الصلو.. مديرية بلا صحة

2013-01-01 15:05:39 تعز/ وئام الصوفي - تحرير/ أخبار اليوم


في الجزء الشمالي من مركز محافظة تعز وعلى بعد حوالي 60 كيلو متر تقع مديرية الصلو ويحدها من الشرق مديرية حيفان، ومن الجنوب مديرية المواسط، ومن الشمال مديرية خدير، ومن الغرب مديرية سامع ويبلغ عدد سكانها نحو (50) ألف نسمة، وتتكون إدارياً من 11عزلة و68قرية وبالرغم من قساوة الطبيعة فيها ووعورة طريقها فقد استطاع الإنسان التكيف والعيش فيها.. ناهيك عن افتقارها لمدرسة مؤهلة، إلا أن الخدمات الصحية تكاد تكون معدومة تماماً، عدا مراكز صحية متناثرة لا تفي بالغرض، ومركز وحيد يعول عليه الكثير، لكنه مشلول وينتظر الترفيع.


في مديرية الصلو يكتفي مكتب الصحة بالمديرية والمحافظة على تقديم الدعم الذي يحصلون عليه من منظمات دعم مكافحة الملاريا والبلهارسيا والسل والأمومة والطفولة وصرف الأدوية التي يحصلون عليها من مكتب الصحة بالمحافظة كل ثلاثة أشهر فقط.
وتفتقر هذه المديرية إلى مستشفى ريفي لاستقبال حالات المرضى المختلفة والتي يصعب علاجها في المراكز الصحية الأخرى، حيث يتم إسعافهم إلى مركز المحافظة، وهناك حالات كثيرة توفيت بسبب الطريق الوعرة، في ظل غياب تام لدور السلطة المحلية ومكتب الصحة بالمديرية والمحافظة وتوجد بالمديرية (16) مرفقا صحيا، ومنها (7) مراكز صحية و(8) وحدات و(3) وحدات صحية مؤقتة وتعاني جميعها نقص الأثاث والمعدات الصحية اللازمة ومن نقص الكادر الطبي.
الجهات الرسمية لم تفِ بالتزاماتها
في العام 2006م تبرعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ببناء مرفق صحي وجهزته بقسم الوسائل التشخيصية وقسم للرقود وقسم للعمليات الصغرى والكبرى وقسم الطوارئ التوليدية وتم تجهيزها بالأجهزة والمعدات الطبية بشرط أن يلتزم الجانب اليمني بترفيعه إلى مستشفى ريفي ولأكثر من ست سنوات وإدارة المرفق تتابع ذلك دون جدوى.
يقول الدكتور/عبد الحكيم الباشا ـ مدير المرفق الحي بالصلو ـ إنه منذ ست سنوات وحــال هذا المرفق كما هو ولم يتم ترفيعه إلى مستشفى ريفي بحسب الاتفاق مع الوكالة الأميركية للتنمية التي تبرعت ببنائه.
وحمل الباشا السلطة المحلية ومكتب الصحة العامة والسكــان بالمــديرية والمحــافظة ووزارة الصحــة المسؤولية، وقال: خلال ست سنوات عملنا جاهدين من أجل استكمــال ترفيع المرفق إلى مستشفى ريفي ابتداء من المجلس المحلي ومكتب الصحة بالمديرية ورفعوا الأمر للمحافظ (السابق) ومكتب الصحة بالمحافظة وبدورهما رفعوا الأمر لوزارة الصحة العامة والسكان ونـزل فريق مكـون من أربعة أشخــاص بهــدف ترفيع المركــز الصحي إلى مستشفى ريفي بحسب مذكــرة التفاهم المواقعة مــع الــــوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع الجانب اليمني، وتم رفع تقرير إلى الوزارة، وبدوره وجه الوزير إلى الشؤون المالية والتخطيط لاعتماد التقرير والإجراءات بموجبه، كــان هــذا في تاريــخ 6/5/2008م وحتى الآن لم تستكمــل الإجراءات ولا الترفيع.
ترفيع المركز إلى مستشفى
وقال الباشا إن أهمية ترفيع المركز إلى مستشفى ريفي أصبحت ملحة بسبب الكثــافة السكانية في المنطقة وصعوبة نقل المرضى إلى خــارج المنقطة لإسعافهم في الحالات الحرجة أو تعسر الولادة، فهناك حالات وفاة كثيرة وقعت في الطريق أثناء إسعافات إلى مركز المحافظة.
وأردف.. من الأسباب الملحة أيضاً للترفيع، وهو العائق الأكبر، هو وجود الأسر الفقيرة التي تسود مديرية الصلو والذين أوضاعهم لا تسمح لهم بنقل مرضاهم إلى المستشفيات خارج المديرية، فالوضع الاقتصادي للأسر متدنٍ جداً.
احتياجات المركز
المركز الذي يطلق عليه اسم مستشفى الثورة الريفي يتكون من طابقين وبدروم وسكن للأطباء مستقل، وفيه 16 غرفة سعتها السريرية 21 سريراً، وفيه ثلاث عيادات: عيادة الطب العــام – عيادة الأسنان – عيادة الــوسائل التشخيصية (أشعة – مختبر).
فيما الرقم السكاني للمركز هو30.000 نسمة، ويقدم خدماته للعديد من العزل وهي: الشرف –الضعة-القابلــة - العكيشة - وجزء من عزلــة الضبة، إضـــافة إلى بعض القــرى المجــاورة للمديرية من مــديريات سامع – قدس – بني يوسف.
وأشار إلى أن أمراض الجهاز التنفسي والجهاز التناسلي والأمراض الجلدية والاسهالات والملاريا والتهابات اللثة هي أكثر الحالات وصولاً إلى المركز، وفي الجانب الوقائي يقدم المركز التحصين الموسع، في مجال مكافحة البلهارسيا ورش المستنقعات والبرك – مكافحة الملاريا وتوزيع الأدوية – الصحة الإنجابية.
ميزانية ضئيلة وكادر
يؤكد الباشا أن ميزانية المستشفى الشهرية كانت 74 ألف ريال شهرياً والآن تناقصت حتى أصبحت 40 ألف ريال منذ 2011، مشيراً إلى أن أهم معاناة المركز هي الكادر الطبي، فهو غير مكتمل، حتى الآن.
كثافة الحالات القادمة إلى المركز في تزايد مستمر، إلا أن المركز يعاني من غياب قسم الطوارئ، حيث يتمنى الباشا أن يتم ترفيع المركز إلى مستشفى ريفي ليتمكن من القيام بواجبه.
وقال: نريد إن يتم تفعيل قسم الطوارئ ونحتاج مناوبات على مدار الساعة بتوفير 2 أطباء كل ثمان ساعات وطبيب مناوبة في قسم الرقود و2 ممرضين وقابلة وفني مختبرات، أما احتياجات المرفق من الكادر الطبي والفني والتمريضي وهم: أخصائي نساء وتوليد وأخصائي جراحة عامة وطبيب أطفال وأخصائي باطنية وممرضة عمليات وفني تخدير وثلاثة ممرضين وثلاث ممرضات وثلاثة أطباء تخصص عام و2 فنيي صيانة و2 فراشات وحارس وموظف شؤون مالية وسكرتارية ومسئول إحصاء ومسئول مخازن وسائق، وأيضاً أدوات مكتبية ونظافة ومصاريف نقل وتغذية كادر مناوب لعدد 7 أفراد وتغذية 10 أسر من المرضى وصيانة مبانٍ ومحروقات وقطع غيار وصيانة أجهزة ومعدات وآلات وأجور مخازن وأخرى من المستلزمات.
همسة
على الجهات المعنية في محافظة تعز وعلى وزارة الصحة أن تعمل على رفع معاناة المواطنين في الصلو من خلال توفير الخدمة الطبية التي توفر عليهم عناء رحلات سفر للعلاج داخل الوطن، والعمل على ترفيع المركز إلى مستشفى ريفي ورفده بكافة الكوادر والاحتياجات بحسب الاتفاقية والالتزام الذي قطع مع الوكالة الأميركية للتنمية التي تبرعت بالبناء.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد