رئيس الجمهورية: لابد من اعتبار الأطراف الرافضة للحوار من معيقي التسوية السياسية.. مجلس الأمن: لن يتم التساهل مع معيقي العملية السياسية وعلى من يحاولون حرفها أن يوقفوا كافة أنشطتهم

2013-01-28 15:43:29 أخبار اليوم/ متابعة خاصة


في زيارته الأولى لليمن برئاسة المملكة المتحدة جدد مجلس الأمن الدولي تحذيره لمعيقي العملية السياسية والانتقال السياسي في اليمن وقال إنه مستعد لاتخاذ أي إجراءات ضدهم، مؤكداً موقف المجلس المساند لسلامة أراضي ووحدة اليمن، فيما دعا الرئيس هادي مجلس الأمن إلى اعتبار الأطراف الرافضة للحوار معيقين للعملية السياسية.
وأكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الطيف الزياني أن أهم مبدأ في المبادرة الخليجية هو الانتقال السلمي للسلطة ووحدة اليمن واستقراره، في حين شدد المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر على أن الحوار فرصة ذهبية وحيدة للتغيير، مؤكداً أن زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة قد ولى وأنه على جميع الواهمين أن يحسموا أمرهم بين البقاء في الماضي أو المشاركة في صنع مستقبل اليمن.. "أخبار اليوم" تنشر التفاصيل..

  • رئيس الجمهورية: لابد من اعتبار الأطراف الرافضة للحوار من معيقي التسوية السياسية

دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي مجلس الأمن الدولي إلى اعتبار الرافضين للدخول في الحوار الوطني من معيقي العملية السياسية في البلد، مشيراً إلى أهمية استمرار دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في رعاية المرحلة الثانية من التسوية السياسية والتأكيد على التمسك بأمن واستقرار ووحدة اليمن وفقاً لبنود المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن 2014 و 2051 ورفض العنف لتحقيق أهداف سياسية، واعتبار الحوار هو المنبر الوحيد لمعالجة كافة القضايا والمظالم والاختلالات واعتبار الأطراف التي ترفض نهج الحوار من الأطراف المعرقلة للتسوية السياسية .
وأكد هادي على أهمية وفاء المانحين بتعهداتهم باعتبار أن جذور المشكلة في اليمن ذات طبيعة اقتصادية، مما يجعل استكمال التسوية السياسية مرتبطاً بشكل قوي بتحقيق النمو الاقتصادي حتى يلمس المواطن أثر ذلك على حياته المعيشية، فتوفير الخدمات وفرص العمل وتحسين المناخ الاستثماري سينعكس إيجاباً على مجمل الجوانب السياسية والأمنية ويخلق أجواء الاستقرار والأمن الكفيلة بوضع حد للأفكار المتطرفة والإرهابية ، إضافة إلى توفير الدعم المادي اللازم لتمكين حكومة الوفاق الوطني من إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من الإرهاب والحروب، وكذلك التعويضات اللازمة المرتبطة بالقرارات التي صدرت لمعالجة الأوضاع في المحافظات الجنوبية .
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمس في حفل استقبال البعثة الأممية التي جاءت اليمن في زيارة خاصة ترأسها المملكة المتحدة"بريطانيا" الذي أقيم بدار الرئاسة.
وشكر هادي اهتمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتخصيص هذه الزيارة الاستثنائية لدعم ومساندة جهود واستكمال التسوية السياسية وقال: " تكتسب زيارتكم هذه لبلادنا أهمية خاصة، كون مجلس الأمن أكثر أجهزة منظمة الأمن المتحدة حيوية وأهمية باعتباره الجهاز المعني بحفظ السلم والأمن الدوليين لما لقراراته من صفة الإلزام للدول الأعضاء وفق المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية أمن واستقرار ووحدة اليمن ليس للشعب اليمني فحسب ولكن للمنطقة والعالم أيضاً نظراً لموقعه الاستراتيجي الهام والحساس ولتربص قوى الإرهاب التي ترى في انهيار الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي فرصةً للحصول على ملاذ آمن يمكنها من تنظيم صفوفها والانطلاق لتنفيذ عملياتها الإرهابية والوصول إلى تهديد أمن خليج عدن وتهديد طرق الملاحة الدولية في هذه المنطقة الإستراتيجية الهامة.
ونوه هادي إلى أن هناك أطماعاً توسعية لدى بعض الدول التي قال إنها تسعى لتصدير رؤاها الراديكالية " ولم يعد سراً سعيها المحموم للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وبما يشكله ذلك من تهديد لأمن اليمن والجزيرة العربية."
