مع تزايد التأكيدات بتورط الحوثيين في الأعمال التخريبية في مأرب ومنطقة "نهم"..

مسلحون يفجرون أنبوب النفط بعد ساعات من إصلاحه وقائدهم يريد "حصانة".. مصادر قبلية تحذر من جرجرة الحملة إلى "المخنق" ومتقطعون يطالبون بقيمة المعسكر

2012-12-29 01:20:57 أخبار اليوم / إبراهيم مجاهد


ما أن فرغت الفرق الفنية ظهر أمس من إصلاح أنبوب النفط في قرية "بيت الدماجي" بمنطقة "وادي حباب" بمديرية صرواح محافظة مأرب شرقي اليمن، بعد وساطة قبلية بذلها مساء الخميس عدد من المشائخ بينهم الغادر والزايدي وحنتش، أفضت بالسماح للفريق الفني بإصلاح الأنبوب أمس الجمعة وإصلاح مكان التفجير، قام مسلحون قبليون في نفس منطقة "وادي حباب"، ولكن هذه المرة تم تفجير الأنبوب في قرية "المخنق" التي تبعد عن منطقة التفجير السابقة عشرة كيلو متر تقريباً، بتفجير أنبوب نقل النفط الرئيسي بمحافظة مأرب بعد ساعات من إصلاحه.
وفي هذا السياق ذكرت مصادر قبلية لـ "أخبار اليوم" أن مسلحين قبليين يقودهم شخصان يدعيان"ربزة والمسمي" قاموا بتفجير الأنبوب في منطقة المخنق مساء أمس، مشيرة إلى أن هؤلاء المسلحين لهم صلة بالمسلحين القبليين في قرية "بيت الدماجي"، ويسعون من خلال تفجير أنبوب نقل النفط في "المخنق" إلى دفع قوات الجيش التي تنفذ حملة على المخربين في قرية "بيت الدماجي" منذ أربعة أيام، التقدم نحو قرية "المخنق" وهي منطقة ضيقة وذات تضاريس وعرة جداً، من السهل فيها ضرب قوات الجيش من قبل المسلحين القبليين الذين يقف ورائهم –بحسب مصادر مطلعة- جماعة الحوثي بصورة غير مباشرة..
وأفادت المصادر أن المسلحين القبليين يريدون أن يشتتوا الحملة العسكرية المتواجدة في قرية "بيت الدماجي" التي خاضت مواجهات مسلحة على مدى أربعة أيام بصورة متقطعة أسفرت عن مقتل أكثر من "15" مسلحاً وعدد من الجرحى والمفقودين، في حين استشهد جندي واحد في صفوف القوات العسكرية وجرح العشرات من الجنود وإصابة أثنين منهم على الأقل خطيرة، وتنفذ هذه الحملة العسكرية كتيبة مدعمة، تشارك فيها قوات من اللواء"312" المرابط في مأرب ونهم، وكتيبة المهام الخاصة المرابطة في مأرب، وقوات أخرى من اللواء "14" مدرع، المصادر ذاتها حذرت من عملية استدراج الحملة إلى منطقة "المخنق" لأن النتائج معروفة سلفاً من واقع التضاريس الجغرافية للمنطقة.. حيث ستكون قوات الجيش ضحية أي قرار متسرع يوجه فيه بدخول القوات إلى "المخنق".
المصادر القبلية استغربت قبول السلطات المعنية بالوساطات القبلية في هذه المواضيع، خاصة بعد دخول قوات الجيش في مواجهات مع المخربين، واصفة أسلوب السلطة في التعامل مع هذه القضايا بالمستنسخة من النظام السابق الذي كان يلجأ إلى سياسة المهادنة وترحيل الأزمات، مشيرة إلى أن الحكومة تستخدم نفس أدوات وأساليب النظام السابق في مواجهة التحديات التي تواجهها اليمن ككل وليس الحكومة فحسب، متسائلة في الوقت ذاته ما إذا كانت الحكومة اليمنية مستفيدة من استمرار وقف تصدير النفط, خاصة والمملكة العربية السعودية تزود اليمن على مدى العامين الماضي والحالي بالنفط الخام بكميات كبيرة نظرا لتوقف اليمن في إنتاج النفط بسبب الأعمال التخريبية التي تتسبب في إيقاف ضخ النفط.
وأوضحت المصادر بأن المدعو "ص. ح. د" الذي يقود المسلحين في قرية "بيت الدماجي" كان قد اشترط على الوساطة خروج الحملة من المنطقة وإعطائه حصانة من الملاحقة والاستهداف على خلفية استشهاد قائد سرب الدبابات ومرافقه وإصابة رئيس عمليات اللواء"312" في كمين مسلح استهدفهم بمديرية صرواح بتاريخ "21/11/2012"، على أن يسمح بدخول الفريق الفني لإصلاح الأنبوب، إلا أن قائد الحملة رفض أي شروط وأبلغ المشائخ الذين يقومون بالوساطة مساء الخميس أنه لا بد من إصلاح الأنبوب قبل أي تفاوض مع المخربين.. وهو ما تم, إلا أن المسلحين القبليين ينفذون عملياتهم التخريبية ويعملون وفق خطة مدروسة بحسب ما تظهره الوقائع على الأرض, فبعد أن تم إصلاح أنبوب نقل النفط بساعات فقط، في قرية "بيت الدماجي" الواقعة في منطقة "وادي حباب" تم تفجير الأنبوب في قرية أخرى تقع هي الأحرى في نفس المنطقة.
المصادر المطلعة التي ترى أن جماعة الحوثي تقف وراء هذه العمليات وتسعى لتشتيت القوات المرابط في محافظتي مأرب وصنعاء من خلال القيام بأعمال تخريبية في المناطق القريبة التي تتمركز فيها القوات العسكرية المتواجدة في المحافظتين.. واستشهدت المصادر بالمحاولات التي قامت بها عناصر مسلحة يوم أمس الجمعة في منطقة "نهم" التابعة لمحافظة صنعاء وقريبة من محافظة مأرب.. حيث قامت تلك العناصر باستحداث نقاط تقطع في الطريق المؤدية إلى معسكر "الفرضة" الذي تتواجد فيه قوات عسكرية تابعة للواء "312"، ويطالبون بقيمة أرضية المعسكر، رغم أن المعسكر متواجد منذ عشرات السنين، الأمر الذي يعزز من وجود رابط بين هذه الأحداث التي تستهدف القوات المكلفة بحماية أنابيب النفط والطريق الذي تمر منه قاطرات النفط.. حيث تعد منطقة نهم واحدة من أهم الطرق لنقل النفط.
وعلى صعيد متصل تقول مصادر حكومية إن توقف أنبوب النفط يكبد اليمن خسائر كبيرة. وقالت إن توقف ضخ الخام يعني توقف تصدير 120 ألف برميل يومياً تعادل قيمتها نحو 12 مليون دولار، إذا أحتسب سعر البرميل بحوالي 100 دولار، وأن الخسائر الشهرية تصل إلى 360 مليون دولار وهو رقم كبير إذا استمرت عمليات التخريب ومنع إصلاح الأنبوب لعدة شهور.
 وقد تصاعدت عمليات استهداف أنبوب نقل النفط الذي يمتد من منابع النفط في صافر إلى مرفأ رأس عيسى على البحر الأحمر للتصدير، وينقل بعضه بعدها إلى مصفاة عدن لتكرير النفط من أجل إعادته للاستخدام المحلي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد