبيرة من المصاحف قالوا إنه تم التأكد من وجود أخطاء إملائية خاصة بعد عرضها على مكتب الأوقاف والإرشاد بالحديدة الذي أكد وجود تلك الأخطاء.
ترانزيت للمخدرات أم سوق؟
تستعمل اليمن كممر لعصابات المخدرات التي تعمل على إدخال بضائعهم إلى الدول الشقيقة عن طريق الشريط الساحلي اليمني الممتد من المهرة في أقصى الشرق وحتى ميدي شمال مدينة الحديدة .. حيث يتم إدخال تلك الكميات عن طريق منافذ بحرية خاصة بتلك العصابات يتم نقلها (كما تقول الجهات الأمنية بطرق ووسائل مختلفة) حرصاً من تلك العصابات لإدخالها إلى بعض الدول الشقيقة أو إلى السوق المحلية.
وفي الفترة الأخيرة برز دور رجال الأمن في محافظة الحديدة الذين صعدوا من مواجهتهم تلك العصابات من خلال الكميات الكبيرة التي تم ضبطها في العديد من المنافذ البحرية والبرية.. حيث تمكنت الأجهزة الأمنية في بداية نقطة القناوص من ضبط 50 كيلو حشيش خارجي من نوع (الذهب الأحمر) كانت في طريقها للتهريب من حرض إلى أمانة العاصمة.
وقال أفراد النقطة الأمنية بالقناوص بأنه تم ضبط الحشيش المخدر على متن سيارة صالون موديل 83 م تحمل لوحة سعودي برقم (6793 م ل ن).. هذا الضبط جاء بعد أسبوع من ضبط كمية أخرى في نفس المكان تقدر.. كما ضبط أفراد النقطة الأمنية بمديرية القناوص محافظة الحديدة 509 كيلوجرام من الحشيش على متن سيارة نوع دينا أثناء قيامهم بعملية تفتيش روتينية للسيارات المارة من النقطة.. كما وأوضحت الجهات الأمنية في حينها أن الحشيش المخدر من الأنواع(سمرقند وكوفي وهوندا)، كان مخفياً بإحكام تحت طبقة تم تصميمها في قاع (بودي) الدينا صمم خصيصاً لهذا الغرض ، وقد تمكن أفراد النقطة الأمنية بالقناوص بفضل يقظتهم وحسهم الأمني المسؤل من اكتشاف الحشيش وضبطه، مشيدةً بالجهود التي يبذلها أفراد النقطة الأمنية بالقناوص ويقظتهم العالية في عملية ضبط المخدرات ومهربيها، وتم تحريز كمية الحشيش بمحضر ضبط رسمي وحجز السيارة مع سائقها للإجراءات القانونية.
وفي مديرية حيس الساحلية جنوب مدينة الحديدة تمكنت الجهات الأمنية في محافظة الحديدة في بداية الشهر الحالي من ضبط كميات كبيرة من المبيدات المحظورة على متن سيارات قادمة من محافظة تعز.. وقالت الجهات الأمنية إن السيارة الأولى تحمل رقم (65857/2) كان بداخلها طرود مرسلة من تعز إلى الحديدة اتضح عند تفتيشها وجود 100كرتون من المبيدات المحظورة من النوع(سيريان سوبر، سيردون سوبر) و1200 قارورة ضمن الطرود..
وكانت السيارة الثانية تحمل رقم (22934/4) ضبط على متنها 9 كراتين من نوع(سيردون) و4 كراتين من نوع سيريان سوبر.. فيما كانت السيارة الثالثة تحمل رقم (24243/4)وعلى متنها 17 كرتوناً كبيراً من أخطر أنواع المبيدات المحظورة (دوبون لاتين) قوة90% أمريكي الصنع تحتوي على 3224 عبوة بلاستيكية ، بالإضافة إلى كرتون بورش يحتوي على 20 قارورة.
وفي 25 من الشهر المنصرم ضبطت الأجهزة الأمنية في محافظة الحديدة وبالتحديد في منطقة القناوص كمية من المخدرات بـ 39 كيلو حشيش أفغاني على متن سيارة صالون في طريقها للإتجار بها الى جهة غير معلومة.
وقالت مصادر أمنية إنه جرى اشتباك مسلح بين جنود الأمن في النقطة وسائق سيارة صالون بعدما فتح الأخير النار على أفراد النقطة عقب قيامهم بتفتيش سيارته، ثم لاذ بالفرار.. وضبط أمن النقطة السيارة فيما بعد دون السائق الذي تخلى عن السيارة في عرض الطريق وفر هارباً.
وأفادت المصادر بأن رجال الأمن قاموا بتفتيش السيارة الصالون بحضور وكيل النيابة في المديرية وقد عثروا على(39) كيلو حشيش أفغاني من نوع "طينه" تم تحريزها بمحضر ضبط رسمي لإجراءات التحقيق.
وتظل تلك الجرائم مستمرة، يقابلها في الجهة الأخرى جهة أمنية ترغب في الحد من انتشار التهريب والجريمة بإمكاناتها المحدودة، ما يحتم على الدولة وحكومتها والوزارات المعنية دعم تلك الجهات الأمنية لما من شأنه الارتقاء بأدائهم وتحسين قدراتهم بما يتواكب وتطور الجريمة.