وتابع: " كل هذه الاعتبارات جعلت من قراري مجلس الأمن (2014، 2051) صمام أمام لأمن اليمن ووحدته واستقراره ومصلحة إقليمية ودولية راسخة ، باعتبارهما شددا على ضرورة استكمال التسوية السياسية وفرض العقوبات على معيقي التسوية بما يتوافق مع الإرادة السياسية والشعبية التي تسير في اتجاه بناء يمن جديد مزدهر وآمن وموحد يقوم على أساس مبادئ العدالة والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان ويتم التأسيس فيه للعدالة الاجتماعية وسيادة القانون، بما يكفل تطبيق أسس ومعايير الحكم الرشيد".
وأكد هادي رفضه للعنف الهادف لتحقيق أهداف سياسية، معتبراً الحوار الوطني، المنبر الوحيد لمعالجة كافة القضايا في البلاد، وقال: "هذا هو خيارنا الوطني وخيار شعبنا اليمني الحر المناضل الذي لن يسمح بضياع هذه الفرصة التاريخية التي لا تتكرر كثيراً".
وأوضح هادي في كلمته:" أن ما أنجزناه حتى اليوم من آلية تنفيذ المبادرة الخليجية يؤكد حرص اليمنيين على الالتزام بكل ما تضمنته هذه المبادرة وتمسكهم بالحل السياسي والوفاق الوطني وأنهم سيتصدون لكل من يعيق هذا الخيار، فقد تمكنا خلال الفترة الماضية ورغم كل الصعوبات والمعوقات والتحديات التي واجهتنا من إعادة الأمن والاستقرار إلى معظم أنحاء البلاد، بما فيها تطهير محافظتي أبين وشبوة من تنظيم القاعدة وفتح الطرق وإزالة مظاهر الحرب وتأمين المدن".
وأشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني المشكلة بموجب المبادرة الخليجية نجحت في إعادة الخدمات الأساسية للمواطنين من كهرباء ومياه ومشتقات نفطية ومرافق صحية وتعليمية، وشرعت بمعالجة الاختلالات الاقتصادية والسير في برنامج الإصلاحات الذي يلبي مطالب شعبنا وحصلت على تعهدات من المانحين من أشقاء وأصدقاء اليمن بما يقارب ثمانية مليارات دولار، يتم الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الحكومة والدول المانحة لتخصيصها للمشاريع الضرورية والطارئة وفق خطة مرحلية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وبشأن هيكلة الجيش والقرارات التي اتخذها في ذلك أوضح هادي أن اللجنة العسكرية أنجزت الكثير على صعيد إعادة هيكلة الجيش بما يضمن إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى صفوفه، معتبراً زيارة وفد مجلس الأمن لليمن داعماً قوياً لاستكمال تنفيذ ما أصدرناه من القرارات في هذا المضمار وفي تنفيذ ما تبقى من مهام المرحلة الثانية للمبادرة الخليجية.
وقال: "سنصدر عما قريب القرار الخاص بإعادة هيكلة أجهزة الأمن والشرطة بما يمكنها من أداء وظائفها الحقيقية في خدمة المواطن وحمايته".
وأضاف الأخ الرئيس " كما أنهت اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني معظم أعمالها التحضيرية وقدمت تقريرها الختامي تمهيداً لانعقاده والذي ستشارك فيه كافة المكونات السياسية والاجتماعية وفق المبادرة الخليجية باعتباره الاستحقاق الهام الذي سينتج عنه صياغة معالم الدولة اليمنية الحديثة حيث تقتضى المصلحة الوطنية العليا حرص الجميع على إنجاحه، لأنه لا بديل عنه إلا العودة إلى مربع العنف ، مع التأكيد أن الحوار يجب أن ينطلق من الأسس والأهداف التي وضعتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارا مجلس الأمن.
وتابع رئيس الجمهورية قائلاً " وفي هذه المناسبة أتوجه باسم الشعب اليمني في المقام الأول وباسمي بدعوة كافة الأحزاب السياسية وفي مقدمتهم الشباب والمرأة وكافة التيارات المشاركة في الحوار الوطني على الالتزام بروح الحرص على نجاحه والحفاظ على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً وبما يرفع المظالم عن الجميع ويحقق العدالة لهم ويطوي صفحة الماضي.
وجدد الرئيس دعوته للأحزاب السياسية والإعلام الحزبي والأهلي إلى تحمل مسؤوليته في تهيئة الأجواء لحوار وطني ناجح والابتعاد عن إعلام الإثارة والتحريض وبث الكراهية، والتخلي عن صراعات الماضي وتجاوزها إلى آفاق المستقبل بالتسامح والتصالح من أجل بناء اليمن الجديد.
وقال: "وبهدف توفير الأجواء والمناخات التي تساعد على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، فقد أصدرنا مؤخراً قرارين بتشكيل لجان لمعالجة كافة المظالم المتعلقة بالأراضي والعقارات والمتعاقدين والاختلالات الأخرى التي حدثت في المحافظات الجنوبية وهذا يتطلب اعتمادات مالية لمعالجتها" .
وأضاف "مع كل ذلك فان بعض الصعوبات ما تزال قائمة وهناك تحديات كبيرة في الجوانب الاقتصادية والأمنية والمعيشية غير أن فرص التغلب على هذه التحديات أصبحت أكثر يسراً في ظل الإجماع الإقليمي والأممي على ضرورة مساعدة اليمن لإنجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة".


  • مجلس الأمن: لن يتم التساهل مع معيقي العملية السياسية وعلى من يحاولون حرفها أن يوقفوا كافة أنشطتهم
  • برانت: مجلس الأمن يقف سنداً لسلامة أراضي ووحدة اليمن وليس هناك أي جدل حول ذلك

أكد رئيس مجلس الأمن الدولي مارك برانت - المندوب الدائم لبريطانيا - دعم المجتمع الدولي لعملية الانتقال السياسي في اليمن، وقال إن زيارة وفد مجلس الأمن هو إثبات لالتزام المجلس بالانتقال السياسي الناجح في اليمن، وإن مجلس الأمن يدرك أهمية الدور الذي لعبه مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الدول العشر والذي أظهر ما يمكن تحقيقه إذا ما عمل المجتمع الدولي بشكل مشترك وبناء.
وأكد برانت أن مجلس الأمن يقف سنداً لسلامة أراضي ووحدة اليمن وأنه ليس هناك أي جدل حول ذلك.
وقال إن مجلس الأمن يدرك أن الحوار الوطني هو جزء أساسي من عملية الانتقال السياسي في البلد ولحظة فارقة بالنسبة لليمن، ولابد أن يكون الحوار شفافاً وشاملاً وان تحضر كافة الأطراف المعنية، وقال إن مجلس الأمن يتمنى أن يبدأ الحوار الوطني في المستقبل القريب حالما تنتهي التحضيرات اللازمة لذلك.
وأضاف: " من المهم أن تبقى كافة الأطراف موحدة والا يسمحوا للأطراف التي تهدف إلى التدخل في العملية السياسية لتقليل أو إضعاف هذا التقدم الذي تم تحقيقه، وان قرار مجلس الأمن رقم 2051 يحدد بوضوح أن التدخل لن يتم التساهل معه من قبل المجلس وندعو كل أولئك الذين يحاولون حرف العملية أن يوقفوا كافة أنشطتهم".
ونوه مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الانتقال السياسي في اليمن يطرح مثالاً يحتذى به لأجزاء أخرى في المنطقة، والأطراف التي تنوي العمل مع بعض من أجل ردم الفجوات.
وأشاد برانت بكل ما تم تحقيقه من قبل الرئيس هادي وحكومة الوفاق، وقال: "إننا ندرك انه لا زال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به ونعتقد انه من خلال استمرارنا في العمل بشكل مشترك يمكننا بناء مستقبل آمن ومزدهر لسكان اليمن".
من جهته أعتبر مندوب المملكة المغربية الدائم في مجلس الأمن الدولي محمد لوليشكي الذي رافق رئيس مجلس الأمن في زيارته الأولى إلى اليمن أن حضور أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى صنعاء يمثل تأكيداً على متابعة المجتمع الدولي باهتمام كبير الوضع في اليمن وتعبيراً عن حرص المجلس الشديد على مواكبة الجهود التي يقوم بها الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني للدفع بالتسوية السياسية في اليمن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره .
وقال: " إننا نهنئ اليمنيين جميعاً على إنجاح المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها ونرحب بالتطورات التي شهدها اليمن ونؤكد أن المجموعة الدولية ستواكب اليمن في إنجاح المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية التي ستعرف انطلاق الحوار الوطني قريباً ".
وأهاب لوليشكي بكافة اليمنيين بالاستمرار في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بنفس الإرادة والالتزام لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني من خلال بناء الثقة والمشاركة الشاملة والشفافية وصولا إلى المرحلة المقبلة التي سيتم خلالها إجراء صياغة دستور جديد وتنظيم الاستحقاقات الانتخابية .
وأضاف: " أن مجلس الأمن واع كل الوعي بالعراقيل والمعيقات والصعوبات الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها اليمن وكذا حجم التحدي الأمني بسبب آفة الإرهاب التي ندرك أن اليمن يحاربها دون هوادة في إطار التعاون الدولي"، مشيراً إلى أن مجلس الأمن لم ينس دعوة الدول المانحة في قراراته الأخيرة إلى الوفاء بالتزاماتها المالية لمساعدة اليمن على مجابهة التحديات التي يواجهها .
وقال: " يبقى أعضاء المجلس واثقين من أن الشعب اليمني الذي قدم الكثير للحضارة العربية والحضارة الإسلامية والحضارة الإنسانية، قادر بفضل الحس الوطني لجميع أبنائه وبناته لتخطي كل الصعاب للوصول إلى بر الأمان ".

  • الزياني: النقل السلمي للسلطة ووحدة اليمن واستقراره أهم مادة في المبادرة الخليجية

أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني على دعم كافة الجهود والقرارات التي يتخذها الرئيس هادي وفقاً للمبادرة الخليجية ومبادئها، وقال إن الحوار الوطني فرصة ثمينة لليمنيين لمناقشة كافة القضايا العالقة.
وشدد الزياني: " أهم مادة في المبادرة الخليجية هي النقل السلمي للسلطة ووحدة اليمن واستقراره".
ولفت الزياني إلى أن التسوية السياسية في اليمن أثارت إعجاب المجتمع الدولي بالحكمة اليمانية المعهودة التي برهنت بان الشعب اليمني يكره إراقة الدماء ويرفض العنف ويجنح للسلم تمسكاً بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم العربية الأصيلة.
وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي إن مؤتمر الحوار يمثل فرصة ثمينة لمناقشة كافة المسائل والقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وانه مناسبة مواتية للتوافق بين أبناء الشعب على وضع أسس الدولة اليمنية المدنية الحديثة القائمة على مبادئ العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
وأردف قائلاً:" إننا على قناعة وثقة تامة بان الحوار والتوافق بين كافة القوى السياسية ومختلف فئات وشرائح المجتمع اليمني سيمهد الطريق لبدء مرحلة جديدة من تاريخ اليمن، نأمل أن تكون زاخر ة بمستقبل مشرق لليمنيين".
وأشار الزياني إلى أن هذا اللقاء يتميز بمشاركة مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والتي تحمل الكثير من الدلالات والمضامين البليغة التي تبرهن على دعم مجلس الأمن والأمم المتحدة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومساندتهم الأكيدة للجهود التي تبذلها القيادة اليمنية والحكومة للمضي قدماً في مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل و تحقيق أمن وسلامة واستقرار ووحدة اليمن وتطلعات شعبه.
وأشاد بمواقف أصدقاء اليمن والدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية التي ساندت التسوية السياسية وقدمت دعماً مالياً سخيا تجاوز 8 مليارات دولار ثقة منها في قدرة اليمنيين على تجاوز آثار الأزمة وإعادة بناء الدولة على المستويين السياسي والاقتصادي.
  • بن عمر: زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة قد ولى وعلى جميع الواهمين أن يحسموا أمرهم
  • الحوار هو الفرصة الذهبية الوحيدة أمام اليمنيين فعجلة التغيير انطلقت ولن تعود إلى الوراء
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أن الحوار هو الفرصة الذهبية الوحيدة للتغيير، منوهاً إلى أنه لن يكون هناك مجال للعودة إلى زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة.
وأضاف: "على جميع الواهمين بذلك أن يحسموا أمرهم ويختاروا بين البقاء سجناء للماضي أو المشاركة في صنع المستقبل، فهذا ليس زمن العرقلة أو التنصل من الالتزامات وعلى الجميع أن يدرك أن قواعد اللعبة تغيرت وأن عجلة التغيير انطلقت ولن تعود إلى الوراء بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي".
وتابع: "صحيح أننا قطعنا نصف المسافة بعد أكثر من عام على بدء العملية السياسية، لكننا نقف اليوم على مشارف مرحلة أكثر دقة يحتاج فيها اليمنيون واليمنيات أكثر من أي وقت مضى إلى تجديد التزامهم بالانتقال السلمي والتمسك بإرادتهم السياسية وعدم الالتفات إلى الماضي.. فما فات قد ولى إلى غير رجعة ".
وخاطب المبعوث الاممي الجميع قائلاً:" الآن أنتم تصنعون الحاضر والمستقبل، حاضراً يجب الترفع فيه عن جميع خلافات الماضي لرسم مستقبل يمن جديد لجميع اليمنيين، يمن ديمقراطي تعلو فيه قيم المواطنة وحقوق الإنسان ويسوده القانون والعدالة والمساواة والحوكمة الرشيدة والاستقرار".
واستطرد قائلاً:" دعونا لا ننسى أنه قبل أكثر من عام، كان اليمن على شفير حرب أهلية ودفع اليمنيون واليمنيات من شباب الساحات أثماناً باهظة في سبيل التغيير إلى الأفضل.. والحوار هو الفرصة الذهبية الوحيدة والوحيدة لهذا التغيير في منطقة تزداد اشتعالاً يوماً بعد يوم، ولن يكون ثمة مجال للعودة إلى الوراء إلى زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة، وعلى جميع الواهمين بذلك أن يحسموا أمرهم ويختاروا بين البقاء سجناء للماضي أو المشاركة في صنع المستقبل، فهذا ليس زمن العرقلة أو التنصل من الالتزامات وعلى الجميع أن يدرك أن قواعد اللعبة تغيرت وان عجلة التغيير انطلقت ولن تعود إلى الوراء بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي.
وأردف :" هاهم أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر هنا لتأكيد ضرورة المضي قدماً في العملية السياسية وتجديد دعمهم لشعب استحق كل الدعم لاختياره التغيير السلمي وطريق الحوار بدل العنف في خطوة لم يشهدها تاريخ المنطقة من قبل".
ومضى بن عمر قائلاً:" لم يعد ثمة متسع من الوقت.. يجب على اليمن أن يتلقف هذه الفرصة التاريخية النادرة التي تصبوا إليها شعوب دول أخرى وقل ما تنالها يجب تلقفها اليوم قبل الغد ومن دون تأخير والإسراع في إطلاق مؤتمر الحوار الوطني قريباً وذلك كخطوة رئيسية نحو تحقيق تطلعات الشباب ومختلف مكونات المجتمع اليمني لبناء دولة حديثة وقوية وقادرة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية التي تهدد أمنها الاجتماعي واستقرارها ".
وقال بن عمر:" تمكن اليمن خلال الأربعة عشرة شهراً الماضية من تذليل الكثير من العقبات وسار خطوات جريئة وواثقة نحو الحوار الشامل.. لكنه في سباق مع الوقت نظراً إلى حجم وأهمية القضايا الواجب حسمها خلال ثلاثة عشر شهراً الآن، وكلما اقتربنا من موعد الحوار تزداد وطأة التحديات والمخاطر .. وعلى اليمنيين واليمنيات أن يروا حجم المسؤوليات التي تقف على عاتقهم، هم أولاً مسؤولون أمام أنفسهم، ثم أمام بلدهم وأمام المجتمع الدولي لإنجاز إصلاح دستوري وإجراء استفتاء شعبي وانتخابات عامة في بضعة أشهر قد تبدو هذه المهمات غاية في الصعوبة، لكن من خلال معرفتي بالشعب اليمني ولقائي آلاف اليمنيين واليمنيات لمست نوايا ورغبات صادقة لإخراج البلاد من دوامة الصراع، وأنا واثق من قدراتهم على تحقيق الأهداف المنشودة وإنجاح الحوار بمشاركة فاعلة من جميع المكونات السياسية والاجتماعية".
وأردف قائلاً:" لقد شاهد المجتمع الدولي بوضوح حجم التضحيات التي قدمها الشعب اليمني بشجاعته وحكمته ولهذا سخر جهوده لدعم عملية الانتقال السلمي بجميع الوسائل المتاحة ".
ومضى المبعوث الأممي قائلاً:" سأعمل شخصياً مع مجلس الأمن الدولي لضمان استمرار هذا الدعم للرئيس عبد ربه منصور هادي في قيادته الحكيمة لعملية التغيير وطي صفحة مظالم الماضي".. مشيراً إلى أن اليمنيين يتطلعون اليوم بآمال كبيرة إلى مزيد من الدعم المعنوي والمادي كون هذا الدعم عاملاً رئيساً في تعزيز فرص نجاح هذه العملية أو فشلها .
وأكد بن عمر في ختام كلمته أن هذه الزيارة التاريخية لأعضاء مجلس الأمن ليست سوى انعكاساً لاستعداد المجتمع الدولي لتجديد الرهان على حكمة اليمنيين وتقديم دعم كامل لجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي وتوفير شروط نجاح الحوار الذي بات قاب قوسين أو أدنى .
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد