في الحديدة..

حالات قتل تطال الآباء والأشقاء والأقارب

2013-02-06 15:35:10 أخبار اليوم/ فتحي الطعامي


في الوقت الذي تعتبر محافظة الحديدة من أكبر المحافظات اليمنية التي تشهد حالات الانتحار بسبب الفقر, حيث كان هناك 31 حالة انتحار خلال 2012، ولكن هناك ظاهرة أخرى تبرز على السطح بشكل ملفت في الآونة الأخيرة وتزداد بشكل يومي وهي ظاهرة القتل، إلا أن هذه الظاهرة تشهد فرقاً كبيراً في عروسة البحر الأحمر, فلم تعد لأسباب مشاكل على الأراضي أو قضايا ثأر أو خلافات شخصية, فضحاياها يقعون في داخل إطار الأسرة الواحدة إما أب أو أخ أو...الخ، فخلال الأسبوع المنصرم شهدت محافظة الحديدة العديد من حالات القتل يقوم بها أقارب وإخوة بحق إخوانهم وآبائهم, حالات لم يعتد عليها المجتمع في محافظة الحديدة والذي عرف عنه عدم ميوله للعنف واستعمال القوة مع الغير أو مع المعتدين على حقوقهم, فكيف يصل هذا التصرف إلى داخل الأسرة الواحدة.

شهدت مدينة الحديدة العديد من حالات القتل الأسري التي أفزعت سكان المحافظة مرتين, الأولى هو اللجوء إلى العنف والقتل والثاني هو أن يكون القاتل والمقتول من نفس الأسرة, ففي حي زايد وسط مدينة الحديدة أقدم شاب في العقد الثاني من عمره على قتل والده بالرصاص الحي على خلفية خلاف مع شقيقه, فتم تبادل إطلاق الرصاص بينهم ليتدخل الوالد ليفك الاشتباك, لكن الرصاص كانت أقرب إليه..
القتيل وهو عاقل حارة زايد وعضو المجلس المحلي بالمديرية ( محمد سالم جرمش ) فارق الحياة في نفس اللحظة, بينما جرح أحد أبنائه جراحات بليغة.
يقول أقارب العاقل إن الخلاف بين الشقيقين كان خلافاً عادياً, مستغربين لجوء الأبناء إلى استعمال الرصاص الحي.
الجهات الأمنية من جهتها أكدت وقوع الحادثة وقبضت على القاتل ( ابن المقتول) وشرعت بالتحقيق معه.
وفي نفس الأسبوع أقدم المواطن ( م ح )- 35 عاماً- على قتل شقيقه سامي حمود بالرصاص الحي وجرح والده عاقل حارة كوكبان ( حمود عفيف ).
وقال شهود عيان إن عملية القتل الذي قام بها الابن الأكبر للعاقل كانت على خلفية مطالبته بتوزيع الإرث لوالده الذي لا يزال حياً.. وهو ما دفع الوالد إلى الإتيان بمأمون الحي وبعض الوجاهات للبدء بتوزيع التركة, إلا أن ما تم الاتفاق عليه لم يرق للابن الأكبر والذي قام على فوره بإطلاق الرصاص على شقيقه ( سامي )- 30 عاماً- بـ 7 رصاصات من مسدسه الشخصي ليتوفى على فوره ويجرح الوالد ببعض الشظايا في يده وقدمه وجرح أحد الحاضرين، ليتم بعد ذلك القبض عليه وتسليمه للجهات الأمنية وإسعاف والده .
يقول مأمون الحارة ( شاهد العيان ) والذي كان حاضراً في الموقف:( لم نكن نتوقع أن يقوم الابن الأكبر للعاقل بقتل شقيقه في مجلس كنا نقوم فيه بالصلح, إلا أن ابن العاقل قام بإخراج المسدس الشخصي وباشر شقيقه بإطلاق 7 طلقات في بطنه وفي الحالب (حسب ما أكده المستشفى) وليقوم بعد ذلك بتوجيه المسدس باتجاه بعض الحاضرين ممن حضروا للصلح.
وفي يوم الجمعة المنصرمة وبالتحديد بعد صلاة الجمعة وأمام بوابة مسجد جامع اليقين في حي 7 يوليو بالحديدة, باشر مسلحون يستقلون دراجة نارية بإطلاق الرصاص الحي على أشخاص كانوا خارجين من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة, ليتسبب إطلاق النار بمقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين, ليتضح بعد ذلك أن القاتل هو عم المقتول وكانوا على خلاف أسري حول إمامة المسجد بين العم وابن شقيقه .
حالات قتل تطال الأقرباء وأفراد الأسرة الواحدة, الأمر الذي اعتبره العديد من المعنيين والمهتمين في القضايا المجتمعية مؤشراً خطيراً في ثقافة العنف الذي اخترق الترابط الأسري, مهدداً المجتمع اليمني عموماً ومحافظة الحديدة خصوصاً بخطر داهم يستهدف المجتمع برمته.. مشددين على ضرورةأن يقوم المعنيون, من دعاة ووعاظ ومتخصصين, بالتحذير من هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة للمجتمع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد