شهدت مدينة المكلا عاصمة المحافظة عصياناً مدنياً شاملاً فرضته عناصر الحراك بالقوة لليوم الثاني على التوالي..
وأوضحت مصادر محلية بان عناصر الحراك أقدمت أمس الأحد على قطع الشوارع والمنافذ والأحياء بالأحجار والإطارات المشتعلة فيها لإعاقة حركة المرور، كما أعاقوا على حد سواء المركبات والناس من المرور..
وجرت أمس مصادمات عنيفة متفرقة في معظم أحياء مدينة المكلا بين عناصر الحراك الجنوبي وقوات الأمن المركزي وفرضت القوات العسكرية المعززة بالمدرعات حالة من حظر التجول في مناطق بمدينة المكلا.
وأكدت مصادر سقوط عدد من الجرحى في مدينة المكلا والشحر وروكب بويش، وترددت أنباء عن إصابة جندي في الأحداث التي شهدتها المكلا، مشيرة إلى أن إصابة الجندي في الرأس كانت بليغة أسعف على أثرها إلى مستشفى ابن سينا قبل أن ينقل إلى صنعاء عبر طائرة مروحية.
وأحرق شباب الحراك صباح أمس الأحد سوق القات بغيل باوزير، وشهدت المدينة عصياناً مدنياً شاملاً أغلقت فيه جميع المحلات التجارية بالمدينة
وفي مدينة الشحر أقدمت عناصر من الحراك على اختطاف 4 مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية.. وأشارت مصادر محلية للصحيفة إلى أن مسلحين اختطفوا المواطنين؛ هادي محمد محسن، جهاد احمد المشرقي، رشاد محمد الربوعي، مختار منصور الخولاني، مشيرة إلى أن مصيرهم لا يزال مجهولاً حتى لحظة كتابة الخبر.
كما قامت العناصر الحراك بإحراق بعض المحلات لباعة من المحافظات الشمالية على مدخل الشحر وكذا إحراق للإطارات في الشوارع العامة.
مصادر أمنية في سياق الأحداث ذكرت أن عناصر حراكية تنتمي لتيار البيض أحرقت بعضاً من المحلات لبساط مفرشة على مدخل سوق شبام الواقعة بجانب محلات بدية وعدلان.
وأشارت الأنباء الواردة من حضرموت مساء أمس إلى إحراق محلات في السوق منها إحراق محل الحلاق في عمارة معوضة الواقعة وسط السوق، حيث ظلت النيران تشتعل في المبنى لساعات كما أحرق المخبز الموجود في دار ناصر ومحل الألعاب الملاصق وأيضاً احتراق ماركيت الحلوى بالكامل ومطعم عبولان ومشرب القيلة.
وأفادت مصادر محلية أن قوات أمنية من الجيش تمركزت في وسط السوق وعلى مداخلها محاولين منع أي أعمال عنف، كما دخلت مدرعات وتعزيزات إلى وسط السوق من قبل الأمن المركزي.
وفي سياق الأحداث الدامية بحضرموت قتل جندي من معسكر السويري شرق سيئون من أبناء محافظة (حجه) وأصيب جنديان من قوات الأمن المركزي مساء أمس إثر مصادمات في مدينة سيئون بوادي حضرموت.
وتم عصر أمس تشييع جثمان الشاب عوض عبدالقادر باسلامه الذي قتل برصاص قوات الأمن يوم أمس الأول السبت أثناء مسيرات طلابية وجماهيرية غاضبة شهدتها الغيل وتطورت إلى مصادمات عنيفة مع الأجهزة الأمنية.
وكانت السلطة المحلية في محافظة حضرموت دعت أبناء المحافظة إلى الاحتكام لصوت العقل وضبط النفس من أجل الإبقاء على حضرموت آمنة ومستقرة، وعبَّرت عن أسفها البالغ للأحداث المؤسفة التي شهدتها مدن المكلا والشحر وغيل باوزير صباح السبت الموافق 23 فبراير، منوهة بأن الخاسر الأول والأخير من هذه التداعيات هي المحافظة ومصالح أبناءها.
وجددت السلطة المحلية في بيان صادر عنها السبت موقفها الثابت في إعلاء شأن هذه المحافظة ومراعاة مصالحها وتجنيب أبناءها كل صنوف التناحرات والصراعات التي لا تجلب له غير الفتن والدمار والمزيد من الحقد والكراهية بين أبناءها، وبينهم وبين الآخرين من المواطنين الذين جعلوا من مدن وقرى محافظة حضرموت المكان الآمن والمستقر لطلب الرزق وقبلة للعيش الكريم ولإدراكهم بأن أبناء محافظة حضرموت ومنذ أقدم العصور هم من يتعايشون وبسلام مع يختلطون بهم سواء في داخل المحافظة أو خارجها.. ولأن التعدي على الآخرين لم يمكن قط في يوم من الأيام الوسيلة لتحقيق الأهداف والمقاصد ولا قطع الطرقات وإشعال الحرائق يمكن أن يقود إلى النتائج المرجوة بقدر ما تؤدي إلى المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار التي يتأثر بها مواطنو المحافظة بشكل مباشر.