ثلاثون يوماً مرت ولا تزال العملية التعليمية بمنطقة مشهور ـ غرب عدن ـ متوقفة تماماً وبشكل كلي في ظل صمت وتجاهل الجهات المسئولة في المحافظة والمديرية التي بدا أنها لم تعر الأمر أي أهمية وبات دورها مفقوداً.
مدرسة مشهور ـ التي تبعد عن العاصمة الاقتصادية عدن بـ50كيلومتراً تقريباً وتتبع مديرية البريقة تم افتتاحها عام2008م نظراً لحاجة المنطقة الماسة للتعليم بعد أن كانت محرومة منه لعقود، إلا أن إغلاق مدرسة "مشهور" اليوم يقف خلفه هذه المرة أهالي وعاقل المنطقة أنفسهم ـ حسب تعبير مدير المدرسة الذي أيدى استغراباً شديداً من وقوف أهالي المنطقة ضد مصلحة أبنائهم الطلاب.
وأوضح مدير مدرسة مشهور/خالد شيخ ـ لـ"أخبار اليوم" بأنه تسلم إدارة المدرسة عام2005م ولم يكن هناك اعتراف بها ما أدى إلى حرمان كادرها من علاوة قانون المعلم، مشيراً إلى أنه وبعد جهود كبيرة استطاع الحصول على اعتماد رسمي للمدرسة وتثبيتها وتوفير معلمين من محافظة عدن، وتم مباشرة العمل فيها عام2008م عقب افتتاحها برعاية مدير عام مديرية البريقة السابق/رائد عبشل، لافتاً إلى أن إدارة المدرسة بجهود شخصية استطاعت أن تحصل على مخصص مالي من محافظ عدن الأسبق د/عدنان الجفري لنقل المعلمين من عدن منوهاً إلى أن المدرسة ظلت طيلة هذه الفترة تؤدي مهامها على أكمل وجه برغم الصعوبات التي كانت تواجه الإدارة المدرسية نتيجة لبُعد المنطقة وشحة الإمكانيات ونقص الكتب المدرسية وطبيعة المنطقة التي تعيش ظروفاً استثنائية.
إغلاق المدرسة
أكد مدير مدرسة مشهور الأساسية أ/خالد شيخ، أن الإدارة المدرسة وهيئة التدريس عملتا بإتقان وإخلاص واستطاعتا إخراج جيل متعلم بشهادة التوجيه التربوي بعد أن كادت الأجيال تحرم من التعليم، مشيراً إلى المدرسة هي من كانت تتكفل بتوفير الزي المدرسي للطلاب وكذا الكراسات والأقلام والحقائب المدرسية وكذا الكتب المنهجية، بجهود شخصية من مدارس عدن وبعضها من المكاتب الخاصة، حرصاً على مصلحة الطلاب وتقديراً لحالة أهالي منطقة مشهور المادية والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي، لافتاً إلى أن مكتب التربية والتعليم عدن كان قد التزم بمنح 50طالباً (رفعت أسماءهم إدارة المدرسة) خمسة آلاف ريال كمساعدات ومعونات لكل طالب، مشيراً إلى أن ذلك هو سبب الإشكاليات للمدرسة.
وأضاف خالد شيخ موضحاً: "بعد أن رفعنا أسماء الطلاب إلى مكتب التربية صادف وجود دورة تدريبية للمعلمين في بداية شهر يناير وكانت خاصة بـ(القراءة المبكرة)، استمرت على مدى 10 أيام وكانت إلزامية على جميع المعلمين وبعد انتهاء الدورة مباشرة حضرنا لاستئناف ومباشرة العمل في المدرسة إلا أننا وعند وصولنا تفاجأنا بعاقل منطقة مشهور والأهالي بمنعنا من دخول المدرسة بحجة تغيبنا عشرة أيام، إضافة إلى اتهامنا بنهب المساعدات المالية التي خصصها مكتب التربية للطلاب ولم يلتزم بها.
وأصر عاقل المنطقة والأهالي على منع أولادهم من الذهاب إلى المدرسة.
مبادرة
وأوضح مدير مدرسة مشهور بأنه بادر بالنزول إلى منطقة مشهور والتقى بالأهالي وحاول توضيح الأمر لهم بأن الدورة كانت مهمة للمعلمين وأبدى لهم حسن النية والتزم بحضور المعلمين الساعة 8صباحاً، مشيراً إلى أن الأهالي اقتنعوا بفتح المدرسة بشرط توظيف حراسة من أبناء المنطقة لافتاً إلى أنه قبل الشرط لأجل مصلحة الطلاب وتقدم بطلب توظيف اثنين من أبناء منطقة مشهور كحراسة للمدرسة وتم استئناف التعليم.
مساومة واستغلال
وقال مدير مدرسة مشهور للتعليم الأساسي بعد أن بدأنا مباشرة العمل جاءنا عاقل المنطقة، مطالباً (بالمقاولة) مقاولة باص نقل المعلمين من عدن وتكفلت بها شركة مصافي عدن واعتمدت مبلغ 120ألف ريال لأجرة النقل وتعاقدت المصافي مع أحد الباصات من مديرية البريقة وعندما حاولت اشرح الأمر لعاقل منطقة مشهور بأن هذا ليس من اختصاص الإدارة المدرسية ذهب وتقدم بشكوى إلى مدير المواصلات عدن ـ زكي النيس واتهم إدارة المدرسة بأنها غير ملتزمة بالحضور وأن المدرسة مغلقة، بعدها نزل مدير المواصلات إلى المنطقة واطلع على سير العمل في المدرسة والتقى بالمعلمين والطلاب وتأكد من بطلان صحة الشكوى ورفعت اللجنة المرافقة تقريرها حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه، أفاد مدير مدرسة مشهور بأن عاقل منطقة مشهور وأثنين من أولاده قاموا بالاعتداء على المدرسة وإغلاقها.
وقال: "حدث هذا أمام التوجيه التربوي أثناء نزوله إلى المدرسة ورفعنا مذكرة إلى مدير مكتب التربية عدن أ/سالم مغلس الذي طلب مني معالجة الأمر بطرق ودية وفعلاً نزلت إلى المنطقة وخاطبت الأهالي عقب صلاة الجمعة وحاولنا نوعيهم بأهمية المدرسة وتعليم أبناءهم لكنهم أصروا على إغلاقها واشترطوا توقيع عقد المقاولة لعاقل المنطقة بعدها قمنا بإبلاغ مدير عام مديرية البريقة ومكتب التربية.
الاعتداء
واستنكر مدير مدرسة مشهور أ/خالد شيخ استنكر ما أسماها بالتصرفات غير المسئولة من قبل عاقل وأهالي منطقة مشهور الذين انتهكوا حرمة التعليم ومقدساته، مستغرباً النظرة المغلوطة والفهم القاصر الذي يصور المدرسة على أنها مرتع للتكسب أو للاستغلال دون النظر إلى قدسية رسالتها واحترام رسالة المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً ـ حسب تعبير مدير مدرسة مشهور ـ الذي لفت إلى أن عاقل المنطقة أخذ خزان الماء الخاص بالمدرسة بينما استولى أحد أفراد المنطقة على غرفة سكن المعلمين مشيراً إلى أن الأهالي حولوا المدرسة إلى مخازن لحفظ أدوات الاصطياد (السخاوي) ولحفظ المواد الغذائية (المساعدات) في الوقت الذي يلقون فيه باللوم على الإدارة والمعلمين الذي كان من مخرجاتهم حفاظاً للقرآن الكريم من بين حقوق الطلاب، مناشداً الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات الصارمة تجاه كل من يريد تحويل الممتلكات العامة إلى ملكية خاصة للمنفعة الشخصية، محملاً عاقل منطقة مشهور ومن معه كامل المسؤولية في عرقلة التعليم وعدم احترام المعلمين الذين قال بأنهم يتعرضون للشتائم والسب بألفاظ غير أخلاقية من قبل عاقل المنطقة وأعوانه.