أمس الأربعاء.. العاشرة صباحاً كان توقيتاً فارقاً بالنسبة لمؤسسة الشموع للصحافة، وفارقاً في تاريخ الصحافة اليمنية، ولم يكن الأمر محض صدفة، إلا أن جهوداً مضنية - خلال عامين مضت - تكللت بالنجاح لتأسيس مركز رصد إخباري هو الأول من نوعه في الصحافة اليمنية، إضافة إلى صالة تحرير متميزة وفريدة تتناسب مع مهنة ارتبط اسمها بـ "المتاعب"، "لكنه قدر الصحافة الحرة".. كما يقول نقيب الصحفيين السابق.
بالأمس: نصر طه مصطفى مدير مكتب الرئاسة، وزير الاعلام علي العمراني، وزير الخدمة المدنية/ نبيل شمسان ووكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين/ سعيد ثابت - مدير مكتب الجزيرة في اليمن - والعشرات من الصحفيين والاعلاميين والمهتمين..
جميعهم كانوا يدشنون إضافة جديدة ونوعية لصحافة عالية الجودة في مؤسسة "الشموع" ويومياتها الثلاث (أخبار اليوم) - يمن فوكس بالإنجليزية - ويمن فوكس النسخة العربية).
طوال عقود مضت حتى اللحظة والصحافة اليمنية تفتقر لمركز رصد إخباري متميز وصالة تحرير تليق بمهنة ارتبطت بحياة الناس وآلامهم.. إنها الآن هنا في قلب العاصمة صنعاء ولم تعد حكراً على الصحف العالمية فقط..
"oooh its' fantastic" .. هكذا أطلقت "بلقيس" صرختها عندما زارت المكان قبل أقل من شهر وأثناء وضع اللمسات الأخيرة لتجهيزات المركز وصالة تحرير الاخبار.
واللي– وهي خبيرة أميركية متخصصة في شؤون اليمن ضمن فريق هيومن راتس- لم تخفِ دهشتها وقالت إنها تشعر وكأنها في أحدى صالات تحرير وغرف الأخبار لكبرى الصحف الدولية، وقالت بلهجة عربية ثقيلة" إنها صالة متميزة وغير متوقعة في اليمن".
بالأمس.. كانت الدهشة تغمر وجوه العشرات رفقة، طه والعمراني وشمسان وثابت، وعدد من الصحفيين فهم لم يألفوا صالات تحرير صحفية في اليمن، مماثلة للصالة التي دشنت بالأمس فقط في "أخبار اليوم" اضافة الى التجهيزات والتقنية التي تمت بها.
المؤسسة الصحفية اليمنية - عموماً - لا يتعدى فيها التجهيز سوى بضعة أجهزة كمبيوتر تستخدم للصف الضوئي مرفقاً بطابعة غالياً من نوع"hp" وجهاز للاخراج الصحفي، وخط نت وأجهزة محمول تكون في ملكية خاصة بالصحفيين الميسورين، فيما عدا المؤسسات الحكومية التي تكون فيها مجهزة بتقنية متطورة نوعاً ما, خصوصاً في المطابع الورقية للشكل النهائي للصحيفة، إلا أنها فيما يختص بالصحفي ومهنة الصحافة فهي تفتقر إلى المكان اللائق بصحفيين يسعون إلى الحقيقة في بيئة مناسبة لهم.
"حقيقة.. الواحد يشعر وكأنه ليس في اليمن" هكذا كان يتهامس الحضور وهم يستمعون إلى شرح مفصل عن آلية عمل مركز الرصد الأخباري الأحدث على مستوى اليمن، حيث يعمل المركز على 44 جهازاً تلفزيوناً حديثاً مقاس 32 بوصة كل جهاز مفتوح على قناة من القنوات الإخبارية المتنوعة لرصد كل الاحداث والقضايا الهامة.. الأجهزة مرتبطة بالكومبيوتر وهناك أربعة متخصصين يعملون على هذا الرصد بجهاز تسجيل يخزن لأكثر من 70 ساعة، حيث بالإمكان ترك المركز بدون راصدين.. فقط دع الجهاز يعمل لتعود إليه وقد تم تسجيل ما أردته في غيابك فقط أدخل التوقيت المناسب للبرامج التي تريد رصدها في غيابك..
" في الفضائية اليمنية نفتقر لمثل هذا المركز لرصد الاخبار والبرامج" هذا ما أفاد أحد إعلاميي المؤسسة الإعلامية الأولى في البلد أثناء التدشين فيما لم يخفى الوزير رغبته في البقاء في المكان معبراً عن رغبته أيضاً في أن يكون مكتبه هنا.
" لا يسعني إلا أن أعبر عن السرور والإعجاب لما شاهدته من تنظيم وبيئة صالحة للإبداع والعمل الصحفي".. قال وزير الإعلام, متمنياً أن تظل "أخبار اليوم" ومثيلاتها من الصحف اليومية في تطور دائم.
فيما قال وزير الخدمة:" أتوقع أن يرتقي هذا المركز بالعمل الصحفي اليومي، وعملية إصدار التقارير والدراسات المتعمقة في القضايا المحورية".
تطور نموذجي نتمنى على الصحف الاخرى ان تحذوه
" لا يسعني إلا أن أعبر عن السرور والإعجاب لما شاهدته من تنظيم ومن بيئة صالحة للإبداع وصالحة للعمل الإعلامي الشعبي, وآمل أن تظل "أخبار اليوم" هي ومثيلاتها من الصحف اليومية من تطور إلى تطور".. هكذا بدا وزير الاعلام كلمته اثناء تدشين المركز الاخباري لأخبار اليوم والصالة المفتوحة الخاصة بالتحرير.
وأضاف العمراني: الذي شاهدناه اليوم هو تطور نموذجي ونتمنى بإذن الله تعالى أن نشهد مثل هذا التطور في بقية صحفنا وأهم شيء - بطبيعة الحال - هو المحتوى الصحفي محتوى الصحافة ومحتوى الإعلام – لدينا المحتوى في أكثره مقبول, لكن كثيراً من المحتوى للأسف الشديد لازال يغرد خارج السرب.
وأوضح: عندما أحكي عن خارج السرب, فأنا أتكلم عن خارج سرب هموم هذه البلاد, تطلعاتها, أمنها إستقرارها وما إلى ذلك.
"اننا نأمل من جميع الإعلاميين في هذه اللحظات التاريخية الفاصلة, التي تعيشها بلادنا أن يستشعروا مسؤوليتهم.. ويستشعروا- أيضاً - أهمية دورهم ويستشعروا حساسية هذه المهنة الهامة الجبارة التي أثرها بالغ.. هناك من يحكي عن الإعلام باعتباره مارد العصر وهذا المارد ينبغي بطبيعة الحال أن يكبح بمجموعة الأخلاق الثقافة المهنية شرف المهنة حقوق الأوطان في الاستقرار حقوقها في الأمن حقوقها في العدل.. حقوقها أيضاً في النزاهة حقوقها في المصداقية فالذي نأمل أن تكون صحيفة "أخبار اليوم" نموذج للصحيفة الوطنية التي يكون لها الهم الوطني بما يعنيه من أمن واستقرار من توحد في القيم هو همها الأول، انني من هنا أحيي الأستاذ/ سيف الحاضري القائم على هذا الصرح الشامخ وأحيي هذه الوجوه الشابة من أبناء اليمن وشابات اليمن طبعاً الذين بطبيعة الحال أرى أن عطائهم يتطور يوماً إثر يوم".. قال الوزير.
وتابع: "وإلى جانب صحيفة "أخبار اليوم" هناك "يمن فوكس" التي كانت بالإنجليزية والآن صارت يومية بالنسخة العربية وهناك أيضاً "الشموع".. وأنا أبارك هذه الجهود وأحييها وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير.. ولا أنسى هناك أن أقدم الشكر الجزيل للأستاذ القدير الصحفي المتميز والإداري أيضاً الكبير الأستاذ/ نصر طه مصطفى – مدير مكتب رئاسة الجمهورية - في لحضوره اليوم هذه الاحتفائية الهامة بتدشين هذا العمل الطيب.. وأحيي زميلي الأستاذ القدير/ نبيل شمسان – الإداري النموذج في هذه البلاد الذي جهده وعمله ينصب ويركز على جعل الإدارة في أفضل حالاتها في هذه البلاد وهو دائماً يفتش عن الإدارة يعني.. فأحيي الجميع وبوركتم وسلام الله على الجميع".
أتوقع أن يرتقي هذا المركز بالعمل الصحفي اليومي
وقال نبيل شمسان- وزير الخدمة - أتوقع بأن إنشاء مثل هذا المركز سوف يرتقي بالعمل الصحفي اليومي وأيضاً سوف يرتقي بعملية إصدار التقارير والدراسات المتعمقة في القضايا المحورية التي تدور سواءً على المستوى اليمني أو الإقليمي أو الدولي.
وأضاف: أتمنى من بقية الصحف الانتقال من التعامل مع الأحداث الظاهرية المباشرة إلى التعامل مع عملية الرصد والتي تنتقل بدورها إلى عملية التحليل والبحث وان تحذو حذو اخبار اليوم.
وتابع: نحن اليوم على مقربة خمسة أيام من إنطلاق مؤتمر الحوار الوطني, أعتقد بأن تزامن هذا الحدث مع الحدث الجلل الذي يقف بخلفه كل اليمنيين ليصنعوا مستقبلهم وبالتالي فأن عملية الإعلام والعمل الإعلامي يمثل الركيزة الأساسية الأولى التي تضمن لهذا المؤتمر النجاح وايضاً تضمن لكافة المواطنين من إيصال صوتهم وإيصال ما يريدون وايضاً القيام بعملية التقييم بمجمل العمليات التي تدور في هذه البلاد.
نتمنى لصحيفة "أخبار اليوم" وأيضاً "ليمن فوكس" بنسختيها العربية والإنجليزية وصحيفة "الشموع" المستقبل الأفضل ونتمنى لبقية الصحف اليومية والأسبوعية أن ترتقي بأدائها وهناك الكثير من الصحف اليومية التي تمثل عملاً رائداً على المستوى الوطني.
الحاضري: نسعى إلى تطوير العمل المهني الموضوعي
قال الاستاذ سيف الحاضري المدير العام في مؤسسة الشموع أولاً نحمد الله سبحانه وتعالى إننا وصلنا إلى هذا اليوم بأن نفتتح هذه القاعة التي من خلالها نسعى إلى تطور العمل المهني الموضوعي وأن تضيف لنا هذه القاعة وهذا المركز الاخباري المزيد من الجودة والمزيد من العمل الفني إنشاء الله وجهد وتسجيل المعلومات لجميع الزملاء، وتعطينا ايضاً من المتابعة ومن الرقابة بشكل ميسر وتخلق إنطباع جيد بأن هناك عمل مؤسسي، وإن شاء الله نسير إلى مستقبل أفضل مما وصنا إليه اليوم.
وأضاف المسؤول الاول على مؤسسة الشموع: ان أهم قسم لدينا هو قسم الرصد الإخباري الذي نحرص على توفير المعلومات ورصد كل ما يدور في العالم بشكل عام سواء كان على المستوى الدولي أو العربي أو المحلي.
وعن آلية عمل مركز الرصد الاخباري قال الحاضري: نقوم بعملية الرصد بشكل آلي لمدة 72 ساعة ومن ثم نسعى إلى استكمال المعلومات التي يتم تحديثها سواء تلك التي تخص الأحداث العربية التي تجري.. أو الدولية ذات الشأن اليمني أو ذات الطابع العربي أو بالقضايا التي تخص الدراسات لإعداد دراسات مستقبلية بشكل ممتاز وبشكل يعطينا إمكانية أن تقدم للقارئ المتابع لإصدارتنا موضوعية للأحداث وتفسير ورؤى أكثر دقة في شرح الوضع بشكل عام، وهو الامر الذي سيتحتم على المؤسسة أن ترتقي في موضوعاتها وفي أدائها المهني إلى مستوى ما تمتلكه اليوم من إمكانيات ومن تيسير للمعلومة و تيسير لجودة الإخراج وجودة الطباعة والأهم من هذا كله هو الجودة في الأداء المهني الصحفي.
" ان ما وصلنا إليه اليوم يحملنا مسؤولية كبيرة بأن نظهر بنفس المستوى الذي ظهرنا عليه اليوم في الافتتاح الذي حضره الأخ الوزير وحضره مدير متب الرئاسة والأخ وزير الخدمة المدنية".. قال الحاضري.
