تواصلت المسيرات الاحتجاجية لأبناء ريف محافظة حجة للأسبوع الثالث على التوالي ضد ما وصفوه بالظلم والفساد المستشري في مكاتب المديرية ومؤسسات الدولة.
وتظاهر أبناء مديرية كعيدنة صباح يوم أمس، مرددين هتافات تطالب بالخدمات العامة وأخرى تنادي بالحرية ورفع الظلم والاستبداد الذي يمارس عليهم من قبل نافذين في السلطة المحلية ومسئولين في الدولة.
وفي بيان لهم أكد المحتجون على مواصلة التظاهرات السلمية مهما كلفهم من تضحية، مشيرين إلى أن الظلم بلغ مستوى لا يطاق وأن السلطة المحلية ممعنة في تغافلها وتجاهلها للأصوات المنادية بالتغيير وإصلاح الوضع ـ حسب تعبيرهم.
وأضاف البيان إن مكاتب المديرية تتحكم بها أسرة واحدة وتقوم بتهميش وإقصاء الشباب مما جعل الشباب يثورون ضد الظلم الذي يمارس من قبل النافذين.
واتهم البيان، السلطة المحلية وقيادة محافظة حجة بالشراكة في الفساد والظلم الذي يتعرضون له مؤكدين أن صمت المحافظ اللواء/علي القيسي يدلل على رضاه بما يحصل للمواطنين من ظلم وعقاب جماعي وقطع للخدمات.
واستغرب الصمت المريب الذي تنتهجه قيادة المحافظة تجاه مطالب أبناء المديرية وقالوا: كلما تعالت الصرخات واستمرت الاحتجاجات نجد قيادة المحافظة مستمرة في صمتها ولا ندري ما أسباب الصمت المريب والسكوت المطبق، لكن ذلك لن يثنينا عن مواصلة المطالبة بحقوقنا الواضحة وفضح حيل الفاسدين وكيدهم الرخيص.
وطالب البيان بإزاحة الفاسدين من المكاتب الحكومية ومحاسبتهم كما طالب بإيقاف مدير التربية الذي لا تنطبق عليه مواصفات هذه الوظيفة وممارسته العبث بالعملية التربوية والتعليمية وفتح المشاكل في بعض المدارس ونقل المدرسين من مدرسة إلى أخرى حسب الأهواء والأمزجة والعبث والتلاعب بالتوظيف الجديد.
كما طالب البيان بتشكيل لجنة محايدة لمحاسبة المسئولين عن مشروعي المياه والكهرباء ودراسة التسعيرة المناسبة حتى لا تتعطل المشاريع ولا يكلف المواطن فوق طاقته وتشكيل لجنه للإطلاع على المشاريع المتعثرة بمختلف عزل المديرية وخاصة مشاريع المياه والحواجز المائية ومسح الطرقات بمختلف عزل المديرية لتسهيل تحركات المواطنين.
من جانب آخر حمل مدير عام مكتب التحسين والنظافة بمحافظة حجة مدير أمن المحافظة مسؤولية أي كارثة بيئية قد تنتج عن تكدس النفايات والمخلفات في شوارع وحارات مدينة حجة، نظراً لاستمرار منع عمال النظافة من القيام بعملهم من قبل عصابة مسلحة منذ الجمعة الفائتة.
وأكد محمد عبدالرحمن ـ في مذكرة وجهها لمدير أمن المحافظة ـ بأن المدينة تعيش انفلاتاً أمنياً كبيراً، حيث تم الاعتداء على عمال النظافة وإطلاق النار على ناقلات المخلفات ومنع الموظفين من جمع النفايات، مما أدى إلى تكدس أكوام المخلفات بصورة مخيفة تنذر بكارثة بيئية إذا لم يتم وضع حد لهذه الأعمال التي وصفتها المذكرة بالهمجية.
وأشار مدير تحسين حجة إلى أن هذا الاعتداء على عمال النظافة يُعد الثاني خلال أقل من شهر، حيث سبق وأن تم اختطاف عدد من ناقلات المخلفات من قبل أحد المتهمين ورغم إبلاغ أمن المحافظة إلا أنه لم يتم عمل أي إجراء لضبط المتهم، وهو ما جعله يُعاود اعتداءه على مشروع النظافة مرة أخرى، محاولاً ابتزاز المحافظة مبالغ مالية.
وتشهد مدينة حجة تكدساً للنفايات والمخلفات بصورة سيئة تنذر بكارثة بيئية، أبرز أسبابها الانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظة، إذ ـ ورغم التوجيهات السابقة بضبط المعتدين على عمال النظافة ـ إلا أن تلك التوجيهات لم تجد طريقها للتنفيذ بل إن إدارة أمن المحافظة آثرت التعامل معهم بالتفاوض وهكذا في كافة قضايا المحافظة الأمر الذي أوصلها إلى الانفلات القائم حالياً، حيث لا متهم يتم ضبطه، ولا جاني يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه ليعيش المجتمع بأمن وأمان.
تجدر الإشارة إلى أن ناقلات المخلفات لا تزال بداخل حوش مكتب التحسين لا تستطيع مزاولة عملها نظراً للاعتداء، دون أن يلمس المواطنون أي تحرك لقيادة المحافظة أو إجراء لوقف هذه الاعتداءات التي لم تشهد المحافظة لها مثيلاً...