شهدت مديريات محافظة عدن منذ صباح أمس الباكر أعمال عنف غير مسبوقة جراء قيام شباب الحراك في تلك المديريات بفرض العصيان بالقوة.
وقام شباب الحراك في مديريات المعلا والمنصورة وصيرة وخور مكسر والتواهي بقطع الطرقات بالحجارة وإحراق الإطارات والاعتداء على بعض أصحاب المحلات التجارية وعمال النظافة بالشوارع وقد تسببت تلك الأعمال الدخيلة على محافظة عدن بشل الحركة بالمحافظة وحرمان الطلاب من الذهاب إلى المدارس وكذا حرمان الموظفين من الذهاب إلى مرافقهم التي يعملون بها.
وجرت اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن والعناصر المسلحة لحظة قيامها بفتح الطرقات في مديريات المعلا والمنصورة وصيرة, ففي مديرية المنصورة أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل مواطن مسن وإصابة ستة آخرين، بينهم امرأة وثلاثة جنود من الجيش.
وفي مديرية صيره وخلال تشيع المواطن عبدالله العمودي الذي قتل يوم 21فبراير بمدينة كريتر قام شباب الحراك بعد التشييع بمحاولة قطع الطريق في شارع أروى، إلا أن الأجهزة الأمنية تدخلت وقامت بفتح الطريق بعد أن جرت اشتباكات مع العناصر المسلحة من الحراك الجنوبي، حيث أسفر ذلك عن إصابة شخص.
ووصل رئيس الجمهورية/عبدربه منصور هادي محافظة عدن مساء أمس؛ حيث ترأس الرئيس هادي اجتماع عدد من القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية لتدارس الأحداث وما تشهده عدن من أعمال عنف وفوضى..
وعلمت "أخبار اليوم" أن الرئيس سيناقش مع أعضاء السلطة التنفيذية والأمنية بالمحافظة عدد من القضايا المتعلقة بالأوضاع الأمنية واحتقانات التي تشهدها عدد من المحافظات الجنوبية.
وكان في استقباله بمطار عدن وكيل المحافظة حسين الدرب, وناصر منصور هادي وكيل الأمن السياسي وعدد من المسئولين والآمنين بالمحافظة.
ويأتي ذلك في وقت لا زال تيار البيض يصر على استمرار حالة العنف والفوضى؛ حيث دعا أمس إلى استمرار العصيان المدني في الجنوب.
إلى ذلك قال يزن سلطان ناجي ـ مدير عام مديرية المعلا في تصريح لـ"أخبار اليوم" ـ إن أعمال الشغب والفوضى التي شهدتها مديرية المعلا والمديريات الأخرى يعد عملاً عنفاً منظماً من قبل عناصر الحراك المسلحة المدعومين من علي سالم البيض بهدف شل الدولة ومؤسساتها, مشيراً إلى أنه مع الأسف الشديد من يقوم بتلك الأعمال التخريبية هم من أبناء مديرية المعلا، حيث قاموا أمس بإطلاق النار على عمال صندوق النظافة بالمديرية لحظة قيامهم بتنظيف الشارع، بالإضافة إلى إطلاق الرصاص بشكل مباشر على الجنود، موضحاً أن عمال الصندوق ظلوا صامدين رغم إطلاق الرصاص عليهم حتى أكملوا تنظيف الشارع من كافة المخلفات .   
وأكد أن تلك العناصر المسلحة هم مع الأسف الشديد من شباب المعلا المنتمين للحراك ومن متعاطي حبوب الشجاعة (المخدرات) وقد تحولوا بفعل فاعل إلى مخربين بفضل الأيادي الخفية التي تقوم بدفعهم لهذه الأعمال وهي إيران حد قوله، منوهاً إلى أن تلك العناصر سيتم محاسبتها من قبل الدولة ومن المواطنين بالمديرية الذين وقفوا أمس ضد تلك العناصر في الشارع الدائري وساهموا في فتح الطريق، مؤكداً أنه سيتم إعادة ما أفسدته العناصر المخربة جراء التخريب الذي طال الشوارع وذلك بتكاتف الجميع في المجلس المحلي بالمحافظ ومحافظ عدن وانه سيتم تجاوز هذه المرحلة، داعياً أبناء المعلا إلى التكاتف للحفاظ على مدينتهم الجميلة والتصدي لتلك العناصر.
ودعا الحراك الجنوبي أن يدخل مؤتمر الحوار ويطرح فكرته مهما كانت (انفصال أو وحدة فيدرالية) مشيراً إلى أن تلك الأعمال التخريبية تهدف إلى إفشال الحوار الذي أجمع عليه العالم بأسره.
من جانبه قال معمر الشقاع مدير عام مديرية صيره إن ما شهدته المديرية أمس والمديريات الأخرى بالمحافظة هي أعمال إرهابية، حيث أثارت تلك العناصر الهلع والخوف بين أبناء المديرية، مشيراً إلى أن العقلاء في الحراك الجنوبي بالمديرية الذين يرفضون تلك الأعمال , أصبحت أصواتهم اليوم غير مسموعة لدى تلك العناصر المسلحة.
وطالب الشقاع أبناء المديرية بضرورة الحفاظ على المديرية والوقوف ضد أي أعمال تخريبية تطال المديرية، كما طالب الأجهزة الأمنية القيام بدورها في فرض هيبة الأمن بمديرية صيرة التي تعد المركز التجاري لمحافظة عدن والتي يتوافد لها جميع المواطنين من مختلف المديريات والمحافظات الأخرى للتنزه وشراء احتياجاتهم اليومية.
إلى ذلك قال الدكتور/ فاروق حمزة رئيس تجمع أبناء عدن إن ما تشهده مدينة عدن من فوضى وأعمال عنف لا علاقة له بالربيع العربي ولا بالحراك الجنوبي وفسر ما يحدث بفوضى مفتعلة من قبل من وصفهم بالمحتلين الجنوبيين الذين لا يسعون إلى السلطة ولا يريدون خيراً لعدن وأبنائها أن يكونوا أصحاب قرار أو يرتفع لهم صوت..
وفي تصريح لـ"أخبار اليوم" أشار حمزة إلى قمع أنصار علي سالم البيض لمسيرة عدن للعدنيين في 20 يناير الماضي، حيث اعتدوا على المسيرة بطريقة لم تحدث حتى في جنوب إفريقيا وقال إن الحراك الجنوبي سلمي مدني لا يقطع طريق ولا ينهب مؤسسات ولا يحمل سلاح.. واصفاً من قمعوا المسيرة واحرقوا علم ولاية عدن بأنهم حثالة المجتمع.. منوهاً إلى أن من يقومون بالفوضى يرتكبون ذلك مقابل المال و"الحبوب" والقات..
ووصف من يدعون اليوم القضية الجنوبية باسم الحراك الجنوبي هم غرباء على عدن وهم من احتلوا عدن بالقوة في عام 67 واستباحوها اليوم، مضيفاً: أنا رفعت قضية عدن قضية وطن ولم أرفع قضية ايرلندا حتى يقمعونا وأنا لم ارفع شعار "يافع لأبناء عدن" بل شعار "عدن لأبنائها"..وقال: هؤلاء يريدون من عدن أن تكون تاكسي مجان لهم وهؤلاء قتلة وبلاطجة ومحتلون ولا علاقة لهم بعدن ولا بالحراك.. هؤلاء "حراكيش" حد وصفه.. مشيراً إلى أنه لم يمارس مهنته رغم انه دكتور أبحاث فضاء وعلوم طيران ولم يتسلم راتباً وليس له ضمان اجتماعي أو صحي لأنه من أبناء عدن الأصليين الذين يحق لهم أن يطالبوا بعدن دولة مستقلة لأبنائها، وفي السياق دعا الرئيس عبدربه منصور هادي إلى تفسير لماذا هو بلا راتب وبلا أي ضمان.
وفيما طالب الشرعية الدولية لأن يكون لها موقف في الدفاع عن أبناء عدن المدنيين وحماية وإنقاذهم من الدخلاء والمحتلين، كما طالب مجلس الأمن باتخاذ قرار عاجل بنشر قوات تدخل لحماية المدنيين من أبناء عدن .
//////////////////////////