فرقت قوات الأمن وحراسة مبنى رئاسة الوزراء بالقوة متظاهرين يطالبون بإخراج القوات العسكرية من جامعة صنعاء.
وأطلقت قوات الأمن وابلاً من الرصاص في الهواء لتفريق طلاب محتجين وناشطين صباح يوم أمس أمام رئاسة الوزراء كانوا يحاولون اقتحام الحاجز الإسمنتي –حسب تبريرات قوات الأمن.
وتظاهر مئات من طلاب جامعة صنعاء وعشرات النشطاء في البوابة الشرقية بجامعة صنعاء، استجابة لحملة حملت اسم «أنا نازل» دعا لها ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي لإنهاء ما يسمونه بعسكرة الجامعة.
ووصلت تظاهرة الطلاب إلى ساحة الحرية أمام رئاسة الوزراء وهم يرددون شعارات تطالب بإنهاء عسكرة الجامعة.
وقال طلاب إن جنوداً أطلقوا عليهم الرصاص، واعتدوا بالضرب بالهراوات، بعد دقائق من وصول المسيرة إلى ساحة الحرية أمام مقر الحكومة.
وردد المحتجون شعارات منها "يا عالم من يحرسنا..من هنجمة حارسنا،، حرية حرية.. جامعتنا مدنية،،هذه جامعة يا جيش.. أيش باقي لك فيها أيش.. ما هي نقطة للتفتيش.
وعبر طلاب من مؤسسي حملة "أنا نازل" عن استياءهم الشديد من شعارات خارجة عن المتفق عليها، رددت في التظاهرة ضد الحكومة اليمنية وضد الجيش.
وقال الناشطون في منشوراتهم على الفس بوك أن قوى سياسية وحزبية حاولت استغلال مسيرة الطلاب واحتجاجهم لتصفية حساباتها مع أطراف عسكرية وحزبية أخرى.
وأشار الناشطون للمشاركة الكبيرة لقوى وأطراف محسوبة على الحوثيين وجبهة الإنقاذ حاولوا تحريض الطلاب ودفعهم لاقتحام مبنى رئاسة الوزراء مما جعل الأمن يتدخل لتفريقهم.
ونشر ناشطون صوراً لمن وصفوهم بأتباع الحوثي ومحسوبين على الحركة التمردية يعرفون بالعداء الشخصي لقوات الفرقة سابقاً.
وقال الصحفي فيصل علي إن حكاية حملت أنا نازل هي محاولة بعض الأطراف لكسب انتصارات وهمية لأنها بلا وزن ولا ثقل حقيقي في الشارع، وذلك بعد تسرب اتفاق اتحاد الطلاب وأعضاء التدريس مع الفرقة لإخراجها الجنود من الجامعة في غضون أيام من قرارات الهيكلة.
في سياق متصل أدانت اللجنة التحضيرية لانتخابات اتحاد طلاب اليمن الاعتداء الذي تعرض له الطلاب صباح يوم أمس أمام رئاسة الوزراء، ودعت اللجنة في بلاغ صحفي – حصلت" أخبار اليوم" على نسخه منه - الطلاب والطالبات إلى مواصلة التظاهر السلمي حتى تحقق مطالب طلاب الجامعة في إنهاء عسكرتها وإخراج القوات العسكرية والأمنية المتواجدة فيها.
وطالبت اللجنة بتشكيل لجنة للتحقيق في الاعتداء الذي تعرض له الطلاب والناشطون أمام رئاسة الوزراء وهم يطالبون بإخراج القوات العسكرية من حرم الجامعة.
وحذرت اللجنة من محاولة تحويل جامعة صنعاء إلى ساحة صراع لتصفية الحسابات السياسية، وشكرت في الوقت نفسه منظمات المجتمع المدني والنشطاء المدنيين على تضامنهم وتفاعلهم مع طلاب جامعة صنعاء.
وأعلنت اللجنة في بيانها عن التوصل لاتفاق بين رئاسة جامعة صنعاء وقيادة الفرقة الأولى "مدرع" على خروج العسكر من الحرم الجامعي في تاريخ 12/ 12/ 2012م وستتولى الإدارة العامة لحراسة المنشآت بوزارة الداخلية حراسة منشآت جامعة صنعاء.
وأشارت اللجنة في بلاغها إلى البيان الصادر في 7 أكتوبر الماضي الذي شدد على ضرورة إخلاء الجامعة من التواجد الأمني والعسكري في مقدمة ذلك ضباط وأفراد جهاز الأمن السياسي وقوات الفرقة الأولى "مدرع" كمتطلبات ضرورية لإجراء انتخاب الاتحاد في أجواء حرة ونزيهة والتي ستنطلق إجراءاتها في مطلع يناير القادم من العام 2013م.
وكان رئيس اللجنة التحضيرية لانتخابات اتحاد الطلاب، رضوان مسعود، قد كشف في وقت سابق، أن الحملة التي تدعو للتظاهر ضد جنود الفرقة الذين يحمون جامعة صنعاء يقف وراءها بقايا نظام المخلوع، موضحا أنهم في اتحاد الطلاب يناضلون منذ سنوات ضد عسكرة الجامعة.
ولخص مسعود هذه الحملة بقوله "إنها تهدف إلى تلميع مرشحين للانتخابات الطلابية القادمة من باب الدعاية المبكرة المزمع إجراؤها في شهر يناير القادم، وأيضا للكسب السياسي.
من جانبه كشف رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي عن اتفاق أبرم أمس السبت مع اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاً يقضي بإنهاء التواجد العسكري داخل الجامعة بصورة نهائية في فترة لا تتجاوز أسبوع.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن الشرجبي قوله إن العملية التعليمية في عموم الكليات ستبدأ السبت المقبل دون تواجد لأي عنصر عسكري داخل حرم ومرافق الجامعة وفقاً للاتفاق.
وأشاد الشرجبي بتجاوب اللواء علي محسن مع متطلبات توفير الأجواء العلمية المواتية للعملية التعليمية وحرصه على تجنيب الجامعة الصراعات السياسية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن الاتفاق جاء بالتزامن مع مطالب طلاب الجامعة بإخلائها من أي تواجد عسكري.
يذكر أن قوات من الفرقة الأولى مدرع تتواجد في جامعة صنعاء منذ انضمام الجيش الحر للثورة وحمايته للساحة.
وكانت محاولات فاشلة لاقتحام جامعة صنعاء من قبل قوات الحرس الجمهوري هدفت لفض الاعتصام السلمي في ساحة التغيير المجاورة للجامعة خلال القتال الذي دار بين قوات مؤيده للرئيس السابق ونجله مع الفرقة الأولى مدرع وهو ما برر دخول الفرقة للجامعة وحمايتها في إطار حماية ساحة التغيير والثورة السلمية.