شهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت منذ الصباح الباكر ليوم أمس السبت حالة عنف وفوضى أشعلت فتيلها دعوات الحراك الجنوبي إلى العصيان المدني ولدى محاولة عناصر الحراك فرض العصيان بالقوة؛ حيث أغلقت المدارس والمحال التجارية وقطعت الطرقات في محاولة منها لشل حركة المواصلات، كما أقدمت على الاعتداء على مقرات حزب الإصلاح بالمدينة...
واقتحمت عناصر مسلحة تابعة للحراك بالمكلا أمس مقرين تابعين لحزب التجمع اليمني للإصلاح وأضرمت النار فيهما.
وبحسب مصادر محلية قامت مجاميع مسلحة صباح أمس باقتحام مقر الإصلاح بالدائرة (142) بديس المكلا قبالة مسجد الشهداء وإحراقه، كما قامت عناصر أخرى باقتحام مقر الإصلاح بالدائرة (141) بالمكلا جوار جولة الدلة وإخراج محتوياته إلى الشارع العام قبل أن يتم إحراقها, فيما حاصرت عناصر أخرى من الحراك المكتب الرئيسي للحزب بحضرموت .
وقام عدد من شباب الحراك بوضع حواجز الأحجار وبراميل القمامة على الطرقات الرئيسية لمدينة المكلا على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة عدن والاحتفال بذكرى 21 فبراير بانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية وإزاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة بعد أكثر من 3 عقود من الحكم.
وفي هذا السياق حمل التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حضرموت الحراك المسلح المسئولية القانونية اتجاه ما يحصل لمقراته وطالب الجميع بعدم التزام الصمت تجاه ما يجري .
وأدان بيان على لسان مصدر مسؤول بالمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة حضرموت هجوم عناصر في الحراك الجنوبي على مقرات للحزب في مدينة المكلا أمس السبت.
ودعا بيان الإصلاح الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني ورعاة المبادرة الخليجية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى استنكار الاعتداء على مقرات الحزب «والاعتداء على حراساتها بالرصاص الحي».
وقال مصدر مسئول بالمكتب التنفيذي لإصلاح حضرموت في تصريح صحفي إن الإصلاح رائد للحرية والعدالة وقيم المساواة ، ولن يكون بطلاً للعنف ، وإننا نتوجه بنداء عاجل لرئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي وإلى حكومة الوفاق ومجلس التعاون الخليجي والدول الراعية للمبادرة الخليجية والدول الثمان والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والمبعوث الأممي لليمن جمال بن عمرو المنظمات الدولية والأحزاب. والحراك لاستنكار ما يحدث لمقرات الإصلاح من اقتحام لمسلحي الحراك والعبث بمحتوياتها وإحراقها والاعتداء على حراساتها بالرصاص الحي .
من جهتها أدانت الهيئة التنفيذية لحزب التضامن الوطني أعمال العنف التي شهدتها المحافظات الجنوبية منذ أمس الأول حتى اليوم وأدت بحياة عدد من المواطنين وإصابة العشرات..
كما عبرت عن قلقها البالغ إزاء تداعيات الأحداث واتساع نطاقها إلى محافظات أخرى وفي الوقت الذي تؤكد الهيئة التنفيذية لحزب التضامن الوطني بان مواجهة العنف بالعنف لن يزيد الوضع إلا اشتعالاُ .. طالبت عقلاء الحراك الجنوبي والتجمع اليمني للإصلاح إلى التدخل العاجل لوقف أعمال العنف وفرض التهدئة كما تطالب حكومة الوفاق الوطني والسلطات المحلية في محافظة عدن وحضرموت إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة تباشر أعمالها في النزول الميداني وتقصى الحقائق ومحاسبة كل من يثبت تورطه في الوقوف وراء أعمال العف التي أودت بحياة المواطنين الأبرياء في مدينتي عدن والمكلا ومهاجمة المقرات الحزبية وإحراق السيارات ومداهمات للمنازل.
وجددت الهيئة التنفيذية لحزب التضامن الوطني - في بيان صادر عنها – دعمها لكافة الجهود التي يبذلها عقلاء الحراك الجنوبي في الحل العادل للقضية الجنوبية تتمنى ألا ينحرف المسار السلمي للحراك الجنوبي إلى دوامة العنف.. داعية السلطات المحلية والأمنية إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين الجنوبيين؛ بما فيهم الشيخ حسين عمر بن شعيب والسفير قاسم عسكر ومن معه ممن اعتقلوا خارج نطاق القانون بمحافظة عدن، بالإضافة إلى الإفراج الفوري عن المعتقل بجاش الأغبري تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية.
 واعتبرت الهيئة التنفيذية استمرار التوتر في المحافظات الجنوبية قد يعكر أجواء الحوار الوطني ويقضي على أجواء التهيئة، كما تتقدم الهيئة التنفيذية بأحر تعازيها لأسر الشهداء الذين سقطوا في مدينتي عدن والمكلا خلال اليوميين الماضين وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى.