طغت زراعته على المحاصيل ذات القيمة..

القات يهدد وادي تبن بالـجفاف ويسيطر على أراضيها الزراعية

2013-01-21 15:20:30 كتب/ صادق ألرتيبي


أخذت تتوسع بشكل ملحوظ لاسيما في السنوات العشر الأخيرة في المسيمير بلحج، ومع فصل الشتاء من كل عام يجدها المزارعون فرصة ملائمة لزراعته.. وبدأت تتراجع الزراعات ذات الفائدة كالفواكه والخضار في كل الأراضي التي تمتد على ضفاف وادي تبن الذي يتدفق بمياه طيلة العام، لكن المياه في الوادي بدأت تقل خلال العامين الأخيرين بسبب التوسع في زراعة القات الذي يستهلك تغرق عند ريه مياها كثيرة.

ينتهز مزارعو المسيمير من فصل الشتاء فرصة ملائمة لزراعة القات، ويرونه موسماً مناسباً لزراعة القات في عموم المناطق الممتدة على ضفاف وادي تبن.. فشجرة القات أصبحت تسود كل الأراضي الزراعية.. الشجرة التي تضر بالاقتصاد الوطني وتضيع الوقت والمال يعتبرها الأهالي في المسيمير المصدر الأهم في دخل الأسرة وهذا أمر واقع على قطاع عريض من المزارعين، ليس في المسيمير فحسب بل في اليمن كله على وجه أعم، فمعظم الأسر اليمنية يكاد القات يكون هو المصدر الرئيسي لدخل الأسرة.
زراعية بامتياز
وتعتبر المسيمير مديرية زراعية بإمتياز، فوادي تبن هو سر حيوية ونشاط المزارعين؛ لتدفق مياهه الرقراقة في معظم أيام العام الذي يقع بمواسم زراعية مختلفة، الأمر الذي يخلق تنوعاً في زراعة الخضار والفواكه المتنوعة بتنوع تلك المواسم، فالأراضي الزراعية تنتج المانجو والموز والرمان والليمون والزيتون والباميا إلى جانب بعض المزروعات الأخرى ،كالذرة الحمراء والذرة الشامية والأعلاف وغيرها الكثير من المزروعات الأخرى التي تزرع في المسيمير، ولكن شجرة القات كانت بالمرصاد لتلك المزروعات التي تعود بالنفع على الإنسان، فتلك المزروعات قد تراجعت بشكل كبير للغاية نتيجة التوسع المخيف في زراعة القات والذي بات يغزو الهكتارات من الأراضي الزراعية داخل وادي تبن.. ورغم الفلاحة الفائقة التي تتطلبها شجرة القات بداية من الاستعداد لغرس الشجرة من حرث جيد للأرض التي تغرس مروراً بالري الجيد وتعهده بالماء على فترات متقاربة وصولاً لرشه بجملة من المبيدات المختلفة والكيماويات والأسمدة حتى ينضج محصول القات ويتم إرساله لأسواق القات وبيعه.
تبن مهدد بالجفاف
وادي تبن من الأودية الشهيرة داخل البلاد ،يمر بعدة مديريات عدة منها مسيمير/ لحج ليصل منتهاه إلى عدن ليصب في البحر، وعرف الوادي بغزارة مياهه على مدار العام، إلا أنه في السنوات العشر الأخيرة تراجعت مياه الوادي، حيث بات الجفاف يهدد الأراضي الزراعية الممتدة بامتداد الوادي الزراعي ، فالجفاف عندما يجتاح الوادي سيما في أشهر /مايو ،ويوليو ،يونيو ،يقض مضاجع المزارعين لعدم توفر المياه لري الأراضي الزراعية، الأمر الذي يخلق حياة مكللة بالصعوبة لدى غالبية المزارعين محدودي الدخل والمعتمدين بدرجة أساسية على الزراعة، منها زراعة القات المتسبب الرئيسي في الجفاف، فالحقول الزراعية الخاصة بالقات تستهلك كميات كثيرة من المياه تتمثل في ريه في فترات متقاربة وعملية الري المعتملة في وادي تبن عن طريق غمر الحقول بالمياه وبطريقة عشوائية..
ينعكس ذلك سلباً على نقص المياه، مما يجعل الأراضي الزراعي على شفير الجفاف الذي يحول قطاعات واسعة من الحقول الزراعية الخضراء إلى أراضٍ قاحلة ومقفرة غير منتجة لا يستفيد منها الإنسان ،وصدق الله القائل "وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" .
كانت مياه وادي تبن لا تنضب ،والحقول الخضراء التي تعطي الكثير من خيراتها للإنسان، ناهيك عن زراعة الفل والكاذي في أحد أشهر البساتين داخل اليمن "بستان الحسيني"والتي تدخل الأنس والفرح لمن يمر بالحسيني ليأخذ عقداً من الفل ذات الرائحة الزكية .
اليوم الواقع تغير تماماً، فوادي تبن لم يعد كما كان في فترة معهودة، فالقات قد ساهم بشكل أو بآخر في تغير تلك الصورة التي كان يتميز بها على الجانب الزراعي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد