شهدت مدينة الحبيلين كبرى مدن مديريات ردفان بمحافظة لحج يوم أمس الأحد أعمال عنف وشغب واعتداءات طالت عدداً من المباني والمحال التجارية التي تعود ملكيتها لتجار من أبناء المحافظات الشمالية.
وجاءت أعمال العنف عقب تظاهرة حاشدة نضمها الحراك الجنوبي، شارك فيها جمع غفير من أنصار الحراك بردفان تنديدا بما وصفوها بـ(مجزرة الخميس الدامي) والتي وقعت بعدن وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى والذي يتهم أنصار الحراك قوات الأمن والجيش وأنصار من حزب الإصلاح بارتكابها.. حيث قام متظاهرون عقب انتهاء التظاهرة بالتوجه صوب مبنى "معهد ردفان العلمي لتعليم القرآن الكريم" وقاموا باقتحامه وإخراج كافة الأثاث والمعدات والكتب الدراسية بما فيها ومنها نسخ القرآن الكريم، وكذا بعض المواد الغذائية إلى الشارع العام وقاموا بإحراقها،فيما قام آخرون بتكسير الأبواب والنوافذ الخاصة بالمبنى على مرأى ومسمع الجميع. كما قام آخرون بمحاولة اقتحام مقر جمعية خيرية غير أن عددا من أبناء المدينة والمواطنين القاطنين في المبنى الذي تقع فيه الجمعية قاموا بالتصدي لهم.
وعقب قيام المتظاهرين والذي كان معظمهم من الشباب بإحراق نسخ من المصحف الكريم وكذا مقتنيات معهد ردفان العلمي لتعليم القرآن والذي تعود ملكيته لأحد أبناء ردفان وهو الدكتور "عبدالحميد الحالمي" اتجه المتظاهرون صوب السوق العام وقاموا بالاعتداء على بعض التجار الذين ينتمون إلى المحافظات الشمالية وإجبار الآخرين على إغلاق محالهم التجارية تحت تهديد السلاح, فيما تم إنذار التجار المنتمين إلى المحافظات الشمالية بمغادرة المدينة خلال (24) ساعة.
وفي أول تعليق على الأحداث التي شهدتها المدينة وموقف قوى الحراك منها, فقد أستنكر رئيس مجلس الحراك بلحج الدكتور/ ناصر الخبجي عملية إحراق معهد تعليمي بردفان يقوم بنشاطات تعليمية في العلوم الدينية.
وقال رئيس مجلس الحراك في تصريح لـ(أخبار اليوم) أن عملية الإحراق والاعتداءات على الأبرياء شيء لا يقبله الحراك وليست من نضاله السلمي والحضاري.
وأضاف الدكتور ناصر الخبجي أي عمليات تخريب أو اعتداءات، معتبراً انها ليست من الحراك وان هناك طرفاً ثالث هو من يقوم بتلك العمليات التي تشوه نضال الحراك السلمي.
وشجب الدكتور الخبجي عملية إحراق محتويات المعهد التعليمي بردفان والذي يتبع الدكتور "عبد المجيد الحالمي"،معتبراً ان الإقدام على مثل تلك الأعمال الغير لائقة لا تمت إلى الحراك الجنوبي السلمي والحضاري في شيء، وأن الحراك الجنوبي يدين ويستنكر مثل تلك الأعمال.
ودعا الدكتور الخبجي الشعب الجنوبي إلى التعبير عن غضبه جراء ما وصفها بالمجازر التي ارتكبتها مليشيات الإصلاح وقواتها العسكرية بروح من الحضارة والعصيان المدني والمسيرات السلمية الغاضبة، وعدم الانجرار إلى أي مربع من مربعات العنف او التخريب التي تسعى من خلالها سلطات ت ما يسميه- الاحتلال الى تشويه الحراك الجنوبي السلمي.
وعبر عن أسفه جراء إحراق المعهد التعليمي بردفان, داعياً العقلاء إلى التنبه لمثل هذه الأعمال التي لا تخدم الحراك السلمي، مؤكداً أن الحراك الجنوبي اليوم هو حراك لكل فئات الشعب الجنوبي، وان هناك فئات دينية إسلامية باتت تناضل من أجل تحقيق أهداف الشعب الجنوبي السلمي في الجنوب وهي التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب.
من جانبه استنكر شيخ مشايخ قبائل العلوي بردفان بمحافظة لحج الشيخ توفيق صالح بن صائل العلوي بشدة أعمال الشغب والفوضى التي شهدتها مدينة الحبيلين أمس وما رافقها من عمليات اقتحام لمعهد ردفان العلمي لتحفيظ القران الكريم وإحراق ما بداخل المبنى من أثاث ووثائق وكتب دينية وغيرها من المقتنيات الموجودة في المعهد.
وقال الشيخ توفيق العلوي في اتصال هاتفي مع (أخبار اليوم) بأن ما حدث من عمل هو مدان جملة وتفصيلا ولا يوجد ما يبرره خصوصا وأن ما تم استهدافه هو مبنى لمعهد يقوم بتدريس القران الكريم ولا دخل له بالسياسة وينبغي تقديس الدور الذي تقوم بتعليم أبناءنا بديننا الإسلامي الحنيف, مؤكدا بأن على أبناء ردفان قاطبة الوقوف صفا واحدا أمام هذه العمل الخطير الذي قال بأنه يتنافى مع قيم وأخلاق أبناء ردفان ومخالفا لتعاليم الإسلام.
وحول قيام المحتجين بإحراق نسخ من القرآن الكريم قال الشيخ العلوي: من خلال متابعتي وتواصله مع الكثير من الذين حضروا اثناء عملية الاقتحام وبعض الشخصيات لم يثبت أن المتظاهرين قاموا بإحراق نسخ من القران الكريم وهي أنباء قال بأنها تفتقر إلى المصداقية وبعيدة عن الحقيقة، وأضاف بالقول (نحن نرفض وندين استخدام العنف والاعتداء على أملاك ومقرات الغير ونطالب كافة أبناء ردفان بضبط النفس والوقوف صفا واحدا لإيقاف ما يجري واتخاذ مواقف جادة وحاسمة تجاه من أقدموا على ذالك العمل الذي لن يخدم ردفان ولا الحراك السلمي الجنوبي بل على العكس سوف ينعكس بالسلب على الجميع.